أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسية: ثالوث














المزيد.....

أسرار جنسية: ثالوث


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 19:56
المحور: الادب والفن
    


القهر لا يولد معنا ،بل يتبرعم فينا بعد نكبات عدة و ظلم لم نقو عليه ، عندها يصبح للبكاء معنى آخر فيحسه الآخرون...


هي:

خطرت لي جميع الأفكار الغبية التي تحثني على الانتقام لذلك الجمال الذي ملكه هو يوما ثم بصق عليه..
هذا ما بدأت به "رجوى "حديثها ، عندما فتحت قلبها للمرة الأولى ،وكانت تبكي..
- هل أحسستم مرة بالبكاء ؟!
لطالما بكى ناس أمامي فحزنت و لكنها المرة الأولى التي أحس فيها بالبكاء يجتاحني ، يؤلمني ، يحرض عيناي فتدمعان ..أحسست أن الدمع لا يتسرب من عينيها بل من روحها .. من مكان ما فيها أسميته قهرا.
قالت لي:
لم تكن حرب طوائف كما بشر أهله ولا كان هو الفارق الثقافي كما برر أهلي ..لكن السر الزوجي الليلي هو السبب ، صدقيني..

-كانت كلمة الجنس مطروقة جدا في كتبي الطبية ، لكن جملة السر الزوجي الليلي كانت بداية لسلسلة الأسرار هذه...

حكت " رجوى " قصتها بمنتهى الألم و كأنها حدثت منذ ساعات ، واضحة التفاصيل ، شديدة الوجع ، مبعثرة الترتيب :
حاربتها عائلتي.. أعلنتهم أعداء لأنهم رفضوا ذلك الرجل، أعلنتهم منافقين لأنهم عبروا عن طائفية ما كنت ألحظها سابقا…
لم يكن هناك حفل زفاف ولا حتى فستان فرح .. هربت معه ..
أربع سنوات في الجامعة ،و ثلاث في الدراسات العليا، و لم أر سلبيات ذلك الفارس الذي سحرني بأناقة مفرداته، وأغواني بفيض اهتمامه..
عندما اهتز السرير بنا للمرة الأولى ناداني "فرح"…ظننت أنني متوهمة متوجعة ولم أعر الأمر أية أهمية ، لكن ومع اندمالها جراحي الجسدية ، بدأت أوجاعي ..و بدأت (النق) كما كان يشتكي ..
كنت أحسه يستخدم جسدي ليتذكرها ، ابتعدت كرامتي عنه و ازدادت الهوة بيننا اتساعا...
درت في تلك الحلقة الضيقة حتى دخت ، عندها تمردت : أيتها الحلقة مللت استدارتك حول ضعفي ..لن تتصيري مربعا ، لكنني سأمسي قوية، و طلبت الطلاق…
نفسهم أهلي الذين رفضوا تلك الزيجة ، هم الذين شجبوا فكرة الطلاق ... لا مكان لي الآن...
صمتت " رجوى " مكفكفة دموعها ثم تابعت :
سأظل وحيدة ، ألجأ إلى لطب النفسي عله يروضني ، و أعود إلى زوجي كعاقلة ...
أتعلمين يا دكتورة اكتشفت أن الحياة لا تسلبنا شيئا.. نحن دوما من يقامر فيخسر .


هو:

قابلني بشكل جدي مبررا قدومه لعيادة نفسية :
أهلاس هي..مجرد تمتمات حلم ، لن تصبح حقيقة أبدا ،لأنها خيال ..ليست خيالي، لأنني مسكون بشبح آخر ،شبح امرأة برائحة الرغيف…
تابع متلعثما: الرياح تصفر في داخلي كزوبعة، أحس بها و قد قطعت كل السبل، لم تترك إلا ما يشدني إلى دفء الفرح ..إلى تلك الخيمة، في مفترق طريقي الصحراوي...
احتار قليلا ثم قال لي:
أجل أحرقتها..لأننا ننقلب صغارا وحوشا ..و لن نصبح أبدا وحوشا صغارا…
و كمن يرتب جملا أدبية ليكتب رواية قال "ديار" سأحكي لك كل ما لم يحدث:
دورت فنجانها ثم قالت لي سأقرأ لك الفنجان ،ضحكت وأجبت: هذا فنجانك أنت ..كيف يظهر مستقبلي أنا؟!
ابتسمت بخبثها المحبب: أقرأ مستقبلك في ثنايا نزواتي …
خلتها تمزح كعهدي بها ، ما توقعت بتاتا أن تكون نبوءتها إعجاز عرافة ، سحر امرأة برائحة الرغيف ..اسمها فرح ..حبي الأول .
قالوا أنها غريبة الأطوار ، بل جزم بعضهم أنها كافرة ،فرشوا وجهها و صدرها و وركيها على الطاولة المستديرة ، و دارت حولهم مباحثات لم تشهد المنطقة العربية لها نظير ، لا في نزاهتها ولا في نتائجها..
أما أنا فقد كنت أراها أنثى…أنثى استطاعت أن تخرج من إطار مرآتها لتضيء…
درت حولها ثلاث سنوات ، لكنني و بعد ليلتي الأولى معها.. فوق سريري الرطب، في غرفتي المحشورة في أحد أزقة دمشق القديمة، لم أعد مقتنعا بها أما لأطفالي ..
ببساطة تحولت إلى مومس في قاموسي الذكوري ..
بقيت أكتب كل يوم قبل أن أنام الجملة التالية :
امرأة برائحة الخبز ترقص في تنور داخلي، غير مهتم بصوت فرقعة الرغيف..أحرقتها و مازالت تقوتني...
و هو يغادر أضاف "ديار " : (على فكرة ) أنا شاعر مغمور ، ومجنون كبير.. (بخاطرك)...

خيال :

دخلت فرح عيادتي للمرة الأولى تتعثر بفستانها الأسود الطويل، خجلة جدا..ومتألمة جدا،جلست بخفة و بعدما عرفتني بنفسها ، ودون أن أسألها بدأت حديثها كشهرزاد : أعلم أن "ديار" يأتي هنا ،اتصل البارحة و أخبرني بذلك…
نحن لا نخسر شيئا لا نمتلكه أصلا ..لم آتي من أجله.
جئت أشتكي انتمائي إلى وطن لا قانون يحمي النساء فيه ،والى دين سخر لعبادة جميع الآلهة المنتخبة إلا الله الواحد..
أكره كوني امرأة في مجتمع تحكمه الغيرة و تلعنه الأحكام المسبقة ..تسيطر على عقله المعجنات ، الأزياء،الصبحيات و ألوان الشعر..
مجتمع النساء المغلق مهما انفتح ، والمكبوت برضى ساكناته…

يتبع...




#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار جنسيّة : (وسواس جنسي)...
- أسرار جنسيّة :(حريم!!)
- أسرار جنسيّة :(صور ليست للذكرى!!)
- أسرار جنسية : سر (الحب والحزب الأول)
- أسرار جنسية: السر الرابع عشر (عماد)
- أسرار جنسية: السر الثالث عشر(رامي)
- سر الأسرار!!
- أسرار جنسية: السر الثاني عشر(ماهر)
- أسرار جنسية: السر الحادي عشر(سيسي)
- أسرار جنسية: السر العاشر(حرية الرأي في بيت الدعارة)
- أسرار جنسية: السر التاسع (الغبية!!)
- أسرار جنسية: الجزء الثامن(فاتن)
- أسرار جنسية: الجزء السابع(ضرار)
- أسرار جنسية: الجزء السادس(سامي)
- أسرار جنسية: الجزء الخامس(بدر)
- أسرار جنسية: الجزء الرابع (تماضر)
- أسرار جنسية: الجزء الثالث
- أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى) الجزء الثاني
- أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى)1


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسية: ثالوث