أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - سبع قصص قصرة جداً















المزيد.....

سبع قصص قصرة جداً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 24 - 15:58
المحور: الادب والفن
    


1. عقارب
عقدت عقارب الساعة (الثواني والدقائق والساعات) اجتماعاً مغلقاً وعاجلاً.. من اجل تحديد المهام والمسؤوليات حسب الاهمية في ظل وجود بطارية جديدة (أصلية) وضعها صاحب الساعة.
قال عقرب (الساعات) وهو العقرب الاكبر:
-يجب ان نعمل بجد وإخلاص في المرحلة القادمة والاهتمام بكل المهام الموكلة إلينا وعلى أحسن وجه.. ومن دون أي تقصير.. لاننا حصلنا على البطارية الجديدة عن طريق الصدفة.
رد عقرب (الدقائق) قائلاً:
-بقينا واقفين مهمشين بلا حراك لفترة طويلة بسبب ضعف البطارية السابقة التي لم يغيرها صاحب الساعة إلا بعد ان لاحظ صديقه الموضوع.. فلماذا هذا التفاني في العمل..؟
قاطع كلامه عقرب (الثواني) قائلاً:
-ماذا تقصد بكلامك هذا.. هل تقصد اننا يجب ان نهمل عملنا ونقصر فيه مادام صاحب الساعة مهملاً للوقت وغير مبالٍ به.. ولا يعنيه تقدم الزمن..؟!
سأبقى على اخلاصي في العمل ولن اتراجع عن مسيرتي بسبب ذلك المهمل بل سأعمل من خلال صوتي الواضح المسموع على تنبيهه وتغييره.
أبده عقرب الساعة وقال أنا سأهمس في اذنه.. فيما خجل عقرب الدقائق وقال انتما على حق.. سأنبه.. ولكن بهدوء.. بهدوء.

2. إصلاح
كانت عائلة (الطيب) عائلة اسم على مسمى وهي من العوائل الاصيلة والرصينة في المدينة التي يسكنون فيها ولكنها كانت تعاني من أمراض وراثية مستعصية يصعب علاجها حتى باتت توصف بالحالات الشاذة.. بوصفها من حيرة علماء الطب الحديث.. حتى تحولت هذه الامراض الى موضوع للدراسات والتجارب والابحاث..
عائلة الطيب لم تكن منزعجة من مقاطعة الناس لهم.. بل كانت تعمل على خدمة المجتمع بالكامل.. على الرغم من كونه نبذها ورفض أصالتها..
وذات مساء..
زار احد كبار أطباء المدينة بيت الطيب وقال لهم:
-تمكنت اليوم بعد دراسة شاملة من تشخيص امراضكم المستعصية!
فقال كبير عائلة الطيب: وما هي امراضنا ارجوك ساعدنا.. عسى ان لا تكون ضارة او معدية.. حتى لا نكون سبباً في اصابة أحد من سكان المدينة..
-انتم تعانون من داء غير معدٍ.. ولكني آمل ان ينتشر ويتغلغل بين الناس!!
•ماذا تقول لماذا نكون سبباً في آلام الاخرين..
-انتم مصابون بامراض النزاهة.. وحب الناس.. والسير على طريق الحق.. وكل هذه الصفات باتت امراضاً غريبة في هذا المجتمع الغريب..
-وهل تجد طريقة لاصلاح المجتمع؟؟
-انا لا استطيع فعل شيء لوحدي... ولكنكم معنيون باصلاحه.

3. سيرة ذاتية
طلب منه مديره في العمل سيرته الذاتية لحفظها مع أولياته الشخصية في الدائرة..
بدأ يهمل ويعمد الى تجاوز الطلب لعدة أشهر.. حتى اثار غضب مسؤوله وحصل على جملة من العقوبات الادارية.. حتى اجبر على جلب سيرته الذاتية..
قدمها بكل فخر واعتزاز..
قرأها المدير فوجد ان الموظف لا يحمل شهادة كافية للوصول الى هذا المنصب في هذه الدائرة.. فضلاً عن كونه سبق وان قتل كل عائلته ولم يحاكم حتى الآن.. الى جانب تورطه بقضايا فساد إداري ومالي وأخلاقي..
دهش المدير بما قرأ وقال في نفسه:
-هذا ما كتب في السيرة فما هو المخفي إذن... ثم قدم استقالته واحال نفسه الى التقاعد..
وبعد ذلك عُين صاحب السيرة مديراً على الدائرة.. وعمل على اخفاء تاريخه الاسود.

4. الموت.. فن تشكيلي
طلب مدرس الفنون التشكيلية من طلبته الفنانين رسم لوحة تجسد الموت بكل معانيه.. على سبيل تقوية التعبير الداخلي لديهم..
رسم الاول صورة لجثة متفحمة بسبب انفجار سيارة مفخخصة..
ورسم آخر صورة أيدٍ وارجل مرعبة متناثرة وسط ركام ودخان..
وقدم آخر رسم لوحة لمجموعة من القبور المبعثرة..
وعاشر رسم لوحة تخطيطية بالقلم الرصاص لمجموعة رؤوس..
ورسم أحد الفنانين صورة ورود متقطعة تنزف دماً..
وقدم فنان الكاريكاتير لوحة حمراء اللون كتب عليها: رائحة الموت الثقيلة.. صورة للدم والدخان.
واستمر تقديم اللوحات.. حتى تقدم (ولسن) بلوحته الفنية التي لم يفهم معناها أحد وكان قد رسم فيها وجها والديه..
وعند الانتهاء من تسليم اللوحات والتخطيطات والكاريكاتير ابتدأ المدرس بمناقشة اللوحات مع رساميها..
عرضت لوحة (ولسن) التي أثارت انتباه الجميع حتى المدرس أمام الطلبة..
بقي الجميع صامتين يترقبون شرح ولسن للوحته..
قال ولسن: رسمت وجه والديّ على الرغم من وجودهم احياء.. لكني اشعر انهما خير نموذج للموت.. لان الزمن قتل الابتسامة والفرح في وجهيهما.. واعطاهما تجاعيد الوجوه.. دليل الموت..
فهل انا مخطيء في التعبير يا أستاذي؟

5. دموع
تزخ الدموع مطراً.. لموت الزوج المفاجيء.. والشتاء قاسٍ..
وعزاء الفقيد محبة وذاكرة وفاء لتلك الابتسامة العذبة حتى بعد الموت.
وبعد عام..
قررت الزوجة زيارة قبر زوجها.. جلست أمام القبر وقالت:
-حبيبي هل انت مرتاح هنا.. لم اكن اعمد على قتلك لكن السم الذي وضعته لك في العشاء الاخير كان قاتلاً.. حبيبي أرجوك سامحني.. لم اعمل على قتلك من دون سبب وإنما قتلتك من اجل الزواج بشخص آخر.. وانا الان متزوجة فلا توهم نفسك في الارتباط بي مرة أخرى..
صوت غريب يحاورها من داخل القبر:
-واين اطفالي.. وكيف يعيشون من غيري.. كيف تحملوا بعدي عنهم؟
•لا تقلق.. لقد اغرقتهم بدموعي.. وهم الآن يرقدون بجانبك!

6. صديق الموت
مدمن لا يجد نفسه في الحياة سوى مع السجارة، كما لا يفهم شيئاً إلا بمعرفة كل انواع السجائر الكوبية الاصلية..
كانت السجائر صديقه المفضل على الرغم من معرفته انها صديق السوء..
يقرأ التحذير المكتوب على علبتها ويشاهد الاعلانات التي تنصح بتركها والامتناع عنها.. لكنه لم يقتنع بفكرة ترك صديقه الذي رافقه طيلة أيام حياته.. ولم يغب عنه في السراء والضراء..
وفي لحظاته الاخيرة وهو على فراش الموت.. طلب من أحد اصدقائه ان يمنحه سجارة قبل موته ليودعها..
رفض الصديق بشدة.. خوفاً على حياته، انزعج وقال:
-ان ما يخيفونني به طوال حياتي قد حصل.. انا الان مصاب بمرض سرطان الرئة.. وهو صديق جديد يحاول العبث في علاقاتي الاولى والوفية.. ولكني لن اسمح له بذلك.. حتى لو دفعت حياتي ثمناً.
بطاقة دعوة
كان يعمل في مجال الموسيقى، يحترم الالحان و يعشق الآلات الموسيقية ، يحضر ويحيي افراحاً وأعراسا واعياد ميلاد ومناسبات عديدة.. يستقبل محله عدداً كبيراً من بطاقات الدعوة.
كان شخصية اجتماعية محبوبة لدى الجميع.. يعمل بالمثل الشعبي (الف صديق ولا عدو واحد).. كونه حاز على حب كل من تعرف عليه.. يعتمد الفكاهة في حياته.. ولا يعرف معنى الحزن.. ولم يكن للدموع مكان في عينيه المبتسمتان دائماً.
وفي يوم في أيام العيد.. كان محله الموسيقي مزدحم جداً.. وكان مشغولاً ببطاقات الدعوة التي ملأت مكتبه..
تنبه الى دخول شاب ملتح يرتدي (دشداشة) قصيرة له لحية طويلة مبعثرة وشارب خفيف..أعطاه ظرفاً مغلقاً وقال له:
-أنتظر جوابك لقبول دعوتي.. ثم تركه من دون ان ينتظر جوابه.
فتح الموسيقي الظرف.. فوجئ بوجود رصاصة ورسالة قصيرة جاء فيها:
-اغلق المحل.. وابتعد عن الفسوق والفجور.. وإلا سوف نبعث لك بطاقة دعوة الى جهنم.

7.ضفائر
دخلت قبيلة (انطوان) حرب طاحنة مع قبيلة (الباتو)، حرب طالت ارواح الابراء والعزل واستمرت اكثر من عشرين عاماً.. لم تميز بين طفل وشيخ وامرأة..
لم يكن لسكان القبيلتين شأن في تلك الحرب اللعينة بل كانت نزاعات مسؤولين.. أساسها السلطة والجاه والسيطرة..
فُقدت آلاف الضحايا من كلا الطرفين وشهدا ابشع المشاهد وعلى مدى طويل من الزمن..
وكان من الغرابة ان رؤساء القبيلتين لا يبحثون عن سبل للنقاش والمداولة لحل النزاعات سلمياً للحفاظ على ارواح الابرياء، وانما كانا يعملان على تأجيج نار الفتنة وتصاعد مشاهد الحرب ميدانياً.. وكانت لغة الحوار الوحيدة بين الطرفين هي لغة الدم..
وفي احدى غزوات قبيلة (انطوان) على قبيلة (الباتو) وبقيادة الضابط (روبرت) صاحب القرارات الصارمة.. الذي لا يهاب الموت.. ولا يخاف مخلوق، أمر جنوده باحراق خيم القبيلة بما فيها من سكان عزل..
نفذ أمر قائدهم من دون مناقشة او اعتراض..
حتى خرجت من إحدى الخيم شابة حسناء لها شعر أسود طويل (مضفور) وركضت نحو روبرت خاضعة راكعة عند قدميه قائلة:
-ارجوك يا سيدي اوقف امرك نحن لا ذنب لنا في هذه الحرب.. ولا نملك سلاحاً لقتلكم.. وفي هذه الخيم التي امرتم بحرقها ومن فيها من اطفال وشيوخ ونساء..
لم يستجب الضابط لدعوة الشابة وكأنه لم يسمع شيئاً...
الشابة قالت للضابط: خذ ما تريد وامنحنا الحياة.. ثم قصت شعرها ووضعتها تحت قدميه..
قال الضابط لجنوده: توقفوا.. اطفئوا النيران وتراجعوا جميعكم..
ثم انسجب وجنوده من القبيلة وعادوا ادراجهم..
عاد الضابط روبرت الى بيته وصورة الفتاة التي رآها في وجهها لم تغب عن خياله.. حاول تجاهلها ومحوها من ذاكرته من دون جدوى..
وبعد أيام..
زار روبرت خيمة الشابة في ساعة متأخرة من الليل.. كان وحيداً.. عبر لها عن دواخله وكأنه طفل بريء غابت عنه كل تلك القوة والصلابة.. ودعاها للزواج منه والعيش معه بسلام ووئام..
لم تمانع واشترطت عليه ان يكون له دور في السلام بين القبيلتين..
دخل روبرت في مفاوضات عديدة مع طرفي النزاع وعمل على ان يكون الرجل الوسيط بينهما حتى وصف برجل السلام الاول.. كونه حل المشكلات العالقة وانهى حرباً دامت أكثر من عشرين عاماً ثم تزوج من الفتاة ذات الشعر الاسود وعاشا حياة يملؤها السلام والطمأنينة.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- الساعات .. قصص قصيرة جدا
- قصص الدقيقة الواحدة
- ثمانية قصص قصيرة جداً
- 14 قصص قصيرة جداً
- قصة قصيرة: البراءة
- قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - سبع قصص قصرة جداً