|
توفير عوامل قوة شخصية المراة في المجتمع
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 08:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كما هو الحال للانسان بشكل عام فان شخصية المراة ناتج لمجموعة من العوامل الموضوعية و الذاتية لها ، و ربما تختلف من مكان لاخر حسب القيم المعتمدة في المجتمع الذي ولدت و ترعرعت فيه. و للمراة بحد ذاتها ظروف خاصة بها ، و يمكن التمييز بين مقومات قوة شخصيتها باختلاف خصائص و مميزات المجتمع الذي تعيش فيه . اذن يمكن تحديد عوامل متعددة لتشخيص مستوى قوة شخصية المراة و هي تظهر للعيان من تعاملها مع الواقع و التزامها بما تؤمن و هي التي تعبر عما يجول في فكرها و ذاتها و بثقتها بنفسها فيما تتناول القضايا العامة في المجتمع او ما تخصها ، و تتقدم بكل ما فيها من الصفات المميزة للدفاع عما تهم المجتمع و مصالحها الخاصة ايضا . من المعلوم ان المراة تتسم بطبيعة بايولوجية تختلف شيئا ما بحيث تفرض عليها التعامل مع الحياة وفق ما تحتاج اليها من القوة و الرصانة و انسجام مع مميزاتها و ما يجب ان تمتلك لتبرز قوتها الشخصية و هذا لا يعني ان تكون ممتلكة لقوة جسدية ، و انها ليست بادنى من الرجل قطعا و من اي جانب كان . من اهم العوامل الحاسمة لرفع مستوى شخصية المراة و هي جوانبها المعنوية كامتلاكها للثقافات المتعددة و كفاءات وافرة وقدرات ذهنية وعقلية متفهمة لما في الحياة من كافة المجالات العلمية والادبية بشكل توفر لها القدرة ، و تملكها الصفات المطلوبة لغور سبر الحياة العميقة ، و يجب ان تتميز في تحليلها و تشخيصها لما تواجهها من التحديات بافكار و تصرفات عقلانية بعيدا عن الخيال و الروحانيات المفرطة التي تهتم نسبة كبيرة منهن بهذا الجانب و اكثر من اي فكر اخر، و هذا ما توسع الطريق لما ينتسب اليهن من الصفات التي لا تليق بهن و بمهامهن الرئيسية في الحياة بشكل عام . عندما تكون المراة صاحبة شخصية معينة و تكون صاحبة افكار ومطالبة للحقوق و طارحة و عارضة للقضايا و محللة للمشاكل و مفسرة لما تكون فيها من الامور التي تحيط بها و متعضة من التاريخ و ما اثرت على حياتها ، و هي مؤدية و منفذة للواجبات لا غبار عليها و متمتعة بما تستحق من الامتيازات باكمل وجه و لها موقعها في المجتمع و نتاجاتها او انجازاتها واضحة المعالم و التاثير ، و عاملة و مشتغلة بطاقاتها في المجتمع وبحيويتها باخلاص و تفاني في العمل . هذا فيما يخص صفاتها العامة و ما تربطها بالمجتمع و متطلباتها ، اما صفاتها الخاصة الذاتية التي يجب ان تمتلكها لتتكون لديها قوة الشخصية هي ان لا تكون مستغَلة و هي قادرة على التعبير عما يجول في خلدها و ما تفكر و تعتقد ، و لها اراء وتصورات و اعتقادات و تنبوءات و مواقف كما لها المشاعر والاحاسيس الملهفة الخاصة التي تساعدها على اداء الواجبات بشكل مميز ، و القوية الرزنة هي التي تفكر بعقلها اكثر من عاطفتها ، و تعبر عن رايها و ما تحس بها في الوقت المناسب و هي من السمات المميزة لقوة شخصية المراة . اما الصفات التي تؤدي الى ضعف شخصيتها هي الخجل وحبس المشاعر و كتم الاراء و الالتزام بالصمت و الكبت و الانعزال تحسبا شديدا لاراء الاخر او تهيبا لشخصية المقابل خوفا من تشكيكه لها . و الشخصية المميزة التي يمكن ان تتصف بها المراة من خلال امكانها التعبير عن الرضا و الثناء والشكر لما يُبدر من الاخرين دون تردد ، و هي من الصفات التي تعجز اكثرية الشخصيات الرجالية لتعبير بها ، ولهذا يحس من يتعامل مع الرجال بالغبن اكثر من التعامل مع المراة . المراة القوية تؤدي دورها في الحياة بشكل مميز و افضل و اتقن ، وهي تدخل غمار العمل بتحدي و مواجهة للصعوبات ، و عندما تكون متميزة بالاستقلالية في الفكر و العمل و غير تابعة و مستقلة في الاعتماد على الاقتصاد الذاتي و محاولة الابداع و الابتكار و محاولة و مصرار على التثقيف المستمر و التطور الذاتي و نافعة للاخر و متعلمة و معلمة و لها مكانة و دور يُشار لها من بعيد ، يمكنها تقديم الاكثر في الحياة. اما العوامل المساعدة لتقوية شخصية المراة بعد الاعتماد على نفسها ، فهي تقع على عاتق السلطة و المجتمع و المؤسسات و المنظمات المدنية التي من واجبها توفير الارضية و المستلزمات الخاصة لتوفير مقومات قوة شخصية المراة و تطورها بعدة طرق و اساليب حسب مستويات الخطط و البرامج المعتمدة عالميا و الاخذ بنظر الاعتبار خصوصيات كل مجتمع و نظرته الى المراة . و سينعكس حاصل جمع عمل كل المهتمين و الملمين بتطوير و تقوية شخصية المراة بشكل ايجابي و بمراحل على شخصية و كيان و دور المراة و تعزيز مكانتها في الحياة ، و بدورها تؤثر على عقلية و فكر الرجل ، و هذا يعني انه يؤثر على المجتمع و ثقافته و طبيعته و مستوى تقدمه ، و هذا ايضا ما يفرض علينا ان نعمل من اجل توفير عوامل تقوية شخصية المراة من اجل نفسها كشخصية قوية هي احساسها الذاتي بتعاملها و قوة عقليتها و تصرفاتها و فوق هذا و ذاك هو عدم احساسها بالضعف او نقص ما في اي جانب من امكانياتها و تكوينها .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضرورة الحوارات السياسية من عدة ابواب في العراق اليوم
-
وضوح عناصر تعبئة المواطنين مفتاح لاختيار الاصلح في الانتخابا
...
-
كيف و متى تترسخ الثقافات التي يحتاجها العراق الجديد
-
عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!
-
المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب منا الافكار و الحوار
-
حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية ج
...
-
العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
...
-
العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
-
ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
-
كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
-
القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
-
المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و
...
-
عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
-
العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
-
كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
-
هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا
...
-
تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال
...
-
الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
-
تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد
...
-
ماذا تضم لنا السنة الجديدة سياسيا في العراق و المنطقة
المزيد.....
-
لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو
...
-
دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات
...
-
الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم
...
-
” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب
...
-
دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
-
تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت
...
-
الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
-
-اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران
...
-
?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
-
-حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
المزيد.....
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
المزيد.....
|