أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...














المزيد.....

أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 10:33
المحور: الادب والفن
    


تحكم الغيرة عالم النساء ، و تدمر عالم الرجال ...


أحسست بالرعب و الحزن معا عندما دخل "هاني" العيادة ..هاني الذي أذكره جيدا منذ أيام كلية الطب البشري ، و الذي كان نموذجا للطالب المتفوق الذكي ، دخل عيادتي كشبح في الخمسين .
بعينين دامعتين بدأ حديثه الذي أدهشني ، فما توقعته يوما هنا ، بهذا الانكسار ،و هذا المظهر الرمادي:
أرسلني حضرة الدكتور زوجك ..لجأت إليه ليخدمني فأجابني أني أحتاج إلى طبيب نفسي ..أية صداقة هذه التي تربطني به !
ثم غيّر نبرة صوته و طلب بتوسل:
إذا طلبت منك ، و تحت اسم الصداقة و الزمالة أن تكتبي لي وصفة مهدئ ، هل تفعلين ؟!
-عزيزي "هاني "لم أعتد على رؤيتك هكذا ..لم لا تخبرني عن المشكلة أولا ؟!
بنظرات مليئة بالغضب أجابني : تريدين القصة المرضيّة .. (هااا)
ماذا تنتظرين مني أن أقول لك :أنا أحس بوجود ضفدع في معدتي ، و استطيع المرور من تحت الباب. فتطلقين على مرضي اسم (تبدد الذات) و تضحكين مع زملائك على (الأجدب) أنا ...
أم أنني أرى العالم كذرة الغبار لا قيمة له و لا لون ، فتفرحين (هييي) و تشخصين هذا ب (تبدد محيط)...
استيقظي يا دكتورة ، أنا طبيب مثلك ، و لا أحتاج رعايتك ، قلت في نفسي قد تكونين أحسن من زوجك ، لكن ماذا أقول ...
ثم غادر الغرفة و هو يصيح : الطيور على أشكالها تقع ...

بعد ذلك بيومين حضرت إلى العيادة شابة متوسطة القامة ، ترتدي ملاءة سوداء ، و لا يبدو منها إلا عينيها اللتين ظهر احمرار إحداهما بشكل واضح ... بعد أن نزعت الخمار عن وجهها ، و ظهرت آثار الضرب الواضحة عليه عرفت عن نفسها ب:
" هيام " زوجة زميلك الدكتور "هاني "...
و بلحظات من الاندهاش عادت إلى ذاكرتي صورة فتاة (مستشقرة) الشعر ، مرسومة بمساحيق التجميل ،ترتدي فستانا طويلا ضيقا ، و بدون أكمام ... " هيام" صديقة "هاني " أيام الكلية و التي كانت تترك مدرجات الأدب العربي لتحضر محاضراتنا الطبيّة ، و تنظم رحلاتنا في الكليّة...
قطعت ذكرياتي متابعة حديثها:
أمضى " هاني " اليومين الماضيين في سب أصدقائه .ثم تلعثمت خجلا و هي تقول : قد ذكر لي اسمك بينهم ..عن طريق الخطأ طبعا.. و علمت انه كان هنا .
لست مثله يا دكتورة ، و أعتذر عمّا بدر منه ، لم يكن هكذا قبل طرده من نقابة الأطباء صدقيني ،(كمان) أنت( ست العارفين ) عندما تقل مطالعات الشخص وتضمحل ثقته بنفسه يهاجم الآخرين ...
ابتسمت و أنا أرد :
- حصل خير ، أتوقع سوء وضعه النفسي ، و أعذره ...
تتوقعين !يعني لست متأكدة !
أرجوك يا دكتورة أخبريني عن مرضه ، كرهت حياتي ..لا بل تستطيعين القول أنني نسيت حياتي ، و أني أعيش الرعب في كل لحظة ...
-في الحقيقة هو لم يخبرني شيئا ، أخبريني أنت ما المشكلة ؟!
بتنهيدة عميقة أجابت " هيام " :
حياتنا معا هي المشكلة ، من أين أبدأ؟.. من منعه إياي مغادرة المنزل حتّى إلى بيت أهلي ، أم من تفتيشه لحقائبي ، و خزانتي ..
هل أخبرك عن جهاز التجسس الذي يضعه في هاتفنا ، أم عن الكاميرا في غرفة النوم ، و التي اكتشفت وجودها حديثا.
هل تستطيعين أن تخبريني كيف لا أجن و أنا أكتشف أنه الآن يملك أشرطة عن علاقتنا الجنسيّة ، و أنني لن أستطيع الهرب من هذا الجحيم...
الغيرة التي حكمت علاقتنا منذ الأزل ، و التي كانت تنمو بسرعة كبيرة ، مجبرة إياي على تقمص شخصية جديدة لا تمت لي بصلة ، هل هي مرض نفسي ؟!
هززت رأسي موافقة ، بينما ارتفع صوت بكاء "هيام " و هي تهمس :
أنا من أحتاج إلى الطب النفسي يا دكتورة ، و ليس حضرته ...

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات - قط - في بلد عربي(2)
- أسرار جنسيّة : قوس قزح
- مذكرات -قط-في بلد عربي
- أسرار جنسية: ثالوث
- أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...
- أسرار جنسيّة :(حريم!!)
- أسرار جنسيّة :(صور ليست للذكرى!!)
- أسرار جنسية : سر (الحب والحزب الأول)
- أسرار جنسية: السر الرابع عشر (عماد)
- أسرار جنسية: السر الثالث عشر(رامي)
- سر الأسرار!!
- أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)
- أسرار جنسية: السر الحادي عشر(سيسي)
- أسرار جنسية: السر العاشر(حرية الرأي في بيت الدعارة)
- أسرار جنسية: السر التاسع (الغبية!!)
- أسرار جنسية: الجزء الثامن(فاتن)
- أسرار جنسية: الجزء السابع(ضرار)
- أسرار جنسية: الجزء السادس(سامي)
- أسرار جنسية: الجزء الخامس(بدر)
- أسرار جنسية: الجزء الرابع (تماضر)


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة : للغيرة سلطان...