أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟














المزيد.....

هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 19:51
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


كثيرا ما نسمع عن التكتيك و الافعال اليومية و التوجهات القصيرة المدى و الخطوات العفوية المؤقتة في اداء واجبات بعض الجهات السياسية من حيث التنظيمات و طرح الافكار او العلاقات، و ما للحركات السياسية من وسائل لطرح مواقفها من الناحية الاعلامية و الثقافية و الخطابات المختلفة لبيان التكتيك و تميزه عن الاستراتيجية، و منه ما يتناقض مع الفكر و الاهداف الاستراتيجية المعلنة و مع الفلسفة التي يؤمن بها المكون، و يُفسًرمبررا لما يتعارض مع جوهر الاستراتيجية على انه خطة انية و الية مؤقتة ليس عليها غبار او تاثير على مسار الاستراتيجية بشكل عام، و هذا خطا فادح في عمل الحركات السياسية بشكل عام كما لمسناه خلال عمل المنظمات و بالاخص اليسارية ، و اتبعت هذه التكتيكات على اساس انها تخدم الاستراتيجيات في النهاية و ستفيد التوحهات و المصالح العامة و تُقرب اصحابها من تحقيق نواياهم و شعاراتهم و اهدافهم، و ان كانت تناقض المباديء العامة للفكر و الايديولوجية التي يحملها الحزب او الحركة السياسية كانت ام اجتماعية كما يدعون . الوسائل المتبعة في طريق تحقيق الاستراتيجية تُحوَر احيانا من اجل سد الفجوات فيها باتخاذ تكتيكات اجبارية تفرضها النتغيرات و المستجدات اليومية. و السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال، هل يكون التكتيك مرحلة لتحقيق الاستراتيجية ام سيكون عائقا امامها في احيان كثيرة . ان التقدم و التطور الطبيعي في مسار الحياة سيفرض في اكثر الاحيان التغييرات في مختلف المجالات، و هذا ما يحد من تحقيق الاهداف المخططة مسيقا بشكل مطلق، و من دون قراءة التداخل مابين النتائج و الواقع الجديد لا يمكن تقييم ما يؤول اليه الوضع في ظل المنافسات و الصراعات و الخطط المتقاطعة مع بعضها و التكتيكات المفروض ادائها .
و ان سلمنا بعدم ولادة اي جديد الا من رحم أُم مغاير و مختلف في المواصفات و التركيب و الجوهر و المظهر على حد سواء، و لابد ان يورث ما يحمله من الام مع المكتسبات و ما يتعاملان معه في العصر الجديد، فلابد ان نعترف بان التنبؤ بمستقبل اي فكر او فلسفة او تركيب ايديولوجي و مصيره، و ما يمكن رصده و استقراءه بالاحرى استنادا على ما متوفر من المعلومات في الوقت الذي تراكمت فيه ما بعثه الماضي و اصلحته الحاضر و ما ينتظره من التغيير في المستقبل، صعب للغاية.
في خضم الصراعات الحالية بين الافكار و الايديواوجيات و الحضارات و الثقافات التي سيطرت على توجهات العالم من الراسمالية و فروعها و اليسارية و تشعباتها و الاسلام السياسي و تصنيفاته، تبرز اهمية تقييم الخطوات و الاليات المتخذة من قبلهم و دراستها على اساس التكتيك المطروح من قبلهم و ما يفكرون به من اجل توجهاتهم الاستراتيجية، و هذه الافكار والاساليب و السلوك المتبعة و الاليات المتنوعة تعكس مؤشرات عديدة لتميزها و تقييمها و تصنيفها على انها التكتيك ام خطوات استراتيجية، و العديد منها تمس حياة الناس و مصير ومستقبل الانسانية، و في حالة تحديد مكامن التكتيكات الصادرة من قبل الحركات المختلفة ، يمكننا التعامل معها بشكل علمي دقيق، و هذا ما يهم اليسارية بالذات، ان عرفت اية جهة ما تُقدم عليه الاخرى ستنتج من الافكار و الضروريات للتعامل معها بمنطق جديد و ارضية متغيرة و فكر اخر تقريبا. و طبيعي ان يتغير التكتيك بمرور الزمن المحدد له و انه يتاثر باستمرار بالمتغيرات اليومية و بالافعال و الاولويات و القيم المتناقضة المتغيرة من قبل الافكار و الفلسفات عغير الاصيلة ، و هو بشكل دائم في تغيير مستمر الى ان ينتهي مفعوله .
و عليه يمكن ان يزيح التكتيك المعوقات امام الاستراتيجية في حال تلائمه و توائمه مع الواقع و متطلباته، وفي المقابل يمكن ان يصبح هو بذاته عائقا امام الاستراتيجية ان لم يزكيه الواقع و سيمنع تحقيق الاهداف البعيدة المدى و الشعارات الاستراتيجية ، اي مصير الاستراتيجية محفوف بالمخاطر في حال اتباع التكتيكات المختلفة خلال المسيرة التي تحتاجها الاستراتيجية في تحقيق اغراضها و اهدافها الانية للوصول الى الهدف الرئيسي المنشود، و من الواجب ان يكون في خدمة الانسانية. و من هنا نحصل على نتيجة واضحة بان اسلم طريقة لتحقيق الاهداف و الشعارات هو الالتزام بالاستراتيجية الضامنة للتكتيكات المتولدة من مخاض تفاعلاتها هي و من اندفاع ما يتدفق من جوهرها و ما تحملها و تكتنفها من الاجنٌة الايديولوجية و الفكرية الجديدة و التي تولد في وقت و ظروف و مرحلة مغايرة.





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل محاولات الامبريالية العالمية مستمرة في تحقيق غاياتها؟
- كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة
- كيف و لمن نكتب ؟
- الوحدة الوطنية ام محاربة الاختلافات
- على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك
- سبل اطمئنان المكونات الاساسية في العراق الجديد
- الوضع العراقي الراهن بحاجة الى تعامل خاص
- من هو رئيس الوزراء العراقي القادم
- سبل تمدن المجتمع الشرق الاوسطي
- تجسيد المجتمع المدني مرهون بالنظام السياسي التقدمي
- الى متى يحتاج العراق لنظام ديموقراطي توافقي؟
- المماطلة في طرح الحلول على طاولة المفاوضات في تركيا
- الطبقة الكادحة و المناسبات العامة
- ظروف العمالة الاجنبية في دول الشرق الاوسط
- مستقبل اليسار الكوردستاني و مصيره
- حدود تدخل السلطة في امور المجتمع العامة و الخاصة
- المسيرة الانسانية بين الظروف الدينية و القومية المسيطرة على ...
- العقيدة بين المعرفة و الايديولوجيا
- عام من الازمة المالية العالمية و افرازاتها
- المبررات النفسية و الفكرية الواهية للنظام الرسمالي


المزيد.....




- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...
- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟