أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - ملحق ديمقراطي للعراقيين(مقيمين ومغتربين )















المزيد.....

ملحق ديمقراطي للعراقيين(مقيمين ومغتربين )


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 08:12
المحور: كتابات ساخرة
    


ليست الديمقراطية(حقيقة كانت أم زورا) مضاد حيوي لأمراض وأعراض الدكتاتورية, بمجرد أن تأخذ الجرعة المطلوبة منها فانك تصبح في عداد الديمقراطيين الأصحاء:
وهم الذين إذا جادلتهم أصغوا إليك
وان اختلفت معهم جادلوك
وان تقتنع بما جادلوا ولم يقتنعوا بما جادلت احترموك (حتى كان الذي بينك وبينه عداوة كانه.. ديمقراطي حميم )

ولا اعرف لأنني ما عشت في كنف ديمقراطية من قبل ولاعاشها أسلاف أسلافي لأرثها بالجينات.. لا أعرف هل إن كل شعوب الأرض التي تمقرطت (جوهريا أو ظاهريا ) قد تأولت الديمقراطية كما نتأولها؟؟! ...طبل وتهليل مع (ربعنا ) ....وقصف وأباطيل على (ذاك الصوب )؟؟!!

يدعي الكثير منا الديمقراطية زورا وبهتانا ...بل ويتباهى بها ..وقد يبتسم لك إن دحضت باليقين رأيا يتبناه .....ولكنه ما أن يستدير مودعا بأدب حتى ترى في قفا رأسه وجها حقودا يقول لك :
ويل لك .... أتحسبني لا املك غير ( وجه ) بشوش!!

لا اعرف مظهرا للديمقراطية أجمل من مظهر الحقيقة ..ولا اعرف ثوبا للحقيقة أجمل من ثوب الصراحة حتى وان كان اسود كالحا ...
فحينها تسمي من يدعي العلم غبيا إن قال لك إن (القمر ) ...ابعد من (الشمس ) لأنه اصغر...اجل تسميه غبيا ولا تتفلسف وتقول انه مسكين أو (واهم ) أو (قصير النظر )!!....بل غبي غبي غبي ....تقولها بالثلاث لأنها الحقيقة التي إن جاملت بها ..وهونت من وصفها سيكون لزاما عليك إن تجامل القاتل مع سبق الإصرار ...وتسميه (ضحية ) غضبه !!

وحين تسمي (المحتال )...إن مارس يوما (حيلة ) ..لمنفعته الشخصية على حساب ضرر الآخرين ...تسميه (محتالا)..ولا تتفلسف وتقول انه (اضطر ) بسبب الظروف لاستخدام (الدهاء ) لأجل أن يعيش ...لا تسميه داهية ..بل محتالا محتالا محتالا....لأنك إن (زورت )ماضيه بالتناسي وصولا إلى النسيان ...فستسمي ذات يوم ..كل غاصب حق (داهية ) !!

وحين تسمي (قليل الأدب ) الذي يتجاوز على (كرامة ) الغافلين عنه ..أو الذين لا خصومة له معهم ولا غبن بالمكيال ..حين تسميه (قليل الأدب ) ولا تتفلسف وتقول قد (اخطأ التعبير ) أو (لم تسعفه العبارة )....... بل (قليل الأدب ) تسميه... ثلاثا ...لأنك إن (هونت ) من قلة أدبه فقد أطلقت لسانه غدا فيسمي النبيل وغدا ويسمي العادل ظلوما ...ويسمي الثائر رعديدا ...لأنه ضمن إن لا احد سيسميه (قليل الأدب )

لم (تلد ) اللغة كلمة فائضة ..
للكلمات حيزها الملائم الذي لا يسكنه غيرها
ولا عليك بأساطير المترادفات ...فالبعض يكرفها كرفا ويلقيها جزافا في سلة واحدة رغم اختلاف النكهة والطعم والسلالة ..
ولكن ماذا سيحدث معك إن (فعلت ) كل ذلك تحت (حمى ) الديمقراطية ...وأنت عراقي ؟؟
لاشيء طبعا !!...غير أن تسمى ..وقحا ..أو (مثير مشاكل )..أو ....مشاكسا وذلك اضعف الأيمان !!...ويشتمك كل ملثم عابر ...ومبرقع دفين الأحقاد!!..................

يا سادة لقد ولد الإنسان ليختلف !!...
بل ولدت كل الأشياء التي استمرت وستستمر في مسار الديمومة مختلفة ..
للذكر اختلاف بيولوجي عن الأنثى ..ولولا هذا الاختلاف البيولوجي ..لانقطع حبل الديمومة...
في مكنون (الذرة ) وسمت الالكترونات مختلفة عن البروتون بطبيعة شحنتها ..وتم وفقا لهذا الاختلاف كل بناء الإنسان وبناء الكون ...ولو تشابهت شحنات الضديدين لانهار الوجود ..
في الموسيقى هناك (القرار ) وهناك (الجواب ) وسلالمهما المتباينة ...ومن هذا التباين يخلق (الهارموني ) المثير ...
في المواسم :
حر وبرد ....
فلوكان حرا مستديما أو بردا مستديما ....لاختفت من (معرض ) الطبيعة الكثير من صنوف الفواكه والخضر والنبات والزهر ...
بل انك في الفاكهة والخضرة ذات الجنس الواحد ينبغي أن تسمي بدقة :
فالبرتقال ليس الليمون ..وكلاهما ليسا الكريب فروت ..مع إن الجميع من الحمضيات ...ولكن عليك أن تكون دقيقا في التسمية وآلا فهل سمعت أحدا يسمي (النارنج ) برتقالا لأجل (المجاملة )؟؟
أو يسمي (الدفلى ) غاردينيا ...حفاظا على (سمعة الزهور )؟
أنا أصلع مثلا ...وكاذبة هي الأنثى التي تتغزل (بجمال ) قذالي !!..كاذبة اسميها وان كانت أغلى من أحب ...ولا اسميها (هبة من الطبيعة ..امرأة تحب الرجال الصلع !!) ..فالمنطق والأحاسيس يقول :
ما من امرأة تحب الرجال الصلع أكثر من كثي الشعور (أتحدث في حدود هذا التمايز فقط طبعا ) ...لان الشعر مسحة من جمال تفتن الرجال والنساء ...(رغم انه لا يعني أن تغرم امرأة برجل أصلع أو يغرم رجل بامرأة صلعاء لأسباب مجنونة ..أو مجهولة !!..ولكنها ليست القاعدة مطلقا ..)
ما علاقة البرتقال بالدفلى بالصلع بالديمقراطية بالعراق ؟؟؟
لا علاقة أبدا !!
(كان احد الجنود المكلفين الجدد تأخذه نوبة من الضحك كلما رأى في ساحة العرضات ذلك النائب الضابط شديد التقدمية كرشا ..عظيم الرجعية مؤخرة ....فكان حين يعرض للاستجواب قصد العقاب لا يملك من الإجابة إلا أن يقول عن سبب (ضحكه وعدم احترامه) لساحة العرض المقدسة..لا يملك أن يقول بأهون المبررات عقابا :
لا اضحك لشيء والله يا سيدي ....بل هكذا اضحك ...هكذا ..لأنني (فطير )!!)
ويبدو إن الأمر سيغدو هكذا للبعض :
حين تضحك من مهازل الزمان ..... ستتهم بالعدمية
وحين تسخر من أقوال الصحف ....ستتهم بالعمالة لجهات خارجية
وحين تقول إن (الدروب )عوجاء ... ستتهم بمعاداة العملية السياسية
وحين .تقول إن (الحكيم الفلاني ) قد أصابه الخرف ....ستتهم بتصدير أنفلونزا الأغبياء
وحين تقول إن (الجماعة ) ناموا وأرجلهم في الشمس .....ستتهم بأنك سرقت البطانية
وحين تقول إن (زيدا ) من الخلق يحتاج إلى تبديل (دهن بريك ).....ستتهم بأنك من (الطابور السادس ) للفيترية ..
الخ ..الخ ..الخ ...الخ
وكل ذلك لأنك (فطير )...وتضحك فرحانا بالديمقراطية التي تظن إنها تضمن لك حق التعبير والاختلاف في الرأي !!
ليتضح لك بعد ذلك بان ملحقا خاصا قد صدر بالطبعة العراقية للديمقراطية مفاده :
إن من حقك كعراقي ديمقراطي (غير فطير ) أن تختلف في الرأي مع الحكومة والمعارضة والاحتلال وزوجتك وأمها وأجداد أجدادها باستثناء:
(النخب الثقافية التنظيرية )!!
طبعا تلتفت يمينا وشمالا وأعلى وتحت ..مثل الرضيع الذي يسمع (ضرطته ) لأول مرة ...لأنه لم يعهد هذا الصوت الغريب من (لا احد ) ..فيستغرق بالكركرات متصورا إن (ماما وبابا ) وراء الباب ..(يفعلان ) صوتا لإضحاكه !!
لا والله يا جماعة الخير ....(الصوت الغريب ) هذا هو من داخل هذا الطفل (طفل الديمقراطية الغشيم ) الذي لم يدرك بعد إن (الصوت التلقائي )مهما كان غريبا جهيرا أو كتوما ..هو بحة من نداء الطبيعة ...
فكما على الرضيع (إن كان عراقيا ) أن لا يستجيب لنداء الطبيعة الصوتي المفترض...
كذلك على العراقي (غير الفطير ) أن لا يستجيب لنداء الديمقراطية!!
لأنه حين يسمي الأشياء بأسمائها ....سيكون عليه أن (يمتص ) الصدمة الأولى !!
ويا ويل من( يمتص ) الصدمة الأولى ...
لان الديمقراطية العراقية ووفقا لتربية العقل العراقي ...يجب أن لا تبدأ بالصدمة الأولى وذلك بان :
لا تصدق إن (حق ) الاختلاف بالرأي مطلق ...بل هو (خاضع ) لضوابط وتقاليد العشائر والاخوانيات والدواوين والمافيات...
ولان الديمقراطية العراقية لها قاموسها المعتمد كونها (لغة ) ليست من اللغات الحية ...فعلى سبيل المثال يجب تجنب :
الاختلاف مع (شيوخ العشائر ) الثقافية والحزبية والمافيوية المليشياوية والحركية الكارتونية والثورية العبر-قارية!!
إضافة إلى التقيد (بالبروتوكولات الإمبراطورية ) عند توصيف (طراطير ) الثورة الانترنيتة الأممية السادسة !!
فالعالم كله (ميديا )...ولم تعد غير (المقاومات الافتراضية ) و(الزعامات الافتراضية )و ( الانتفاضات الافتراضية ) بديلا ثوريا فعالا عن آمال و آلام البشر (اللحمدمويين المنقرضين )!!
يا للهول ...يا يوسف وهبي (عميد ركن استخبارات ) المسرح العربي!!
مع من سنختلف إذن إن كانت كل (الديمقراطية ) العراقية لا تتعدى حدود (الميديا الافتراضية )؟؟
لن نختلف مع احد!! ...
لأننا لن نستطيع توصيف احد بصفته الحقيقية ...وان فعلنا ذلك عاقبنا نواب الضباط الواقفين (مثلما ...من زمان من زمان!!! ) في (ساحة عرضات الميديا )...
فبدلا من (الكذاب ) ..يجب أن نقول (الداهية )
وبدلا من (الجبان ) ..يجب أن نقول (الحذر )
وبدلا من (المنافق )...يجب أن نقول (السياسي )
وبدلا من (الحنقباز ) ...يجب أن نقول (المرن )
وبدلا من (الخائن )...يجب أن نقول (التكتيكي )
وبدلا من (المهرج ) يجب أن نقول (المناضل ).
وبدلا من (الادبسز )...يجب أن نقول المبدئي ...
إلى آخره من قاموس (الديمقراطية العراقية ) المنقح بطبعته الثقافية والحزبية والمافيوية المليشياوية والحركية الكارتونية العبر-قارية...
وآلا فان أي اختلاف في مفردات القاموس ...استنادا على (حق التسمية الحقيقية التو صيفية الصريحة حد الوقاحة الحقة )...ستجعلك تسمع ذلك الصوت الذي يسمعه الرضيع لأول مرة ويكركر ضاحكا حاسبا لمصدره ألف حساب ...مثل حق الاختلاف الذي لا يدخل العقل العراقي (حتى المد جن في مفاقس الديمقراطيات البعيدة) إلا بعد أن تدخل حقيقة مصدر تلك (الضرطة ) في عقل الرضيع (الخربان ضحكا ) ..أو :
يقودك النائب الضابط محققا عن أسباب الضحك في ساحة الشرف العسكري ..ساحة (العرضات )..فلا تملك تبريرا يقيك شر العقاب إلا بان تضحك وتردد :
والله يا سيدي .. أنا هكذا ياسيدي .... اضحك لأنني هكذا....لأنني مجرد (فطير)ياسيدي....


واللعنة عليك يا سعد نزال ايها( الديمقراطي) الذي سببت لي عقوبة قبل 28 عاما حين أضحكتني على ذلك النائب الضابط (الثوري ) في ساحة العرضات ...وقل لهم بالله عليك :
(أولاد القحبة ....ما تغيرشيئا !!.....الخ)




#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (البغدادية ) وبشتآشان....الحقيقة والتوقيت
- عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات-2
- من.................(زهيريات ابو رهام )
- في الطريق إلى افتتاحية طريق الشعب
- نقد صريح...لا عداء حقود
- عظات ونكات قبل مزاد الانتخابات -1
- وحوار مع الجبلي
- ميزانية تكميلية؟..لاكمال ماذا مثلا؟!!
- باب التعليق الذي تاتيك منه الريح و..الريحان!!
- غربان الخراب تحوم ثانية ...قلبي عليك يا بعقوبة الطيبين ...
- لاجل ان لا تعض ابهام الندم الازرق....
- وهم الحداثة في الزمان الطائفي....الثقافة العراقية تسقط!!
- تحوم علينا عيون الذئاب ......
- ما الذي يحدث في (الحوار المتمدن )؟.................انطباعات ...
- لعنة الصراحة ... ..اشد من لعنة الصدق - الى احمد عبد الحسين و ...
- عن ردة الدكتور القمني .......وايمان القديسة كاترين
- علمانيون ام ملحدون ام مؤمنون ام لبراليون ام ماركسيون ام فوضو ...
- ايها الملحدون والمؤمنون خذوا حفارات الماضي واحرثوا في مواقع ...
- حق الاجابة على التعليقات ...
- فلنترك اليهود......ونقارن بين البعير .....والفيل والتنين !!


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- الغاوون,قصيدة(لحظة الفراق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- الغاوون,قصيدة(الطريق)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - ملحق ديمقراطي للعراقيين(مقيمين ومغتربين )