أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابراهيم البهرزي - ما أطيب العيش لو كنا ولدنا منغوليين جميعا !!














المزيد.....

ما أطيب العيش لو كنا ولدنا منغوليين جميعا !!


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 08:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المنغولي هنا هو ليس المواطن سليل منغوليا الشعبية ( هل ظلت شعبية ؟ وما اسمها الآن إن لم تعد كذلك ؟)
بل المنغولي هو المصاب بما يسمى طبيا (متلازمة داونز )
ولا ادري لم يسمى بالمنغولي !!...صحيح ان له عينان ضيقتان ووجه دائري , ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الشعب المنغولي فالاوزبك والطاجيك ناهيك عن عموم شعوب جنوب شرقي آسيا يمتلكون هذه السمة الشكلية ..يبدو أن للتسمية دواع أخرى ...
المنغولي هو البشوش دائما , يضحك لك وللدنيا إن ضحكت له وان عبست ...فهي و(شواردها ) لا تعني (فردة ) نعل...
والمنغولي لا يكره أحدا , بل لا اظنه يعرف ان كان احد يكره أحدا...فهو يقبل عليك يعرفك أو لا يعرفك إقبال مشتاق صادق ...
والمنغولي لا يكذب عليك ...

انه بالكاد يتكلم ...وان تكلم فهي أشتات حروف ..لا كلمة سوء ..بل حروف محبة صادقة وأصيلة ...
والمنغولي لا يعرف الحيلة ...لأنه لا (يستثمر ) الحاجة ...فان أعطيته رقص فرحانا ..وان لم تعطه صمت مبتسما ...
والمنغولي لا يكون من الوشاة النمامين ولا من الحساد الحقودين ولا من المضمرين السوء المظهرين لك المحبة بابتسامة تشبه تثاؤب الأفعى ...
المنغولي ينظر للأشياء متأملا بشوشا ..فهو لا يريدها ...وان أراد شيئا منها فانه يعطيه لمن أراده منه...

المنغولي لا يسعى إلى الاستحواذ..انه مكتف بابتسامتك له ...
والمنغولي لا يقتل طبعا ولا يسرق ولا يخون ولا ينكر العهد ...

لكن ( فاجعة ) المنغولي هي ..انه لا يعيش طويلا ..
المنغولي يختزل حياته ..(وهل هي فاجعة حقا ؟؟)

ثم ما جدوى الحياة -غير المنغولية- (الطويلة ) إن كانت تقسم أرباعا بين الجهالة والخيبة والخصومة والتعب ؟؟
نعم ثمة بين هذه الأرباع (فواصل ) من فرح عابر ونشوة وامضة وآمال طائرة كالغيوم ...
ولكن ايهما الأكثر راحة وإراحة :
الحياة (المركزة ) الآمنة المطمئنة الرضية المرضية ..
أم الحياة ( المنفوشة ) الضاجة المتصارعة المتراكضة الوجلة الحائرة ؟؟

كنت احسب أن الطفل المنغولي (ولاحظ انه يسمى طفلا حتى وان تجاوز العشرين ...ما أحلى ذلك !) كنت احسبه يعاني من (نقص ) خَلْقي فإذا بأحد الأطباء يصحح خطا حسابي ليقول :
بل انه (يتوفر ) على (زيادة ) عنا نحن غير المنغوليين !!....اجل فهو يمتلك (كروموسوما ) زائدا !!

وربما يكون هذا الكروموسوم (الزائد ) هو كروموسوم البراءة الذي يتلاشى بعد مغادرة الأطفال غير المنغوليين لطفولاتهم !!
فحين نغادر نحن غير المنغوليين طفولاتنا تغيب عنا تلك الابتسامة الساحرة والنظرة الحالمة السكرى والطمانينة الملائكية ..
اما هم ...فيبقون محتفظين بها كالملائكة ..
نبقى نحن بتعب الحياة ولؤمها وصراعها (أطول )مدة على هذه الأرض ..ونجرش من الزمن (علفا ) أكثر ...
في الحين الذي يحلقون (هم ) بالقليل الذي أمضوه بين نظرة شاردة وابتسامة ..

إنهم يكتفون من الحياة بما (ينبغي ).....فالألم والحزن والتعب والمكائد هي ليست مما (ينبغي ) أن تكون عليه
الحياة (الطفرات الشاذة هنا لا تعنيني !!....المجتمعات السوية كذلك !!)...
هذا (الكروموسوم ) الذي يمتلكونه ونفتقده ربما يكون إكسير السعادة الذي خاب (شقاة ) الأرض ومعذبوها في الفوز به ...فظلت أعمارهم (الطويلة ) تلهث ...ويا ليتها قصرت كما قصر عمر المنغولي الهني...

سيقال إنهم (عالة ) على الحياة ...
ولكن أي عيش أطيب؟ ...أن تكون عالة على الحياة أم تكون الحياة عالة عليك ؟؟
سيقال إنهم لم يضيفوا للحياة شيئا !!....وهل يفعل سواهم غير الكد لأجل (حذف ) ما أضافه السابقون من أحمال ثقيلة على الحياة ؟
سيقال انك متشائم!! ..
.وهل أضاف المتفائلون شيئا غير هذا التشاؤم ؟؟!

كان (وعد ) منغوليا في حيِّنا ..يلاقيني فرحا كلما عدت من الدوام ..سنوات طوال مذ كان طفلا حتى (شاخ ) في الخامسة عشر أو أكثر من عمره ..
كنت في البدء اخرج له كل ما في جيبي من نقود فكان ينظر إليها ضاحكا ولا يأخذ شيئا ...حتى اخبرني العطار بأنني لو وضعت كل نقود الدنيا بين يديه أو في جيوبه فانه إما سيمنحها للآخرين أو يلعب بها ويضيعها هباءا ...
فكان الحل أن اقتاده لمعروضات العطار من حلوى وشكولاتا وغير ذلك ...
وكان يكتفي بقطعة واحدة من حاجة واحدة لا غير ..يأخذها ويمضي راقصا...
تعود علي وتعودت عليه وتعود العطار علينا ....ينتظرني فرحا ..يأخذ غنيمته راقصا ويمضي..
المشكلة في (وعد ) انه يمرح ويهزج حتى لأصوات الرصاص ...بل انه كلما اشتد صوت إطلاق الرصاص يتمادى في رقصه وهزجه ...وكانت أيامنا ملعونة ابنة رصاص غزير ...
في ذات يوم حاصرت الدبابات الأمريكية الحي ..أطلق مسلحون نيرانهم عليها وهربوا ..
فانهمرت نيران الدبابات غزيرة ......وكان هذا عرس (وعد )...كان هذا فرحه ...
وحين خرج راقصا فرحا بأصوات الرصاص ..مندفعا إلى الطريق الرئيسي ...وسط تصايح الجميع من النوافذ والأزقة عليه ...ولا جدوى طبعا !!
حتى أصابه احد القناصة المارينز من على ظهر دبابته برصاصة واحدة ...في القلب طبعا ..
ومات (وعد )...

لا يعرف المنغوليون قواعد القتال أيضا ...لأنهم لا يعرفون أن القتال من شروط الحياة ..
نحن غير المنغوليين نعرف ذلك ...فنحيا أعمارا أطول من اجل حروب أكثر ....

أقول ما جدوى المعرفة والذكاء وطول الحياة إن كنا (نستثمر ) هذا الفائض من العمر الزائد عن (كمية ) حياة المنغوليين ..بالقتال والأذى واستهلاك الأوكسجين المحدود للأرض وتدمير البيئة الطبيعية و(الروحية )؟

أقول ما أطيب العيش لو ولدنا منغوليين جميعا ؟!!
أقول :
لم يكن (نيتشه ) سيئا إلى حد ملعون !....



*كتبت لذكرى الشهيد المنغولي (وعد ) ولذكرى أحياء غير منغوليين أحيا معهم !!






#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولكن الدوائر المتعددة اخطر من القائمة المغلقة...
- الهويدربهرز...الفة المواجع والمسرات
- كلاب بافلوف ..وقصائد أخرى
- حين أكونُ حماراً ..وقصائد أخرى
- أنيس وبدر ...وقوانين الانتخابات
- تشييع دون كيشوت ..وقصائد أخرى
- صوتُ الفكرة ....وقصائد أخرى
- المعنى اليتيم ..وقصائد أخرى
- لأيلولَ هذا النهارُ الكسيفْ
- ملحق ديمقراطي للعراقيين(مقيمين ومغتربين )
- (البغدادية ) وبشتآشان....الحقيقة والتوقيت
- عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات-2
- من.................(زهيريات ابو رهام )
- في الطريق إلى افتتاحية طريق الشعب
- نقد صريح...لا عداء حقود
- عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات -1
- وحوار مع الجبلي
- ميزانية تكميلية؟..لاكمال ماذا مثلا؟!!
- باب التعليق الذي تاتيك منه الريح و..الريحان!!
- غربان الخراب تحوم ثانية ...قلبي عليك يا بعقوبة الطيبين ...


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ابراهيم البهرزي - ما أطيب العيش لو كنا ولدنا منغوليين جميعا !!