أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - التحزب القح و مصالح الوطن














المزيد.....

التحزب القح و مصالح الوطن


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2793 - 2009 / 10 / 8 - 14:04
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


انه لبديهي و طبيعي ان يحب المواطن وطنه و نعرف جميعا بان الوطن اقدم و اعلى و اثمن من الحزب و اية حركة او تركيبة سياسية مهما كانت اهدافها و شعاراتها، غير ان الشعب و المواطن الانسان هو الاهم و هو الهدف الاسمى و الاعلى من كل المسميات المادية و المثالية الاخرى، و الاهداف و الامنيات العامة هي من اجل الانسان ذاته و ليس المكان او الموقع او البقعة التي يعيش فيها او ينتمي اليه . و هذا لا يعني ان لا يكون هناك حب للوطن و التضحية من اجله، بل في تسلسل الاهميات و المهمات التي تندرج لهذه المفاهيم الاولوية للانسان ثم الوطن و اخيرا الحزب او الفكر و العقيدة و الايمان ان كنا نهتم بالحياة و ما فيها و نحن علمانيين، و العلمنة تعني العديد من المفاهيم العصرية المتمدنة الحديثة و اولها الفكر الانساني و العقلية الانسانية.
و لا يوجد على هذا الارض من لا يحب البقعة التي ترعرع فيها ، اي المواطن يحب وطنه و يحس به من قرارة نفسه مهما كانت ظروفه، و ان احس بالاغتراب و عدم الرضا فانه لا يكره وطنه مهما حدث الا القليلين جدا و هم ما يمكن ان يُنعتوا بالالقاب و المسميات الشتى، و الولاء للوطن قبل اي شيء اخر هو قمة الوعي، و لكن بعد الايمان بالانسانية و حب الانسان و حتى قبل الوطن ايضا، مهما ادعى البعض من الايديولوجيين المتطرفين او المثاليين و المتدينيين المتشددين و العقائديين، التضحية بالدم و النفس في سبيل الوطن .
الولاء و الرضوخ للوطن ليس بعمل انساني مقدس فقط و انما واجب على المواطن ان يتسم به بكل صدق و اخلاص، لا سيما الحب للحياة و الذات يختلط في اكثر الاحيان مع الوطن، و الانسانية التي تعتبر من الافكار التقدمية الحضارية قريبة جدا من الحب و الولاء للوطن ، و هو الذي يساند و يدعم انبات الفكر الانساني الحقيقي الصحيح في كيان اي فرد في المجتمع و لكن الانسان و ما يخص حياته بنفسه فوق الجميع.
انما نقصده هنا هو العلاقة بين الوطنية و الحزبية او السياسة، و يمكننا ان نقول بانهما يمكن ان لا يكملا بعضهما كما هو العلاقة المتكاملة بين الانسانية و الوطنية، اي يمكن ان يكون الفرد وطنيا دون ان يكون سياسيا او حزبيا ، و لكن لا يمكن لاي وطني ان يكون بعيدا عن الفكر الانساني و الانسانية في عقليته و سلوكه و تصرفاته .
كما هو الحال في اكثرية بلدان العالم عدا الدول التي ترزح تحت نير و ظلم النظم الدكتاتورية التي تفرض الولاء و التحزب بالقوة، فان اكثرية المواطنين ليسوا بسياسيين و غير منتمين للاحزاب و حبهم و ولائهم و تضحياتهم للوطن و التزامهم بقوانينه يفوق اية مباديء اخرى لهم وهم اقرب الى الانسانية كما هو المعلوم عن غيرهم، و هم يهتمون بظروف معيشتهم و كيفية تحسينها.
ان ما نتعايشه في هذه المنطقة بالذات، اخر ما يفكر به المواطن هو الوطن و اصبح التحزب في قمة الاهتمامات و الاسباب معلومة للجميع، و اصبح الهدف الرئيسي لكل مواطن و حزب هو الاستحواذ على السلطة و الفوز بالملذات في الوقت الذي نحس ان الغالبية العظمى هم من يمتهنون السياسة و منتمون الى حزب ما لاسباب ذاتية معيشية فقط بعيدا عن الفكرو العقيدة في الاكثرية الغالبة فيهم و في واقع و وضع عام غير مشجع للالتزام بما يهم الانسانية و حب الاخر. و هذا يثبته التاريخ ، فكم من منتم حزبي اثبت ولاءه لحزبه و قائده و في لحظة ارتد و انقلب و شارك في دحر و سقوط من والاهم من قبل من اجل مصلحة او اضطر لسبب ما في ولائه.
عندما يختلط اداء الواجبات الحزبلية مع خصوصيات المواطن فالطريق تتفرع و المنتمي لاي حزب و هو يحاول العمل من اجل حزبه فيتفنن مع حزبه في محاولاته لزيادة عدد المنتمين باشكال مختلفة ، عندئذ لم تبق مصالح الوطن في الاولويات بقدر مصالح الحزب و ما يهمه، و الى جانب ذلك يشغل هذا الهدف فكر و عقلية الخبراء و المختصين المنتمين في هذا الجانب بدلا من مكانهم الحقيقي و هو ممارسة تخصصاتهم المهنية و تلاحمهم مع الفئات و الكونات المتعدد للشعب مما يزيد من فرص تضحياتهم للوطن و عملهم بروح و نفس انسانية و هم يوفرون الخدمات و ضروريات المواطن التي هي الاهم، اي ان كانت الانسانية هي المبدا المعتمد في العقلية العاملة في اي مجال فتكون مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات و لم يبق اي عائق امام تقدم المواطن و تنمية الوطن و تطوره الا التحزب القح الضيق .





#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة التعددية في العملية الديموقراطية و لكن.......
- تغيير ميزان القوى في المواجهات المستديمة بين الشعب و الحكومة ...
- هل وجود الاحزاب الغفيرة ضرورة مرحلية في العراق؟
- هل نظرية الموآمرة سلاح الضعفاء ؟
- هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟
- هل محاولات الامبريالية العالمية مستمرة في تحقيق غاياتها؟
- كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة
- كيف و لمن نكتب ؟
- الوحدة الوطنية ام محاربة الاختلافات
- على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك
- سبل اطمئنان المكونات الاساسية في العراق الجديد
- الوضع العراقي الراهن بحاجة الى تعامل خاص
- من هو رئيس الوزراء العراقي القادم
- سبل تمدن المجتمع الشرق الاوسطي
- تجسيد المجتمع المدني مرهون بالنظام السياسي التقدمي
- الى متى يحتاج العراق لنظام ديموقراطي توافقي؟
- المماطلة في طرح الحلول على طاولة المفاوضات في تركيا
- الطبقة الكادحة و المناسبات العامة
- ظروف العمالة الاجنبية في دول الشرق الاوسط
- مستقبل اليسار الكوردستاني و مصيره


المزيد.....




- كيف تصدّى المسلمون والشيوعيون لمحاولات طمس البوسنة؟
- ترامب ونتنياهو: عدُوَّان فتَّاكان للشعوب في الشرق الأوسط و ف ...
- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...
- المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - التحزب القح و مصالح الوطن