أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - طريقُ خُراسان














المزيد.....

طريقُ خُراسان


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


كانَ الغزاةُ والفاتحونَ (وكلُّ فاتحٍ غازٍ ) يرسمونَ هذا الطريقَ وَشْما ً من ألسُمٍّ ِّ على ضُهور القُرى , ترسِم ُ سنابك ُ الخيل ِ وحوافرُ الابل ِ المحمَّلة ِ بالجواري واقدام ِ العبيد ِالحافية بُقَعا ً مِن الارُضَة ِ على مَعاشب ِ القمح ِ الكهْرمانيّة ِ , يذهب ُ الفلاحون َ الى اكواخِهم , بانتظار مأْمورَ (طابو ) جديد ٍ , يفْسخ ُ ضفائرَ السنابل ِ خُصَلا ً , وتصبح ُ كلَّ جِيرة ٍ جريمةُ شَرف ٍ , وطريق ُ خراسان َ يتلوّى قُدما ً في الاراضي الرخْوة ِ, وتقهقُرا ً والتفافا ً حيثُ مشيئة ِ الصخرِ الدفين ْ

يترك ُ الغزاة ُ الفاتحين َ بعض َ الجواري َ الفائضات ِ لاجل ِ أِراحة ِ الخيل ِوالابْلِ اولاجْل ِ سادة ِ القُرى الادلّة ِ المُرحّبين َ , فَيستولدوهُن َّ هُجْنا ً من المشائخ ِ او حَملَة الدِلال ِ في ابواب ِ المضائف ِ او نُغولة ً يَشبّون َ قطّاع َ طُرق ٍ او قراصنة َغنائم مَهيوبين َ , وحيث ُ يشب ُّ النغْل ُ شرسا ً وقويا ً فانَّ القبائل َ تتبنّاه ُ وتتولاه ُ , ويعبرُ الوقت ُ َ الاخطل ُ حاملا ً الاصول َوالفصول َ ومُسْدلا ً التراب َ على اثر ِ الترابْ...

من طريق ِ خُراسان َ كانت تمُرُّ الرشاوى , فُروجا ً مُورَّدة ً , وعبيدا ً خُصاة َ , واوَّلَ َبُنٍّ واوَّلَ شاي ٍ واوَّل َ خِشْخاش َ يكشف ُ عن صخرة ِ العقل ِ قطْرَ الندى واختلاف ِ المزاج ِ بما شاء َ مُختلف ُ العطْر ِ , كانت ْ فدادين َ تُهدى لمَن ْ يُوقدون َ القناديل َ للعابر ِ المُتلثّم ِ , لا شرط َ انْ يُسفرَ العابرون َ عن الوجه ِ , انَّ الهدايا ضَمانة َ من يعبرون ْ ! ...

ويزني سُراة ُ الليالي بمن لا وُلاة َ لهُن َّ , من المُسْتضْعفات ِ الطريدات ِ مِن عِفّة ِالخائنين ْ....

عبْرَ ذاك َ الطريقَ الذي ديس َ حتى تصحّرَ , ينشَقُّ عن قسوة ِ الارض ِ شوك ٌ , وللشوك ِعاداته ُ في العناد ِ , وللشوك ِ لؤْمٌ ومقدرة ٌ للبقاء ِ بعزم ِ الاذى , وللشوك ِ –من عجب ٍ- اوفياء َ لعهد ِ السقاية ِ حتى كانَّ ذنائبه ُ السُم َّ , تينٌ كرامته ُ قَسَم ُالاولينْ !

في طريق ِ خُراسان َ يُحكى بان َّ حكيما ً من الهند ِ يُدعى رابندنارات َ مَر َّ , ومِن ْ عَجَب ٍ – كلَّ شيء ٍ عجيب ٍ - بانَّ طريق َ خُراسان َلمْ يدَّخرْ من مَهابة ِ لحيته ِ الثلج َ بردا ً لهذي النفوسُ السعيرة ُ , ظلَّ لموكب ِ اسْكندرَ المقدونيَّ وللصفويِّ امبراطورَ فارسَ ثم سلاطين ِ عُثمان َ نارٌ مؤبّدة ٌ تتجوَّلُ بينَ ألسنابُل ِ , كلَّ الحقول ِ تظن ُّ الظنون َ بجاراتها وهي تدري بانَّ رُعاة َ سنابلها غادروامُنشدين َ وناموا بما ملكتْ طمانيناتُهم وسجايا اللذائذ ِ , مَرَّ حكيم ٌ من الهند ِ , يا ليتَهم ْ دّثروا بنعومة ِلحيته ِ اثرَ العابرينَ الذينْ....

هاهُم القابعونَ قُرىً مثلما نَمش ٍ في حَواشي طريقِ خراسانَ يَستذْئبون َ على حين ِ غرّة َ , يستيقظ ُ الفاتحون َ الغزاة َ الذينَ زَنوا والذينَ جَنوا ريَعانَ الحقول ِ الزكيّة ِللسائلينَ, على حين ِ كبْوة َ يبتسمونَ سُعالاً من السُل ِّ للذلِّ في نسَب ٍ زائف ٍ جائفٍ يَجّادلون ْ..
على سَفَه ٍ حَولَ لتْرات ِ مَنْي ٍ مُخلّطة ٍ في مَهابل ِ جدّاتهم ْ, بينَ نُطفة ِ أيْرٍ واُخرى تَهتّك َ عشرون َ غاز ٍ بالسَبايا وتهتّكَ عشرون َ ناصب َ شِرْك ٍ بما يتيَسّرُ من فَضلات ِ الجواري , لقدْ كسفوا عن فضائحهم شمس َ تاريخهم واستناروا بشمعةَ حَفل ٍ لئيم ْ...


ليس منا الشبيه لاخوته , هكذا هكذا شاء رب زنى الغاصبين الذي نتحايل زهوا بطمر قراطيسه , كتب من دماء ولحم تؤبد فينا , نحس بها حكة في شغاف الظنون ونكتمها للتباهي على بعضنا , ارضنا في سنين الجفاف تعيط شقوقا , وبرقة الغيم لا تستحي , اباحية تتنزل في كل شق مبين , من اغيم ؟ممن ؟ نفكر بعد الرواء , اننسب هذا الغريب لانسالنا ام نغض الطروف ونسهب في حيل الشرع , ام ناخذ الطفل للحقل , ذاك الذي عج بالفاتحين الغزاة وجداتنا المستكينات فوق تراب المجاعة والزلم الخشنة الراكعين طوال دروب الجواري؟

في طريق ِ خُراسان َ يختصمُ الشركاء ُ على حُصص ٍ من اراض ٍ بلا ضرْع َ , نفط ٌ زؤام ٌ على ظَمَأٍ تتجرَّعه ُ , سدرةُ المنتهى هرمتْ وجبال ُ ارارات َ شجّت ْ سناماتها بالزلازل ِ, جنّة ُ عَدْن ٍ تتاجرُ بالملح ِ, آخرَ ما ملكتْ , وينابيع ُ أِبْسو تجَمّد َ بُؤبؤها باعتزال ِ الدموع ِ , طريق ُ خراسان َ لن يستقيم َ مع النهر ِ , ليس َ يُجاريه ِ , فلذات ُ السواقي الشريدة ِ تنشَق ُّ عن موجه ِ (اكان َ له ُ مرّة ً موجة ٌ تتباهى ؟) , النهرُ , نهر خراسان َ , تُشرى وتباع ُ مُويجاته ُ , وهوَ انحَل َّ من قيمة ٍ , هوَ اكبرُ من قمّة ٍ ,هو َشيء ٌ تفسّره ُ حينَ تصحو بنوم ٍ هنيء ٍ , وحين َ تنام ُ ,هوَ الحُلم ليستْ تُفسّرهُ ً حُلّة ُ المُستفيق ْ....

في طريق ِ خُراسانَ , نهر ُ خُريسان َ هذا العتيق ُ يُسائلني عن جديد ٍ فاسْخرُ منه ُ :
كلانا عتيق ٌ
وهذي الضفاف ُ تضيق ْ....



• طريقُ خراسان هو الطريق الذي ينحدر من اعالي جبا ل حمرين مارا ببعقوبة وصولا لبغداد وهو ممر الغزاة والتجار والمهربين والرحالة عبر الاف السنين
• اما نهر خريسان فنهر يتفرع من نهر ديالى من اعالي القرى الشمالية يها مرورا ببعقوبة حتى يتلاشى جنوب بهرز



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شُكرا ً لساعي البريد
- أكثرُ من أَِيماني بك ِ
- في ذكرى شهيد شيوعي
- مضيعة الايام
- قصائد قدر الامكان
- مواعظ النبي المخمور
- ستكونين ..وان بعد العهد بنا
- اتحاد الشعب...قائمة الوجوه المشرقة في ليل الذئاب
- اذكرتني (الهمّ ) وكنت ناسيا ..
- ما مروا عليَّ...(عصرية العيد )
- بين المحبة والعنصرية ...شَعرة
- هل هذه هي حقوق سكان العراق الأصليين؟
- مؤسسة (المدى ) ومؤسسة (البرلمان العراقي) في الميزان
- لنْ أُبْقي شيئاً للحُور العِينْ...
- قصائدٌ بين الضحك والبكاء
- صورة الملك فيصل الأول في ساحة الصالحية
- قصائدٌ اضاعت اسماءها
- ما أطيب العيش لو كنا ولدنا منغوليين جميعا !!
- ولكن الدوائر المتعددة اخطر من القائمة المغلقة...
- الهويدربهرز...الفة المواجع والمسرات


المزيد.....




- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - طريقُ خُراسان