أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - لنشوى معبد في الريح















المزيد.....



لنشوى معبد في الريح


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 09:07
المحور: الادب والفن
    



لا تعبثي بالريح لقد نام الصحبُ بأردية الماء
لا تسدلي ستاراً على ليلِ الألم
فأنا مقيم الليلة في هذا الحي
مقيم وليلتي يراقصها ضوءان
ضوء أقمارٍ استنفرت جمالَها
وضوءُ وجهِك الشمس
مقيم أنا ولا تسكرني خمورُ الأرض
لا يسكرني غير ثغرك يا نشوى
فتمرّدي لحظةً على النافذة المشحونةِ بالضوء المنسكب بدلال .
تمرّدي على النجمةِ المسافرة في سماوات بعيدة
.. على صمتك المثير يا ضعفي الجميل
أنتِ صاحبي الوحيد في وحشةِ المسافة
أنتِ شهقة الروحِ
كعب آخيل
أنتِ الزمن المتضوع بأنفاسٍ سحرية
لا تلعبي بأنهار الدمع
فعيناك مهما أجهشت بريقاً أوهنه السفرُ
ستبقى بحاري الهادئة التي إليها أعود
ونشوى عَبَرَ لهاثُها قامتي
طوقت أنفاسُها مساحتي
وسكنت تدفقي
ما ألذّ لهاثك يا نشوى !
ما أجمل ذبول عينيك !
ما أطيب رائحتك !
دعي نسيمَك يصافح صفحةَ وجهي قبل أنْ تُطلقي من صدرِك جمراً يُحفِّز الكلامَ
متى افترقنا ؟
تسألين
عندما أشرقت عيناك قبل الربع الخالي أسفاً
وعندما داعبك الرملُ في ظلامِ الصحراء وأثخن في مداعبتك
فهل أغلقتِ نوافذَ المدى بعد الوصول ؟
لا تسأليني عن الوصول وعمّن وصلَ قبلاً
بل سلي مدنَ الصقيعِ عن قطاراتٍ توقفت في هيام المحطات
أنا وصلتُُ قبلك
أنا أطلقتُ قافلةَ البدايةِ ،
أنا صرخةَ التيهِ
فبعد أنْ أشرقت عيناك أسفاً في ظلام الليل ،
عوَّلت الرياحُ وانشطرت بنا السُّبُلُ إلى أوردةٍ هائمةٍ في الآفاق ، فتمسكت بوريدٍ حذَفَني إلى بلدٍ لم تؤَسَسْ فيَّ ملامحُهُ . دخلتُهُ على عربةٍ من ورقٍ أسطوريٍّ ، أحثُّ خيولي على أنْ تطيرَ بأجنحةِ اللوثةِ وأنْ ترشقَ البوّاباتِ المسحورةَ بومضِها الأخّاذ .
دخلتُ بلدةً لا تهمس مُرحبةً بأُذنِ غريب ولا تنطق ورودُها أريجاً بوجهِ المدى . دخلتُ وكان الزلتسيون يجمعون رمادَ حروبِ فتنتهم .
تسألينني :
لمَنْ جئت ؟
جئتُ وليس لي قمر أُطْلِقُهُ كي يبحثَ في الديجور عن لوني الضائع .
ليس لي صوت أُرسِلهُ كي يهتفَ وسطَ هدير الطبول .
ليس لي عين أبعثها كي تسبحَ في فراغ الأشياء الأسود .
ليس لي غير صاحبٍ لم يتريثْ كثيراً .. لم يمكث طويلاً ، فاختار الفراقَ سبيلاً .
صاحبي الذي كان
في الوحدةِ سلوةً
في الخمرةِ نديماً
في الوحشةِ أنيساً
لكنه في الزحمة تمرّد وغادرني قبيل أنْ يتنهدَ الضحى في شارع دانتسغر المعتكف في أطراف مدينة زلتسا .
تسألينني
لم تفهمي !
غادرني ياسين .. قضى حزناً أو ربما ندماً .
كان صمته رهيباً .. ساخرة بسمته .. غاضبة نظرته .
من قبل لم يَقُلْ شيئاً محدداً ، لكنه ذاك
الصباح قال ـ بموتِهِ ـ كلَّ الأشياء التي ينبغي أنْ يقولَها سابقاً .. وسابقاً كان يحلُمُ بامرأةٍ تأتي من بين الأدغال . تقطع بحاراً سبعة .. سماوات سبع .. تضع أجنحةً من نار وتُسابقُ الريحَ .
ذاك الصباح تحطّمَ بَلُّورُ حُلُمِه وسيُدفنُ معه .
فأيّ وفاءٍ سأمنحُ هذا المُسجّى على سريرٍ غريب وأنا لستُ قليلَ الوفاء ؟
أيّ دمعٍ سأذرفُ وأنا لستُ قليلَ الدمع ؟
أيّ خبرٍ أُلقي به إلى أفواهِ الطيرِ ليصلَ الأهلَ ؟
باطلٌ هو الموتُ ولتنطفئ عينُ الباطلِ
مصابٌ هو الرحيلُ ولتُلعنْ لحظةُ الرحيلِ
حدّقتُ في وجه ياسين
رأيتُ في دهشتِه اختزالاً لسؤالِ العمرِ .
سبقت لسانيَ دمعةٌ طافت مآقي العين .. انكسر في صدري صوتي وإلى جوارِه تهالكتُ .
في تلك الأثناء يا نشوى
في تلك اللحظات القاتلة
الخارجة على الزمن
دخلت كائنات من الجنِّ .. أنتِ لم تري مثلَها .. حملتْ ياسين .. وضعتْه في سيارةٍ بلا لون وبه انطلقت .
التفتُّ إلى جميعِ المنافي علّني أرى منفىً يتجاوبُ مع حزني .
وجدتُ المنافي بالهمِّ لاهيةً .
فتشتُ في الجهاتِ جميعاً عن وجهٍ أعرِفُه ينجذبُ إلى حيرتي .
لم أجدْ سوى نَفْسي وظلّي المختبئ بقامتي .
لقد انفلقت يا نشوى رئتاي .
أجهشتُ في بكاء طويل وانطلقتُ ، في أَثَرِ السيارة التي بلا لون ، مُدوياً :
تمهل ياسين لا تعبرْ قنطرةً لستَ واثقاً من خشوعِها .
احذر ياسين هذا النهر بلا قرار .
توقفْ ياسين عند بكاء الريح .
وياسين يترك صوتي
ياسين يُغلق أُذنيه
ياسين يهملُني كما أهملني في الماضي وأطاع نسوةً عطوفاتٍ يصرخْنَ من عمقِ الضيمِ :
لا تأخذوا أيها الأولاد حصّةَ ياسين
فبعد حين يهاجمُهُ الجوعُ
وبعد حين تكفُّ اللقمةُ عن المجيء
ففي وسطِ هذا البستان من الحنان لا أحد يظنُّ ما سوف يحدث لياسين
أصرخ يا نشوى خلف موكب ياسين المحمول بصمتٍ مطلق :
هذه الكائناتُ لن ترحَمَك ياسين .
ثم تعثرتُ .. هويتُ
تسألينني :
هل شهدتَ طفولتَه ؟
أجل منذ أنْ تحسّر جارُنا الموغل في الشهوةِ
المنهمك في استدراجِ طيفِ أم ياسين .. متغزلاً:
ما أبهاك أمّ ياسين كأنك طير من الجنان !
لأم ياسين شفتان ناريتان
كَرَزَتان ناضجتان
لكن أم ياسين منشغلة بالكدحِ
أم ياسين لا تعبأ بالردح
أم ياسين تُكحِّلُ عيونَ الفوانيس من أجل إبقائها بوجه الليل ضاحكة .
أم ياسين تُطلقُ صوتاً يُداعبُ نسماتٍ خفيفةً هبّت
قبيل الغروب :
أُدخلْ يا ولدي لقد حلَّ المساء
أيها الصبيّ هل تدخل بيتاً تسافرُ في سمائه أسرابٌ ملونةٌ من طيورِ الألُفة ، وفراشات الشوق التي لا تفارق مجرى الريح ؟
أيها الصبيّ هذا البيت تحتلُّ زواياه الرياحينُ وخفقاتُ الضوءِ الباحثة عن جسدٍ شفيف كي تتعبدَ على سطحه .
إذن لا تقطعْ أشجارَ التوتِ المهاجرة
ولا شوقَ الفسيلة
هل تدخل ياسين بيتاً دائرياً كوطنٍ مدهشٍ ؟
بيتاً ورثتَه عن أبٍ لم يمتْ لكن الدهشةَ الخارجة من أُبّهةِ الخلقِ لجسدٍ لم ترَ البشرُ مثله
صَلَبَتْهُ ..
سطوة الدلالِ
صلبته
هل طبعتْ أُمُّك ياسين قبلةً على جبينِك ؟
هل كان في شفتيها خوفٌ كبير ؟
أكانتا خضلتين ؟
سيعودُ أبوك وستنجب تاريخاً صامتاً .
لا تلعبي بدارةِ القمر يا نشوى .
سيعود معطّرَ الجهات
مخلّعَ الأنفاسِ .. بلا أبعاد
بلا مسافات
بلا بدايات أو نهايات ..
ربما سيعود جذراً
نهبهُ الدودُ
تعالي نشوى نرو الليلَ
أنتِ موتي الجميل
فاقتحمي ليلتي
25 ـ 3 ـ 2000
***

2 ـ نزهة في بابل


مسحورة أرض بابل
سادها الحِثِيّون وقطّاعُ الطريق ،
الرهبانُ والأحبارُ وغانياتُ الحان
مهجورة أرض بابل
عافها الطيرُ والنحلُ وحامي السور
وإلى الموتِ ـ حين لم يبدِ نبونيد مقاومةً ـ ساقها الأَخمينُ ، فشَرِقَ بفلولِ جندهِ برُّ السواد
منذورة للخراب أرض بابل
كأن الندى يتأففُ على مشارفِ أصباحِها
أو ينبثق في الشرفاتِ التي خلت من جُلاّسِها
وأنتَ للشروق ترفُّ على متنِ زورقٍ أُسطوريٍّ
تُجاسدُ في دهشةِ الغبشِ بغيّا ، نزحتْ من ضفّةٍ في أوروك أو من سلالةٍ ملكية ،
تتشهّى فحلاً بدائياً
مهجورة أرض بابل
عافها الطينُ والنخيلُ إلى أرضِ صيدون
فصار الطينُ سلوقياً
والنخيلُ أدْلَجَ نحو وديانِ بيزنطة
فهل أدمن شقيقُ الشريعةِ عارَها الأبدي ؟
مقهورة أرض بابل
وأنتَ تطوفُ ليلَها المترع بالترقّب
تُبحرُ نحو أوروك
أو ترحل بما تبقّى لك من أسمال
إلى بغداد
تجوس فيها سرّاً بحثاً عن سرِّ
أو عن أبراج لم يبقَ منها غيرُ الطين
فقبلك ميرتين تاه في فوضى اللوحة ،
في فوضى الأشياء
في جسد النهر يخترق الأبراجَ
وحين ينقشع الغيمُ عن بياض الرؤيا
وعن صباح لجنائن لم تخلق لامرأة
تحلم نبونيد الليلةَ للمرّة الأخيرة
غبشاً سيأتي قورُشُ مدججاً بالنصر
وبركاتِ القوم
وعلى أجنحةٍ من نار يأخذك حيث الأسوار
حيث الذُّل حيث العار
قورش يا نبونيد اصطاد صيداً سميناً
محروثة بالموت أرض بابل
حيث لا عجائب مرّت بها ولا ملوك
وحيث يجثو على ركبتيه نبيٌّ في أور
ساحباً دعاءه المنطلق نحو الله
وفي الصبح
ما بين موتين
يعود بنو اسرائيل بأطواق الزهر
لكن بابل معطوبة
ونبونيد غاص في الخراب
مزهوّة في الغربة أرض بابل
نرتادُ ، في الحُلُم ، حانَها
والقباب المذهبة
ونذرفُ في الليلِ دمعاً
يسقي حدائقَها

31 ـ 12 ـ 2002

***

3 ـ طه

ونحن على الريحِ ننفتحُ ولها نُشمِّرُ عن هوى خيامِنا ، فتتلاعب في بطونِها كأهلةِ موجٍ وفي حضرتِها يتنازعنا فوق تربةِ المنافي شجنُ الحديثِ ، ساقت إلينا الريحُ قافلةً فيها من الصحبِ الكثير . كنّا نتسرّى خارجَ زمنِ الرملِ وخارجَ زمنِ البحرِ وخارج زمنِ الصحو ونفيض بما ازدحمت به خواطرُنا . كنّا في خواتيم الزمانِ إنْ لم تشطح بنا ذاكرةٌ أو تتعثر لنا ذكرى أو فينا تخمد جذوةُ العقل . عاماً أقمنا .. عامين ، وفي أَبْيَن لم نجد غيرَ عزاء الحضرميّ . هل عاد بقافلةٍ من توابل أم ضاع في مجرى السيلِ ؟ مرّت علينا أيامٌ غارت في تاريخٍ سينسى . ثم مع الصحبِ توادعنا على أملِ أن نلتقيَ في الديارِ التي لن نعودَ إليها وإنْ كنّا حطاماً .. أمواتاً .
*
وردٌ وطلٌّ وهمسُ حبيبٍ وماءٌ يترقرق في عينِ ليلٍ تطيل البكاءَ . وردٌ وطلٌّ وجنحٌ يرفُّ ، يديم النداءَ . يا هذا البرد أطلِ الكأسَ ، فهذي الكأسُ كأسُ صديقٍ وهذي الكأسُ لنديمٍ يتلو في الليلِ الموغلِ في المنفى قصصَ التاريخِ أو يترنم في مطلعِ فجرٍ أبيض شَجْوَ الكلمات .
وردٌ لقبرِ غريبٍ
يسوقُ النجمَ على وجهِ الليلِ
لسفائنَ تعلنُ في عدنَ ساعةَ الرحيلِ
لزرقةِ بحرٍ تشرقُ في ليلِ المنسيين حلُماً
لعودةِ قمرٍ تاه في التخوم
قبرٌ لـ " طه " في غبارِ المسافةِ ، وجدناه
في انحدارِ الطريقِ
حين كنّا نحزم الحرَّ اللاهبَ حزمةً حزمةً
نضعُ على أيمانِنا بعضَها ، ونتركُ الشمائلَ لخصوبةِ اللقاء ، لحلوِ العناقِ ، ثم نعودُ ببقيةِ أجسادٍ أذبلتها الشموسُ .
فيما الصاخب منّا ،
كبحرٍ مجنونٍ يعدو خلف الشمس
يرشقُها بحجارةٍ قُدّتْ من شمسان
أو من همِّ القلبِ
أو من مقلعِ الذاكرة
أو من مُسَنّاةٍ تمتدّ إلى دجلة
ويعود ضاحكاً : فقأتُ عينَ الشمس ، يقول .
يا " طه " لا تلعبْ بقرنفلةِ القلبِ
لا تضعْ تحت سقفِ الوحدةِ مشمومَك النضرَ
لا تحلمْ بديارٍ قذفتنا خارج أسوارِ ميادين اللعب عنوةً وأسلمت مفاتنَها لغريب
يا " طه " اُترك لعبةَ الموتِ
ففي ظهرِك الصحراءُ وسرابٌ هي الديارُ
تمهلْ صديقي
وللذكرى خُذ معك شيئاً
خُذْ للربِّ هديةَ الأحياءِ القادمين بعد حين
قبرٌ لطفلٍ يلهو بعجلةِ الغيابِ
قبرٌ لك في متنزهِ الزوراء
قبرٌ لك في العيدروس
قبرٌ لك في السماء
قبرٌ لك
قبرٌ لنا
قبرٌ لأحلامِنا التي لم نعشقْ سواها .
أخبرني طيرٌ ترجّل من غيمةٍ عابرةٍ ، حام فوق رأسي و قال :
مات صاحبٌ .. ولم يكمل
أين ننصبُ سرادقَ عزائنا إذن ؟
بَعُدَ الأهلُ .. بَعُدَ الصحبُ .. ومن فوقِنا ادلهمت السماءُ . ضاعت مراجعُنا
أين ؟
قُلْ لي أين ؟
في أيِّ مفترشٍ نُصلح ما تداخل من خيوطِ الزمان ؟
وتحت أيِّ خيمةٍ نُنجز ديباجةَ القولِ ؟
قُلْ لي
إلى أيِّ المآتم تتجه اللاطماتُ ؟
دعنا يا " طه " نهيمْ
ففي البرّيةِ متسعٌ للهيام
دعنا نأتِ على ما تبقّى في كأسِ الجنون
دعنا نصرخْ حتى تخومِ القيامةِ
أو نعول حتى نحاذي زعنفةَ العويل
دعنا نُنجز ليلَ البكاء
فلأمثالِنا لا تنفتح أبوابُ الدارِ
وحين دخل كلُّ ثغاءِ الدنيا أغلقَ خلفه الأبوابَ
وسادَ سكونٌ
انطفأَ في نومِه الإلهُ
انطفأتْ أحلامُ الدارِ
وزهقتْ أرواحُ الوردِ إلاّ روحاً حمله النسيمُ لقبرٍ يحرسه طلٌّ
قبرٌ لـ " طه " في رقّةِ المساء
قبرٌ له يجوب الأرجاء
قبرٌ له في أرضِ عدن
في قبّةِ السماء
قبرٌ لـ " طه "


21 ـ 6 ـ 2004

***

4 ـ مأتى الغزلان العاشقة

نقفُ على طريقِ الماء
وننتظرُ التماعَ العيونِ الشاردة
قال المتوجعُ شوقاً
فساحراتُ الضحى اعتدْنَ حَلْبَ الشمسِ جهاراً
عاشقاتُ الضحى يغتسلْنَ بالضياء
يُطلقْنَ إلى النسيمِ رحيقَ الجسدِ الخجول
فيتمايل النسيمُ ثملاً
ننتظرُ
أكّد الملهوفُ
فمِنْ هذا المأتى
تندفعُ الملتاعاتُ للقاء
تتدفقُ اللهفةُ وهمسَ الينابيع
ويتطاير الزمنُ
لكن
وعلى طريقِ الماء
تفرّقت أسفارُنا
جاء ضحانا بلا شمسٍ
تحمل نبضَ هيامِنا
فمللنا الانتظار

15 ـ 5 ـ 1993
***

5 ـ رحلة الشمس .. رحلة القمر

***
مدخل
***
في المشفى ، وكنّا في الضُحى ندخل ،
ماتت نشوى
انفجرَ أعورُها
فماتت
في المشفى ، جمعاً ، نصرخُ بالجرّاح : يا جرّاح أنقذ نشوى .
في المشفى يساومُنا الجرّاحُ : ادفعوا نقداً عشرةَ دولارات ثمناً لحياتِِها .
مِن أين ؟
مَن يدفع ؟
نصرخُ ببعضِنا .. مَن يملك ؟
الأرضُ موات
القحطُ فتك بأجسادِنا ، والناسُ منذ سنين جياع
مَن يدفع ؟
نصرخُ ، نستصرخُ كلَّ الأنحاء ، يسمعُنا القاصي والداني يسمعنا حتى الله
لكن مَن يدفع ؟
في أيدينا حِيلٌ سقطت
وفي الذروةِ
ما بين الأخذ والردِّ
انسابت من بين حيرتِنا روحٌ
ماتت نشوى

***
القصيدة
***
الوقتُ ضحى والشمسُ بدويةٌ في مشرقِها تجوس
تتعشقُ فارساً مجنوناً
تارةً ، على ثوبِ الواحةِ الغائرةِ في عمقِ الصحراء ، ترخي عجيزتَها
وتارةً حافيةً ، فوق الرملِ ، تتنزّهُ
الشمسُ المغناجُ بثوبٍ فضفاضٍ أزرق ترفلُ
لطفاً تهجسُ
وعلى نخيلاتِ الواحةِ توزعُ تحيةَ النهار
الشمسُ الفرِحةُ المازحةُ تناكفُ أحياءَ الواحةِ
تطارحُ أحياءَ الواحة
تضحك ، تحزن ، تتأوه ، وتَغرقُ مدامعُها أحياناً
الشمسُ الأنثى كاملة الشهوة
الوقتُ جنون
تخلعُ ثوباً ، الشمسُ ، من همسِ الريح
تتعرّى ، ثم تتثنّى
ومن عادةِ الشمسِ في مشيتها تتثنّى
والليلُ .. الليلُ صار عنّا بعيداً بعيداً
حين الشمسُ تميس
*
غنِّي .. غنِّي
أيتها الشمسُ التي في الضحى تتعهر
غنِّي .. أطربينا
أو تعلِني بدءَ الساعة
أجل .. أعلِني
فنحن أنجزنا بعضاً من أوهامِ الساعة
وكثيراً من أحزان
هل كنّا في محرابِ الوردِ ؟
في الذروة ؟
في عُريّ الصيف ؟
في حشمةِ الشتاء ؟
في أيِّ الفصولِ نحن ؟
في تموز
حيث الوردةُ سكبت على الشمسِ عطرَها
تَذَكّرنا يومَ ولِدت ويومَ ماتت

*

الوقتُ .. لا ندري ماذا كان الوقتُ ؟
غسقاً أبيض ؟
ربما
والقمرُ يتنهد
في الشرفةِ المطلّة على الرحيلِ تنهد
يتمطّى
القمرُ تحت ظلالٍ سكرى تمطّى
ماذا كان الوقتُ ؟
صبحاً وحشياً ؟
ليلاً نارياً ؟
ماذا كان الوقتُ ؟

*

نلبسُ أحلاماً ، نوراً مسحوراً
والساتر بقايا سديم .. نسجدُ ، نسجد
ننزعُ خلفَ البابِ جلبابَ الرحلةِ ونكشفُ آمالَنا وهناً آسراً
هل تأتي إلى حيِّنا أيها القمرُ ؟
أيطيبُ لك لقاءٌ في مقهى ؟
في عرضِ الشارعِ ؟
تحت ظلِّ نخلةٍ ؟
في زورق ؟
هل نرحلُ والنّهرَ ؟
أ تأتي ؟
لا تدري !
أيها القمرُ المحبوبُ ، لنا غنِّ
غنّت لنا الشمسُ
لنا غنِّ
أو فلتنتحبْ .. أيها القمرُ المعبودُ
أحسن لنا تنتحب
غنِّ .. انتحب .. انتحب .. غنِّ
غنِّ .. غنِّ .. غنِّ
الآن .. الآن .. الآن
ماتت .. ماتت
انتحب
انتحب
ماتت نشوى

10 ـ 3 ـ 2003

***
6 ـ حين نكون هديلاً

المساءُ
المساءُ الخفيفُ الضاحكُ
المساءُ الفرحانُ ، المنشرحُ الصدرِ على الدوام
منذ عامين يقذفُ إلى شرفتِنا بهجةً
فمن أعماقِ الغابةِ ،
تأتي حمامتانِ برّيتان ، من فضاء ما ،
من برّيةٍ قصيّةٍ
منذ خريفين تتزاوجان
منذ خريفين تهدلان
ومنذُ خريفين تطلبان دثاراً
للفرخِ القادمِ وندفَ الثلجِ
أو للذي سيخرجُ من بيضةٍ
معلّقةٍ في شجرةِ عيدِ الميلادِ
منذ عامين والشرفةُ تهتزُّ
للشبقِ الطائرِ تهتزّ
بينما المساءُ الذي لا يتصنّعُ الفرحَ
يُمشِّط للحمامتين الهديلَ


5 ـ 3 ـ 2003

***

7 ـ شقائق الألم

بشرٌ
يحتطبون البحرَ بخوفِ المراكبِ
ويطوون النجومَ الآفلةَ
بشرٌ
أسرابٌ مسافرةٌ في أعالي الرياح
تفتحُ سماواتٍ ملبدةَ المسالكِ
وآفاقَ صقيعٍ
بشرٌ
يحملون صفاتٍ مبهمةً ،
ورغباتٍ هائجةَ الجنون ،
وأشياءَ صغيرةً لا تبتلّ في الطريقِ
بشرٌ ينحدرون
من أصلِ سلالاتٍ مازالت تتلاقحُ
وتنتجُ أرحاماً خلاسيةً
من زمنٍ أعطبته النوارسُ
على ظهرِ سفينةٍ غابت في الضبابِ
من مدنٍ لا تلتئمُ على أبنائِها
لا تعرفُ في النورِ ساقيةً
ولا في الظلمةِ تتوجسُ وجهَ الزهرةِ
بشرٌ وأنا مثلهم
فرشتني المسافةُ على مائدةِ المدى
ودعت دوابَ الكونِ لالتهامي
بشرٌ يطلُّون
من نوافذ الشمسِ ليغتسلوا
بنهاراتٍ من فضّةٍ
ليروا أثواباً تراقصُ البحرَ
في غيابِ المراكبِ

26 ـ 11 ـ 1999 برلين
***

8 ـ ارتباك

حين لا يلبسُ القمرُ عمّةً زرقاء
وحين ينأى ذات ليلٍ مبهجٍ في خَلوةٍ سعيدةٍ
نسألُ : مَن يقصُّ علينا الحكايا ؟
القمرُ الحاسرُ الرأس إلينا ينتبه ، فيعتذر .
يرتبك وبيدين كريمتين يغطّي وجهاً خجولاً ثم يحكي ، ونحن في حضرتِه صامتون
نستمعُ للحكايا الناقصةِ بصمتٍ وقورٍ
كنّا إلى القمرِ خاشعين
نستمعُ إلى حكايا لم تصلْ كاملةً
وإلى جوارِنا سلالٌ فارغةٌ لا ندري ما سرّها
وفي الطريقِ إلينا ارتبكت الحكايا وتلعثم القمرُ ، فامتلأت سلالُنا قشوراً .
تعجبنا وإلى السماءِ نظرنا فرأينا سحابةً عظيمةً تقضمه قطعةً قطعة .. عندئذ علمنا سرّ ما في سلالِنا من وردِ القمر .


15 ـ 11 ـ 2002


***


9 ـ الحقيبة
أ مسافرةٌ أنتِ نحو أعالي الفرحِ
وتلك الحقائبُ التي تتخطفُها الأطيارُ
أهي حقائبُك ؟
وتلك الجناحُ التي تنأى بقهقهاتِ الخيالِ في زرقةِ الروحِ
أهي جناحُك ؟
أنتِ الجناحُ الذي لا يخور
وأنتِ ثيابُ المسافرِ تعبُّ بها الريحُ وتدور
تدور
وأنتِ تدورين بلا واسطةٍ للسفرِ
أ مسافرةٌ أنتِ ؟
اقطعي إليّ السبيلَ بلا سماءِ
إليّ السبيلَ اقطعيها بلا حقيبة
31 ـ 8 ـ 2003
***


10 ـ استشراف



أنتَ لا تدري إلى أين يسوقُك الوقتُ
ولا كيف تتشظى بك المسافة
أنتَ لا تدري أين تحطُّ الرحالَ
وأيّ البحارِ ستسلك
أنتَ لا تدري كيف تموتُ وكيف تحيا
أنتَ لا تدري
أين سيحتطبُ العمرُ

5 ـ 3 ـ 2003
***


11 ـ الحافلة


كلما خرجتُ من البيتِ
مرَّت الحافلةُ مسرعةً
كلما انتظرتُها
بصبرٍ نافدٍ
أو بهدوءٍ
أخذتني غفلةٌ
وفاتتني الحافلة


15 ـ 2 ـ 2002
برلين

***



12 ـ حلم المنفى


مع أعالي جنونِ الليلِ
جاء العراقيون
زحفاً بلا عرباتٍ أو خيول
كانوا قد فقدوا
خلفَ الغابةِ متاعَهم
وعبروا نهرَ البدايةِ
فجراً
اصطادتهم الطائراتُ
وأمواجُ البحارِ

7 ـ 10 ـ 2000
***
13 ـ نزوات مدينة الرماد

مدينة أنتِ
أنشأك السّحرُ
والسّاحرُ وربٌّ جميل
تُسَوّرُك النزواتُ
وأحلامُ الغزاةِ
مدينةٌ أنتِ
تتجلين طيفاً يُبْحِرُ
في ليلِ المنفيين
على ظهورِ الوسائدِ
أنتِ مدينةٌ انفرطت من بين أصابعِنا
كحبّاتِ الدهشةِ
ومن أعمارِنا اُنتزعتْ كهمسِ حبيبةٍ
غادرتْنا إلى الأبد
أجفلتك الحروبُ ،
زحفُ الرمالِ
والشظايا التائهة
مدينةٌ أنتِ تتمردين وترفضين الليلَ الوثنيَّ وشهواتِ الجندِ
أيّ حلُمٍ أنتِ يُداهمُنا ليلَ نهار ؟
مرةً أخذتنا الرغبةُ صوبَ أسوارِك
المكسوّةِ بالظلمةِ والنورِ
فرأينا البحرَ متمايلاً
وعلى شاطئه ما أنجز بقيةَ الزبدِ
ورأينا الليلَ مستسلماً
لأقمارٍ عوراء
تسوقُه حتى تخومِ الصمتِ
أ تسبحين في بحرِك المتلاطمِ الوحشة ؟


في ليلِك الأخرس ؟
وإنْ زحفتْ نحوَك الصحراءُ
أيتوقفُ على أبوابِك الغزاةُ ؟
أ أنتِ مدينةٌ تسري بها الركبانُ
بلا عشبٍ ولا ماءِ
بلا غيمٍ ولا نجمٍ
يسري بها الخوفُ
ويشهدُ على موتِِها الموتُ ؟
رأيناك مرّةً
تخفين ظهرَك عن طلّةِ الشمسِ
في وطنٍ ضاع قرارُه
وتخفين في باديةٍ من رمادٍ
ملامحَ الرغبةِ
أنتِ مدينةٌ مسحورةُ الأسماء
فلتنطفئ عنك عينُ الرؤيةِ
ولتنقطعْ عنك أوردةُ النزوةِ
أنتِ مدينةٌ
قطعنا إليها من وترِ الطريقِ
فرسخاً
فهل ضاقت في أحداقِنا
الفراسخُ ؟



14 ـ 8 ـ 1998
برلين

***


14 ـ جفاف عدني

أوحَشَنا البحرُ ساعةَ هاجرةٍ
فحين لبطت حورياتُ الشرقِ في حضنِه الفسيح
طرحته نشوةٌ ونام طويلاً
كنّا نرشقُ بالوميضِ الحلماتِ
ونستعيذ بالله من طغيانِ الجسدِ
بينما العدنياتُ يترضبْنَ
برذاذِ الحيرةِ
بينما نحن ومن حرقتِنا
ندفنُ صهيلَ الحلماتِ
في مجرى مياهِنا
8 ـ 7 ـ 1985 / عدن
***

15 ـ السفر إلى حمدان

1

في الطريقِ إلى حمدان
تحرّش بنا نخلُ الرحلةِ
وتورّدت في السواقي فرحاً
مياهُنا
حتى أُريقت وسالت
نحو الجذورِ
30 ـ 9 ـ 2002


2
ونحن نطاوعُ نحو حمدان
الرحلةَ
أخذتنا في دهشةِ السماءِ
نجومٌ
وفي عرضِ الليلِ
اختبلت ذكرياتٌ
ثم عن الطريقِ انحرفنا ، فصرنا
إلى حمدان
أقرب
حين تفقدت وجوهَنا
الرحلةُ

1 ـ 10 ـ 2002


16 ـ في الطريق إليها


كلما شرعتُ بتشييد بيتي
هبّتِ العاصفةُ
**
تهتكي
حتى ينزلَ المطرُ
**
أ عاريةً
تُراقصين الريحَ
أم بقميصِك الأزرق الشفّاف ؟

1 ـ 9 ـ 2002


17 ـ خروج في الرؤيا
***
إلى روح أمي
***

والظلامُ مازال يلفّ الوجودَ
وصلتني الوصيةُ
سأبني قبرَك
بعد انقشاعِ الظلامِ
**
خرجتُ وكان الظلامُ مسدلاً
فكيف أعودُ
والظلامُ بعد عشرين عاماً
لمّا يزل مسدلاً ؟

25 ـ 8 ـ 2002

***

18 ـ مزمار في بيت الأفعى

في بيتٍ شُيِّدَ من أنفاسِ
آجُرَّةٍ خبيثةٍ
تركتُ في غفلةِ الزوايا بذرةً
هي لأهلِ البيتِ غريبة
في بيتٍ كلّما زرتُه
وهاجمتني الأفاعي بسمومٍ من زبدٍ أسود
تذكرتُ في الحال عشبةً
لفظها الفراتُ لتصبحَ شجرةً
للبغيِّ عشتار
ربما نبتت في بابِ الحانةِ
سكنتها العفاريتُ والأفاعي وطائرُ الزو
ثم أخذتني رحلةُ المزمارِ
تذكرتُ
وفي برلين تهتُ
لكنني تركتُ صمتاً وتحت المقعدِ الخشبيّ
تركتُ بذرةً من عفافٍ
ستكبرُ البذرةُ
تُقوّضُ أركانَ البيتِ
وتنظِّفُ المكانَ

16 ـ 9 ـ 2002

***

19 ـ خطوة من الأمس

وحدك في المُنْتَأى
وطيفك
رويداً رويداً يغرقُ في صمتِ المنام
وحيداً
وحيداً تخبُّ في آخرِ الليل
تحملُ راياتٍ مطعونةَ الوفاءِ
وذكرياتٍ لرفاقٍ رحلوا
فارساً عدتَ من حربٍ خاسرةٍ
المنتصرُ فيها هم الأصدقاء
وبرلينُ ما علّمتك سوى الخساراتِ
تهبُّ لصيدٍ في أولِ الليل
تضعُ بوجهِ الأقمارِ همسَ شموسٍ دافئة
تصطاد ؟!
مُحال .. مُحال
يرتدّ همسُك منغمراً بالجليد
وحيداً إلى قيامتِك تمضي
بلا أجنحةٍ تطوفُ الفراديس
وبرلينُ
علّمتك الكثيرَ الكثير
وبرلينُ قارّةٌ
قارّاتٌ خمسٌ
لم تعلّمْك شيئاً


10 ـ 1 ـ 2003
***



20 ـ لم تجبني



حين زرتني في المرّةِ الأخيرةِ
شعّ في عينيك دمعٌ
وفاض بالنّطقِ مُحيّا
حين زرتني للمرّةِ الأخيرةِ
سألتُك في غمرةِ العناقِ
فيك أشمّ رائحةَ العراق
هل أنتَ العراق ؟


8 ـ 4 ـ 2004





21 ـ أحلام الظهيرة




في كلِّ ظهيرةٍ
نقفُ على أبوابِ الميناء
ننتظرُ العرباتِ المحملةَ بأسرارِ المراكبِ وروائحِ المدنِ الغريبةِ
تمرّ من أمامنا العرباتُ مفزوعة الخيول
تمرّ خطوتين تاركةً لنا المؤخرةَ التي إليها نقفزُ
نتدلّى من فوق عوارضِها كالخفافيش
بلهاثِنا نسوقُ العربات
وبالسياطِ التي تلهبُ ظهورَنا تسوقُنا العربات
فالعرباتُ التي حملتنا مثلَ خفافيش
والعرباتُ التي أفزعتنا سياطُها ، انفتحت على المدى كنوزُها ومنها تناثرت المدنُ التي لم نرَها بأحلامِ الظهيرة :
نساءُ من مدراس .. من بومباي .. من كشمير .. من سنغافورة أو سيام أو من بلادِ العاج .
طيورٌ من غاباتِ الأمازون
أخشابٌ من سمرقند ، عطوراتٌ من بلادِ الهالِ والهديلِ ، ونكهةٌ حضرميةُ المنشأ تنبعث من طيبِ اليمن السعيد .
لكن العرباتِ التي انفتحت على المدى كنوزُها
عادت بظلالِنا التي أخذتها العوارضُ وتركت تحت لهفةِ الشمسِ أجسادَنا والملوحةَ .


21 ـ 4 ـ 2004
***

22 ـ الطرقات



الطريقُ التي عليها نحثُّ الخطى
والتي أطلقَ أسرَها السراب
نزلت بنا إلى النهرِ لكي نرتوي
الطريقُ التي بنا نزلت إلى الماء
فاتها أنْ ترتوي
فانحرفت بنا

*
في أولِ الطريقِ انتظرناهم
كانوا امرأةً من حضرموت وثلاثةَ رجال أشداء يسوقون القافلةَ
في أولِ الطريقِ حيث انتظرناهم
عنهم تاه النجمُ
وضاعت القافلة

*
ما بعد عدن كنّا بلا بوصلات
وكانت بلا أشرعةٍ مراكبُنا
ما بعد عدن لا ينفعُ الشراعُ ،
قال قائدُ السفينةِ ،
فحين يرتحلُ الهواء
وحين يؤاخي الماءُ زرقةً ، إليها يصيرُ الرجاءُ ،
تتخلّى عن أشرعتِها مراكبُنا
وتُبحرُ بنا السماءُ في عتمةِ اللُجّة

21 ـ 4 ـ 2004

***


23 ـ حمّام لسيدة الصباح

بنورِها استحمّي ودعي طيورَها تحرس المكان
بِريقِها استحمّي ، وانضحي يا جميلتي في آنيةِ النّحاسِ لؤلؤَك المجنون .
بشعرِها المسافرِ تعلّقي .. وفي عذوبةِ النسيمِ بطلِّها البهيّ استتري .
بها استحمّي .. وتحت شلاّلِها تهتكي
فهذه الشمسُ لم تكن بطبعِها فاجرةً لكنها بفجورِ الأجسادِ مغرمةٌ
وهذه الشمسُ ،

تحت دهشةِ العيونِ ، بالعرقِ تتأرّج
وهذه الشمسُ من حبيباتِ الحنانِ تنظمُ ، بخيطِ لوعتِها ، القلائدَ .
بها استحمي وبنورِها تطهّري وانضحي ماءك العبير .. ثم ابتهجي وابهجيها واتركي الروائحَ العذبةَ في أنفاسِها تعبق ، ودعيني أصلها ودعيها من مدارِها تنفلت وعلى أسطحي الراقصة ترتمي
ودعيها .. ثم دعيها .. ودعيني ألاعبها .. ومن الشروقِ حتى همسِها الأخير أداعبها .. ودعيها تضاحكني ودعيني أضاحكها .. ومرّة أُلاطفها .. ودعيني .. ودعيها بنظرةِ ودٍّ ترشقني فتمتلئ بالدمع مآقيها
استحمي ، وانضحي ، ودعيها خلف أفقِها المعبودِ تنزع للشبقِ حمرتَها الباذخة .. ودعيها تراودني ، وعلى كفّي تتكثف ومن جوفِ كأسي العتيدة تتفجر .
استحمي .. انضحي .. تفوّحي وخدِّري سربَ طيورٍ استجلبه البريقُ
انضحي .. فبعد حين ينطفئ النهارُ مختطفاً لوعةَ الجسدِ .



13 ـ 4 ـ 2004

***


24 ـ رجاء


تمهلْ ..
تمهلْ .. تمهلْ ولا تنطفئ
فعلينا سوف يأتي زمانٌ
يسودُ فيه ظلامٌ كثيفٌ
ونحونا حين ترحلُ مراكبُنا سوف
تزحفُ بحارٌ ..
تمهلْ صديقي ولا تستعجلِ الرحيلَ
فما زال في صحبتِنا شيءٌ من جذوةِ الوفاءِ
ومازلتُ بكَ أحتفي

9 ـ3 ـ 2004
***

25 ـ مقهى الأصمعي




إلى مقهىً يقعُ في ثغرِ البصرة
دخلتِ الشمسُ مزهوّةً ، راقصةً ، لتستحمّ بالعيون
أطلقتْ ضحكتَها الصهيل
ثم نضت ثيابَها قطعةً قطعة
دُهشنا وابتهجنا وحلمنا ثم دخلنا في حضرةِ الشيخِ الأصمعي ، وكان يجلسُ تحت سقفٍ من جريدِ النخلِ ، نتابعُ جمعَ الأشعارِ ونستغرقُ في العجبِ فيما الشمس ترفعُ عن صدرِها حمّالةً من طلِّ لتترك النهدين بشامةٍ يفسقان .
حوقلنا بوجهِ الشمس
ابتسم الشيخُ
فغطّت بكفِّها شامةً
لكن النّورَ البهيّ
رقّص الشامةَ من خلف زجاجِ الكفِّ
وأطرقنا مع الشيخِ الرؤوسَ

16 ـ4 ـ 2004

***

26 ـ المنسيّون

أيها المنسيون
إنْ عليكم أقبلتِ الدنيا
أطْلوا جدرانَ نفوسِكم بألوانِها وانبذوا الأحزانَ ثم افتحوا للبحرِ ليلَ الولائم وانفخوا في جسدِ الصحراء ندى
فحياتكم كالطينِ
إنْ دفته لان وإن تركته جفّ
أيها المنسيون
إنْ عليكم أقبلتِ الدنيا
استبدلوا الرقصَ بالرصاصِ ، والحناجر أطلقوها للغناء
أيها المنسيون
هي دورةُ الزمانِ في سمائكم اكتملت
فادخلوها فرادى أو جماعات
وهي وردةُ الحبِّ قد نطقت
فاقطفوا شذى
واتركوا الجسدَ على الأسرةِ يتفجر
أيها المنسيون
عزّكم في باطنِ الأرضِ غائر
فاحفروا ليلَكم ويمموا الوجوهَ

18 ـ9 ـ 2004

***

27 ـ حانة عمر بن أبي ربيعة


في الحانةِ التي لا تنام ليلاً أو نهاراً
في الحانةِ البيضاء المزينة بأعشاشِ الحمامِ وأشعارِ عمر بن أبي ربيعة والتي أطلقَ عليها الغرباءُ حانةَ الهديلِ .
في الحانةِ التي تؤمها في الغالبِ القوافلُ القادمةُ من بلادِ الشامِ أو من اليمنِ السعيد .. والتي يعتلي تيجانَ نخلِها اليمامُ ، نفرت من جسدِ الخمرةِ بهجةٌ حين بسقَ من موجِ النشوةِ نهدُ .
نحوي هوّم النهدُ
ولحيرتي هتفتُ :
أيها النهدُ العاصفُ في الحانةِ
الضاحك بعنفوانِ الصبا
عليك السلام
في الحانةِ التي تستوقف الليلَ أعواماً
وتحتجزُ القمرَ في سمائها أياماً
في الحانةِ
التي لا تخلو أبداً من سحرِ التاريخ
حاصرني النهدُ
دنا مني مُتهتك الطلعةِ ، بهياً ، فاجرَ الحلمةِ
وعلى طاولتي
نزفَ وردَهُ
في الحانةِ ، التي عاقرَ خمرتَها عمر بن أبي ربيعة وجيلٌ من شجعان
ومنحتهم أعظمَ تهويمة ، كبرت حيرتي فأطلقتُ نحو النهدِ ندائي :
أيها النهدُ الثملُ الفاجرُ أطلقْ أسرَ عيوني

13 ـ 9 ـ 2004

***

28 ـ دار السموأل

في ليلةِ عيدٍ
نصبنا فسطاطَ حفلِنا في باحةِ قصرِ السموأل
قلنا سيُقبل
من فمِ البلادِ التائهون
وسيُقبل الملكُ الضلّيل على بغلةٍ سوداء
فيما الريحُ تُراقص القمرَ
شربنا الليلَ كلّه
وحطّمنا كؤوسَ الضيافةِ
فلا جاء التائهون ولا انفتحت البلادُ
ولمّا صحونا افتقدنا القمرَ
قيل لنا بعد السؤالِ
أطفأته الريحُ في الغرفةِ المجاورة


20 ـ9 ـ 2004
***
29 ـ فجور ليليّ


أنتِ صاخبةٌ مثل طفولةٍ تنمو في الهواء
وبالطرفِ حين تلحظين ،
ترتجفُ على المقاعد رجولةٌ
أنتِ لا تعلمين ما سرّ نشوة الوسادة
ولا سرّ تدفّق الماء في أنهارِك المسكراتِ
وحين لا تعلمين
كيف تسهرُ في شرفاتِنا الأقمارُ
لا تعلمين شيئاً عن نزفِ النبيذِ في كوثرِ الصدورِ
أنتِ .. أنتِ يا حبيبتي
حين بالعطرِ تغمرين البلادَ
ينهمرُ الطلُّ في ليلِنا المؤجلِ الرحيل
أو ينسفح على إثرِ زهو نجمةٍ ثملت
أنتِ حين بك يزدحمُ المكانُ
فاجرة بالمكانِ تظلُّ العيونُ
وأنتِ ، حين بالضحكةِ أشرقَ السؤالُ ، نمتْ على جبينِك ورودٌ وظلّت إلى غدنا مزهرةً

27 ـ 8 ـ 2004

***

30 ـ حين نكون معاً



في الطريقِ إلى آخرِ المحطّاتِ ، وكنتَ بلا حقائبَ للسفرِ ، فتك بك عطرٌ من عطورِ الجنّةِ .
أنتَ لا تدري ما الجنّة ، وما روائحها
وأنتَ لمّا تزل حيّاً ، للحياة عاشقاً
وأنتَ لعمرِ النسورِ تتشوقُ
إنما سحرُ العطرِ ، غرابتُه حتّمت توصيفَه
أسّرك العطرُ
إليه أخذك
وبه تضمخ العمرُ
في الطريقِ إلى آخرِ المحطّاتِ وكنتَ تنوي بلا حقائبَ السفرَ فقدتَ بوصلةَ الرحلةِ
وعلى نفسِها دارت سماؤك
دوّخك العطرُ ؟
في الطريقِ وكنتَ تنوي السفرَ
ثقلت عليك المباهجُ
فترنحتَ خارجَ تخومِ الرشدِ
تاه عنك العطرُ
في جهةٍ ما اختفى
وعن السبيلِ التي به تضوعت تنحّى
عنك أنتَ الذي به همتَ انطفأ
في الطريقِ إلى آخرِ المحطّاتِ ضيّعتَ السفر
رحل القطارُ والمسافرون وعاد لتوِّهم المودعون
وأنتَ هائمٌ
وأنتَ إلى الليلِ تجرّ الخطى
وإلى البيتِ تنقلُ حطامَك ووجهَ المسافر
وأنتَ يهزّك على عتباتِ البيتِ جنونٌ حين ترى الليلَ بالعطرِ سابحاً
حين ترى البيتَ بالعطرِ سابحاً
26 ـ 8 ـ 2004
***

31 ـ كلّ زورق ابتلّ في ليل المدينة



وأنتَ بإعدادِ زورقِ الرحيلِ تنشغلُ هل تسمعُ نوحَ المدينةِ التي في منامِها تطهرت أطيافُ النساءِ ؟
هل سمعتَ رفّةَ شالِ امرأة
مرّ في سماءِ المدينةِ ؟
شالٌ أبيضُ يُعبّر صوتاً أبيضَ
وأنتَ تعودُ تاركاً حروباً من رقيقِ الكلامِ وعدةً من همساتٍ هل أطلقتَ قبلَك طيورَ الشوق ِ؟
إذن لا تتضمخْ برائحةِ المنفى حين تعود
ولا تحملْ قلباً عليلاً
وحين إلى مقهاك تعودُ ولصحبٍ لم يبقَ منهم سوى الأسماءِ وصورٍ كالحةٍ ، سل عن وجهِك الضائع .
حين تعودُ بعد ثلاثين عاماً كأنك ابنُ القمرِ الذي لم يشرقْ في ليلةِ صيفٍ ولم يسبحْ في صفحةٍ من سماءِ المدينةِ كأنك ابنُ الغريبةِ ، سل عن شالِك المُنتظِر
حين تعودُ وفي الطريقِ تجترّ الماضي وتهمسُ للروحِ بلوعةِ الحاضرِ وتمنّي النفسَ بصورةٍ أو ذاكرةٍ منها ، لم يأتِ عليها الطوفانُ ، سل عن ضحكةٍ سمعتَها ذات فرحٍ .
حين تعودُ ، محاطاً بأزهارِ وطنٍ وهميٍّ ، مستعيراً هالةَ الوصولِ .
حين تعودُ وتأخذُك الطريقُ إلى البيتِ القديمِ إلى
بيتِ الطفولةِ الذي لم يبقَ منه طللٌ أو آل إلى ساحةِ لعبٍ أو متراسٍ أو موضعِ دبابة .
حين تعودُ مهشماً
حين تعودُ شبحاً
حين تعودُ غريباً
حين تعودُ إلى أرضٍ استبدلت الدمَ بالماء
حين تعودُ بعد أن ابتلعَ المدنَ رمادُ الحروبِ
حين تعودُ وفكرك لن يحيدَ عن وجهِ أمِّك التي تلفّ رأسَها بشالٍ أبيض وعلى ذراعِها عباءة سوداء تومئ لك كالعادةِ من بعيدٍ
حين تعودُ متخذاً مسارَ العباءةِ أو مستدلاً بضحكةٍ أشرقتْ في نهايةِ الطريق
حين تعودُ عودةَ طائرٍ هدّهُ الترحالُ ليحطَّ حطّةً أخيرة
حين تعودُ مالئاً روحَك بالحنين ، قلبَك بالأمل ، وحقائبَك بالذكرياتِ
حين تعودُ مشتاقاً حتى للأعداء
حين من العباءةِ تقترب
حين منك العباءةُ تقترب
حين تقتربان
حين تلتقيان
حين تهمُّ بالعناقِ
تفلتُ منك صرخةٌ
حين تكتشفُ
أنّ العباءةَ وحيدةٌ تلوّحُ في الهواء


25 ـ 8 ـ 2004



***



32 ـ عطرٌ لجسدِ البلادِ

لفردوسٍ اِختلجَ في جنحِه الرفيفُ
منذ أولِ الليلِ ، عطرٌ
لاهتياجِ وحشِ المتعةِ في المنامِ
حتى آخرِ الفجرِ ، عطرٌ
عطرٌ لمَنْ ظلّت تُطارحُ أُذني غراماً
تُبدد في كلِّ جفوةٍ سحائبَ المللِ
ومِن وراء أستارِ رجولةٍ
تهمسُ :
أنا سيدةُ المدينةِ التي ما انبجست وردةً في سرير
ولا تجلّت لذّةً لمسافر
ولا أدركَ بطنَها بعضُ البطونِ
هي الخبلُ القاتلُ
عطرٌ لزغبٍ استنبته على جسدِ الملاكِ زفير
عطرٌ لجسدي
أنا الطائرُ الذي لا يحطُّ كرامةً لقانون
حاملُ سجّيل ربِّكم التي ما أُمطرت على رؤوسِ الغزاةِ
حينما كان المُحتلّون يستلّون من البريّةِ رشاقةَ الغضا
وبها يطعنون صدرَ بلادٍ
سُمّيت في أسفارِهم بلادَ ما بين نهرين
أنا الطائرُ الخجلُ
الذي يترعُ بالأحزانِ كأسَ هيامِه
ومِن الكأس يشربُ بعمقِ الزمانِ نوراً
منذ اندلاعِ الفجورِ
في أولِ ليلِ الكلامِ حتى ختامِ ومضةِ النجمِ
منذ ذروةِ الدهشةِ
حتى اختصامِ برقٍ وسماء
هي الخبلُ القاتلُ
ظلّت تفترسُ نضارةَ وجهِ المكانِ
فليُعَطّرْ جسدٌ في قافلةٍ آبقةٍ
وبه فلتُشْبَعْ الريحُ
خبلٌ ظلَّ يطاولني :
ها قد مرَّ المحتلّون على جسدِ أرضٍ
في أسفارِكم سُمّيت أرضَ الرافدين
فجراً مرَّ العابرون
وبعد ؟
لم نكن نياماً
حين فقدنا وسائلَ الصحوةِ
عطرٌ لجسدي
أنا الساهرُ في آخرِ الخيامِ
عطرٌ لجسدِ سيدةِ البلادِ
التي رفعت همسَها كغَزَلِ وردةٍ لذكرِ وردٍ في آخرِ الغصونِ :
مِن أحلامِ الغضا ثقّفْ نبالَك
واشحذْ بكلِّ الغضبِ سيفاً
إلى غِمْدِه لن يعودَ
هي عاصفةُ البلادِ التي ما هدأت
إنما الأبناءُ في وجهِها ابتنوا سدوداً
إنما الأبناءُ في الضلالةِ أمعنوا
يا لخيانةِ الرّبِّ
في هذا الفجرِ المُتضوعِ بأنفاسِ الجفاءِ
عطرٌ لسفحِ روحي المُشاعِ
منذ انهيارِ جسدي المُكبّلِ بسلاسلِ الخيباتِ
عطرٌ يطوقني
عطرٌ يفارقني
عطرٌ لجسدِ أرضٍ سُمّيت في بعضِ أسفارِكم
أرضَ السوادِ
فلم تعد أرضاً سواداً حين بها مرَّ السوادُ خفافاً
وحين غادرها السوادُ
نزفت عطرَها
عطرٌ بعد ألفِ فراقٍ وفراق
عطرٌ لجسدِ العراق

19 ـ 11 ـ 2007




#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خُذْ معك ثوباً للموجة
- لا تدخل ضباباً
- آخر الشرفات
- شرفات برلين
- نص خارج من معرض العبيدي
- بماء عين الحمام اغتسلي
- خليل السّحاب
- امرأة المُلك
- أمسية
- سبب للحنين
- مجالس
- مزامير الغربة
- في حضرة الملاك
- حسرة في مقهى
- عدن حانة البحّار الأزلية
- دهشة الكوثر
- على مياهك أصبُّ هديلي
- ابن الرؤيا
- أغنيتان ليوسف الصائغ
- عطرٌ لجسدِ البلادِ


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - لنشوى معبد في الريح