|
المسيرة الانسانية بين الظروف الدينية و القومية المسيطرة على العراق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 14:27
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما نتعايشه و نراه من الحالات و الاحداث التي تبرزها الوضع العراقي الشاذ الذي انتجته الظروف الطارئة التي اتت فيما بعد الدكتاتورية، و التي لم يستقر على حال معين و ظرف طبيعي، لا يمكن وصف الوضع او تقييمه بشكل دقيق استنادا على المعايير العلمية و المقاييس الفكرية الفلسفية المعتبرة ، بما فيه من التنوع و الخلط و من الممكن ان نسميه الفوضى في اكثر الاحيان، و ما تتبعه الفئات المتعددة من المجتمع الموزائيكي التركيب، و ما تؤمن به من الافكار و الايديولوجيات العديدة المختلفة عن بعضها و المنتشرة في العراق في هذه الايام، و الوضع القائم محصور بين السيطرة الدينية و الفكر القومي على الاكثر، و هناك ازيز من الدعوات الاخرى التي لم تظهر و تطفو الى السطح اهميتها او ما تنبغي ان تعمل الفئات من اجل دعمها و تنميتها و تطورها، وهي للصالح العام . و تعتبر هذه الحال التي نعيشها تراجعية نسبة لتقدم مراحل التاريخ للانسان في كافة صقاع العالم ، او ما مرً به العراق بالاخص سابقا، و هو منبع الحضارات من التقدم الفكري المشهود في المراحل السابقة من تاريخه و هو حاضن العلم و حامل الراية التقدمية، و ما احتوى في جنبات ابناء شعبه من الجهابذة و المتنورين و العلماء و العقليات الكبيرة التي خدمت شعوب العالم بنتاجاتهم و ثمرات افكارهم العلمية و الانسانية . اليوم و ما نحن فيه من الردة التاريخية الفكرية الثقافية ، لها اسبابها العديدة ، عدا السياسية العامة المسيطرة على الحال و معلوم لدى الجميع ، فهناك الاجتماعية و ما موجود من الصفات المتوارثة المؤمنة بالعادات و التقاليد و الطقوس ، و الثقافية المتشعبة المصادر و التوجهات ، النابعة من المدارس الموجودة و المنتشرة في كافة مراحل التاريخ القديم و الحديث ، و منها الثقافة الدينية احادية التوجه و من ضمنها المذهبية المتقيدة بالعديد من الضوابط و قومية باقسامها المتشددة و المعتدلة و المختلطة التركيب و التوجه، وشيء من التقدمية المؤثرة على الاوضاع الانسانية العامة، الى غير ذلك من الافكار و الاعتقادات و ما انتشرت من الفلسفات الداخلية المنبع و التكوين و الواردة من كافة بقاع العالم . و ما ثبتها التاريخ الحديث نتيجة الضغوطات السياسية و الايديولوجية هو عودة العراق الى مصافي الدول القابعة في قعر التخلف المستديم في الكثير من المجالات لاسبابه الموضوعية و الذاتية المعروفة عالميا ، وفي ظل المتغيرات و المستجدات الحديثة سوى من الناحية السياسية و التحزب و تسييس الفرد و العائلة او عسكرة المجتمع من اجل المصالح المتقاطعة و التدخلات الخارجية و الداخلية العديدة و الصراعات الاقليمية الجارية على ارض العراق ،فاصبح من الصعوبة التكهن بما يجري من الناحية الثقافية العامة للمجتمع العراقي في المستقبل القريب . الضائع بين كل هذه المعمعات و الفوضى هو الفكر الانساني و العقلية المنفتحة على الجميع و المستندة على العوامل و النقاط المشتركة المؤدية الى التعايش السلمي و الامن و الاطمئنان بعيدا عن الضغينة و الحقد و الكره الاجتماعي السياسي الذي انتشر و وصل حد الرهاب و قتل الابرياء لاسباب بغيضة بعيدة عن التوجهات و الافكار العلمية التقدمية العصرية و الانسانية المنفتحة التي تمتع بها العراق في العديد من مراحله التارخية، و التي يجب ان يفتخر به الجميع و التي تؤمن بها العالم اليوم . النظرة و التوجه الاحادي الجانب و الضيق المنطلق و الافق من الفكر او الفلسفة المؤقتة و الطارئة و محدودة المساحة و متعصبة التوجه و الهدف، و خاصة بمجموعة دون اخرى و متحيزة لفئة و لمصلحتها فقط ، لا يمكنها ان تعمم على الانسان و التوجهات الانسانية في كافة مناطق العام . العقل المنتج و المؤثر بشكل متساوي و بعيد الافق و واسع المساحة ، هو الذي يهمل الخصوصيات المحدودة لبقعة ما وينظر الى الانسان كانسان بعيدا عن انتمائاته القومية و الدينية و الفكرية الضيقة ، انه التفكير و التوجه العصري المستند على المباديء الانساينة و حقوقه. ما نحس به و نلمسه في العراق اليوم و هو ملتصق بهذه الافكار المرحلية و بعضها نافذة التاريخ غير صالحة الاستخدام في هذا العصر باي شكل من الاشكال لحياة المجتمع عاش في الضيم و هو مختلفف التركيب و التوصيف، و ما نحن فيه من التقدم العالمي في كافة المجالات لا يزكي اي توجه من هذا القبيل. اذن المسيرة الانسانية التي يمكن ان تبدا خطواتها الاولى بعدما استوضحت العديد من النوايا و ما وراء التوجهات و الادعائات الاخرى و بعد مقارنتنا بينهما ، في وقت يجب ان تبعد يد الايديولوجيات القزمة عن مسيرة المجتمع و الحركة المستمرة لتقدم الشعوب و الانتقالات الضرورية لمراحل التاريخ، لذلك الاهم هو محاولة من المهتمين و ان كانوا قليلي العدد من اجل ترسيخ الخطوة و التوجه البدائي بشكل قوي، و ترسيخ الارضية هي من اهم العوامل الضرورية لنجاح الانطلاقة، و التوجه العالمي مساعد في هذه المرحلة اكثر من السابق ، بينما المعوقات الداخلية قوية من كافة الجهات و المجالات ، و الواجب صعب و ليس بمستحيل . اذن بوجود المقومات الاساسية للافكار الانسانية و الوسائل الضرورية من المستوى العلمي و الثقافي المطلوب و اليات تطبيق التوجهات و المباديء الاساسية، تحتاج لمؤسسات و منظمات مدنية حقيقية لها اهدافها المعنية المهتمة بما يخص الانسان، و ليس كما نرى من منظمات تابعة لحاملي الايديولوجيات الحزبية منها او ما تعمل في الظل ، و هم يحققون الاهداف الحزبية اكثر مما تعني و تهم الانسان و الانسانية ، و هي التي تضر اكثر من الاحزاب و المؤسسات الحاملة لتلك التوجات و تدخل في خانة التضليل و الخداع في اهدف المؤسسات المدنية المعلومة العمل و التوجه للجميع . و من هذا المنطلق ، و في ظل هذه الظروف و ما موجود من الاوضاع الاجتماعية العامة و البنى التحتية و الفوقية، فان الدين و متطلباته و الفكر القومي و توجهاته و مبرراته و ما تبرز منهما من الفروع و المذاهب و هم المسيطرون على الساحة العراقية، كيف العمل . القوى الاخرى الصالحة لحمل الافكار العصرية لم يزكيها الواقع لحد الان و في هذه المرحلة بالذات، و بشكل يمكن ان تسيطر على الوضع ولو نسبيا، و مربط الفرس بيد من لا يهتم بما تهتم به الانسانية بشكل عام. و لكن الوضع الجديد و بعد هدوء النسبي في الرجة و استقرار الحال من جميع النواحي تقريبا ، ستبدا المسيرة الطبيعية و ما تتحملها من الاهداف الانسانية النبيلة و ما تتطلبه مصالح الانسان و ضرورات معيشته .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقيدة بين المعرفة و الايديولوجيا
-
عام من الازمة المالية العالمية و افرازاتها
-
المبررات النفسية و الفكرية الواهية للنظام الرسمالي
-
التغيير يبدا من النفس و يؤثر على المجتمع عموما
-
الانتخابات النيابية تجمع بعض القوى المناوئة لبعضها ايضا
-
موقف اليسار الملائم ازاء الازمة الايرانية الداخلية
-
تجسيد ثقافة المعارضة الصحية اهم من الحكومة
-
أليس التعداد العام للسكان معيار لبيان الحقائق
-
ما العقلية التي تحل المشاكل العالقة بين الحكومة الفدرالية و
...
-
كيف تنبثق المعارضة الحقيقية الصحية في منطقتنا
-
كيفية التعامل مع العادات و التقاليد و الاعراف المضيقة للحريا
...
-
العمل المؤسساتي يضمن التنمية السياسية بشكل عام
-
لم تتكرر الاعتداءات على امريكا منذ 11سبتمبر الدامي!!!
-
للانتقاد اسس و اصول يجب اتباعها
-
مابين الفكر المنطقي والخرافي و نتاجاتهما
-
استلهام العبرمن القادة التاريخيين المتميزين ضرورة موضوعية
-
اليسارية عملية مستمرة لاتهدف الوصول الى نهاية التاريخ
-
الادعائات المتناقضة للحكومة التركية حول القضية الكوردية
-
الاصح هو تكييف المسؤول الاول مع النظام و ليس العكس
-
ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية
المزيد.....
-
بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل
...
-
ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
-
شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط
...
-
مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
-
بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي (
...
-
الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج
...
-
ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ
...
-
خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق
...
-
-إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا
...
-
صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|