أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - عاصفةٌ في شجرِ الله














المزيد.....

عاصفةٌ في شجرِ الله


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 08:00
المحور: الادب والفن
    


حتى هذه الساعة
لم تأتِ إلى ساحةِ هانا زوبك الحمامات
قطّعتُ لهنَّ الخبزَ
ومعي حملتُ إليهنَّ حفنةَ حبٍّ مِن عبّادِ الشمسِ
ولم تأتِ
جاءتِ الشمسُ وتأخّرتِ الحمامات
ولم تأتِ إلى شرفتي هذا اليوم حمامتان متزاوجتان
تركتُ لهما طعاماً وحوضاً صغيراً للماء
وإلى جوارِهِ تركتُ شتلةَ وردٍ للياسمين مازالت مغمضةً
هل تأتي الحمامات ؟
وإنْ تأخرت هناك في أعالي الشرفةِ هل تأتي إلى ميدانِ هانا زوبك ؟
أنا منذ الضحى منتظرٌ
قطعُ الخبزِ معي وحبُّ عبّادِ الشمسِ
وفي الجوارِ بشرٌ مِن أفريقيا الوسطى
في الجوارِ هنودٌ حمرٌ
عربٌ ، أتراكُ
وبعضُ السلافياتِ
يمْهرْنَ الوقتَ بزقزقةِ النهدين
ويختمْنَ توتّرَ شهوةِ الشمسِ الفاضحَ بعريِّ السيقان
في هذي الساعةِ ما أجملَ الاشتهاء !
ما أعذبَ أنْ تستمني الشمسُ بزهرٍ يتفجّرُ كرزاً !
ما أجملَ دهشةَ فضّة الأجسادِ في تلك الساعةِ !
عاصفٌ أنا أمام المشهدِ
ومشدودٌ للرؤيةِ
و أمامي صبايا ينجزْنَ المتعةَ بثوانٍ
آه يا ماء الظهرِ المُراقَ على أردافِ الساحةِ
ويا بطنَ العفّةِ المنسابَ كالموجِ فوق هديرِ الأعماقِ آه
آهٍ للعمرِ الغاربِ في هذي الساعة
للزمنِ المهدورِ فوق الساحة
بهذا المشهدِ أتعللُ
وبهذا المشهدِ ألهو
الوقتُ تأخّرَ والحماماتُ عاندتْ في المجيء
ربما اعتصمتْ في مرتفعِ همبولدت حيث تُقيمُ في أعشاشِ الطيرِ القادمِ مِن زمنِ الأسفارِ
شحرورٌ في المدى
غرابٌ يشربُ ماء
وعصفورٌ يُراودُ أُنثى تكبرهُ سنّاً تماماً كما يفعلُ تلميذٌ مع أصغرِ المعلمات
هل تأتي الحمامات ؟
جاءت كلُّ الغربانِ
وتأخّرتِ الحمامات
و أنتِ هل تأتين أم على أبوابِ البصرةِ مازلتِ تنتظرين ؟
تنتظرين مَن ؟
أنا قررتُ ألا أعود
نعم قررتُ ألا أعود
تأخّرت الحماماتُ وجاءت للفقراء عربات
مِن وراء غاباتِ أثلِ البصرة جاءت
عرباتٌ حملت جوعاً لأطفالٍ في الحيانية
عرباتٌ حملت حَيْرَةَ صبايا مِن صبخةِ العربِ
عرباتٌ تأتي مِن "خمسة ميلٍ" مُحمّلةً بالشجنِ المقيمِ
وعرباتٌ حملتْ عويلَ نساء جئْنَ مِن وراء روحِ الكمأةِ المختبئةِ في صحراء الزبير .
تأتي عرباتٌ ويأتي التعساء
مِن ميسان عَبْرَ الكحلاء
أو عَبْرَ المشرّح
ويأتي مِن ذي قار أهلُنا النجباء
مِن أور يأتي فتيانٌ بأسمالٍ باليةٍ
ويأتي بأقدامِهم محمولاً طينُ التاريخ
لم تأتِ بعد إلى الشرفةِ حمامات
ولم يأتِ عَبْرَ مملحةِ السماوة فرات
لم تأتِ منذ فجرِ التاريخِ ناهدات
نحن زرعْنا شجرَ التاريخِ وصرْنا لعنةَ الأمم
هل جاءت إلى هانا زوبك حمامات ؟
قطعُ الخبزِ معي
ومعي حبُّ عبّادِ الشمسِ
وأمامي صدورُ إناثِ الدنيا

10 ـ 06 ـ 2009



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة البدو
- لكلِّ موجةٍ زورقان
- جزيرة الهدهد
- أطياف الندى
- قال الأفْيُون
- عازف الرباب الجزء الثالث
- عازف الرباب الجزء الثاني
- عازف الرباب الجزء الأول
- لنشوى معبد في الريح
- خُذْ معك ثوباً للموجة
- لا تدخل ضباباً
- آخر الشرفات
- شرفات برلين
- نص خارج من معرض العبيدي
- بماء عين الحمام اغتسلي
- خليل السّحاب
- امرأة المُلك
- أمسية
- سبب للحنين
- مجالس


المزيد.....




- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
- قمر عبد الرحمن لـ -منتدى البيادر للشعر والأدب-: حرب الوجود ا ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - عاصفةٌ في شجرِ الله