أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - خماسية الخريف














المزيد.....

خماسية الخريف


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


يكتبُ بغزارة
مُغتنماً الايام َ المعتّقةَ
تلك التي تلْصفُ في قعر الدنّ
متحاشية ً الانسكابَ ...
يكتب ُ بلزوجتها الكثيفة َ
كأِنَّ يداه ُ ساقا ذبابة ٍ
تورّطتا :
(هَزجا ً يحك ُّ ذراعه ُ بذراعه ِ
فِعلَ المُكبِّ على الزناد ِ الاجذم ِ )
ذاك َعنترة َ الذي كان َ يقتحم ُ بغزارة ٍ
نبيذ َ الموت ِ .....
وهو َ
حيث ُ لا نبيذا ً يُميت ُ
ولا معركة ًواحدة ًمُشرّفة ً
يكتبُ بغزارة ٍ ,
اسْتيقظ َ متاخّرا ً عن عَبث ِ الصحو َِ
التفت َ الى الامام ِ
حيث ُ يتربّص ُ ذلكَ الظل ُّ المسلوخ ُ عن ظُلمة ِ النفْس ِ
ومَضى الى الوراء قُدما ً
كمغزلٍ يتراجع ُ عن ذخيرة ِ نَسيجه ِ
يتحرّر ُ نحيلا ً كأزْميلٍ
ويكتب ُ بغزارة
على القلب ِ
على قلبه ِ المحزّزُ بتلكَ السطورِ الناغرة ِ.....

(2)



تجلس ُ الكراسي على عُشْبة ِ الحديقة ِ
لا يجلس ُ عليها احد ٌ ,
له ُ طريقة ٌ في التربّع ِ على الارض ِ
والتأمّلِ في فراغ ِ الكراسي
انّه ُ ينتظر ُ تلك َ الريح ِ المُفاجئة ِ
ريح َ اواخر ِ الخريف ...
حَسنا ً ها قد هبّت ْ تلك َ الريح
فَصارَ له ُ انيسا ً يشغل ُ الكراسي ...
في خريفه ِ ينتظرُ تلك َ الاشياء َ :
الورق ُ الاصفر ُ الاحمرُ المذهّب ُ
يَستلقي من تعب ٍ على الكراسي
الورق ُ الاصفرُ المتساقط ُ من اشجار ِ حديقته ِ
واشجاره ِ...

(3)
حين َ زلّت ْ به ِ قدمه ُ
منَ الدُرجة ِ الأولى في السُلّم ِ
لم يك ُ ثملا ً
ولا مُبّلل َ القدم ِ او حافيا ً
ولا الدُرجة ُ عوجاء َ كما تقول ُ الامثال ُ السائرة ُ
أِنّه ُ , ومثله ُ الكثيرُ , وربّما الجميع ُ
يَسقطون َ من الدُرجات ِ الاولى للسلالم ِ
حين ينمو في قراراتهم العميقة ِ
مِثل َ ورم ٍِ غير َ محسوس ٍ
ذلك َ الايمان ُ بأنَّ :
صعود َ السلالم ِ وهبوطها
ليس َ الا ضَربا ً من العادات ِ السيّئة ِ ..


(4)


لا امتلك ُ ايمانا ً جازما ً بهذه ِ الحكاية
رغم َ انني استعيدُها مرارا ً بنشوة ِ اليقين ِ :
كان َ منزل ُ جدي يطل ُّ على مُنحدرِ النهر ِ
وكانت جدتي تكرّر ُ موّالها :
لاتهبط َ النهرَ ابدا ً , فجنيّة ُ الماء تخْطفُك َ
ولن تعود َ ابدا ً للمنزل ِ ...
وأَوّلُ ما حلَّ ماء ُ الذكورة ِ بي
أِلْتهبَتْ بي رغبة ٌ لجنيّات ِ الماء ِ ,
على حَذر ٍ كنت ُ اهبط ُ الماء َ
ثمَّ صرتُ اتجاسَرُ رُويدا ً
حتى صرت ُ ابلغ ُ الجهةَ الاخرى من النهر ِ واعود ُ للمنزل ِ
وكان سروالي َ الداخليَ المُبلل َ ,
حين تصر جدتي على امتحان صدقي به
يكشف ُ عن عقوقي
--جنيّات ُ الماء ِ يّسْتأْمنَّ الاولادَ عاما ً ورُبّما عامين ِ , فلا تتباهي !
هكذا تريد ُ توكيد َ حكمتها بَطيئة َ الاستجابة.ِ..
منزل ُ جدي المطل ُّ على النهر ِ تهدّمَ , وشَحبَ النهرُ
حتى غدا ساقية ً واهنة ً
غير اني في هذا الخريف ِ الحقيقي
اجد ُ كلّما عدت ُ صوب َ تلك الاطلال
اجد ُ َ الكثير من الجنيّات ِ اللواتي كنت ُ آويتَهن َّ بمنزل ِ جدّي
بعيدا ً عن عيون ِ جدّتي ,
يُراودنَني على العودة ِ صوب َ نهر ِ اعراسنا المُتواري ..
وهذه قصّة ٌ حقيقيّة ٌ
عشتُها بملأِ اليقين ِ
انا ذلك الماديُّ الديالكتيكيُّ الامينْ......

(5)




تاخذ ُ المنزل َ أَمْ الحقيبة َ ؟
تاخذ ُ الطائرة َ أَمْ المقبرة َ ؟
تاخذ ُ الحنين َ ام الحنان َ ؟
تاخذ ُالذكرى ام النسيان ؟
تاخذ ُ الجار ام السطوحَ المفوحة َ ؟
تاخذ ُ الهويّة َ ام الهواية َ المزمنةَ ؟
تاخذ ُ الطمانينة َ ام المغامرة َ؟
تاخذ ُ الرفقة َام الاكتشاف ؟
تاخذ ُ الامَّ ام الزوجة َ ؟
تاخذ ُ الثلج َ ام الشمسَ ؟
تاخذ ُ الصحّة َ ام الطبيب َ؟
تاخذ ُ الاهل َ ام الجنّة َ ؟
هذه ِ كلّها بالتاكيد ِ اسئلة ٌ سخيفة ٌ في قصيدة ٍ سخيفة ٍ..
لانك َ حين َ لا تكون ُ سخيفا ً ينبغي ان تقول َ :
آخذ ُ المنزل َوالجّنة َ والطائرة َ والصحّة َ والمقبرة َ والطبيب َ والذكرى والمغامرة َ والحقيبة َوالهويّة َ والحنان َوالاكتشاف َوالحنين َ والهويّة َ والنسيانَ والرفقة َ والجار َ والشمسَ والامَّ والثلج َوالهواية َ المزمنة َ والزوجة َ والاكتشاف َ والسطوح َ المفتوحة َ والطمأنينةَ والصحّة َ وكل ما لا تدري...
الخيارات ُ احيانا ً
تجعلك َ ان لا تختار َ سوى السؤال السخيف...



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريقُ خُراسان
- شُكرا ً لساعي البريد
- أكثرُ من أَِيماني بك ِ
- في ذكرى شهيد شيوعي
- مضيعة الايام
- قصائد قدر الامكان
- مواعظ النبي المخمور
- ستكونين ..وان بعد العهد بنا
- اتحاد الشعب...قائمة الوجوه المشرقة في ليل الذئاب
- اذكرتني (الهمّ ) وكنت ناسيا ..
- ما مروا عليَّ...(عصرية العيد )
- بين المحبة والعنصرية ...شَعرة
- هل هذه هي حقوق سكان العراق الأصليين؟
- مؤسسة (المدى ) ومؤسسة (البرلمان العراقي) في الميزان
- لنْ أُبْقي شيئاً للحُور العِينْ...
- قصائدٌ بين الضحك والبكاء
- صورة الملك فيصل الأول في ساحة الصالحية
- قصائدٌ اضاعت اسماءها
- ما أطيب العيش لو كنا ولدنا منغوليين جميعا !!
- ولكن الدوائر المتعددة اخطر من القائمة المغلقة...


المزيد.....




- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - خماسية الخريف