أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...














المزيد.....

أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 11:24
المحور: الادب والفن
    


الانتقام غير المبرمج سمة عربيّة...

تابعت هند حديثها بهدوء شديد متجاهلة علامات الاستفهام المتراكمة فوق وجهي .. و بحيادية فظيعة ، كما لو أنها تحكي لي قصة بنت الجيران ، و كأن الحديث كله لا يمت لها بصلة :
كانت أمي نظيفة جدا ، تردد دوما أنها تخاف العدوى و الجراثيم ..كانت تغسل يديها في اليوم الواحد عشرات المرات ، و تعقمهما بالكحول الطبي، تنظف البيت بطريقة جنونية عدة مرات يوميا ...الله يرحمها ماتت بين أكوام المنظفات و الصوابين...
عندما قرأت مقالة عن الوسواس القهري ، أحسست بها تتحدث عن أمي ، لم أكن أعلم أنني بعد الزواج سأصبح مثلها ، لكن بطريقة أخرى !! ربما هو مرض وراثي أليس كذلك ؟! و دون أن تنتظر جواب ، تابعت "هند" :
لم أعد أمارس الجنس مع زوجي ...أخاف من تلك الفكرة الملحة المعاودة بأنني..بأنني.. –لا تضحكي أرجوك –
بأنني قد أقص له قضيبه ...- لن أنظر إلى وجهك الآن يا دكتورة ...-

وكم حمدت الله على أن " هند " لم تنظر لوجهي فعلا ، لأن علامات الاستفهام على وجهي تلونت كلها بظل ابتسامة حمراء!!

لست منحرفة ، و أقسم أني أحبه لكن فكرة قص قضيبه كي أنتقم للنساء (المختونات) في كل بلاد العالم تجعل حياتي جحيما .. أعرف أن الفكرة سخيفة ، و أنني أنا من أوجدها ، ولا يمكن أن أفعلها ، لكنها تلح في رأسي بشكل وسواسي ، و ترغمني دوما على وضع الحجج و المبررات ،كي لا أقترب من زوجي ...
ساءت علاقتنا كثيرا مؤخرا ،بدأت أشغل نفسي بتمتمة الصلوات كلها التي أعرفها ، لكي أهرب من تلك الفكرة الإجرامية ، لكن عبثا ...تلاحقني تلك الفكرة و تخنقني ...
أتذكر أمي و كيف كان وسواس النظافة يقض حياتها ، كله وسواس أليس كذلك يا دكتورة ؟!
هززت رأسي ، وقبل أن أجيب تابعت "هند" :
زوجي "سعد " طيب جدا ، كنا زملاء في كلية الفنون الجميلة،لكنه متصالح مع الدنيا أكثر مني ، عاديتها أنا منذ الأزل ، و تحديتها أيضا ، أتعلمين عندما رسمت لوحتي الأولى كان التحدي الأول ...و مع توالي اللوحات كدت أرجم!!
أرسم عن مشاكل المرأة العربية ، لوحتي الأولى كانت عن "ختان الإناث" أسميتها:- الموت كل يوم - (قومت الدنيا و لم تقعدها) ...
اكتشفت بعدها أن العرب لا يستخدمون عقولهم ، فليس من المحبب لديهم قضاء ساعات في القراءة ...
أما الرسم فقصته أسهل نظرة واحدة على لوحة لختان الإناث ستوقظ الشرف العربي الذي بعثرته فنانة تافهة ، و ستعرضها لمحاكم تفتيش تكفل لها عدم النطق مجددا بكروية الأرض ، هذا ناهيك عن نظرية المؤامرة التي تدفع كل ذي بدعة لإطلاق فنه ...
من قال : قانون من أين لك هذا غير موجود في البلاد العربية ، بلى يا سيدتي هو موجود و بشدة .. لكنه لا يحاكم سارقي الأموال ، بل أصحاب العقول : من أين لكم هذه الأفكار يا ذيول الاستعمار ، من يدعمكم يا زنادقة ، كيف تجرأتم يا أعداء الأمة و العروبة ...
إن قانون : من أين لكم هذا يا سيدتي لا يطبق إلا على من يكون وقود أفكارهم مخيف، و مدمر...
أحمد الله على أن الفن التشكيلي غير مفهوم من قبل غالبية العرب ، نحتاج أدب تشكيلي و إعلام تشكيلي !!(و نريح راسنا)...
صمتت "هند " للمرة الأولى منذ دخولها عيادتي ، ثم ضحكت و قالت :
ثرثارة أنا أليس كذلك ؟! لكن بالمناسبة أنا أتيت هنا أشكو لك كل همومي ، و ليس مرضي النفسي و حسب...
ثم أخرجت كتابا من حقيبتها و قرأت بصوت عال :
(الوسواس القهري: كما يدل اسمه هو عبارة عن -وساوس- أفكار أو صور أو أفعال معاودة ،و مع كون المريض يعلم أنه مصدر هذه الوساوس و أنها سخيفة و غير ممكنة التحقق فإنها تسبب له القلق و العذاب و تجبره -تقهره - على ممارسة تصرفات متكررة كمحاولة لإنقاص هذا القلق )...
هذا هو مرضي أليس كذلك يا دكتورة ؟!

قلت لنفسي ضاحكة : ليت زواري كلهم مثلك يا فنانة محاكم التفتيش!!

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار جنسيّة :(حريم!!)
- أسرار جنسيّة :(صور ليست للذكرى!!)
- أسرار جنسية : سر (الحب والحزب الأول)
- أسرار جنسية: السر الرابع عشر (عماد)
- أسرار جنسية: السر الثالث عشر(رامي)
- سر الأسرار!!
- أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)
- أسرار جنسية: السر الحادي عشر(سيسي)
- أسرار جنسية: السر العاشر(حرية الرأي في بيت الدعارة)
- أسرار جنسية: السر التاسع (الغبية!!)
- أسرار جنسية: الجزء الثامن(فاتن)
- أسرار جنسية: الجزء السابع(ضرار)
- أسرار جنسية: الجزء السادس(سامي)
- أسرار جنسية: الجزء الخامس(بدر)
- أسرار جنسية: الجزء الرابع (تماضر)
- أسرار جنسية: الجزء الثالث
- أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى) الجزء الثاني
- أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى)1


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...