أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - 5 قصص قصيرة جداً















المزيد.....

5 قصص قصيرة جداً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


الدم الأبيض

حنان طفلة صغيرة نباهة ذكية، كثيرة التساؤل.. تعشق الطبيعة وعلومها، تبحث عن إجابات لعدد من الأسئلة..
سألت معلمة مادة العلوم في المدرسة عن لون الدم..
أجابت المعلمة: كل المخلوقات تحمل الدم الأحمر اللون.
قاطع الطفلة المعلمة: لكني قطفت زهرة من حديثة بيتي باحثةً عن نزيف دمها الأحمر، ولم أجد ذلك النزيف حتى وهي تفارق أنفاسها الأخيرة.. وأنا اعتقد ان شرحكِ للموضوع غير دقيق ولا أرى ان كل المخلوقات تحمل الدم الأحمر اللون.. لأني أعرف لون آخر للدم وهو الأبيض، وقد تعرفت على هذا النوع من الدم من خلال شجرة التين التي تنزف دماً ناصع البياض عند قطف ثمارها.
هل من الممكن إعادة شرح هذا الموضوع بصورة دقيقة أكثر موضوعية ليتسنى لنا فهم الدرس والاستفادة منه.
قالت المعلمة: ان الورود تعبر عن السلام والمحبة وقد خلقها الله مسالمة حتى عند موتها فهي تكتفي بالدموع بدلا عن الدم.. أما بالنسبة للدم الأبيض فهو يعبر عن نقاء وصفاء تلك الشجرة التي عمد الله سبحانه وتعالى على اختيارها نموذجاً للطيبة والخير في كل كتبه السماوية.
قالت حنان: ولماذا لم نأخذ من الورود أو أشجار تين مثلاً نحذو حذوه.. ولماذا نعشق الدم الأحمر القاني لدرجة ان والدي كان يشرب الدم أكثر من عصير البرتقال !؟
المعلمة: لابد ان تعلمي اننا خُلقنا وسط صراعات الخير والشر والصالح والطالح ولذلك خَلق الرب الجنة والنار.
وختمت المعلمة كلامها بالقول: كفاكِ أسئلة ولا تحاولي الخروج والابتعاد عن موضوع الدرس.

شذوذ

اجتمع عدد من المجرمين والقتلة في ساعة متأخرة من الليل في إحدى خانات المدينة..
غنوا ورقصوا مع طرقات الكؤوس كانوا يتباهون فيما بينهم بما ارتكبوا من جرائم.
قال أحدهم:
-سأروي لكم يا رفاق أهم جريمة في حياتي وهي ذبح خمسة أطفال دون سن السادسة بعد اختطافهم وابتزاز ذويهم.
وقال آخر:
-أما أنا فقتلت أكثر من خمسين طفلاً بسيارتي المفخخة التي عملت على تفجيرها أمام مستشفى للاطفال.. وقبضت ثمناً يستحق العناء ممن يحترم جهدي.
رد ثالث:
-انا لا يعجبني ان اقتل أحداً ولكني اعشق ان احرق، وفي الصباح حرقت ثلاثة منازل كانت مكتظة بالسكان العزل الغاطسين في النوم.
وقال رابع:
-أنا أكره أمي لانها تزوجت غير أبي.. لذلك قطعت رأسها دفنته في بطنها حتى لا يتعرف عليها أحد..
سمع كلامهم أحد الشباب السكارى الجالسين على مقربة منهم في الخانة.. وقال لهم بصوت متقطع:
-اسمحوا لي ان أشارككم السهرة.. كل منكم عرض موجزاً من سيرته الذاتية.. ولكن جميعاً لم تصلوا الى المستوى المطلوب أو الى اية درجة من الإبداع.. أنا أكثركم إبداعاً وشراسة..!
الجميع بصوت واحد: (كيف؟)
-أنا أعمل في الطب العدلي وأسكن فيه أيضاً أسهر طوال ساعات الليل بين أجمل الأجساد التي لا تعمل على مقاومتي عند اغتصابها والتشبع منها.. وبعد ان أريح نفسي عمل على اخذ قطعة لحم صغيرة من ذلك الجسد المغتصب واكلها وهي نية!!
أعجب الجميع بما قال ذلك الشاب، لان شكله لا يدل على الإجرام..
تساءل احد الجالسين:
-مادمت تعمل في الطب العدلي.. هل تذكر جثث النساء الفاتنات الثمان اللواتي افتقدن رؤوسهن
-نعم.. هذه الجثث وصلتنا في تموز 2006.. وكان يوم لا ينسى.. لقد اغتصبتهن جميعاً في ليلة واحدة..
-كيف.. وهن بلا رؤوس؟!
-بعد ان سئمت من تلك الأجساد التي أمارس معها الحب يومياً.. قمت بقطع رؤوسها وتركيبها على الأجساد الطرية الجديدة التي لا يزال دمها ساخناً.. ومارست هوايتي حتى الصباح.
-ألا تخشى ان يكتشف أمرك؟؟
-لا.. لا.. لأني ببساطة اكتب في تقريري صباح كل يوم.. ان كل الجثث الموجودة في الدائرة مجهولة الهوية.

تضحية

شابة جملية تفتن كل من يراها لجمالها وحسن أخلاقها وطيبة قلبها وشجاعتها التي يصعب وصفها..
أكملت العشرين من عمرها، تزوجت لفترة وجيزة وبسبب وفاة زوجها غير المتوقع رهبت حياتها لخدمة عائلتها والمكونة من ام وثلاثة أطفال..
عملت على إحكام إغلاق أبواب الحب والعاطفة والغريزة حتى باتت رب أسرة لتلك العائلة البسيطة..
حاول عدد من الناس من أشباه الوحوش التقرب منها والوصول الى قلبها لإغوائها وإذلالها ولكنها أبت الاستسلام لتلك العواطف الزائفة.
لم يكن يشغل فكرها سوى الحصول على مصدر لزرق شريف لسد ظمأ عائلتها التي وضعها الزمن في مثل هذا الحال.
عملت في إحدى المؤسسات وباجور يومية متواضعة..
كان حسن خلقها قد جعلها مصدر إعجاب الجميع.. حتى أعجب بها احد الزملاء ودعاها دعوة صريحة للزواج.. وكالعادة كان جوابها الرفض على الرغم من وثوقها بانه مناسب جداً لها ولعائلتها أيضاً.
بقي ذلك الشاب يبحث عن شتى الوسائل للوصول الى رضاها من دون ملل او كسل.
كان يراقب خطاها الحذرة من الجميع؛ مثلما يلاحظ ملابسها المحتشمة التي لا تسمح لاحد ان يختلس النظر إليها.
كان رفضها الجاد للارتباط به سبب لان يعشقها أكثر من ذي قبل.. حتى قرر ان يحبها عن بعد..
بقيت الحال معلقة لدهر من الزمن وبقي الشاب يترقب وينتظر ما يطمح إليه حتى أصبح شيخاً طاعناً في السن.
وبقيت رافضة الارتباط بأي انسان.. وظلت مثلاً للتضحية والوفاء.

اللحم البشري
تعالت أصوات الجوع وصرخات الشكوى أمام قصر ملك البلاد وحاكمها الأوحد؛ بسبب الجوع والعوز الذي حل بالشعب.
أصوات طالبت الحاكم بسد حاجة شعبه وانتشاله من مجاعات أرهق من إحصائها وانتظار نهاياتها.
تصاعدت الصرخات أكثر وأكثر حتى خرج ملك البلاد الى باحة قصره وأمر شعبه بصوت صارم أن يأكل بعضهم بعضاً للحفاظ على ميزانية الدولة لأن أعدادهم زادت عن سعة الأرض الجغرافية!
كلمات الحاكم أصابت الجمع بالدهشة والخوف..!
وتابع الحاكم كلامه قائلاً:
-أرى في وجوهكم علامات التعجب والاستفهام.. ان اللحوم البشرية لها مذاق خاص ولا تسبب التخمة.
ولكن طهيها يحتاج الى عناية وتركيز وخبرة.. لذلك لا أمانع من اللجوء الى طباخي القصر الرئاسي للاستفادة من خبراتهم في طبخ اللحم البشري.

اعتقال الخجل

اجتمع حاكم البلاد اجتماعاً طارئاً بالقيادات الأمنية العليا؛ وذلك للقضاء على الخجل.. فأمر رجال الأمن باعتقاله لأنه مصدر إزعاج الجميع.
دخل رجال الشرطة والأمن وحرس الحدود حالات استنفار وتأهب تام وقاموا بعمليات تفتيش ومداهمة واسعة في جميع أرجاء المدينة بحثاً عن الخجل.. ألصقوا إعلانات تفيد بان أي معلومة تدل القوات الأمنية على الخجل ستكون مقابل مكافأة مجزية.
مضت الأيام سريعاً.. ولم يتمكن أحد من الوصول الى الخجل وإلقاء القبض عليه.
وذات يوم طلب شيخ طاعن في السن مقابلة الحاكم مدعياً انه يحمل في جعبته معلومات تفيد بإلقاء القبض على الخجل.. ولن يقولها إلا أمام الحاكم.
استقبله الحاكم بحفاوة وفرح وكأنه صديق عمره..
قال الشيخ للحاكم:
-يا سيد البلاد.. نساؤنا بتن يخجلن الخروج من البيوت حتى لا يتهمن بأنهن متسولات متزوجات من متسولين.
ضحك الحاكم بفرح وقال: جيد.. هذا خير إثبات على ان الخجل مذنب بحق البشرية.
تابع الشيخ كلامه قائلاً:
-يا مولاي.. نحن الآن حفاة عراة مرضى من شدة العوز ومن يوقف صرخاتنا ذلك الخجل.. ونحن لا نملك شيئاً في الحياة..
انتم أصدرتم قرارات باعتقاله.. فهل من بديل يكظم غيظنا.. قبل ان تتفجر عواصفنا تجاه قصرك؛ فنقتلعه من جذوره؟
صاح الحاكم بصوت خانق:
-أنت متعاون ومتساهل ومتستر على ذلك المجرم..
وأمر سفاحيه بقطع رأس الشيخ وسط المدينة، وأصدر حكماً بإعدام الخجل غيابياً.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 قصص قصيرة
- سبع قصص قصرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- الساعات .. قصص قصيرة جدا
- قصص الدقيقة الواحدة
- ثمانية قصص قصيرة جداً
- 14 قصص قصيرة جداً
- قصة قصيرة: البراءة
- قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - 5 قصص قصيرة جداً