أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عماد علي - كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان














المزيد.....

كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:56
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


منذ عهود و لم تسنح للشباب فرص للعيش الطبيعي كما ينبغي ، و كانوا دائما في مقدمة الشرائح المضحية ، و هم وقود جميع الثورات و الانتفاضات العديدة التي اندلعت على ارض كوردستان ، و هم الطاقة الجبارة و العنفوان و الهمة و القدرة والحيوية و اكثر الوسائل الفعالة في نجاح كافة الخطط و و بكل السبل المتاحة . تجرعوا العديد من الويل و الثبور في الفترات السابقة و وصلت بهم الحال الى قمة القمع و الاستبداد و الظلم و الغدر في عهد الدكتاتور السابق ، و لم يتمتعوا لحظة من حياتهم بحرية تذكر، و عاش هذا الجيل بالذات الحسرات و القهر و دفنوا شبابهم في الحرب و السجن و الهروب من ايدي الظالمين و النضال من اجل اهداف الشعب و امنياتهم الضائعة ، الى ان انفجرت الانتفاضة المجيدة و التحرر من قيود البعث و دكتاتوريته و جرفت معها مؤسسساتها بهبة و همة جماهيرية عارمة و استنشق الشعب هواء الحرية املا تحقيق امنياته بعد زمن طويل من الجور و الغدر .
لو قيٌمنا وضع الشباب بشكل عام ، نرى انه يعيش وسط تراكم الازمات المتعددة و اكثريتهم يحسون باغتراب و كبت خانق و هم في وطنهم و لاسباب متعددة سياسية ثقافية اقتصادية و اجتماعية .
من الجانب السياسي ، على الرغم من الحرية النسبية المتاحة مقارنة مع الاجيال السابقة و في ظل القيود الدكتاتورية ، الا ان طموحات الشباب و طاقاتهم لم تصرف في ما يفيد و لم تنتج ما يحتاجه المجتمع ، لم تسنح فرصة من قبل السلطة و المخططين لتوفير ما يحقق امانيهم وطموحاتهم السياسية و الفكرية ، و لم يروا التشجيع اللازم و الدعم المطلوب ، و اكثرية الطرق موصدة امام تحركاتهم و افاقهم السياسية ، لاتزال العقلية ذاتها التي كانت تدير الثورات و النضالات و حسب الظروف المعلومة في حينها هي التي تدير دفة السياسة و الادارة و السلطة بشكل عام ،و لم يحس اي شاب بان الطريق التي يريد سلكها سهلة في تحقيق ما يطمح اليه ، و خصوصياته لم يتراعى بل العقلية و الفكر الثوري و الاسلوب المركزي هو الذي يسيطر على زمام الامور ، فالمخططات التي تسير عليها ادارة الاقليم لم تلتفت الى ما يخص الشباب من الناحية السياسية بشكل خاص ، اضافة الى انعدام الديموقراطية الحقيقية و عدم فسح المجال لاعتلاء الشباب مناصب في دفة الحكم.
اما الجانب الثقافي، لكون المنطقة عاشت ظروف الحصار ، و الوضع في اقليم كوردستان لم يتحسن بشكل ملحوظ الا بعد سقوط الدكتاتورية ، و هذا ما ضيٌق المساحة الثقافية و لم تتجسد ثقافة عامة بشكل ملحوظ الا بعد سقوط الدكتاتورية ، و هذا ما ضيٌق المساحة الثقافية و لم تتجسد ثقافة عامة معينة ، و كانت الجهود المبذولة هنا و هناك فردية و لم تتطور الثقافة العامة ، اما المؤسسات الثقافية فهي نادرة الوجود لحد اليوم امام الشباب ، و ان وجدت فهي حزبية تسير وفق ما يتطلبه الحزب الراعي و مبادئه و ايديولوجيته و ثقافته الخاصة ، اي ثقافة مؤطرة في قالب الايديولوجيا الحزبية بانواعها ، و بالاخص المتنفذة منها .
اما الجانب الاقتصادي ، فهو العائق الاكبر امام سير الشباب ولو خطوة واحدة ، اعتماد اقتصاد السوق الحر و انتشار الفساد و انعدام فرص العمل و سيطرة و احتكار الاحزاب للسوق يقلل من حرية الشباب في تلقي فرص العمل و تحقيق طموحاتهم الاقتصادية ، و مع التقم التكنولوجي الذي يشهده العالم و سيطرة الاتصالات المزدهرة و قلة واردات الشباب ،سيعيش الشباب في وضع متناقض مع ما يعيش فيه و يحس به، مما ينحرف في سلوكه و ما تهيجه و تدفعه لذلك هي ملذات التطور العام وهو يراه دون ان يمتلكه ، و هو يحاول بكل الوسائل لامتلاك التقنيات الضرورية باية وسيلة كانت مما يؤدي الى انحرافه ، و تخلق لديه الازمات المتعددة و في مقدمتها النفسية قبل المادية ، و يعيش في جو يضيع بين الخيال و الواقع . و انعدام المشاريع التي تخص الشباب و تفيده ، من الدعم الحكومي لضمان حاجياته ، و يتلمس الازمات و المعوقات التي تعيشه الاجيال الاخرى قبله ايضا فيتيأس من حاله ، و كم من شاب تاخر زواجه نتيجة ازمة سكن و انعدام فرصة عمل و كم من شابة و عانسة مرت بهذه الحالات و كم من عائلة انفكت ، اي الوضع الاجتماعي تاثر بشكل مباشر من الازمات المادية و الثقافية و السياسية المستفحلة .
و كل هذه الازمات نتيجة طبيعية للحالة التي يعيشها اقليم كوردستان من الفساد المستشري في كل ثنايا السلطة وسيطرة الاحزاب على زمام المور و الفوضى في الادارة العامة و انعدام الخطط التنموية و عشوائية العمل الحكومي و المحسوبية و المنسوبية و سيطرة المصالح الشخصية و انتشار فنون التزلف و التملق و و التصرفات اللااخلاقية التي تنشرها و تروج لها القيادات الجاثمة على رقاب الشعب الكوردستاني .
كل ذلك من العوامل الرئيسية لبناء العوائق كسد منيع امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان ، و هذا ما يحتاج الى حلول جذرية تعتمد التقييم المحايد الحقيقي للاوضاع و ادارة الحكم استنادا الى خطط تنموية علمية دقيقة ليستفد منه المجتمع و في مقدمته الشباب المحروم من مقومات الحياة الاساسية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا ...
- تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال ...
- الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
- تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد ...
- ماذا تضم لنا السنة الجديدة سياسيا في العراق و المنطقة
- في ليلة حالكة من ثمانينات القرن الماضي
- مواقف المثقفين و مسار تقدم الشعب العراقي في الوقت الراهن
- مهنية الصحافة و معتقدات الصحفي
- هل بامكان روسيا الجديدة قيادة التيار اليساري العالمي؟
- البحوث و الدراسات العلمية اولى الوسائل الهامة لارتقاء المجتم ...
- ازالة الطابع الاسطوري الشرعي عن البنية الايديولوجية الراسمال ...
- نهاية ال(نهاية التاريخ)
- معرفة النفس بعد التامل و التركيز في كينونة الحياة
- تمازج اليات العولمة مع موروثات الفلسفات الشرقية
- قدرة الحوار المتمدن في تحقيق الأهداف اليسارية و الطبقة الكاد ...
- هل تنبثق قوى معارضة في اقليم كوردستان؟
- نظام اقتصادي عالمي جديد هو الحل للازمة الانية
- ألم يأت دور الشباب بعد تسمين شيوخ العشائر في العراق
- حان الوقت لاعادة النظر في صفة التكبر لدى امريكا
- الشفافية و طرد مفتشي مكافحة الفساد في حكومة المالكي


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عماد علي - كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان