أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - خُذْ معك ثوباً للموجة















المزيد.....



خُذْ معك ثوباً للموجة


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


1 ـ ذاكرة المساء

مُتعباً مرَّ وجهُ المساءِ
وبرشقةٍ مِنْ عذوبةِ الكلامِ أنعشْتُه
بخاطري رخواً مرَّ المساءُ
وفيه رأيتُ جسدَ المسافرِ بمئزرِ الرحيلِ مُتلفعاً
زمنٌ مرَّ في وحدتي أيقظ دهشتي
واستعجل ندائي :
أيها المسافرُ صوبَ مُدنِ الذاكرةِ
بلا بحرٍ أو سماء
بلا مراكبَ أو طائرات
ستجفلُك البريّةُ حين تقبِّلُ خطوك أشواقُ الحصى
أيها العابرُ في لوعةِ المساء
أيها العابرُ بلا وسيلةٍ
هل فاتك السفينُ ؟
هل تبعَ موجةً لعوباً وارتحل ؟
هل طوى البحرُ أشرعةً وغادر القيعانَ ؟
والسماء هل فقدت زرقتَها ؟
أيها المسافرُ
في الأفقِ طافت قطاراتٌ
وبنا فتكت مسافةٌ

11 ـ 6 ـ 2007

2 ـ امرأة المسرّة

هي التي في أُذني سكبت وجداً
هي التي إلى روحي هرّبت روحَها
هي التي تتشوّقُ :
بين ذراعيك احتويني
ثم على موجِ عطرِ ياسمينك الأخاذ أرقص
وبزرقةٍ فاتنةٍ في خلوةِ من سمائك أسبح
هي التي تلظّت :
أنشرْني بقدرِ ما تنبهر
أحملْني أنى تريد
لم تعد الأرضُ حاضنتي
فإلى مجدِك أرتفعُ
وبروحك ألتصقُ
آه حبيبي دعْني أطلقْ في الأفقِ عويلي
هي امرأةُ الطريقِ الطويلِ
هي امرأةُ الريحِ

14 ـ 6 ـ 2007

3 ـ نهد تحت المطر
كلّما هبَّ نسيمٌ
انفتحت على الطريقِ بابٌ
وبسقت من لهفتِها زهرةُ الخباءِ الجميل
كلّما عصفت ريحٌ
وانشغلت بالستائر المتمردة فاتنةٌ
ثم اشتعلت خلف الثيابِ حسرةٌ
فتك بالنافذةِ نهدٌ سجين
كلما فاجأني المطرُ
وابتلَّ زهرُ القميصِ
طوّحتني في أولِ المساء رغبةٌ
رفعتني في أولِ الصباحِ شهوةٌ
وأشرقت في عيوني الحلمات

14 ـ 6 ـ 2007

4 ـ نافذة الجسد

في النافذةِ الساهرةِ حتى آخر الليلِ امرأةٌ ،
بدهشةِ القمرِ تغتسلُ
من النافذةِ المُترنمةِ بأغنيّةٍ غجريةٍ
تهطلُ ، إلى جنوني مِن أشواقِ الدورِ التاسعِ ، امرأةٌ
فاحملْها يا نهرَ الفرحِ الربّانيّ وموّجيها يا بحار اللذّةِ
في النافذةِ الفاجرةِ بشهقةِ النورِ
يتحرر من لوعتِه نهدٌ ونحو حَيْرتي ينزلق
في النافذةِ التي أذهلتني بطلّتها هذا الليلَ ،
امرأةٌ بالعنبر مدهونةٌ
تستحمُّ بكلِّ الاشتهاء الجسدي
يا امرأة النافذةِ السعيدة
يا امرأة التّفتحِ البهيّ
ماذا لو حملك نحو عذوبةِ شاطئي موجٌ ؟
ماذا لو خَذَلَكِ ، حين تحت دهشتي تصيرين ، ماءُ ؟
ماذا لو إرتشفكِ النبيذُ ؟
15 ـ 06 ـ 2007


5 ـ العاشقة

لم تَعُد تأتي
إذا ما طابَ مساءُ
وإذا ما توزّعت العروشَ كواكبُ
وإذا ما راقتْ سماءُ
لم تَعُد نجماً فتأتي
أو طيفاً وتأتي أو نسمةً تُبهجُ ليلَ الصّيفِ
لم تعُد كما كانت تتجلّى بسمةً في سمرِ الحديقة
قيل عنها
إنّها نحو الغيابِ تحثُّ الخطى
بلا وسيلةٍ أو دليلٍ
وقيل إنّها
عشقت ، ذات نزهةٍ ، فارساً متوحشاً
أطعمها ثمراً مسحوراً
فاختبلت
لم تَعُد تأتي
كما كانت تعدُّ المراكبَ التي
مِن شبقِ البحارِ انفطمت
ولليلِ الموانئ عاقرت
لم تَعُد سوى
حسرةٍ في صدرِ حبيب

16 ـ 06 ـ 2007



6 ـ لو


لو نسيتَ فوق طاولةِ اللقاءِ ذاكرةً
فبماذا تحتفي المُدنُ
وبماذا تتطيبُ الطرقاتُ ؟
*
لو نسيتَ في الفراشِ رائحةً
فبماذا يسكرُ الحفلُ
وبماذا تختبلُ الفاتناتُ ؟
*
لو نسيتَ في زحمةِ الطريقِ ضحكةً
فبماذا تطرب الحسانُ
وبماذا تندهش الصبايا ؟
*
لو نسيتَ موعدَ الحفلِ
فلمَنْ تتبرجُ النساءُ
ولمَنْ تُعَمَّرُ الكؤوسُ ؟
*
لو نسيتَ ، في الطريقِ ، نظرةً
فلمَنْ تنتقي النجومُ أرديةً
ولمَنْ تغتسل بالضوءِ كواكبُ
ولمَنْ تشفُّ الثيابُ ؟

17 ـ 06 ـ 2007


7 ـ أسفار الحالم

الغُرابُ العدنيُّ
مِن وراء الأفقِ يقطعُ دهراً
مضائقَ أو خلجانَ
الغُرابُ العدنيُّ ليس بالبشائر معنياً والأخبار
لكنه ، في الغالب ، يحملُ موجاً
في كلِّ أَوْبةٍ بمنقاره يجلبُ موجةً
مِن سقطِ متاعِ الطريقِ
مِن بحرٍ متهورٍ لا يرعى حرمةَ الأشياء
يلتقطُ موجةً
مِن وراء الأفقِ يأتي بالأمواجِ
وبين حفرِ الرملِ يخفيها
الغرابُ العدنيُّ في كلِّ مرّةٍ
لأحواضِ الرمل يلقي بالأمواج
لكي يصنعَ منها بحراً أزرق

17 ـ 06 ـ 2007


8 ـ لو كنتِ نرجساً

لو نظرتِ في بِركةِ ماء
مصادفةً لو نظرتِ
خجلاً لو نظرتِ وحسبناك نرجساً
لو ...
لو أمعنتِ النظرَ
لو بكِ أطلتِ النظرَ .. في صورتِكِ المُلقاةِ
فوق السطوحِ الضاحكةِ
هل بحسنِ وجهِكِ تعجبين ؟
أبشخصِكِ تهيمين ولذاتِكِ تعشقين ؟
لو في المرآةِ عنوةً نظرتِ
كبراً لو نظرتِ
وحسبناك في لحظةِ إتهامٍ ، متعاليةً
لو حسبناك امرأةً للمرايا
هل يا إشراقة صبحٍ ستظنين
سيدةَ الدنيا ستُصبحين ؟
لو ..
لو نظرتِ من على كلِّ السطوح
وتعرّيتِ أمامَ كلِّ المرايا
لو تصاغرتِ .. أو تكابرتِ
لو تواضعتِ .. أو تعاليتِ
لو فعلتِ ما اشتهى قدرُكِ واشتهيتِ
لو ..
لو حطّمتِ يا حبيبتي على جسدِ الحَيْرةِ
كؤوسَ لوعتي
لو هشمتِني
لو أجهشتِ ، كطائرِ السلوى فوق صفيحِ غرابتي ،
رحيقَ شمسِك لو
لو جننتِ
ستظلين أنتِ التي أُحبُّ

18 ـ 06 ـ 2007


9 ـ الغائبون في السماء

عن أطيارٍ رأيناها أو لم نرَها نكتبُ
عن أحياء فاجرةِ الأصواتِ
في الجنّةِ حسبناها
عن كائنٍ تخيّلناه أو صادفناه
عن عذوبةِ ماء الكوثرِ نكتبُ
عن عيونٍ تفتّقت بين دفتي كتابٍ
أو في نصٍّ أطلق للمجازِ عناناً
من ذاكرةٍ سليمةٍ نكتبُ عن ذكرى مشوّهةٍ
عن أورادٍ تفتّحت تحت خطِّ الإستواء
وأخرى فوق القطبِ النائي بسقت
عن أزهارٍ فردوسيةٍ
وأعشابٍ بأنسام السِّحرِ ملتفّةٍ
نكتبُ عن بحورٍ بأسماء مبجّلةٍ أسميناها
عن مُدنٍ فَجَرَت بنا
عن بلدان شيّدها الخيالُ
نكتبُ عن حضاراتٍ في عمقِ الصحراء نهضت
وإليها من آخر المحيطات نستجلبُ النورسَ
ندقُّ أساسَ فردوسٍ فجّرنا فيه عيوناً
عن الحمامِ السواجع نكتبُ وعن نضِراتِ العودِ والكواعبِ
نكتبُ عن جمالِ العيونِ
ونفورِ النهودِ
عن خيالٍ جامحٍ نكتبُ وعن جموحِ الخيولِ
ونكتبُ عن أعشاشِ النساء
عن الجواري نكتبُ وعن الغلمان
عن وردِ الخزامى ورائحةِ النعناع
نكتبُ عن حمارِ الوحشِ وحَيْرَةِ الأُسد ولوعةِ الظباء
نكتبُ عن كلِّ الأشياء
إلاّ عن هذا الواقعِ ذي الدمِ المسفوحِ لا نكتب
لا نكتبُ


18 ـ 6 ـ 2007

10 ـ هل كان ظلاً
في هذا المكانِ الظليلِ
نستدعي إلى طاولتِنا بعضَ الخمرِ
قليلاً من عصيرِ الليمون
وشيئاً من شهوةِ الشمسِ
في هذا المكانِ الجميلِ
كنّا نتلظّى شوقاً
بينما الكؤوسُ المتحرّقةُ أطفأَ وجدَها الثلجُ
وأَرْخَت مِن شدّةِ الوجدِ شفاهُ
في هذا المكانِ الظليلِ
وأنتِ تعطرين الأفياءَ
من همسةٍ خضلةٍ عطرةٍ تارةً
وتارةً من صهيل
تخرج علينا مِن لوعةِ النهرِ حوريةٌ
تُداعبُ فينا أشواقَنا
بها نستجير
فتأخذنا نحو الأعماقِ المجنونة
19 ـ 6 ـ 2007


11 ـ أحوال الزاهد
1

لا أُريدُ مِن كوثرِك شيئاً
فلقد سلبتني
قليلي

2

ومِن أحدٍ ،
مِنَّةً ما أردتُ
وقد سُقيتُ مِن دهْشَةِ الكأسِ سُمَّ الثّمالة
ومِمَنْ بالنعمةِ أوهمني
لا أُريدُ عذوبةَ طلٍّ
وقد أطعمني مِن طبقِ الجنانِ
موتاً زؤاماً
سأنكرُ وردةً نزفت عند غيري رحيقَها
وصحباً سأنكرُ من خطوتي نظّفوا الطريقَ
سأنكرُ وطناً بال على لهفتي
وأوقفَ في صدري مجرى حنيني
سأنكرُ ذاكرةً
إلى ماضٍ تشدني وبالذكرى تشحنُ من خيطِ جنوني
سأعانقُ منفى
يعانقني في كلِّ حينِ

3
أيها المنسيُّ
مهما أطلتَ على النهرِ وقوفاً
لم تدنُ منك السفائنُ
أيها المنسيُّ
الذي ما تُرك في دِنانهِ مقدارُ كأسِ
ستبحرُ بعد حين
بنا حانةٌ

20 ـ 6 ـ 2007


12 ـ عربات الريح

مِن وراء خطِّ الأفقِ الداكن
تأتي عرباتٌ من ريح
مسحورةً بدهشةِ النساء
ومتطيبةً بشيءٍ من عطرِ جاريةٍ ،
بدِنانِ الخمرِ نستقبلُها وهياجٍ
ذكوريٍّ أفزعتْهُ الشهوةُ
مِن وراء حقولِ الكمأةِ الخجولةِ
المستورةِ بخمارِ اللذّةِ
والعازفةِ عن الكلامِ الجميلِ
تأتي العرباتُ
بأحلامِ الصبايا منتشيةً
نُلاقيها بزينةِ الفتيان فنبهرها
نُقطِّر أمامها طلّنا الجميلَ
وما بعد الضحى تستغرقُ في السرابِ
تضيع في السرابِ
ونحن مِن حزننا كآخر قطرة طلٍّ نزفناها ، نضيع
من وراء كثبانِ الفجيعةِ تأتي
بالخوفِ العرباتُ
والمدى نحونا يزحفُ
يحاصرُنا جيشُ الرَّبِّ
ونموتُ بخوفِنا الأثير

21 ـ 6 ـ 2007

13 ـ دعوات


1
أطيلي يا جميلتي البقاءَ
فأنا سأُكثر الرحيلَ
سأطيلُ الغيابَ

2
المدينةُ في برزخِها الأثير
احتطبت غاباتِها جيوشُ الفجيعةِ وداهمتها الرمالُ
المدينةُ في برزخِها الأخير
أضاعت بدرَها إلى حين


21 ـ 6 ـ 2007

3
أيها الياسمينُ
سأدمنُك حدَّ الجنونِ

4
عصفت بإشراقةِ روحي أصواتٌ
وئدت نفسي
وانطفأ الكلامُ
أيها الشِّعرُ المتسلقُ منذُ الفجرِ هامتي
متى تُقبل ؟
متى كالماءِ بين الصخورِ تنبجسُ ؟
متى في صوتي تترقرقُ ؟
أرجو أن تأتيَ يا سيدي مع الصباح
أيها الشِّعرُ عصف بالياسمين نهارُ
و إلى كأسي تهاطل ندى
أيها الشِّعر
بنا عبثت برقةٌ فمتى تأتي ؟

22 ـ 6 ـ 2007

5
هذه بغداد
خلقها اللهُ للصهيل
فليقبل الغزاة

23 ـ 6 ـ 2007


14 ـ ابن الرؤيا

أنا ابن الرؤيا حدّقتُ في المدى البعيد طويلاً . رأيتُ في البريِّةِ رايةً .. حدّقتُ أنا ابن الرؤيا ، الطالع أبداً في الرؤيا وفي الرؤيا رأوني .
أنا الذي رأى في ضحكةِ الشمسِ بيتَ الطفولةِ
أنا مَنْ عَبَرَ نحو الرغبةِ أنهاراً مُشعّةً
أنا دفق الضياءِ .. مُجسّد الفرحَ الرّبانيَّ
أنا خاتم الأشواقِ
حدّقتُ في المسافةِ فرأيتُ الرايةَ تقتربُ .. أنا منها أقتربُ
أنا الذي استوى على أُبهةِ الكلامِ
على شرفِها الرفيعِ
سأتبعُ في المدى سراباً وفيه أضيعُ
اقتربتُ وانكشفتْ الرؤيةُ
لن أضيعَ في السرابِ
ولن يتبرمَ ، ذات يوم ، أحدٌ فيقولَ تاه ابنُ البتولِ .
انكشفتِ الرؤيةُ .
فتساءلتُ أنا الأعرابيّ الذي طار بالمسافةِ وبه المسافةُ تأنس فتطير .. طوى المسافةَ وبدونه المسافةُ لا تنطوي أو تضيق .
أسألُ أنا المُلاحق بالرؤيا بعد أنْ اقتربتُ وانكشفتْ أمامي الرؤية .
أنا الرّاسف تحت أثقالِ طفولةٍ حفرت على عاتقي أنهارَ طلاسمِها.
أسألُ أنا المُراقب كالآثم في سجنِ الولاية .. المُحاصر بميراثٍ اشتعل في الرأسِ شيباً وبه عُلّ القلبُ .
أنا العابر في البريّةِ ، أسألُ :
مَن أنتَ أيها النابتُ في الطريقِ رايةً ؟
مِن أيِّ البلادِ أتيتَ ؟
أيها الخافقُ في باديةِ الكلامِ لِمَن تعاشر رؤوسَ التلالِ ؟ أترقبُ مدىً سيُقبِلُ بالنهارِ أم تنتظر سحابةَ حزنٍ تتكتم على نجمٍ أفل ؟
تأخذني حيرةٌ
أقتربُ بعد وضوحِ الرؤيةِ وبوجهه أتفرسُ . عليَّ يوفِّرُ المسافةَ ويجيبُ :
أنا ابن الرؤيا ومِنْ ماءٍ أتيتُ .
أظلُّ أنا الأعرابيّ أُردد :
أ هو أنتَ يا هذا ؟
يبهرني النورُ الطالعُ في وجهه .. يسحرني حديثٌ نقيُّ المأتى :
أنا مِن ماء .. أنا مِن ماء أتيتُ .
أتساءلُ أنا الأعرابيّ ثانية :
مَنْ تكون يا هذا ؟ مِنْ أيِّ البلادِ أتيتَ ؟
أنا الأعرابيّ القادم مِن بلادٍ بالماء غاطسة وأهلها ظامئون .
أسألُ وأنتَ منّي .
أنا مثلك كنتُ في عرضِ الصحراء ظامئاً وفي بيتِ الشَّعرِ سكنتُ ومِن حولي بئرُ ماءٍ اختلج فيها البردُ.
أنا الطالع مِن بئر الرؤيا أسألك :
يا ابنَ الرؤيا ماذا رأيتَ ؟
هل رأيتَ ما لم ترَ العمّاتُ مِن على جبلٍ ؟
أرأيتَ ملائكةً تشرح لك صدرَك ومنه فصوص بغضاء تنتزعُ ثم بلا كراهةٍ تُطلقك ؟
أرأيتَ يا سيدي ما لم نرَ نحن بعد قرونٍ كثيرةٍ ؟
أنا مثلك في السيرةِ .. أنا مثلك في الغربةِ .. أنا مثلك في النشأةِ والفرق ما بيننا أننا عشنا زمنين مختلفين .. أنا مثلك في الرغبة يا سيدي.




15 ـ امرأة من عطر

في الحُلمِ رأيتُها
حول بحيرةٍ من ضبابٍ
تدور
في الحُلُمِ رأيتُها
في سماء بيضاء
تطير
في الحُلُمِ رأيتُها .. رأيتُها
تُعطِّرُ بجسدِها الأكوانَ
في الحُلمِ
رأيتُ مَن أُحِبُّها
في بحُيرةِ وردٍ تعوم

24 ـ 6 ـ 2007




16 ـ من أحوال الصحراء

مِنْ معرفتِنا ، ولم يزدْنا أحدٌ معرفةً ، بتأريخِ الصحراءِ ، أنها تشتهي ، وما أكثر الإشتهاء ، الأرواحَ الهائمةَ في ليلِ الشتاء . تشتهي النفوسَ المتأملةَ في المجهول والباحثةَ عن أمانٍ في رحلةٍ من رحلاتِ الجنونِ . مِنْ تأريخٍ لم نأخذْه من بين دفّةِ كتابٍ إنما عَبْرَ الكلام تناقلناه شفاهاً ، أنها تشتهي الأقدامَ المُعذّبةَ ، المؤرقةَ فوق حصباء التيه .
مِن تأريخِ الصحراء الموغلِ في القِدمِ ، المُتلفّع في حضرةِ الطقسِ البريّ برداءِ حورياتٍ أو ببردةِ نبيٍّ أو بقفطان قدِّيسٍ فَجَرَتْه امرأةٌ مِن عطورِ الهندِ أو مِن خمورِ الرومِ أو مِن كرومِ الشام أو من أنغامِ لبنان . مِن تأريخٍ لم يجهش على أبوابِنا في آخر البلايا ، علمنا أننا نهيمُ على تخومِ البصرةِ . لاندري هل بنا انزلقت ، نحو ديجور بحرٍ لم ندركْه ، قدمٌ أم أنّ السماءَ أغوتنا فرحنا نخطبُ ودّها مثل صبيةٍ هيّجت أسافلَنا وتحت مائها سجدنا ؟ إنّا في ساعةِ لذّةٍ أُبْتِلعْنا . إنّا نتلّهى بالندى العالقِ باشتياقِ الغضا .. فوق حرابِ صمته الطريّ تسيلُ لحظاتُنا .. نتلهّى بانفلاتِِ الأفقِ أو بأرومةِ المسافةِ . مِن معرفتنا بدهشة الصحراء أنها تقتنص الأشواقَ العابرةَ نحو المدنِ العاشقةِ فتنتهبُ فحواها .
ذات ليلٍ عبرْنا ، رغم معرفتنا بتأريخ الصحراء ، بالقرب من دهشتِها عبرنا .. بالقربِ من أحلامِها مررنا وبنا هتف الخلاءُ متعجباً : أنّى تعثرتم بالرحيقِ ؟ فرددنا نحن الطارئين : كنّا على خطىً لم يأتِ منها أبٌ وكنّا على طريقِ الرائحةِ نحثُّ الرحيلَ . كنّا أيها الحلمُ المنسيُّ في هزال الدنيا أو بين ضياعنا الأكيد .


4 ـ 3 ـ 2007


17 ـ جناحان

على فستانِها المُزهرِ في الليلِ
حطّت على لوعةِ الحقلِ فراشةٌ بيضاء
وفي الافقِ
لاحت وراء التخومِ فراشةٌ أخرى هي من ماء جُبلت أو من هواء
هي منّي على مسافةِ بحرٍ
إنْ أبْحرت نحوي بيسرٍ وصلتْ
أنا منها على مسافةِ موجةٍ
إن ركبتها إليها بومضةِ برقٍ وصلتُ
في الليلِ
هي نحوي لم تبحرْ
وأنا إليها موجةً لم أركبْ
إنما من خلالِ البرزخِ رحنا
نتصيّد الفراشاتِ التي من وراء التخوم لاحت
على فستانها المشجّر الجميل
ثلاثُ حماماتٍ مبتهجةً تطير
نثرتُ على لهفةِ الفستانِ حَبّاً
فازدهرت في وجهِها الحقولُ
وفوق الغيومِ المسافرةِ
ابتنت الحماماتُ أعشاشَها

13 ـ 3 ـ 2007








18 ـ فندق البحّارة


لرجالٍ عصفوا في الحانةِ
تأتي المراكبُ ويأتي بالبشائر موجٌ
تأتي فتياتٌ في الليل يحملن قلائدَ فلٍّ
ومن ثيابِهنّ يتضوع عطرُ
لرجال أدمنوا البحرَ
تفتحُ الحانةُ أبوابَ الريحِ وتُطلقُ خيولَ النسيمِ
ستأتي الحورياتُ على ظهور الحيتانِ
يأتي صيادو اللؤلؤ والمرجان
ويأتي باعةُ أثمار البحرِ
يأتي الغرباءُ
لرجال تنفسوا التواهي كالهواء
تأتي النسوةُ
المخضبات بالشهد والحنّاء
في فندق البحّارة
يقفُ البحرُ متوسلاً لرجال غادروا البحار
بعد خصومةٍ
واكتنفوا الحانة
في فندق البحّارة ينام التواهي
وينام الغرباء
وعلى راحتهم تسهر الحانة
في فندق البحّارة
يمرّ البحر أمام عشّاقه مختالاً



19 ـ الرهبة

في أبراجِه
هدلَ عند المساء حمامُ
وتقدّمت نحو تنّورِها سيدةُ المنزلِ
عَبَرَتْ سباخَ الزمانِ
حين تقاتلت في صدرِها الرغباتُ
وبالرغباتِ تنهيدةٌ منها عصفت
هي أمي
التي استدرجت إلى بطنِها أكفَّ الملائكة
فسكن لها
هي مَن تجمّعت في عمقِها لهفةٌ
وفوق رمادٍ متبرّدٍ سكبتها
بلا صراخٍ منها ولا صراخٍ منّي .. سكبتني
هي وضعتني
بصمتٍ أجفلَ جدّةً حائرةً .. أطلقتني
وبعد حينٍ
فتكت بالمساءِ فرحتُها
هي هكذا تحتفي
هي هكذا لا تُجيد احتفالاً
لا تلجُ المهرجانَ
لا تبلغُ الذروةَ
هي هكذا وقد جُبِلت مِن عذوبةِ الأكوان
في المساء
هدلَ الحمامُ فأقبلَ نحونا الحيُّ
يجهشُ بالنساء
فابتهجَ المنزلُ
بالقربِ مِن تنّورِها المُسجّرِ
وضعتني سيدةُ البهاء
وكان أبي يتحرّقُ في غربتهِ إشتياقاً
لامرأةٍ فاتها النهرُ هذا الصباح
وبه ما اغتسلت
وأبي كان مِن غربةٍ مات فيها
يحزمُ الأشواقَ وبها مع العائدين يُرسلُ
وبورقِ الهدايا يُغلِّفُ القبلاتِ
ثم يُودعها صندوقَ البريدِ
لم يصل البريدُ
لم تأتِ القبلاتُ
قيل لنا حين سألنا
ضاعت في المسافةِ وضيّعت الطريقَ
إنما في غفلةِ الحيّ
في يومٍ ما
في الحُلمِ عاد أبي
باسطاً للحيِّ يداً كريمةً
وناثراً في ظلالِ الحُجراتِ
رحيقَ أشواقهِ
في الحُلمِ
عاد أبي طافياً فوق بحيرةِ وَجْدٍ
في الحُلُمِ نزلتْ إلى النهرِ سيدةُ المنزلِ
فإنغمست قدماها بكلِّ بردِ الصباحِ
غاصت في الندى


2 ـ 7 ـ 2007



20 ـ أطلْ مكوثاً

في حيِّنا أطِلْ مكوثاً
ولتُقبلْ خيولُك الصاهلة
فعلى ضفافِنا انتظرَ الفيروزُ أعناقَ النساء
أقبلْ بكلِّ الجموحِ السماوي
فنحن للماء أفضينا دهشةَ أسرارِنا
أقم بيننا طويلاً
لنصبحَك بلذيذِ خمورٍ عتّقتها الشهواتُ
لنمسيك بطيبٍ مِن ندِّ المعشرِ
وإنْ شئت دهراً أقم
فنحن لم نبلغ بعد زمنَ الإشتهاء
أطِلْ مكوثَك
فأنتَ لن ترى جفوةً منّا

7 ـ 7 ـ 2007


21 ـ من الرحيل الأول

أخذتُ حفنةَ رملٍ ورشقتُ بها وجهَ القمرِ تلوّن بالخوفِ زهرُ الليلِ ونزلَ على رأسي أنا الساهرُ في أعلى سطوحِ الصحراء لا أعدكم بالموتِ سأمنحُكم وردةَ الروحِ لترموا بها غربتَكم خذوها وبها لوحوا للمراكبِ القادمةِ برقّةِ الماء لا أعدكُم شيئاً وقد كثرُ الموتُ إنما بالدعاءِ أعدكم : ربِّ اجعلْ مع عبدِك المخلوقِ صندوقاً أسود كصناديق الطائراتِ السود لكي نعرفَ أسبابَ الموتِ . ربِّ احمنا من أخوةٍ أعداء ربِّ احمنا من هذه الصحراء .


22 ـ كرمُ اللذّةِ


في الليلِ
وكنتُ أريقُ ماءَ وحشتي ذات صيفٍ
سحرتني في المدى البعيدِ نارٌ
لم أدرِ ما هي
فصرتُ أعابثها من على صخرةٍ نبذتها الجبالُ
النارُ منّي تقتربُ وأنا عنها أنأى بصخرتي
في الليلِ
وكنتُ أغالبُ عيناً أرّقها الحنينُ
فجرتْ بغفلتي أشواقُ الثريا
عليّ تهاطلت
وارتمتْ كالعاشقةِ بين يديّ
هي الثُّريا
***
في أعلى لوعاتِ الليلِ
في أَرَقي تهمسُ
أو في أخصب حالاتِ الوجدِ
تمنحُ للعاشقِ صوتاً
أمراً
أحياناً دعوةً
أنْ أهجر يا هذا جسدَ المكانِ
مَن يذيبُ وحشةَ النداءِ إذن ؟
أنا العصاميّ الذي إنْ أطنبت في استدراجِه اللذّةُ هبَّ بوجهِها عاصفاً .
أنا الذي لا يؤتمر بأمرِ سلطانٍ ومِن عزيمتِه لا تثني المغرياتُ.
أنا الذي يؤاخي الغيمةَ الصدوق حين تُظهرُ همجيةً أصيلةً .
أنا المتوحش في الحقِّ أداعبُ بلسانِ الصدقِ شفاهَ الفضيلةِ .
أنا الذي لا يعرفُ مِن الوسائلَ غيرَ الوسيلةِ النبيلةِ ولا يحطُّ الرحالَ إلاّ عند بيتٍ كريمٍ .
أنا الذي لا يريقُ ماءَ وجهِه ولو من ماءِ الوجوهِ امتلأت بحارٌ .
أنا المتوجس ، من هفوةٍ ما أقبلت ، خيفةً لا أطرقُ باباً دوني أوصدت عمداً .
أنا المتغطرس ، إنْ شئتم ، لا أمنحُ غيرَ المعاني الكريمةِ وكلِّ ما في الآي من معنىً أصيلٍ فليزهرْ المعنى في السطرِ الكريمِ وليقبلْ الزاهدون .
***
تجرّدي مِن هذا الثوبِ الذي شفّ تحت نظري واكشفي عن قوامٍ ممشوقٍ جميلٍ فربما سعت إليكِ في لهفةٍ ، ذات ضحىً ، كلُّ الشموسِ .
تجرّدي
تجرّدي فأنا قادمٌ إليكِ .

25 ـ 7 ـ 2007
23 ـ ليلٌ سكران

جامعُ القناني السكران
يأتي في ليلِ ما بعد الوحشةِ
منتعلاً زمانه
يفتحُ بابَ النفاياتِ على مصراعيها
ويستلُّ نعاسَ القوارير الغارقةِ في الصمتِ
وعند ارتباكاتِ الدركةِ الأخيرة
يتحطّم النعاسُ
وينفردُ بأقدامِ الحفاةِ زجاج
جامعُ القناني المسكين
لا يعرفُ كيف يستدرجُ بطلّتهِ
أحلامَ القمامةِ
أو يبهرُ سيدةً منفلتةً
من جوفِ الليلِ

28 ـ 7 ـ 2007


24 ـ على بابِ بستان اللوزِ



فوق رأسي قطّرت يداها الكريمتان ، ندىً
حَوَتْهُ من ليلِ تينتِنا الباردِ ذات صيفٍ
وفوق أنفاسِ الطريقِ مسّدتْ دهشتُها صمتي اليتيمَ
كنّا على اتساعِ رصيفٍ منفيٍّ مثلي
تُرتِّلهُ الوحدةُ
إلى بهجتِها الطافحةِ في عينين مُشعَّتين
رفعتْ وجهي
إلى بحرين مُدلهمين أخذتني كُلِّي
ونحو شواطئهما المجهولةِ عبرتُ وفيهما ضعتُ
قبّليني مرّةً يا أمي
مرّتين
ودعي رائحةَ اللوزِ المتدفقةَ مع عطرِك الأخّاذِ تغمرني كُلِّي
تغسلني كلِّي
دعيني يا أمي إلى حينٍ
في أرضي أستوطن لا في الضياعِ
يا أمي على رأسي باضتْ ، ومازلتُ فتياً ، ليال مُقمراتٌ
نزعتْ هزيعَها المجنونَ
واستحمّت في اشراقةِ الحليبِ
ثم أدلقتْ ، تلك الليالي ، شيئاً من فجورِ نجومِها
دثّريني يا أمي
فأنا مُثقلٌ
بذاكرةٍ تسافرُ مع اشتياقي حتى آخر العمرِ
دثّريني
يا للوعةِ الولهانِ
يا للوعةِ العاشقِ
يا للوعةِ المقطوعِ في عرضِ البريّةِ !
***
فوق رأسي
أدمنتْ أصابعُها ودَّ هامتي
وأدمنت أنفاسي رائحةَ اليدين
مرّةً وقد فضّت أمامي منديلَها اليتيمَ ، غشتني سورةٌ من تحليقٍ
مرّةً
كدتُ أهيم : الله ما أجملَ هذا العطر العابق من منديلِك يا أمي !
وفررتُ
وصرتُ بالعطرِ أهيم
بعدئذٍ لم يدخلْ أنفي لعطرِها مثيل
خمسون مضت ولم استعِد نشقةً مِن طيبِها القديم
خمسون مضت ولم يبقَ لي الكثير
دثِّريني
ولو في طيفٍ مررتِ بماءِ وردِكِ الفريد
بنفحةٍ من روحِك الجميل

27 ـ 7 ـ 2007



25 ـ على مياهك أصبُّ هديلي



مَنْ نكون أيّتها الغائبةُ وقد سخرَ منّا البحرُ ؟
مرَّ بقوافلِنا ذات سَكْرةٍ وابتعدَ هازئاً
هذه الساعة كنّا نُقرِّبُ ما بين البحرِ وأطرافِ الصحراء
أو نُؤاخي ما بين الزبدِ والسرابِ
كنّا نجمعُ من الشتاتِ الهواءَ ، وعلى موجِ حَيْرَتِنا لم نتوقّف طويلاً
انشغلَ بسوانا البحرُ
قيلَ إنهُ يستجوبُ موجةً تعهّرت ثم عليه تمرّدت وسوف تتأخرُ علينا السفينةُ
الليلةَ سيثملُ مِنْ حنقٍ وفي الصَّباحِ لن يُطلقَ زرقةً
أو ربما سيعلن :
ألغينا السفرَ من جسدِ الحقيبةِ
هل نتنكبُ نحو الغابِ دهشةَ الطريقِ ؟
ألفُ سابور يستوقفنا في منتصفِ المسافةِ
وأنتِ ستتأخرين .. حتى الرحلةِ القادمةِ تنتظرين
أيُّ لوعةٍ تتنهّد في صدرِ المُنْتَظِرِ ؟
مَنْ نكون أيّتها الغائبةُ وقد تمطَّقَ بنا الشوقُ وانفجرتْ في عيونِنا لهفةٌ ؟
كنّا أرْخَيْنا لجامَ الريحِ ونظفْنا أقدامَنا مِنْ رملِ الطريقِ
اسْتَرْوَحْنا قليلاً وتساءلْنا : مَنْ أغرى البحرَ على أنْ يمارسَ جفوةً أو سطوةً
مَنْ أغوى الريحَ ؟
وأنتِ حتى الرحلةِ القادمةِ تنتظرين في غابةٍ موحشةٍ
تطحنُ بين فكّي الرّحى روحاً
بكِ سأُشعلُ الذاكرةَ وفوق سطحِ مياهِكِ ، حين تقدمين ، أصبُّ هديلي
بكِ سأضيءُ المكانَ وبضحكتِك سأُطفئُ حرائقي
فلتنصتْ أيها البحرُ لانطفاءِ اللهيبِ
الليلة .. الليلةَ ، تنتظرين . ربما طويلاً تنتظرين .. دهراً تنتظرين
الليلةَ .. الليلةَ ، لن تدنوَ المراكبُ ولن نقبضَ شيئاً من رملِ الصحراء
ونحن نُغري البحرَ بالصحراء
ونحن نهمسُ بأُذنِ الحصى أن يتنكبَ سبيلَ القافلة
الليلةَ يا غاليتي الغائبة ، وأنا أحسبُ خساراتي ، ستنتظرين
وما بيننا برزخٌ من حنين
مرّت قوافلُ محملة بهدايا ملوكٍ ، حكموا عادَ ، للملكِ البابليّ القابعِ خلف الأسوارِ
كان الملكُ البابليُّ أسيراً لحسناواتِ أورشليم الأسيرات اللاتي سيدفعْنَ بعربةِ المملكةِ نحو النهرِ ويعنفْنَ في بابل الساحراتِ
كان الملكُ البابليُّ بفتنةِ العبرياتِ منشغلاً
تَفَتْحِي إذن على جسدِ الغيومِ يا غاليتي الغائبة وروداً
فأنتِ قمرٌ بحريٌّ قبّلته الرياحُ وصيرتْه إلهاً
تَفَتْحي فَمَعَ حلاوةِ الصوتِ إليكِ سأعبرُ ، مع تشكّلِ العاصفة
ومِنْ خيطٍ غير مرئيٍّ ما بين الغائبِ والحاضرِ
سأسلكُ في السكرةِ سبيلي
يا للذّة المنسكبة من فيك ، من عبثِ الكلماتِ
مِنْ دهشةِ الرملِ بفخذِ الموجةِ المُستنطقة
يا للشموس المتسكعة في ضحكاتِ البحرِ
مَنْ نكون يا غاليتي الغائبة ؟
يا امرأة خُلِقت للصلاةِ
أنقذيني مِن وهمٍ فتك بي
من ضياعٍ في حُلمٍ كأنه المتاهة
مرّ بقوافلِنا البحرُ وابتعد هازئاً
فدعيني أحطّ
أحطّ على سفرٍ
في جسدِ الحقيبةِ
دعيني من عذوبةِ الصوتِ أتنسمْ

5 ـ 10 ـ 2007



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تدخل ضباباً
- آخر الشرفات
- شرفات برلين
- نص خارج من معرض العبيدي
- بماء عين الحمام اغتسلي
- خليل السّحاب
- امرأة المُلك
- أمسية
- سبب للحنين
- مجالس
- مزامير الغربة
- في حضرة الملاك
- حسرة في مقهى
- عدن حانة البحّار الأزلية
- دهشة الكوثر
- على مياهك أصبُّ هديلي
- ابن الرؤيا
- أغنيتان ليوسف الصائغ
- عطرٌ لجسدِ البلادِ
- عشقتنا أميركا


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - خُذْ معك ثوباً للموجة