|
من هو رئيس الوزراء العراقي القادم
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 19:12
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
استنادا على الشواهد الواضحة على الارض و ما استجدت من المعطيات خلال هذه الفترة، و ما نراه من التحركات و ما نسمعه من التصريحات و ما نتج عن التنسيقات و الاجتماعات و المفاوضات المختلفة من التجمعات و الائتلافات ، و ما هي على الطريق الى النضوج و الاعلان، نتاكد بان العملية الانتخابية لمجلس النواب العراقي القادم و المرتكزات لتي تتكا عليها القوى تختلف من عدة جوانب عما سبق من الانتخابات البرلمانية بكل المقاييس و النظرات، من حيث المباديء العامة المعلنة و الاهداف و البرامج المعتمدة . والاختلاف لن تكون وفق المعايير الديموقراطية المعتمدة و تطبيقاتها على ارض الواقع بقدرما تكون من اختلاف و تغيير في الاستراتيجية السياسية للقوى في اتجاه و مضامين و طريقة اشتراكهم في العملية الانتخابية. ان كانت الائتلافات و لتجمعات السابقة معتمدة على كيفية المحافظة على مصالح التركيبة الاجتماعية التي مثلتها، فاليوم و منذ البداية ما نتلمسه هو تغيير المعادلات او انعكاسها بشكل كبير، و المنافسات او الصراعات تغيرت مما كانت محتدمة بين التكتلات و المجموعات و الائتلافات المتكونة من عدة جهات و احزاب الى التنافس بين الجهات و الاحزاب التي كانت مؤتلفة في كتلة واحدة سابقا، و اليوم مصالحها فرضت ان تصارع اقرب المقربين لها ، و تجاوزت الصراعات الشكل التقليدي الذي كان سائدا والتي استندت سابقا على الصراع الفئوي و لمذهبي و العرقي، و تحولت الى الصراع و المنافسة الحزبية الايديولوجية . الهدف الرئيسي الهام الذي يحاول كل حزب او كتلة ان تحققه و تنعم بملذاته سوى من الجانب المادي او المعنوي او النفوذ ومن الجانب الشخصي او الحزبي هو المناصب العليا ، و بالاخص ما تهتم به الاكثرية هو منصب رئيس الوزراء واسع الصلاحيات و كاهم واكبر خلل في الدستور العراقي من جانب ضمان توازن القوى و تامين العدالة، والباب الذي يمكن ان يهب منه ريح الانفراد و احتكار السلطات و توفير ارضية للدكتاتوريات في المستقبل مهما كانت شكلها و نوعها و سلطتها . حدثت انشقاقات عديدة في الكيانات و تغيرت مكانات و اثقال الاطراف حسب ماموجود على الارض ، و انتخابات مجالس المحافظات اعلت كفة طرف و اخفضت اخرى للاخر، و هذا ما دعا الاطراف ان يستندوا عليها في مفاوضاتهم على الطاولة لتشكيل التكتلات و التجمعات الانتخابية، و يريد كل طرف حصد اكبر كمية من الامتيازات الحزبية و يحاول ان يتمتع بها في السنوات الاربع المقبلة من اجل تنمية حزبه و تقوية مكانته و ضمان مستقبله، و يعتبر هذا بداية وضع الحجر الاساس لتثبيت مرتكزاته التنظيمية و ترسيخ افكاره و ايديولوجيته . و ما يمكن التاكد منه ان السيد المالكي على الرغم من اصراره على ان يعيد المرحلة المقبلة برئاسته علاوة على حصوله لحزبه و مقربيه على اكبر عدد ممكن من المناصب السيادية التي تعتبر ساندة له و لسلطته و لتامين نفوذه فانه يحاول تثبيت مكانته الشخصية يوما بعد اخر، الا ان القوى الاخرى ليست بقليلة الامكانية و هي تنافس بشكل كبير على هذه المناصب، و لحد اليوم اقوى المنافسين ينحصر في السيد عادل عبد المهدي و الجعفري و الجلبي، و الاخيرين حظهم اقل من الاول نسبة الى مستوى جماهيريتهما و مناصريهما و مواليهما المعلومة للجميع، هذا ان لم نحسب دخول العلاوي الذي يتارجح في تحديد المواقف التي عليه اتخاذها قبل فوات الاوان، و هو يدخل الساحة التنافسية من باب ما يؤيده الطرف الخارجي اكثر من اعتماده على امكانيته و ثقل و موقع و قدرة حزبه او جماهيريته او نسبة نفوذه و مؤيديه . اما الطرف الاخر من المعادلة و هو يحاول الفوز بمنصب رئيس الجمهورية و يدخل التنافس بدعم عربي خارجي ، الا ان المعادلات الداخلية لا تسند و لا تقوي احتمال نجاحهم، الا اذا حدثت مفاجئات كبرى غير محسوبة مسبقا. و هنا يبرز السؤال، من هو الرئيس الوزراء العراقي القادم ، و اية جهة او مجموعة تفوز بالاغلبية في هذا الصراع الصعب المتعدد الاوجه، و تريد تنفيذ الخطط و الاجندة التي تحملها في السنين الاربع المقبلة، و الكل يعلم انه لن يخرج من هذه الدائرة الضيقة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سبل تمدن المجتمع الشرق الاوسطي
-
تجسيد المجتمع المدني مرهون بالنظام السياسي التقدمي
-
الى متى يحتاج العراق لنظام ديموقراطي توافقي؟
-
المماطلة في طرح الحلول على طاولة المفاوضات في تركيا
-
الطبقة الكادحة و المناسبات العامة
-
ظروف العمالة الاجنبية في دول الشرق الاوسط
-
مستقبل اليسار الكوردستاني و مصيره
-
حدود تدخل السلطة في امور المجتمع العامة و الخاصة
-
المسيرة الانسانية بين الظروف الدينية و القومية المسيطرة على
...
-
العقيدة بين المعرفة و الايديولوجيا
-
عام من الازمة المالية العالمية و افرازاتها
-
المبررات النفسية و الفكرية الواهية للنظام الرسمالي
-
التغيير يبدا من النفس و يؤثر على المجتمع عموما
-
الانتخابات النيابية تجمع بعض القوى المناوئة لبعضها ايضا
-
موقف اليسار الملائم ازاء الازمة الايرانية الداخلية
-
تجسيد ثقافة المعارضة الصحية اهم من الحكومة
-
أليس التعداد العام للسكان معيار لبيان الحقائق
-
ما العقلية التي تحل المشاكل العالقة بين الحكومة الفدرالية و
...
-
كيف تنبثق المعارضة الحقيقية الصحية في منطقتنا
-
كيفية التعامل مع العادات و التقاليد و الاعراف المضيقة للحريا
...
المزيد.....
-
بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط
...
-
محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل
...
-
طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا
...
-
روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
-
مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
-
سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك
...
-
شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا
...
-
مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و
...
-
خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج
...
المزيد.....
المزيد.....
|