أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي أبو شهاب - صباح الخير غزة














المزيد.....

صباح الخير غزة


رامي أبو شهاب

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 07:01
المحور: الادب والفن
    


(1)
صباحُ الخير غزة
صباحُ الخير
وإنْ كنتُ
لا أحملُ ردا
صباحُ الخير وإن استحالَ الدمَ إلى ماء
و تعالى
ضجيجُ الموت
وسكنتِ الأشلاء
صباحُ الخير وإن أنكرتكِ الأنواء
صباحُ الخير
وإن جئتكِ ولا شيءَ في المُحيّا
سوى بضع من خواء
صباحُ الخير أيتها المُتعالية ببياضِكِ النّقي
صباحُ الخير أيتها النائمةُ في الرقادِ الوردي
صباحُ الخير
أيتها المُنبعثةُ
من الرّماد
صباحُ الخير
للبحرِ المُختَلف في الحياد
صباحُ الخير وإن ضَلتِ البنادقُ مسارَها
صباحُ الخير للذين يبسقونَ كرمح
صباحُ الخير
لرضيعٍ يحدقُ في العين
صباحُ الخير لطفلٍّ
يمدُّ يدَهُ
ليشقَ رحمَ الوجع
نحوَ الكفن
(2)
الاعتدالُ في الحزنِ هو تبريرٌ للموت
المُشْتهى
ولنا ما لنا من كَلام
في تأويلِ وجهَ غزة
- المُتلاشي والمُتماثل والمُتقاطع –
هو ذاك الذي يَمضي بلا مُنحنى أو مَسار
غزة
اسكبي دمعةً في العينِ لم تفتحْ بعد
اكتبي كلمةً تخرج من شفاه لم تشق بعد
اصنعي أغنيةً للأذن التي لم تنبتْ بعد
(3)
الوجه ُ
هو الطفلُ في حديقةِ النار
سؤالٌ واحدٌ في الممرِّ المُؤدي إلى ردهةِ البياض
يصلُ إلى دُجاه الأخير
لونٌ يتكاثرُ في الأحداق
هو ذاكَ الأحمرُ يصطادُ نزهة
يسلبنا مألوفَنا
فلا نَعرفُ كيفَ نبدأُهُ من جديد
إلا إذا عَبرتْنا جثة
هناك في سوادِ الغُبار
يمدُّ يدهُ في الغَيم
ومن كوةِ الجدار
يَخيطُ لنفسهِ ثَوبَ الحزنِ المُستعار
تُوهمهُ الريحُ أنهُ طار
يُحدقُ جيدا ً
فلا يُرى
أو يَرى وجوهَ الصّحاب
في نهر الرّحيل
تتركهُ للجدار
ولا شيءَ له سوى أناقةِ الدّمار
أكوامُ الجثث خلفَ الدّخان
والأشلاءُ هي الحصار
قعقعةُ القُضبان
وحوافرُ العَبث
تطأُ رخاماً من صَديد
قوموا من موتكم أيها الموتى
وانشدوا صلاةً في الشّوارع المثخنة
بفتنةِ الجُثث
وهي دِثار
تدفقوا بالألمِ قبلَ أن ننساكم
مُعلقين على قمر
رؤوسٌ تتأرجحُ
فوقَ اللحود
تقرؤون المَراثي
هنا في مفاوضةِ أن تعتادوا
إنسانيتكم
وأنتم في حلٍّ بأن تتجاوزوها
وتتيمموا بصحيفةِ الصباح
الصفحة الأولى كتلُ لحم
والصفحة الثانية بِركُ دم
والصفحة الثالثة كلها يُتم
و الصفحة الرابعة مزادُ اللّحم المُحترق
و الخامسةُ بقيةٌ من دخان
أوجدتَ صفحتك ؟
ربما لم تصلْها
هي غالباً ما تكونُ حيثُ يعلوها خيطٌ من سَواد
ابحثْ عن اسمك فيها وابحثْ جيداً ولا تُطل
اسمكَ هناك
في صفحةِ الوفيات
لا تندهشُ
إن كنتَ حياً
فأنت هنا
قبل أن تكون هناك
(4)
(مشهد)
طفلٌ يحملُ شارعا ً
امرأةٌ تجرُّ بنايةً
مقاتلُ يدحرجُ جبلاً
وطفلة ٌ
تهدهد جثة ...
(5)
(مشهد)
في الشارعِ المُؤدي إلى المخيم
اصطادتْ دبابةٌ
شهيداً
و في الشارعِ المُقابل
شهيدٌ
اصطادَ حلما ً
(6)
لغزةَ
حضورٌ لا نشتهيه
الحياةٌ في غزةَ
فنٌ لا يتقنهُ إلاّ من يكون
القتيلُ / الشهيد
(7)
وحدَك
قبلَ أن تذهبَ نحوَ درجاتَ السّلم الأزرق
المغمور بلونِ الفانيلا
أوصتْهُ أن يسقي الورد َ
وأن يغلقَ صنبورَ الماء
- عند الوضوء -
أوصتهُ أن ينسخَ درسَ القراءة
وأن يحفظَ النشيد
وأن يخطَّ غزةَ
في كراسةِ الخط
و لونُها الأزرق
أوصتهُ أن يحبَ إذا ما استطاعَ إلى ذلك سبيلا
أرشدتُه إلى بقيةِ طَعام
داعبتْ شعرَهُ الغزير
وقالتْ لهُ: لا تُطل الغِياب
عن الحياة
إذا رَاودَك الموتُ
أو
ساقكَ الحنين
قالتْ له:
وجهي لنَ يكونَ كما تألفهُ
فلا تخفْ
حدثني كلما استطعتَ إلى ذلك سبيلا
وإن عَلا صَوتُ القصف
اهمسْ بأذني فانا أسمعُك
و لا تخفْ
كن أحلى من العتمة
وإذا ما مَللتَ من الانتظار
فدندنَ ببيتٍ من شِعر
أو شيءٍ من نَشيد
طَبعتْ قبلةً على الجَبين الوجل
وقالتْ له:
إلى لقاء
وتَعالى صوتُ الحريق
ولَمعَ صهيلُ من بُركان
تَمطى جَسدُها خلفَ بُحورِ الغَمام
رائِحة ُ الطّيبة
أزهقتْ فيهِ كلَّ حَنين
صَمتت........
تناهى له وقعُ
الموتُ يناوشُها
....................
كما أوصتهُ فعل
أمْسَكَ يدَها الباردة
وغنى ...غنى .... غنى



#رامي_أبو_شهاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أضيق الحياة- في غزة - لولا فسحة الموت
- زيوس يحرس فتنته الأخيرة
- الموت حين يقود إلى الجدل
- الانتهاكُ في بناء الجملة الشعرية.. قراءة في مجموعة - ينهض في ...
- في أزمة الفكر العربي ....الثقافة والهوية
- مواقع الظل قراءة في اعترافات قناع للروائي الياباني يوكيو ميش ...
- الوجه
- تانغو غزة
- غياب كل الأسماء - قراءة في رحلة دون جوزيه -
- الذباب والمدينة
- أمر بالدم
- الانتاج والاستهلاك المعرفي
- وطن طارئ للغريب
- نعبر كلانا في الظلال
- أمنية
- استعارات في العشق
- أربعون عاما
- في حضرتك ِأرتجلُ الغزل
- المزود الرسمي لإحصاءات التاريخ
- نفحتني سمرة لحمها


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي أبو شهاب - صباح الخير غزة