أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - ثلاث قصص قصيرة جداً














المزيد.....

ثلاث قصص قصيرة جداً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


حذاء ذو كرامة
اعتاد على الحراك والسير والتخبط بالاسفلت لمسافات طويلة.. مثلما اعتاد التآلف مع التراب والمياه الآسنة التي يخوض فيها يومياً مئات المرات..
كان يدخل خزانة الاحذية متأخراً متسخاً يحمل انواع الروائح الكريهة التي بدورها توقظ أقرانه الاحذية من نومهم الذي طال بسبب تمزقهم وإحالتهم على التقاعد الاجباري.
وذات يوم.. دخل الحذاء مبكراً الى خزانته وكان نظيفاً جداً على غير عادته..
فاعجب أصدقائه المتقاعدين والمستهلكين بشكله النظيف اللامع متسائلين عن أسباب هذا التغيير الملحوظ.
انتفض قائلاً: لن اسمح لانسان كهذا ان يهين كرامتي.. فعلاً انا حذاء ولكن لدي كرامة.. لم اعد قادراً على تحمل تلك (الجوارب) ذات الرائحة النتنة التي لم يغسلها صاحبها من يوم اشتراها.. كما اني لم اعد قادراً على منع خطواته السريعة التي تسير تجاه كل شيء خطأ وقذر..
تسائل الجميع بصوت واحد: وهل يعمل بصيانة المجاري؟
لا.. فهذا عمل شريف يهدف الى خدمة الانسانية... ولكن ذلك الانسان يصعب إصلاحه.. يعمل بمنظمة إرهابية.. فلن اسير على خطاه.. حتى لا أكون سبباً في ارهاب او تكفير..

الشقراء
يملؤها الغرور.. كونها بيضاء شقراء ومثيرة لدرجة يصعب وصفها.. ومن شدة جمالها يشعر من يراها بانها حورية هربت من الجنة.. تمتلك نظرة يصفها الجميع بانها قادرة على احياء ميت.
كانت تعمل ضمن جهاز المخابرات بسرية تامة، بحيث لا أحد يعرف مصدر رزقها وأوقات عملها..
دخل حياتها شاب من عائلة معارضة النظام الدكتاتوري..
أحبها كثيراً.. وبسبب ذلك الحب الجنوني كشف لها كل أسرار العائلة.. وبأدق تفاصيلها.
وبعد أيام قليلة القي القبض على عائلة الشاب بالكامل وتم إعدامهم في ساحة عامة ومن دون محاكمة.. بوصفهم من الجواسيس.
لم يكن الشاب يشك بها إطلاقاً.. بسبب ذلك الحب الاعمى.. حتى اكتشف سر عملها ليلة سوداء مظلمة.. بقي محافظاً على ما اكتشفه بحثاً عن وقت مناسب..
وفي احدى السهرات.. كان الشاب شارداً في خياله وهو ينظر إليها بحذر وصمت..
مزقت صمته قائلة بغرور: بالله عليك ماذا تشعر عندما تنظر إلي؟
-اشعر ان وجهك الناصع البياض هو أكفان أهلي وشعرك الاصفر هو الغل والحقد الذي يطفح منكِ تجاه البشرية.. وفي جسدك الفاتن المغري أكوام قمامة تمتاز برائحة عفنة.. وفي عيونك مجاميع إرهابية ازهقت أرواح الابرياء.. ولسانك سيف بتار.. وشفتاك الورديتان جهاز كشف الكذب (كشف الاسرار).. واذنيك جهاز تسجيل صوت ذو ذاكرة خرافية.. ويداك الناعمتين حفار القبور..
زخت الدموع من عينيه أثناء وصفها.. ثم انقض عليها وخنقها حتى الموت وقال: قتلك هو قتل الدكتاتور.. وفر هارباً.

مذكرات ميت
بعد ان رقد تحت التراب لمدة طويلة تملؤها الوحدة القاتلة.. حاول استرجاع شريط حياته منذ البداية.. حاول ان يستذكر حلوها ومرها، أفراحها وأحزانها، كفاحها ونضالها، نجاحاتها وفشلها.
عاد بذاكرته سبعين عام حيث كان شاباً وسيماً أنيقاً في مقتبل العمر، يحمل في جعبته أحلاماً وردية منها ما كان يدل على الجدية والوعي وأخرى ما يعود للمراهقة والطفولة في بعض الاحيان.. كان عمره أنذاك خمس وعشرون عاماً..
انقلبت حياته وأحلامه المستقبلية مع اول صدمة حقيقية وجهتها له الحياة وهي إعدام شقيقه الاكبر الذي كان معارضاً للدولة في ذلك الوقت..
استمر شريط حياته المهموم الى ان دخلت حياته حبيبة قلبه الاولى والوحيدة التي أحبها حباً لا يوصف وارتبط بها رسمياً وانجب منها قلبه ووحيده أحمد والذي أسماه على اسم شقيقه الراحل..
عمل على ان يعوض خسارة أخيه بولده فعمل على تربيته أحسن تربية وعلمه كل شيء..
عادة به الذاكرة الى أجمل مشهد في حياته وهو لحظة وقوف أبنه أحمد على قدميه لأول مرة..
ثم عاد بذاكرته الى أكثر الايام سوءً وسواداً.. وهو يوم تجند ولده الوحيد في إحدى الجماعات الارهابية الكافرة التي لا تعرف مع الحياة والحرية.. انساقت دموعه وهو تحت الارض وأغرقت القبر من حوله.
كان يشعر في تلك اللحظة ان عذاب جهنم اقل بكثير مما حل فيه خلال حياته..
استمر شريط الحياة يتقدم بسرعة حتى وصل الى لحظة وفاته..
حينما هدده أحمد وأجبره على دعم اؤلئك الكفرة والظلاميين.. لكنه لم يتمكن من معرفة السبب الرئيس لوفاته..
فهل مات على يد المجرمين... ام بسبب حسرته على قلبه ووحيده أحمد؟؟



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساعات .. قصص قصيرة جدا
- قصص الدقيقة الواحدة
- ثمانية قصص قصيرة جداً
- 14 قصص قصيرة جداً
- قصة قصيرة: البراءة
- قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - ثلاث قصص قصيرة جداً