أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - 14 قصص قصيرة جداً















المزيد.....

14 قصص قصيرة جداً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


المكالمة الاخيرة
كانت تراقب هاتفها المحمول.. تنظر إليه كل دقيقة، تعيش ساعات انتظار مرة.. كانت تشعر ان الهاتف سيرن وهي في غفلة عنه.. لم تفارق عيناها الهاتف طوال ساعات النهار..
كانت تنتظر مكالمة من الحبيب الذي طال انتظار سماع صوته.. حاولت الاتصال به أكثر من مرة وما من مجيب..
رن الهاتف في ساعة متأخرة من الليل.. أجابت بحذر وارتباك منذ الرنة الأولى للهاتف..
-حبيبي أين أنت..لقد قلقت عليك.. هل من مشكلة.. انا مشتاقة..
قاطع كلامها صوت غريب لا يمت لصوت حبيبها بصلة:
-هنا المستشفى.. الشخص الذي تتصلين به مات برصاصة طائشة استقرت في دماغه.. يرجى مراجعة الطب العدلي.

مازال يبحث عن عمل
مضت ثلاث سنوات على تخرجه في الجامعة.. حاملاً في جعبته شهادة البكالوريوس في الهندسة.. لم تكن لديه مشكلة ولاهم سوى الحصول على فرصة عمل.
دق الابواب باحثاً.. وصل إلى أعلى المستويات.. وما من مجيب الى اليوم.
دخل في سن الثلاثين من عمره ومازال يبحث عن عمل..
وبعد عشر سنوات تأكد انه عاجز عن تحقيق حلمه والحصول على فرصة عمل.. طلب مقابلة مسؤول رفيع المستوى، وصل إليه بعد عناء وقال له:
-لا اريد عمل ولا باب رزق.. ولكني جئت لسؤالك بعض الاسئلة..
-اسأل ما تريد
-عذراً سيدي المسؤول.. كيف وصلت الى هذا المنصب، وكيف تستمتع بالجلوس وراء مكتبك الذهبي وانا اموت جوعاً.. وسؤالي الاخير عن صحة تحصيلك الدراسي؟
تنبه المسؤول إليه وقال:
-أنا خريج هذا الزمان وابنه الشرعي.. هل لديك اعتراض؟
قال: لا... ومضى بعيداً

قطار العمر
كان يضيع معظم وقته متأملاً عند شاطئ البحر.. يجلس الساعات وحيداً، لا يرى سوى صورته المشوهة المعكوسة في الماء.
كانت تراقبه.. تقدمت نحوه بدافع الفضول وقالت:
-سلاماً
-سلاماً
-تراقب وتتأمل البحر كثيراً..
-نعم (قالها بضجر)
-صحيح ان البحر جميل ولكن بهذه الطريقة سيهملك القطار مثلما يقال قديماً
-أي قطار.. هل تقصدين قطار العمل.. ام قطار الزواج أم قطار السعادة.. كل هذه القطارات كنت انتظرها بفارغ الصبر ولكنها فاتت وتركتني وحيداً..
-لماذا أنت هكذا.. ماذا تنتظر؟
-أترقب وانتظر انقلاب قطار العمر.

حتى أحيا
طفل صغير حمل كل ملامح البراءة والطفولة سأل أمه عن أسباب مقتل والده.
-امي لماذا قتل والدي؟
-لا أحد يعلم.
-من قتله؟
-المليشيات.
-هل كان أبي مجرماً أم سارقاً حتى يقتل في وضح النهار ويرمى على جانب الطريق؟
-(اجابت بعصبية) لا.. لا.. أبوك لم يكن مجرماً ولا سارقاً بالعكس.. لا تقل ذلك مرة أخرى.
(سكتت قليلاً) ثم قالت: عندما تكبر سوف تعرف الاسباب.
الطفل بإلحاح شديد: وأنا اريد ان اعرف الان.
-يا بني أبوك قتل لانه كان نزيهاً وصادقاً.
-إذن لماذا تعاقبينني عندما أكذب عليكِ؟
وأضاف: لن اقول صدقاً بعد اليوم.. حتى اعيش طويلاً.. لا أود اللحاق بأبي.
لم تجد الام أية إجابة مقنعة للطفل سوى الدموع والاسى.

ثورة.. عقارب الساعة
حاكم جديد حكم البلاد.. ابتدأ حكمه باعدام عدد كبير من المعارضين.. حكم على شعبه بالهلاك والشقاء طيلة مدة حكمه..
وفي السنة الاولى من استلامه الحكم ادخل بلاده في حرب دامية وطاحنة مع اقوى امبراطورية في ذلك العهد.
ضحى بالكثير من الارواح.. كان سبباً في نشر الدماء.. ولكن من الغريب انه كان يدعي النصر بعد انتهاء الحروب والمجازر التي دامت أكثر من عشر سنوات.
بعد ان توقفت الحرب وبان الدمار على المدينة بشكل واضح، جمع الحاكم كل علماء البلاد في قصره الذهبي احتفالاً بالنصر..!
وتحدث عن الانجازات التي حققها في الحرب الاخيرة.. وطلب من العلماء العمل على جعل هذا اليوم يوماً تاريخياً تستذكره البلاد في كل سنة، كما طلب من العلماء اكتشاف واختراع اشياء مفيدة عند استعادة الذكرى السنوية للحرب.
وبعد عام..
جمع الحاكم العلماء مرة أخرى .. وقال: ماهي منجزاتكم في هذه السنة؟
أجاب الاول: لقد صنعت تمثالاً لشخصكم الكريم من الذهب الخالص وسينصب في وسط المدينة.
أما المبدع الثاني فقال: اما انا فقد رسمت لوحة لوجهكم البهي مساحتها حوالي 100م2.
أما الثالث فقد أجاب: انا عملت طوال السنة على تصميم وبناء معبد يحمل اسم فخامتكم.
أما الربع فقال: لقد صنعت لكم سيفاً ذهبياً يقطع كل شيء مهما كانت صلابته.
أما الخامس فاجاب: اما أنا يا جناب الحاكم قد صنعت لك تاجاً من اللولو والياقوت عسى ان يليق بمقامك.
وهكذا كان الحال حتى وصل دور العالم نينو حيث قال:
-لقد قمت بصناعة أكبر ساعة في العالم.. ساعة تنصب وسط المدينة.. لونها أحمر..
قاطع الحاكم كلام (نينو) قائلاً: ولماذا حمراء؟
-لانها تجسد دم الشهداء الابطال.
الحاكم (يتكلم بفخر) هل هي جاهزة أود افتتاحها بنفسي؟
نينو: نعم فخامة الحاكم.
وفي اليوم التالي وأمام جمع كبير من الوزراء والعلماء وسكان المدينة تم افتتاح ساعة (نينو).
ولكن سرعان ما فوجئ الحاضرون وعلى رأسهم الحاكم بشكل الساعة، حيث كانت على شكل رأس مقطوع غارق بالدماء، كما ان عقارب الساعة كانت تدور بالاتجاه المعاكس (من الشمال الى اليمين)!
قال الحاكم بغضب: ان عقارب الساعة تسير بالمقلوب.. فضلاً عن شكلها المقزز.. يجب ان ترفع من ساحة المدينة وفي الحال.
قال نينو بصوت مرتفع امام ذلك الجمع الكبير: سيدي الحاكم ان شكلها يعني شكل شهداء، اما بالنسبة لعقاربها التي تدور بالمقلوب فأنا قصدت ذلك صناعتها..
الحاكم: ولماذا؟!
نينو: عسى ان اتمكن من إعادة الزمن الى الوراء، من اجل ان ارى ولدي واخوتي الذين ماتوا في حروبك الظلامية الفاسدة..
أمر الحاكم قطع رأس (نينو) في الحال..
تنبه الناس الى الحدث وتأثروا به كثيراً، وعندئذ اندلعت ثوة شعبية ضد الحاكم. وعرفت هذه الثورة بثورة (عقارب الساعة).

قشور الباذنجان
أكمل دراسته الجامعية بتفوق.. ثم دخل التجنيد الإلزامي بعد ان تسلم شهادة التخرج..
لم يكن معتاداً على الأجواء العسكرية ولغة الأوامر..
يومه الأول ابتدأ في معسكر الرشيد.. كان يوماً صعباً وشاقاً جداً، خضع لاختبارات اللياقة المجهدة والمتعبة.. لم يكن لديه أية خيار سوى تنفيذ أوامر الضابط حرفياً.
وفي إجازته الاولى.. وبعد خروجه من باب المعسكر وآثار التعب والإرهاق واضحة على وجهه.. امتطى سيارة أجرة قادته الى بيته الكائن في مدينة البصرة..
كانت جيوبه شبه فارغة، وكان كل ما يحمله من نقود بالكاد توصله الى بيته.
وصل الى عتبة باب بيته.. طرق الباب بأصابع تعبة مرهقة متسخة.. فتحت له امه والسعادة تملأ قلبها من اجل رؤيته.. احتضن امه بحرارة وشوق وحنان لاحظ ان وجه امه كان شاحباً فسألها:
-أمي أراك متعبة هل انت مريضة.. هل حدث شيء في غيابي؟
-لا.. لا.. لم يحدث شيء.. انا بخير والحمد لله.
-إذن ما الامر.. ماذا تخفين عني؟
-قلت لك لا شيء.. استبدل ثيابك واحلق ذقنك واستحم ولا تفكر بشيء سوى راحتك.
- ما هو عشاؤكم اليوم؟
تغافلت الام من سؤال ابنها.. فعاد يسألها:
-أين العشاء يا أمي، أنا جائع جداً وبطني خاوية.
-لا يوجد عشاء سوى حساء.
-حساء.. حساء ماذا؟
-حساء قشور الباذنجان.
-لم أسمع بمثل هذا الحساء من قبل.. كما انك لم تطعميني إياه من قبل.
-نحن نحتسي هذا الحساء كل يوم وعلى ثلاث وجبات.. بعد ان نفذ كل باذنجان المزرعة.. وبسبب الحصار... المواد غالية ولا يوجد لدينا أي شيء صالح للاكل سوى قشور الباذنجان..
ترك شاب امه متجها الى الخارج وعلامات الغضب والاسى تسيطران على وجهه، متجهاً الى بيت أحد أصدقائه مستعيراً منه مبلغاً من المال..
دخل الى السوق.. واشترى خضاراً وفاكهة بكل المبلغ.. ثم عاد الى امه، وبعد ان فتح الباب قال:
-لا تنزعجي.. الله كريم (قالها بيأس)
بعد أيام انتهت إجازته.. وكان عليه الرجوع الى المعسكر وإلا سجل غائباً وتعرض للمطاردة.
لكنه لم يكن يملك حتى اجور نقله الى المعسكر.
ظل هارباً من الخدمة لمدة من الزمن.. حتى بلّغ عنه صديقه من أجل الحصول على مكافأة مالية.
القي القبض عليه.. وتم قطع إحدى اذنيه وترحيله الى المعسكر.
رحلة الى الباب الشرقي
اعتاد الاستيقاظ في تمام الساعة السادسة من صباح كل يوم متوجهاً الى دائرته الكائنة في إحدى المناطق القريبة من الباب الشرقي..
وفي يوم جاف وحار من أيام صيف آب اللهاب صعد سيارة (الكوستر)، انطلق السائق في طريقه الى الباب الشرقي، حتى وصل الى الخط السريع.. الذي قطع بسبب انفجار استهدف إحدى دوريات الشرطة، مما ألزم سائق السيارة على الوقوف لأكثر من ساعتين.. لم يتقدم خلالها خطوة واحدة..
بدأ الموظف يقلق بشأن تأخره عن وظيفته.. راح ينظر الى ساعته بين الحين والاخر.. يراقب وجوه الركاب ويحاول التأمل في وجوههم.
ركز نظره على شابة جميلة.. عطرها ملأ السيارة..كانت تنظر الى هاتفها المحمول بترقب.. وقال في نفسه: يبدو انها على موعد مع حبيب.
ادار بصره الى شيخ طاعن في السن كان يجلس على مقربة منه. كان الشيخ شبه نائم يفتح عينيه ويغلقهما بين الحين والاخر.
أدار وجهه الى شاب انيق كان يتكلم في هاتفه الشخصي بصوت عالٍ بسبب رداءة الشبكة.. كان يطلب تأجيل الموعد بسبب انقطاع الطريق.
وبعد ذلك تنبه لشخص يحمل بيده معولاً وكان يكلم نفسه وهو ينفث دخان سيجارته بوجه الركاب غير آبه لأحد:
-تأخرت.. هل سيسمح لي المقاول بالعمل هذا اليوم.. هل يمنحي اجراً كاملاً او يستقطع منه ساعات التأخر.
ومن شدة الحرارة بدأت رائحة تعّرق الاجسام تبدو واضحة.. كان الصمت مسيطراً على كل من في السيارة.. وفجأة انتفضت إمرأة عجوز وفتحت باب السيارة في محاولة لمغادرة السيارة.
فقال لها الموظف:
-حجية.. الطريق مقطوع بسبب الانفجار الذي استهدف دورية الشرطة.. ان نزولك من السيارة سيعرض حياتك للخطر.
أجابت بصوت يرتعش خوفاً:
-يا بني ان ابني الوحيد يعمل شرطياً في هذه الدورية... وانا قلقة عليه وقد نفد صبري.
ودون ان تنتظر تعليقه..
فتحت باب السيارة ونزلت بسرعة باحثة عن ابنها الشرطي وهي ترتجف.. نزل الموظف معها خوفاً وعطفاً عليها..
سألت أحد رجال الشرطة المتواجدين في المكان: هل من شهداء.. كم عددهم.. هل تم نقلهم جميعاً.. وإلى أي مستشفى؟
لم يهتم رجل الشرطة بالمرأة العجوز ولم يجبها عن اسئلتها.
قالت: يابني ابني عمار شرطي في هذه الدورية هل تعرفه.. هل مازال حياً.. اجبني بأية كلمة..
انهمرت دموعها ونحيبها ولم تفلح في السيطرة عليها.. تركت رجل الشرطة وسارت نحو مكان الحادث فلم تجد سوى أشلاء متفحمة.. بدأت تبحث عن ابنها بين الاشلاء حتى صرخت بصوت مرتفع:
-عمار.. هذا هو رأس عمار.. وهذه ساقه.. بقيت تصرخ بكلمات غير مفهومة..
شعرت الام بنهاية العالم مع نهاية عمار.. رمت نفسها وسط نيران الانفجار.

أزمة مالية
دخل العالم أزمة مالية.. تدهور حال البلاد.. اصبح الملك عبداً.. أصبح التجار شحاذين... أصبح اليوم نصف ساعة.. أصبح الشهر ثلاثة أيام... أصبح قصري الفخم غرفة تحت سلم العمارة.. أصبح جبيبي فارغاً.. اصبحت جائعاً.. ولكني بقيت انسان.

خراب
إعصار اجتاح المدينة.. حولها الى ركام ودخان .. احاط الخراب كل ما فيها حتى البشر..
ولكني مازلت أسمع صوت طفل بريء يضحك.. كانت ضحكته أجمل من نغمات الصباح واروع من صوت فيروز وشاهدت شابة تحمل وردة.. فاق عطرها كل الدمار الذي حل بالمنطقة.. فهل حل الخراب؟

شكوى
قال سأشتكي على الوزير الفلاني لانه لم يتقن عمله .. واشتكي على مديري لانه غير نزيه.. واشتكي على زوجتي لانها لا تتقن سوى الثرثرة.. واشتكي على امي لانها أنجبتني في ليلة ظلماء فصارت كل أيامي معتمة.. واشتكي على أبي لانه صنع مني رجلاً فيما كان المجتمع يريدني قرداً.. واشتكي على نفسي لاني إنسان لا يحسن التملق.. واشتكي على الله لانه خلقني من طينة عصية على الغبن والظلم والسكينة.. ولكن لمن سأوجه شكواي فيسمعها ويعمل على حلها؟

حوار مع إبليس
حاول الابتعاد عن أعمال القتل والإرهاب التي دخل فيها من دون وعي ولا دراية بعد أن أحس انه متورط فيها وبعد ان أدرك تماماً انه مذنب ضد نفسه أولاً والكون ثانياً.
وفي ليلة مزدحمة بالتفكير جاءه إبليس في دنيا الأحلام.. وسأله:
-لماذا حولتني إلى مجرم وقاتل؟
-لأنك صديقي.. وعبدي المأمور.
-كيف تمكنت مني.. أذكر إني كنت متديناً فيما سبق.
-الموضوع في غاية البساطة يا صديقي، من السهل جداً ان أغير أفكارك.. وأحولك الى ما أشاء.. لأنك جاهل وتعتمد قشور وظاهر الأمور ولا تفكر في الجوهر.
-لكني الآن انظر إلى مستوى ابعد مما تتصور.. وسأخاصمك من اجل الإنسانية..
صفق له إبليس باستهزاء.. وقال
-ستبتعد عني عندما تكون إنساناً حقيقياً، يفهم كل معاني الإنسانية.

مفاتيح
كانت دائمة البحث عن مفتاح لقلبها الذي ملأه الصدأ بعد استشهاد خطيبها في انفجار حل في سوق شعبي..
مضت ثلاثون عاماً من الانتظار المرّ والبحث الدؤوب عن شخص يخرج القيح الذي ملأ قلبها.
جربت عدداً كبيراً من المفاتيح.. وأدركت بعد طول عناء السنين ان كل مفاتيح الدنيا غير صالحة لئن تكون بديلاً عن مفتاحها الذهبي الذي فقدته أيام خطوبتها..
اقتنعت بمفتاح واحد تفتحه على الدموع والأسى.

الأفضل دائماً
سأل المعلم تلاميذه: أي الصفات أفضل المحبة أم الكراهية أم التعاون؟
أجاب أحد التلاميذ: بالتأكيد صفة المحبة لأنها تولد العلاقات الاجتماعية والإنسانية الطيبة.
وقال آخر: لا.. لا.. يا أستاذي التعاون أفضل بكثير ومن خلاله تتكون المحبة، ذلك ان للتعاون دور كبير في تنظيم المجتمع.
فأجاب ثالث: كل ما قاله زملائي صحيح، ولكني لم أشاهد من يعمل بهذه الصفات في عهدنا هذا، فالكل يعمل بالحقد والكراهية والبغضاء والخصام.. وهي خير دليل على هوية الزمان.. فما هو الأفضل دائماً يا أستاذي؟
بقي المعلم حائراً ومحرجاً من السؤال، لا يجد جواباً بحجم ومستوى تلاميذه ويخرجه عن صمته.. عندئذ طلب منهم تغيير موضوع الدرس!

رحلة البحث عن جثة
كانا اكثر من أصدقاء بل كانا متفقان على انهما أكثر من أخوة.. تجمعهم الابتسامة والدمعة ..
الحرب الطائفية التي حلت بالبلاد في عام 2006.. كانت سبب اختطاف أحمد على يد الجماعات المسلحة المسيطرة على المنطقة التي يسكنها..
حاول صديقه ياسر الاتصال بهاتف صديقه على أمل التفاوض مع الخاطفين.. لحل المسألة بفدية مالية..
يرن جرس الهاتف وما من مجيب.. اعاد الاتصال أكثر من مرة حتى اغلق الهاتف نهائياً.
بدأت المخاوف تدور في ذهن ياسر.. وبدأ الحزن يخيم على وجه ياسر.
بقي ياسر في بيت صديقه المختطف من أجل مواساة اهله بهذا المصاب.
وفي صباح اليوم التالي.. توجه ياسر الى دائرة الطب العدلي بحثاً عن جثة صديقه المختطف..
دخل باب الدائرة، كانت ضربات قلبه أسرع من خطاه بكثير.. سأل موظف الاستعلامات عن حاسبة الوفيات الرئيسية للدائرة.
أجاب الموظف: على الجهة اليمنى.
جلس امام شاشة الحاسبة، وعرضت أمامه صور في غاية البشاعة، صور أشخاص بلا رؤوس وأخرى بلا أيادٍ وأرجل، وأخرى لجثث محترقة ، وغيرها لشباب ماتوا من شدة التعذيب.. ولكنه لم يجد صورة صديقه أحمد.
قرر الدخول الى ثلاجة الموتى للتأكد من مصير صديقه بنفسه.
منعه أحد الموظفين خوفاً عليه من هول المشهد داخل الثلاجة، ولكنه كان مصراً على الدخول.
دخل الى الثلاجة.. بدأ يقلب الجثث يميناً وشمالاً، ينظر إليها بحذر، كانت رائحة الموتى لا تطاق.. بدأ بالتقيؤ ولكنه بقي يبحث عن جثمان صديقه أحمد.. لاحظ مشاهد مروعة ومرعبة.
فتش في كل المكان ولكنه لم يجد جثة أحمد بعد كل هذا العناء.. خرج من دائرة الطب العدلي وهو يحمل شيئاً من الامل الذي يوصله الى صديق عمره..
عاد الى بيت أحمد ليطمئن أهله بعدم وجوده في دائرة الطب العدلي وبما يدل على انه مازال حياً..
صدم حين سمع بكاء وعويل في بيت أحمد.. دخل مسرعاً، فوجد أحمد مستلقياً على الارض.. معصوب العينين والعيارات النارية قد هشمت صدره والدم اغرق جسده..
شعر بألم شديد فاق كل آلام الدنيا .. وأحس بنهاية العالم مع نهاية أحمد.




#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة: البراءة
- قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - 14 قصص قصيرة جداً