أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم البهرزي - الهويدربهرز...الفة المواجع والمسرات














المزيد.....

الهويدربهرز...الفة المواجع والمسرات


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 18:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين توجهت صبيحة هذا اليوم الجمعة 16 من تشرين الاول لحضور مجلس فاتحة الشهيد وليد بن الشيخ شاكر العزاوي وطفله (فهد ) الذي لم يكمل الخمس من سنينه والذين قضيا بحادث انتحاري بحزام ناسف أودى بثمانية من شباب بهرز الذين كانوا-كعادة اهل البلدة وقت العصاري- يجلسون في محل احد أصدقائهم ....توجب علي وعلى حشد المعزين الآخرين أن ننتظر بعض الوقت قبل الدخول إلى الخيمة لأداء مراسيم العزاء....حتى صرنا حشدا يمتد بعيدا خارج الخيمة .... وذلك لازدحام الخيمة , بالمعزين القادمين من بلدة الهويدر!! ...

كانوا حشدا كبيرا جاؤوا بشيبهم وشبانهم للطواف على مجالس العزاء في مصاب بلدة بهرز بشبابها....
كالعادة كما ذهبت ب (دشداشتي )شان أهل بهرز وهم يقيمون طقوس الفرح أو العزاء , فقد جاء أهل الهويدر ب(دشاديشهم ) مهندسين وأساتذة وفلاحين وعمال لتقديم التعازي ليس لعوائل الضحايا ..بل لمصاب بهرز ..لكل بهرز !!
طقس العزاء اتسم بطقوس من الحب المضمر الذي وجد ساعة البوح به .حين أبى احد البهرزيين إلا أن يمسك ( بالمايك) الذي يقرا من خلاله القرآن –كطقس مألوف في مراسم العزاءات - ويتحدث بحب جامح وهو يرحب بهذا الحشد الطيب من أهل الهويدر الطيبة الذين أبوا إلا أن يتجشموا عناء الحضور –ومخاطر الطريق طبعا!!- لأجل مواساة أهلهم في بهرز ..
ليعقبه احد المعزين من أهل الهويدر بكلمة مؤثرة طيبة عن عمق المحبة والتواصل بين هاتين الضاحيتين اللتين تزنران بعقوبة الأم من شمالها وجنوبها ببساتينهما ومثقفيهما ومنابع الفكر في السياسة والعلوم والمعارف والنضال ...هازئا من أقدار الطائفيين الخائبة ....
حين غادر الهويدريون المعزون الذين أبوا إلا أن يذكروا بإجلال شرطيين شقيقين من بهرز ارتميا على حامل حزام ناسف آخر كان يهم بتفجير حقده داخل حسينية بعقوبة (حسينية السيد عبد الكريم المدني ) أبان نوبة حراستهما وواجبهما الرسمي خلال رمضان الماضي ...فتبعثرت دماءهما وردا على رماد الطائفيين الغربان الأغراب....
كنت ورغم جلل المصاب فرحا بأهل الهويدر وهم يؤدون الأمانة الوطنية التي ليست بغريبة عن طبائعهم وتاريخهم المشرف ...وفرحا كذلك لان الشيخ المرحوم شاكر العزاوي والد وجد الشهيدين كان مثالا للطيبة والعقل المتنور والاعتدال والذي أحسست يوم رحيله قبل بضع سنوات أن بلدة بهرز تفقد رموز اعتدالها وعقلانيتها تباعا ...وبدءا منذ رحيل (كبير البلدة ) الملا إبراهيم القيار الذي يلقب تحببا (الملا روزي ) مرورا برحيل المرحوم محمد عبد الكريم الدبش (أبو صادق ) وقبله السيد عبدالله السامرائي والسيد عزيز كريج ومجيد السعدي وجليل السميع وعمه احمد السميع والحاج شلال ..وقبلهم جميعا الملا ناجي والحاج احمد والحاج خلف عزيز ...وجيل عظيم من المعتدلين الذين كانوا يأخذون الحياة بسماحة متناهية ..ويحيلون (اعقد ) المشاكل إلى مزحة تنتهي بالمودة ...
كنت اتامل
هذا وأنا أرى إن (البعض ) لا زال ينظر بعين (السوء ) والريبة والظنون إلى أهل بلدته ..والبلدات الأخرى !!
إنهم الغرباء!!....
هكذا كنت اردد في داخلي ...
اجل انهم الغرباء وان ولدوا وولد آباءهم وأجدادهم على ظلال نارنج هذه البلدة التي لا ظل فيها إلا لليمونة أو نخلة أو جار طيب ...
فالغربة غربة الطبائع البشرية التي تتحول من جلال إنسانيتها الى الذئبية المريضة .. وليست غربة المكان ...
وكنت فرحا بأهل الهويدر وأنا أتذكر أياما غير هذه الأيام كنا (نقصف ) فيها في بساتين الهويدر شبابا وصبايا في احتفالات أزمنة عابرة ...ننشد للوطن والمحبة ونرقص ..ونسكر ايضا!!...
وكان أهل الهويدر ينصبون معازفهم ومقاصفهم في بساتين بهرز ....أيام كانت فيها بساتين لا أحلى من الجنة !.....
بين الهويدر وبهرز ...و(شفتة ) الثالثة الأخرى سمفونية من التناغم تكمل هاجس (الدلال ) الذي تتنفسه بعقوبة الصبية ...
في النشوة والحزن ...
في الأزمنة المرة وأزمنة المرح الطلق ...
في التجهم الدخيل والانبساط الأصيل ...
في تآمر الدخان والضباب وفي فصاحة القلوب والوجوه....
تبكي الهويدر وبهرز ...ومعهما (شفتة ) الثالثة الأخرى وتضحك ..(لا حزنا ولا فرحا )...كالطيور التي كانت تحلق في محطة القطار القديم حين كان القطار يصفر في ليل بعقوبة البهي ...
..........................................................................................
حتى في عزاء من نحب , وفي أقصى درجات الألم , نكتشف أرثا من الفرح المكتوم ....




#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاب بافلوف ..وقصائد أخرى
- حين أكونُ حماراً ..وقصائد أخرى
- أنيس وبدر ...وقوانين الانتخابات
- تشييع دون كيشوت ..وقصائد أخرى
- صوتُ الفكرة ....وقصائد أخرى
- المعنى اليتيم ..وقصائد أخرى
- لأيلولَ هذا النهارُ الكسيفْ
- ملحق ديمقراطي للعراقيين(مقيمين ومغتربين )
- (البغدادية ) وبشتآشان....الحقيقة والتوقيت
- عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات-2
- من.................(زهيريات ابو رهام )
- في الطريق إلى افتتاحية طريق الشعب
- نقد صريح...لا عداء حقود
- عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات -1
- وحوار مع الجبلي
- ميزانية تكميلية؟..لاكمال ماذا مثلا؟!!
- باب التعليق الذي تاتيك منه الريح و..الريحان!!
- غربان الخراب تحوم ثانية ...قلبي عليك يا بعقوبة الطيبين ...
- لاجل ان لا تعض ابهام الندم الازرق....
- وهم الحداثة في الزمان الطائفي....الثقافة العراقية تسقط!!


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يعلن تفاصيل اجتماع قائد -سنتكوم- مع وزير الدف ...
- بايدن يقارن هجوم -حماس- بالمحرقة النازية ويحذر من معاداة الس ...
- الشرطة الفرنسية تخلي قاعة في جامعة السوربون احتلها مؤيدون لغ ...
- تفاؤل أميركي بمفاوضات القاهرة وحماس تحذر إسرائيل
- كلية حقوق كولومبيا تدعم طلابها بعد رفض قضاة محافظين تعيينهم ...
- تأكيد مقتل رهينة إسرائيلي محتجز في غزة
- الشرطة الفرنسية تخلي قاعة في جامعة السوربون احتلها محتجون مؤ ...
- قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على مدينة غزة
- انتقادات دولية لإسرائيل عقب استهداف رفح وواشنطن تتحدث عن -عم ...
- واشنطن تعلق على تقارير بشأن تعليق إرسال أسلحة لإسرائيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم البهرزي - الهويدربهرز...الفة المواجع والمسرات