أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - مستنقع الأمن














المزيد.....

مستنقع الأمن


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 08:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شكل التحدي الأمني الهاجس الابرز للعراقيين، حكومة وشعبا، على مدار السنوات القليلة الماضية، وقد برز هذا التحدي وتكون بفعل مجموعة قوى مختلفة ومتناقضة يجمعها إنتهاج العنف في الممارسة السياسية من جهة كما يجمعها رفض الديمقراطية سرا أو علنا من جهة أخرى، وهي أرادت تحويل العراق الى مستنقع يغوص فيه الامريكان حد الورطة ويختنق فيه العراقيون حد الموت، لذلك كانت مواجهة هذا التحدي هي أولوية قاهرة لا يمكن الفكاك منها، وسواء قصد أم لم يقصد أعداء الديمقراطية في العراق فقد نتج عن هذا الوضع خيار بين ديمقراطية ضعيفة وأمن مستتب أو ديمقراطية مفتوحة وأمن متدهور، ومثل هذا الخيار طرح في العديد من البلدان التي شهدت هجمات وتهديدات إرهابية وإن بحدة أقل مما هي في العراق، وفي ظروف أقل ضغطا ومع ذلك كان الخوف على الديمقراطية والحريات المدنية حاضرا في كل خطوة رقابية أو تحوطية تشرعها المجالس التمثيلية وتتخذها الاجهزة الامنية.
تحدي الامن الذي واجهته ديمقراطية العراق جاء في مرحلة النشوء وارتباك البدايات الصعبة لذلك ترك هذا التحدي بصماته على الممارسة السياسية وعرقل تطوير الفهم الشعبي للديمقراطية وضرورتها وسط حمى مواجهة الارهاب والعنف الطائفي، ويبدو إن عامة الناس حددوا إجابتهم بسرعة على الخيار بين الديمقراطية والامن، وكانت الاجابة طبعا لصالح "البقاء على قيد الحياة" أي للأمن.
القادة السياسيون العراقيون ما زالوا يعلنون تمسكهم بالآليات الديمقراطية، لكن واقع تضخم المؤسسة الامنية العراقية يلقي بضلاله على مستقبل الديمقراطية وهو ما أستشعره نواب من مختلف الاتجاهات خلال مناقشتهم للموازنة العامة والتخصيصات الكبيرة للتشكيلات الامنية ولتشكيلات أخرى ملحقة بها في مناطق قانونية ودستورية رمادية لا توفر الشرعية الكافية أو المقنعة لتلك التشكيلات، كما إن عراقيين من مستويات عمرية مختلفة لا يكادون يجدون عملا خارج إطار المؤسسات الامنية مما يعيد إنتاج صورة المجتمع "المقاتل" وهو صورة لها خلفياتها الشديدة الدموية كما إنها صورة مكلفة لمجتمع إستهلاكي وغير منتج وبلا مهارات وتخلق أجيالا لا تهتم بالتعلم قدر إهتمامها بتوفير وسيلة تزجها في صفوف الاجهزة الامنية.
الاجهزة الامنية حققت للعراقيين جزءا كبيرا من حلمهم بالامن والاستقرار وهي كأجهزة لا تهدد ديمقراطية العراق إنما يهدد هذه الديمقراطية طموحات التفرد بالسلطة التي قد تسيطر على أي طرف سياسي كما قد تهددها الطموحات الشخصية لبعض القيادات الامنية والعسكرية كما حدث وفي أكثر من مرة في تاريخ العراق السياسي، وبالصدفة كانت حجج التفرد العسكري بالسلطة هي دائما تحقيق الامن والحفاظ على الوحدة الوطنية.
عند بناء المؤسسة الامنية في بلد ديمقراطي لايمكن تجاهل حقيقة الخطر القائم دائما والمتمثل بإمكانية صعود قوى غير ديمقراطية وعبر الآليات الديمقراطية الى سدة الحكم وهي حينذاك ستجد بين يديها قوة كبيرة تساعدها على التخلص من منافسيها وكذلك في قهر المجتمع ونزع قدرته على التغيير حتى مع بقاء النظام الديمقراطي الذي يمكن تفريغه من محتواه وروحه كما حدث في كثير من التجارب ويكون الامر أسهل في الديمقراطيات الناشئة.
عندما يسيطر هاجس بناء المؤسسات الامنية والقوة العسكرية يتحول الامر الى مايشبه كرة الثلج التي تتضخم بإستمرار ويصعب إيقافها فضلا عن إعادة النظر فيها وتصحيح مسارها ومع نمو هذه المؤسسات تزداد القدرة على ممارسة العنف علما إن توفر مثل هذه القدرة بحد ذاته كفيل بالدفع الى ممارسة العنف حتى مع ضعف مبرراته، وخاصة حينما يعبر المجتمع مراحل فاصلة في وجوده.
خطط الانسحاب الامريكي أو إعادة الانتشار أصبحت أكثر واقعية وقربا ومعها سيزداد ثقل الهاجس الامني وتبقى إمكانية الموازنة بين تحقيق الامن وضمان الحياة الديمقراطية سؤالا مطروحا بإلحاح على الجميع.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموازنة وجدلها المتأخر
- الائتلاف الموحد..المعادلات الجديدة
- المجالس الخاسرة
- إدارة الانتخابات
- قانون الاحزاب
- من سيعتزل؟
- ما لم يحدث في الانتخابات
- دروس في التغيير
- تجاوز الانتخابات
- شرعية المخاوف من الدكتاتورية
- دعاية تغيير الدستور
- المال العام وتكريس السلطة
- الانتخابات..ظلال من الشك
- مغريات السلطة
- المحاصصة..التقويم والمزايدات
- الديمقراطية في الأحزاب
- شؤون المنطقة بعيون عراقية
- أزمة رئاسة
- هل انتهى العنف السياسي في العراق؟
- الوظيفة السياسية للفقر


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - مستنقع الأمن