|
كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الوضع السياسي العام و الواقع الثقافي الاجتماعي لما هو عليه العراق اليوم معلوم للجميع بتفاصيله ،بحيث حتى غير الملمين بالسياسة الذين عاشروا المتغيرات و التطورات المتعددة الحاصلة في العراق منذ السقوط بقدرتهم القراءة الواقعية لما موجود على الارض و يمكنهم التمييز بين تركيب و اخر و مرحلة و اخرى، لكون الاحداث تمر بسرعة كبيرة و الظواهر جلية للجميع. يمكننا القول ان التصفية و التغربل مستمر حسب المؤثرات ، و يتغير ميزان القوى و ثقل المكونات السياسية و الاجتماعية باشكال متسارعة حسب الظروف الموضوعية و الدولية العامة و الظروف الذاتية المرتبطة بعدة عوامل و ركائز. المواقف السياسية التي تظهر حول القضايا بين حين و اخر هو المقياس الرئيسي لما عليه اصحاب تلك المواقف ، هناك كتل و تيارات استغلت الواقع الثقافي الاجتماعي العام كارضية مناسبة لادعائاته و نجح لفترة معينة و اخرى تقلص امكانياته نتيجة المتغيرات و هناك من هو شبه ثابت و بقاءه مرتبط بتاريخه و مستند على الصراعات الفكرية التاريخية كركيزة رئيسية في بقاءه على سدة الحكم و استأثاره بالمواقع و المناصب في تنمية كيانه و تطوره المظهري. ان كان هذا الواقع السياسي و موقع كل حزب او تيار او كتلة على الارض ، فان الواقع الاجتماعي يتاثر ايضا به كما هو الحال الان في العراق ، فان الثغرات الكبيرة الموجودة في الكيان العراقي نتيجة الصراعات السياسية المصلحية وفًرت الفرص العديدة للقوى و التركيبات و المكونات الاجتماعية لاستغلالها ناهيك عن عدم استقرار الامن و السلام و ما نتج عنه بروز الصحوات و الاسناد و غدا ياتي دور المرتزقة ، فهذا ما غير الواقع الاجتماعي بحيث لا يمكن علميا تشخيص و تحديد مستوى و واقع المكونات الاجتماعية والمقومات و الخصائص العامة للعلاقات الاجتماعية في الريف كانت ام المدينة. اما الوضع الثقافي ،يمكننا ان نقيٍمه بكل وضوح و صراحة انه تراجع كثيرا لاسباب معروفة و في مقدمتها عدم الاستقرار و الضعف الاقتصادي و الافكار و العقائد الواردة غير الملائمة و عدم مأسسة الدولة من الناحية الثقافية و السياسية و الاقتصادية ، و كل ما هو عليه العراق اليوم هو مسايرة الامور و التملص من الواجبات والخضوع للامر الواقع، متاملا في الحل الكامن غيبا مع مرور الزمن و ترسيب و تذويب و ترشيح ما هو خابط و هو في حالته العكرة لحد اليوم. الدولة العراقية الحالية بعيدة عن التمدن و يتمتع بهامش من الحرية و خطت الخطوة القصيرة الاولى في الديموقراطية ، فكل ما يمكن ان يشرح الصدور هو اقرار الدستور الدائم مهما كان مضمونه و اجراء العملية الانتخابية و الاصرار عليها في هذه المرحلة، و نجاح عملية تداول السلطة و عدم التمسك بالكرسي و خاصة ما موجود في القمة ، و حرية التعبير و النشر و اداء الطقوس و احترام العادات و القيم و التقاليد و المباديء السامية بانواعها . بعد قراءة الوضع العام من الناحية السياسية و الثقافية والاجتماعية، لابد ان نقيٍم الواقع و ما يؤول اليه الاوضاع والحال بعد الانتخابات المقبلة ، و ما هو واجب النخب و الفئات المثقفة من اجل التقرب من ارساء العملية الديموقراطية الحقيقية و الدولة المدنية التي هي لصالح التقدم و التطور في الوضع السياسي الثقافي الاجتماعي الموجودعلى حد سواء ، ومن اجل ارساء سفينة النجاة و القافلة الحاملة لبذور البلد التقدمي العلماني بما يتميز به العراق تاريخيا من الناحية الفكرية الثقافية و تاثير حضارته الواسعة العريقة ليس على شعبه فقط و انما على العالم اجمع. و نحن على ابواب الانتخابات ونقرا ثقل الاحزاب و الكتل المتنفذة بعد قراءة وتحليل الواقع و مناهج و اهداف و شعارات و افكار و سياسات و تركيبة و ميول و طريقة العمل و تاريخ هذه الكتل ، نتعمق فيما يتلائم مع الوضع الاجتماعي الثقافي العام للعراق مع من هو الاوفر حظا استنادا على التحليل العلمي الدقيق . و بعدئذ يمكن ان يوجه من يكون الانسب لمستقبل الدولة و استقراره و تقدمه على اضعف الايمان . من الواضح هناك من الاحزاب والتيارات التقدمية و اخرى تقليدية اما دينية او قومية متاثرة بتاريخ العراق الطويل بهذا المضمار ، و ان لم نحسب ما يجري من وراء الستار سياسيا من تدخلات العديد من الاطراف منها دولية او اقليمية ،لانه معروف مسبقا ميول اي قوة في السياسة المتبعة منذ السقوط . من اولى اولويات التقدميين هي توضيح اهمية الانتخابات في هذه المرحلة و الواجب المفروض على عاتق افراد الشعب في اهمية العملية لانجازه بشكل سليم و خاصة تشجيع المترددين على اداء الواجب و عدم العزوف من اجل تسوية المعادلات و اعادة النظر في العديد من الظواهر من اجل وضع ما يمكن وضعه في النصاب و المكان الصحيح للعملية الديموقراطية . هذا من جهة ، اي واجب اداء و تنفيذ العملية الانتخابية و دور المثقف و الشعب بشكل عام و في مقدمتهم المستقلين لاعادة التوازن في مواقع القوى من جهة اخرى ، ثم ياتي دور التوضيح والتنوير و اتاحة الفرص و فتح الطرق لاختيار من يفيد العراق في تجسيد روح التسامح و التقدم و احترام الاخر و الحرية المطلوبة و فصل السلطات و عدم استاثار بالمناصب و اختيار الشخصية و الكتلة المناسسبة من اجل دولة تقدمية مدنية و ترسيخ العملية الديموقراطية في العراق ، و المهم ان يوضح للفرد العراقي الناخب ، انه ليس هناك حزب او تيار او متكامل من جميع النواحي و التي تضع العراق على السكة الصحيحة، و انما كما هو في جميع الاتجاهات الحياتية الاخرى هناك النسبية في العمل و التقيم ، ولذلك يمكن للفرد ان يختار الجهة التي هي الانسب و لا يلقى الاكمل الذي يتخيله و في نظره في هذه المرحلة ، و بتعدد و تسلسل العمليات الديموقراطية يظهر المفيد و يبرز المطلوب بشكل عام.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
-
المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و
...
-
عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
-
العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
-
كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
-
هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا
...
-
تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال
...
-
الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
-
تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد
...
-
ماذا تضم لنا السنة الجديدة سياسيا في العراق و المنطقة
-
في ليلة حالكة من ثمانينات القرن الماضي
-
مواقف المثقفين و مسار تقدم الشعب العراقي في الوقت الراهن
-
مهنية الصحافة و معتقدات الصحفي
-
هل بامكان روسيا الجديدة قيادة التيار اليساري العالمي؟
-
البحوث و الدراسات العلمية اولى الوسائل الهامة لارتقاء المجتم
...
-
ازالة الطابع الاسطوري الشرعي عن البنية الايديولوجية الراسمال
...
-
نهاية ال(نهاية التاريخ)
-
معرفة النفس بعد التامل و التركيز في كينونة الحياة
-
تمازج اليات العولمة مع موروثات الفلسفات الشرقية
-
قدرة الحوار المتمدن في تحقيق الأهداف اليسارية و الطبقة الكاد
...
المزيد.....
-
بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني
...
-
تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
-
عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة
...
-
خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا
...
-
كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو
...
-
مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال
...
-
تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس
...
-
مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران
...
-
تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|