أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان














المزيد.....

العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 16:52
المحور: الادب والفن
    


العقل

بعد ان عاش أجواء المراقبة في كل مكان، وبات يستاء من نظرات الجميع.. الجميع حتى المقربين من رفاق دربه وخلانه، بسبب مراقبتهم المستمرة له من الفضوليين والجهلة بعيونهم القبيحة.
كانوا يرصدون أدق تفاصيل حياته، ليعبثوا بها خوفاً من نجاحاته المتواصلة.. معتقدين انه سيسرق آمالاً وأحلاماً وطموحات كانت معلقة بهم تنتظر التنفيذ على حساب تهميش الاخرين.
اشتدت أساليب الرصد والتجسس يوماً بعد آخر حتى وصلت الحالة الى مراقبة ومحاولة التدخل بحياته العاطفية الخاصة مع محاولات بائسة رخيصة لهدم تلك العلاقة وزعزعة ذلك الحب الازلي الذي يعيشه مع من يحب و تلك العاطفة الخالدة الخضراء في صميم قلبه.
لم يفكر بردع ذلك الفضول الذي بدأ يغير مسار حياته، بل يهدمها ويحطمها حد الضياع والاندثار.
كان على يقين انه أكبر بكثير من كل تلك الضغوط.. وفضل الابتعاد عن مبدأ الحرب والاصطدام.. كان يؤمن بان كل حرب مهما كانت نتائجها سلبية لأنها ستسبب خسارة..لذلك لا يود أن يجازف بخسارة نفسه ولا يجد رغبة بوضعه تحت خيمة الحرب.
استخدم ذهنه وسيلة للخلاص.. ذلك انه وجد في العقل سلاحاً لا يمكن مقارنته بغيره من الاسلحة مهما كانت شدتها وقوتها.
حرب على صعيد الذاكرة والفكر الدقيق حيث عاش لحظاته لحظة بلحظة مترقباً الاحداث كنشرة موجزة.
تأكد من ذاكرته كونه الرابح الاكبر الذي كان يبث الحيرة بوجه كل من عاداه، مثلما تأكد من نصره من دون إراقة نقطة دم واحدة ومن دون الحاجة للجوء الى وسائل العنف.
قرر رفع لافتات وشعارات، غصت بها شوارع العاصمة، وقد كُتب عليها:
نوبل يكفر عن ذنبه ويمنح العقل جائزة السلام

قانون السكوت

تعرض للظلم والاسى والاقصاء عن ذلك العالم المشوه الذي كان يفيض زيفاً ويتلذذ بطعم الكذب.
لم يتمكن من الانضمام الى الواقع مما جعله ساكناً يعاني من العزلة والفراغ.
سَنّ لنفسه قانوناً خاصاً بعد أن وجد غياب المعنى وعدم جدوى الكلام فأصدر قانون السكوت والذي ينص على إعدام الكلمات الصادقة وتكسير الاقلام الحرة وحرق الاوراق البيضاء لانها غير كافية للوصول الى الحقيقة، وحكم على الهمس بالسجن المؤبد بوصفه لا يعبر إلا عن النفاق والدجل.. وقرر قطع كل أصابع الاشارة لأنها كانت تثير جدلاً غير منطقي كان يهدف الى الفوضى والغاء الازمنة أما التعبير بالعيون فقد أقصاه الى المجهول.
نفذ القانون على نفسه غير آسف على قطع لسانه ورميه في سلة المهملات وإقفال الشفاه بلاصق أسود، مدعياً ان السكوت قانون جديد يوفر ويكفل له حق المواطن بحياة مترفة هادئة خالية من الانفعالات والتوتر.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصتان قصيرتان جداً
- قرارات.. قصرة قصيرة
- 5 قصص قصيرة جداً
- 3 قصص قصيرة
- سبع قصص قصرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- الساعات .. قصص قصيرة جدا
- قصص الدقيقة الواحدة
- ثمانية قصص قصيرة جداً
- 14 قصص قصيرة جداً
- قصة قصيرة: البراءة
- قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان