أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم البهرزي - تحوم علينا عيون الذئاب ......














المزيد.....

تحوم علينا عيون الذئاب ......


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 19:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل هذا الخراب الذي يحل في بلد بحجم العراق , يمكنه أن يهدم إمبراطوريات ودول عظمى إن حل بها...

أما كيف يحتمل العراقيون ذاك....فلا تملك إلا أن تقول إنهم يحتملون ما احتملوا :
بالقدرة !!
اجل إنها قدرة تشكلت من تراكم المظالم عبر آلاف السنين (ومرور فترة ازدهار نسبي من بضع سنوات يكاد أن لا يعني في حساب السنين الطوال شيئا مذكورا )..
تتراكم المظالم على العراقيين تراكما كميا ,فالمصيبة لا تزال بطريقة الاستئصال , بل بطريقة الإبدال!!
والغريب أن المصيبة تستبدل بأشد منها...
ويكذب عليك من يقول لك أن عراقيا من الذين لا قوة لهم ولا حول ...لا يعاني من أعراض الاختناق...
والاختناق على العراقيين مزدوج ومتداخل وغريب الأطوار حتى انه لشدة أعراضه يكاد يقترب من الاختناق ضحكا وحيرة وعجبا!!! ....بل انه يلف البعض بصمت كسير ويلف بعضا بصراخ ضائع في فضاء الكوكب الأصم !!!..............أعراض غريبة لجنونات عجيبة ...
بلد يخنقه أهلوه على اختلاف مشاربهم, وكلهم في الخنق سواء...عادلون :
من أولي الأمر ومن أولي اللاامر...ويتبادل هذان الوليان اللدودان الأدوار في عقوبة الشنق التي لا تكون –للأسف-دائما حتى الموت ....بل حتى الإذلال!! ...الذي هو لمن عايشه بعمق ..اشد من الموت ....الموت الذي-طبعا- لم يعشه احد!!!
الإذلال ذلك الافعوان الطليق الذي يمتد على طول قامة الوطن برؤوسه الثلاث:
الطائفية
والإرهاب
والفساد (الفساد مطلقا....بصنوفه المالي والإداري والسياسي والاجتماعي ...بل والروحي!!)
وهذا الافعوان ...وليد رحم الاحتلال ...
والاحتلال وليد رحم الدكتاتورية والقسوة والهيمنة العقائدية والسلطانية والكهنوتية لالاف السنين الغابرة ....
كلما انقضى عقد وعهد من الهمجية ....نهض عقد وعهد أكثر خرابا وهمجية منه –ولو بعد حين- ......... ....

لا يكتفي التاريخ بخنق أرواح العراقيين الرهيفة (فهي رهيفة ....لانها أرواح أهل الكيف والشمائل الطروب والفكر والشعر ..والسماحة ....إن اتيح لها اقل نزر من فك الخناق)....
اجل ...لا يكتفي التاريخ بمكره وخناقه بفضل سلاطينه الغر المعممين والافندية المحترمين المنافقين..
فيستعين بجور الجغرافيا !!
تهب الطبيعة الظالمة هذا البلد جيرة سوء من أشطن وأخبث ما وهبت لبلد آخر في الأرض...

إنها لقسمة ظالمة غير جديرة بشعب كتب وبنى وانشد واطرب وفكر وأثمر من كل فاكهة لون بهيج ...
انه الكفر الصراح!!....هذه الجيرة الخبيثة وهذا التاريخ المتواصل من الاستبداد.....
متوالية الجريمة تأخذ مسارها الديالكتيكي المشئوم:
ارث من الظلم يستدعي الغزاة ..
غزاة يزرعون سم الفتنة الزعاف ...قومية مرة وطائفية مرة ودينية مرة أخرى....
الطوائف المستبدة الغالبة تؤسس لحقول تسمين الفاسدين ...إعدادا وتربية ورعاية وحماية ومشاركة بالسحت :
ويفسدون ثم يفسدون ثم يفسدون علنا ونهارا جهارا ..حتى يصبح الفساد شرعة والفاسدون هم علية القوم وأهل الحل والربط ولا يعود الباطل –بعدئذ- يأتيهم من خلفهم ولا من أمامهم ...فثروة الفساد تصنع القوة ..
والقوة تصنع القمع والتخويف بالتصفية والابادة لمن يقف في الطريق إلى مغانم الثراء..
والقمع يصنع الصمت الوفير ....والثورة النادرة..
والثورة تحتاج ....
أف....
,انه نفس منوال مسرحية المفتاح ...(قليل صار من يتذكر المسرح ...ليتذكر-المفتاح- ....والأقل ,اذن ,من يتذكر الراهب الكبير يوسف العاني صاحب –المفتاح-...)
تأملوا كيف يجر مسلسل الحديث عن الخراب إلى الاستذكار المؤلم لتلك الومضات والكواكب البعيدة في ليل العراق البهيم...
اهلون ظلمة غلاظ أشداء على بعضهم أنعام للدخلاء ....
وجيرة فاسدة القلب تحيطك احاطة السوار بالمعصم , وقدر كافر يجعل أوردة الأرض رهينة (بعطف )هذه الجيرة اللئيمة ..
وارض السواد ....لم تزل ارض السواد!
السواد الذي كان خضرة وحقولا وبساتين .....صار لافتات سود ولفائف أكثر سوادا ...
ولا بواكي للأرض التي تشققت عطشا وجف ضرعها وتيبس أخضرها علفا هشيما اسودا ...
.لا بواكي لها ,حتى ولا دمعة مطر من السماء....
ويا ..
(يا طير يا طاير في السماء
طز فيك !!)
هكذا قال رفيق النيل (صلاح جاهين )..حين ضجر من بلاده ساعة حزن عابرة , بالرغم من ان النيل كان ولم يزل يجري عبر بلاده.................
ففي حق من تقول :
(طز )
أيها العراقي اسود الرأس يا دائخا بين لصوص خبزك الذين تراهم عيانا وتصرخ ولا سميع ...أو تصرخ فتقطع صرختك مافيا الفساد المنظمة ؟
في حق من تقول :
(طز )؟
بحق الساسة المحتالين؟ ,أم المحتلين السفهاء ؟,أم الجيرة السافلة ؟, أم العالم الذي صار يحدق ببلاهة لدمك المدرار وخيرك المهدور واهلك الضاربين في أقاصي الأرض مثل (فروخ الدراج )..كل تحت نجمة ولسان حالهم يولول :
تدور علينا عيون الذئاب ...........فنحتار من أيها نحتمي ؟؟؟؟

انت مهذب وأكثر صبرا فلا تقل لكل هؤلاء (طزا ) ولا تنهرهم بل قل لهم :
(تف)
ولا تستحي من طير طائر في السماء ...ولا من السماء نفسها...
قل بكل قوة ,وثقة ,وإيمان :
(تف)
ولا حرج عليك ...
فليس على الذبيح و(مهجوم البيت )حرج!!





#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يحدث في (الحوار المتمدن )؟.................انطباعات ...
- لعنة الصراحة ... ..اشد من لعنة الصدق - الى احمد عبد الحسين و ...
- عن ردة الدكتور القمني .......وايمان القديسة كاترين
- علمانيون ام ملحدون ام مؤمنون ام لبراليون ام ماركسيون ام فوضو ...
- ايها الملحدون والمؤمنون خذوا حفارات الماضي واحرثوا في مواقع ...
- حق الاجابة على التعليقات ...
- فلنترك اليهود......ونقارن بين البعير .....والفيل والتنين !!
- رسالة الى والي (فرهوداد )
- السيدة الزهراء ...تدعو للدفاع عن (ولدها ) احمدي نجاد !!!!
- (عراق الحرائق ).....هل آن الاوان لتجهيز مؤسسات الدولة بالصند ...
- ديمقراطية الاسلام السياسي.......وعملية صيد الافيال باستخدام ...
- هل وجدت بائع الفرح ...ايها الصديق الغريب؟
- سلامات د.كاظم المقدادي....وسلاما لسبعينك التي تابى الاستراحة ...
- من الذي ينبغي ان يدفع التعويضات ...ياعراقيون ويا كويتيون ؟
- ماهي العلاقة بين موضوع الاستاذ عبد العالي الحراك ....و(الكسك ...
- ديوان الحساب ........................(30)
- ديوان الحساب ............................(29)
- على من سابكي غدا؟
- رسالة في مواساة الغرباء..........وماجدوى البكاء يااخت , ان ك ...
- حول الطفولة في العراق ....ثانية!!!.............(شجون اخرى اث ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابراهيم البهرزي - تحوم علينا عيون الذئاب ......