أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)














المزيد.....

أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


ليس لكلّ لأطباء حصانة ضميريّة ..لكن يبقى الأمل في أن يظلّ الطبيب رمزا ليد الله على الأرض ...

بعد الزيارة المفاجئة ل " هيام " زوجة " هاني " ، كان لا بد من الكثير من الأسئلة حول هذا الزميل الطبيب ...
كانت فكرة أن أسأل عن سبب طرده من نقابة الأطباء ، فكرة ملّحة أقضّت عليّ سلاما انعزاليا ، و بعدا اختياريا عن الأوضاع الاجتماعيّة و الشخصيّة للأطباء .
وقد حصلت على سيرة مفصلة لحياة " هاني" بعد مكالمة هاتفية واحدة ل " عماد " أحد الأطباء الناشطين في النقابة ، و الذي و بدون أن يتأكد حتّى من هوية المتصل ، سرد لي و بمنتهى الشماتة كيف أدمن " هاني " المورفين ،و كيف طرد من قسم الجراحة في الدراسات العليا و من نقابة الأطباء بعد أن أثبت صرفه غير المبرر للمواد المخدرة و التي تستخدم في المستشفيات حصرا بوصفة طبيّة .
كما تبرع "عماد" بدقائق ثمينة من وقته الطبيّ اليقظ ليخبرني كيف حضر هو شخصيا ( نوبة السحب) التي تحدث عند التوقف عن أخذ المادة المخدرة ،و التي تعرض لها "هاني " في أحد أروقة المستشفى ، ناقلا لي تفاصيل دقيقة عن سقوطه أرضا ، و ارتجاف أطرافه الأربعة ، مشبها إياه ب (كلب مصروع يتعرق )، و خاتما حديثه بجملة كان لها تأثير( الكافيين ) على لياليّ التالية :
(لبطته) بكلتا قدميّ و بصقت عليه .. هوني عليك يا دكتورة ، ليس هناك أكثر من الأطباء ، (و ينقصوا واحد ..أريح و أربح )...
منعتني هذه الجملة من النوم أياما عدة ،و أنا أفكر في واقع موجود رغم أنوفنا جميعا ..واقع مهنة التجارة التي تضم رويدا رويدا جميع المهن الأخرى تحت لواء قسمها الأناني المبرر .
إلى أن أتى موعد " هيام " من جديد ، و دخلت العيادة بنفس المظهر الأول ، لكن مع كدمات جديدة .
عندما سألتها عن مشكلة "هاني " مع نقابة الأطباء تلعثمت و تغير لون وجهها قبل أن تبدأ الكلام:
هل تعلمين يا دكتورة من هو والد "هاني "؟ و كيف مات ؟
-في الحقيقة ذاكرتي ضعيفة جدا ، و إن كنت أعتقد أنّه كان أستاذا في الجامعة ...
صحيح تماما ، أستاذ في كلية الهندسة الكهربائية ، و قد كان المثل الأعلى لأولاده و السبب المباشر في تفوق " هاني " عليكم جميعا ، كل أصدقائه نسوا ذلك .
أحسست بنوع من تسليح للكلمات ، بلهجة يستخدمها البشر عندما يجرحون ، فقلت :
-ذاكرتي ضعيفة في كل شيء إلا في تذكر من كان أفضل منّي ، و دفعني بمنافسته إلى الأمام .أذكر تماما كيف كان "هاني " أحد الأوائل في الكلية ، و لذلك أود أن أعرف لماذا حدث له ما حدث .
عادت لغة " هيام " إلى طبيعتها المسالمة و بدأت الحكاية التي يناسبها أكثر وصف (حدوتة):
بدأت القصة هذه منذ سنوات ، عندما شخّص لوالد "هاني "(سرطان بنكرياس في مرحلة متقدمة ) ... لن أحدثك اليوم عمّا عاناه فأنت تعلمين أعراض هذا المرض و تبعاته أكثر مني ، و لن أقول لك كم تغيّر "هاني " بعد ذلك فلا بد أنك تتوقعين ، لكن الذي قد لا يخطر ببالك أن هاني كان ضعيفا لدرجة تعاطي المسكنات القوية الموصوفة بشكل مشرّع طبيا لتخفيف ألم سرطان والده !
أتعلمين يا دكتورة ، لم أكن يوما أعتقد أن الموضوع سيتحول إلى إدمان ، قلت في نفسي إنها أدوية مهدئة كما كان يسميها هو ، لم أكن أعلم أنها ستدمر حياتنا ، و تزيد من غيرته المرضيّة إلى حد التجسس على تفاصيل حياتي ، و إرغامي على العلاقة الجنسيّة المنقولة عبر تلك الكاميرا في غرفة نومي و التي حدثتك عنها .
لو أن العلاقة الزوجيّة تخلو من قرف الجنس لهربت الآن ، و لكنني محكومة بفضائح مصوّرة قد يثيرها ضدي شخص مدمن أحببته و كنت مستعدة إلى الموت من أجله .
بدأت " هيام " بالبكاء و أشارت إلى الملاءة السوداء التي تغطيها :
هذه ليست أنا و لا شخصيتي ، أنا و لعلمي بغيرته المرضيّة أيدت كل ما طلبه منّي ، لم أكن أعلم أنني أساعده ليزيد في مرضه و ضعفه .

مع كل ما حدثتني عنه " هيام " ، و ما عرفته من (اللاطبيب) عماد ،و مع علمي بكون الإدمان متهم بحد ذاته بتعزيز التوهمات ، كتوهم الغيرة أو ما يسمى متلازمة (أوتيللو) نسبة إلى رائعة شكسبير .
رغم كل ذلك ..أحسست بحدسي الأدبي و ليس الطبي أن هناك حلقة ناقصة لم أعرفها بعد ...

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات - قط - في بلد عربي(3)
- أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...
- مذكرات - قط - في بلد عربي(2)
- أسرار جنسيّة : قوس قزح
- مذكرات -قط-في بلد عربي
- أسرار جنسية: ثالوث
- أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...
- أسرار جنسيّة :(حريم!!)
- أسرار جنسيّة :(صور ليست للذكرى!!)
- أسرار جنسية : سر (الحب والحزب الأول)
- أسرار جنسية: السر الرابع عشر (عماد)
- أسرار جنسية: السر الثالث عشر(رامي)
- سر الأسرار!!
- أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)
- أسرار جنسية: السر الحادي عشر(سيسي)
- أسرار جنسية: السر العاشر(حرية الرأي في بيت الدعارة)
- أسرار جنسية: السر التاسع (الغبية!!)
- أسرار جنسية: الجزء الثامن(فاتن)
- أسرار جنسية: الجزء السابع(ضرار)
- أسرار جنسية: الجزء السادس(سامي)


المزيد.....




- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان (2)