|
أليس التعداد العام للسكان معيار لبيان الحقائق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 11:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان من المفروض ان يجري التعداد العام لسكان العراق في الشهر العاشر لهذا العام، و بدات استحضارات عديدة لذلك كما نعلم . المعلوم سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ان للتعداد اهمية قصوى و امر ضروري في بلد اعتيادي الوضع و ينتقل من مرحلة لاخرى، فما بالك ان كان البلد مرٌ بهذه الاحداث الكبيرة و الحروب و تغيرت كثافتها السكانية بشكل غير طبيعي التي لا يمكن تخمينها تقريبيا ، و كل ما يقال عن المعلومات المطلوبة حول السكان و ما يتضمن من حيث العدد و الجنس و المستوى العلمي و نسبة حاملي الشهادات العليا بالذات و في المقابل الامية و ما يتمتع به الموظفين ذات الدخل المحدود و معدل العمر و نسبة الزيادة و النقص في السكان و الولادات و الوفيات ، و قبل اي شيء اخر التعداد الدقيق للسكان و الاحصاء العام للمعلومات المهمة الاخرى ، من الموجودين في المدن او الريف الذي يمكن القائمين على الخطط الاستراتيجية ان يستندوا عليه في ترسيم خططهم التنموية البعيدة المدى و مدى احتياجات البلد و الضرورات الاساسية و ما يتوافق مع خصائص السكان العامة مع الامكانيات و الدخل العام و الصادرات و الواردات . اليوم نحن في عصر المعلومات و الحصائيات و الاعداد و الارقام ، و لابد من معرفة المعلومات الضرورية لتنظيم الاولويات و ترتيب مستلزمات الحياة المعيشية للمواطنين ، و الاحصاء العام عملية حسابية بانجازها تساعد و تسهل تحقيق اكثرية الاهداف و الخطط و الاجندات و الاستراتيجيات الضرورية ، و الاهم ما في الامر وجود المعلومات الدقيقة و المعرفة العلمية بالبنى الفوقية و التحتية ، وهي من الامور التي تعتبر من الضروريات التي تساعد في افساح الطريق امام تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية و السياسية و بالتالي الاجتماعية ، و منها يمكن تنظيم خطة الاعمار و توفير الامكانيات اللازمة لتسهيل الواجبات العامة و تطوير البنى التحتية للبلد . القرار الجائر لارجاء اجراء التعداد العام لسكان العراق جاء نتيجة طبيعية للضغوطات و الظروف السياسية كما هي الحال في جميع القرارات المصيرية الاخرى التي تتدخل المصالح السياسية في ثنايا ضروريات المعيشة الاعتيادية لافراد المجتمع المغلوب على امره ، و هذه هي الصفات و التدخلات التي اصبحت عائقا كبيرا امام التطبيع العام للوضع السياسي في العراق قاطبة ، و تفرض الاعتماد على العمل المؤقت و الخطط العشوائية و مناهج اليومية القصيرة المدى لاداء الواجبات، و السلطة تعتمد على التكليف اليومي المؤقت لاداء الواجبات الضرورية ، و هذه هي حال الوزارات و الخطط الخمسية. و كل ما يتسرب الى الساحة السياسية من اسباب انه قرر التاجيل الى اشعار اخر غير معلوم التاريخ و جاءمن جراء عدم رضا الاطراف التي تصر على بقاء الوضع في المناطق المتنازعة عليها على حالها، و يحاولون التملص من الحل الجذري و النهائي و احقاق الحق و ارجاع المستحقات و اعادة الحياة الطبيعية للمدن و لاصحابها من كانوا و اينما كان الموقع . لحد اليوم لم يعلن على الملأ، هل قرار الارجاء مركزية صادرة من مجلس الوزراء ام جاء من الوزارة المختصة ام اجتهادات شخصية نتيجة الاتفاقات او التنسيقات ماوراء الكواليس، و اعلن التاجيل في وقت يزور وزير التخطيط المرجع الديني علي السيستاني و كانه اخذ رايه على ذلك، ممافرض التكتيك الخاطيء لوزير التخطيط بان يصرح وكلاء السيد الاجلاء راي السيد بشكل واضح بانه مع اجراء التعداد العام للسكان في وقته المحدد . و عليه لابد من اعلان اسباب الارجاء بشكل صريح و واضح، بعد ان صرح المهتمين و المشرفين بانه ليست هناك من المشاكل الفنية التي يمكن ان يبرر بها الارجاء للعملية او حتى التي تعيقها . وهل يصح للصراعات السياسية ان تؤثر على الخطط و البرامج الاقتصادية المصيرية و التي تهم المواطن و معيشته بشكل مباشر . ان كانت التاجيل من اجل التاجيل و ارجاء تقرير مصير المناطق المتنازع عليها ، يمكن لاي مواطن ان يسال الى متى كل هذا التاخير في الحل المناسب ، و هل يصح التضحية بحقوق الفئات و القوميات و المكونات الاساسية من اجل متطلبات الصراع السياسي ، و هل بقاء القضايا و المشاكل العويصة و عدم توفير السبل و الامكانيات و الوسائل الضرورية الدقيقة لحلها يغير من القضية شيء، و لم يديم القلق و يراكم الافرازات السلبية لتعقيد القضايا كما علمنا التاريخ و ما جرى و يصعب حلها عندئذ اكثر من الوقت الحاضر . و يحق لابناء الشعب ان يسالوا، لما هذا القرار المفاجيء سوى كان فرديا او صادرا من الحكومة و خصوصا ان العاملين اجروا تدريبات لايام متواصلة على العملية ، و لمصلحة من ، و من المسؤول عن الاضرار التي تنجم من الاخطاء التي ترتكب في جميع المجالات لغياب المعلومات الحسابية الدقيقة التي تتطلبها الخطط العلمية، و اخرى قد تحدث سياسية و منتجة للتعصب و الاكراه. من جانب اخر، ما مصير الملايين من سكان المدن المتنازعة عليها التي هي غير معلومة لحد اليوم و يعيشوا لحين حسم القضية التي تهمهم في قلق دائم ، و ربما سيعود القرار الخاطيء الواحد بالضرر الاكبر على العملية السياسية برمتها و يجب ان نعتبر من التاريخ و نعيد الذاكرة الى الوراء قليلا لنمر على الاسباب التي ادت الى الحروب و الويلات الداخلية و ما حدثت من الثورات الكوردستانية المتتالية ، كل ذلك من اجل ابعاد المسببات و ازاحة العراقيل امام المسيرة السياسية الصحية في العراق الحديث.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما العقلية التي تحل المشاكل العالقة بين الحكومة الفدرالية و
...
-
كيف تنبثق المعارضة الحقيقية الصحية في منطقتنا
-
كيفية التعامل مع العادات و التقاليد و الاعراف المضيقة للحريا
...
-
العمل المؤسساتي يضمن التنمية السياسية بشكل عام
-
لم تتكرر الاعتداءات على امريكا منذ 11سبتمبر الدامي!!!
-
للانتقاد اسس و اصول يجب اتباعها
-
مابين الفكر المنطقي والخرافي و نتاجاتهما
-
استلهام العبرمن القادة التاريخيين المتميزين ضرورة موضوعية
-
اليسارية عملية مستمرة لاتهدف الوصول الى نهاية التاريخ
-
الادعائات المتناقضة للحكومة التركية حول القضية الكوردية
-
الاصح هو تكييف المسؤول الاول مع النظام و ليس العكس
-
ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية
-
من يختار الرئيس الوزراء العراقي القادم
-
الحقد و الضغينة يفسدان السياسة و ما فيها
-
السلطة و المعارضة بحاجة الى النقد البناء على حد سواء
-
ألم تتأخر الحكومة العراقية في طلب تسليم الارهابيين من دول ال
...
-
عصر التمدن لا يقبل المهاترات في الصحافة
-
ألم تتاخر الحكومة العراقية في طلب المحكمة الدولية حول الارها
...
-
نظام السوق الحر غير المقيد ينتج الاحتكار في هذه المنطقة
-
السياسة بين المهنة و الرسالة
المزيد.....
-
سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي
...
-
مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي
...
-
بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
-
النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
-
نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
-
الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار
...
-
ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
-
بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن
...
-
روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
-
أطعمة تضر المفاصل
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|