أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)














المزيد.....

أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


ومن قال أنّ زمن الأوثان قد ولّى !!


دخلت "عليا" المستشفى منهارة تماما ، مزرقة العينين ، مكدمة الوجه ، تحمل في يدها صور زفافها ، و إطارا ذهبيا فيه ورقة ظننتها شهادة جامعية أو ما شابه ...

عندما بدأت الحديث معها للمرة الأولى ، أخذت تصرخ و تبكي و تضرب نفسها ، و أشارت إلى الورقة في الإطار الذهبي :
-هذا هو شرفي ، شرف العرب بين فخذي يا دكتورة ...

أمسكت الإطار لأقرأ تقريرا من طبيبة نسائية بكون "عليا " تملك غشاء بكارة (مطاطي) الطبيعة ، و هو ما يتسبب في عدم نزف الليلة الأولى بشكل طبيعي .

أعطيتها حقنة مهدئة و غادرت غرفتها على أن أعود لاحقا .

قبل أن أكمل لكم قصة "عليا " اعتدت في كل حالة مشابهة أن أتذكر و أحكي عن "بهارات "...


المرة الأولى التي دخلت فيها "بهيرة "عيادتي ،كانت تصنع بوالينا (بعلكة ) في فمها .وجهها ملوّن بالمساحيق بطريقة ملفتة لمعظم الرجال ، و مضحكة لغالبية الأطفال .

كان لحضورها الفوضوي تأثير كسر روتين عيادة حكوميّة من عيادات مستشفى الأمراض الجلدية و الزهريّة التخصصي في دمشق .

مع (طقطقة اللبانة) مضت " بهيرة " تحكي لي عن شكوتها مستعينة بضمير الغائب :
-اسمي "بهيرة " و ينادونني "بهارات" ، جئت إلى هنا بسببه ، يا لطيف ..يالطيف..
هو يؤلم ، يحرق ..مثل النار يا دكتورة ، (شو صار) بالدنيا ، أمشي (جنب الحيط) ،من أين أتى .. لا أعرف .

-ما هي المشكلة بالضبط ؟

نفخت بالونا كبيرا و تابعت :
-ما فهمت عليّ دكتورة ، (من تحت ..من تحت )يؤلمني ، يحرقني ، و الله أخجل من الشرح ...

- مفهوم ..مفهوم ، لو سمحت ممكن أن ترمي هذه اللبانة من فمك، و تخبريني منذ متى بدأت المشكلة ؟

بحركة أولى رمت "بهيرة" اللبانة باتجاه سلة المهملات ، و بحركة بهلوانية أخرى لحقت بها لترفعها عن الأرض و تضعها في داخل السلة ، ثم ضحكت بصوت عال :
-أعلك كثيرا لأنني عاملة (ريجيم) ...ماذا سألتك الدكتورة يا "بهارات"؟ نعم تذكرت ..بدأت مشكلتي منذ يومين ، لكنهما مرا عليّ كشهرين من شدة الألم ...
يا لطيف ..يا لطيف..

أخذت ما نسميه طبيا القصة المرضيّة ، مريضتي غير متزوجة ، عمرها ستة و عشرون عاما ،لا تعمل ، لا تشكو من أية أمراض ، و هذه هي المرة الأولى التي تراجع فيها طبيبا في حياتها .

بعد فحصها ، وجدت حويصلات مملوءة بسائل و تحتها جلد محمر ، عرفت فيها الحلأ التناسلي ، و هو مرض جلدي تناسلي مؤلم و شائع ينتقل عن طريق الجنس في الغالبية المطلقة من الحالات ، أعدت سؤالها من جديد لكن بصيغة أخرى :

-هل لديك أية علاقات جنسية؟

تلعثمت ثم أجابت :
-يا لطيف ..يا لطيف ..ما هذا الكلام يا دكتورة ، أنا بنت بنوت ...

-على أية حال حياتك تخصك ، و أنا هنا لأعالجك و ليس لأحاسبك ، الموضوع برمته أنه يجب فحص الشريك الجنسي ، ومعالجته أيضا.

صمتت ثم قالت :
-عندك للسر (مطرح )؟!

-مهنتي تحتم عليّ ذلك ، اعتبري نفسك لوحدك تماما و تتكلمين بصوت عال .

-كنت على علاقة بريئة مع ابن جيراننا الطيب الأمير ، و لكن الشيطان شاطر ، ضحك عليّ و أغواني ...

-من ابن الجيران ؟!

-لا يا دكتورة الشيطان ..الشيطان أغواني و رحت مع صاحب محل الملابس الذي اشتري من عنده ...يلعنه (شو)حلو يشبه عبد الحليم ، و لسانه حلو ..

قبل أن تكمل قاطعتها و تابعت سؤالها عن علاقاتها الجنسية ، ليتبين أنها متعددة العلاقات الجنسية ، كما أن عرسها على ابن الجيران بعد شهر ، دهشت و سألتها :
-ماذا ستقولين له ؟!

-لن أقول له شيئا ، عمليات( ترقيع غشاء البكارة) تملأ البلد ، و لن يعلم أبدا .

بينما أنا أطلب تحاليل دمويّة لنفي وجود أمراض أخرى منقولة بالجنس كأنواع من التهابات الكبد ، و مرض الايدز ، كانت "بهارات " تخرج من حقيبتها (علكة )جديدة، و تبتسم :
يالطيف يا دكتورة ،يا لطيف (شو ارتحت) بعد ما حكيت لك ...

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار جنسيّة : (أطفال أنابيب!)
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (2)-حقوق الإنسان-
- مذكرات فراشة في بلاد العم سام (1)-دين الحب-
- مذكرات - قط - في بلد عربي(4)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)
- مذكرات - قط - في بلد عربي(3)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...
- مذكرات - قط - في بلد عربي(2)
- أسرار جنسيّة : قوس قزح
- مذكرات -قط-في بلد عربي
- أسرار جنسية: ثالوث
- أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...
- أسرار جنسيّة :(حريم!!)
- أسرار جنسيّة :(صور ليست للذكرى!!)
- أسرار جنسية : سر (الحب والحزب الأول)
- أسرار جنسية: السر الرابع عشر (عماد)
- أسرار جنسية: السر الثالث عشر(رامي)
- سر الأسرار!!
- أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)
- أسرار جنسية: السر الحادي عشر(سيسي)


المزيد.....




- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة : (شرفكم وثنكم!)