|
ألم يأت دور الشباب بعد تسمين شيوخ العشائر في العراق
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2484 - 2008 / 12 / 3 - 00:19
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
و نحن نعيش وسط الصراعات السياسية في ساحة ملئها العادات و التقاليد الاجتماعية، لم نحس بروح الحيوية و الفعالية التي يجب ان يتمتع بها المجتمع الحر ، و كل ما هو موجود على الساحة السياسية هو تسييس المجتمع و من ثم عسكرته منذ عهود و تركز في الاونة الاخيرة نتيجة الصراع السياسي واتباع كافة الاساليب و الطرق من اجل كسب الشارع و اكبر عدد ممكن من الاصوات و المنتمين الى الاحزاب و التيارات و محاولة امالة الراي العام و ما يتصف به الشعب نحو تنظيم معين دون غيره و هو الهدف الاكبر في خضم الاعمال و الصراعات السياسية اليومية من دون النظر الى ما تفرزه من العوامل السلبية المؤثرة على مسيرة تقدم المجتمع ، و هذا ما يمكن ان نصفه الكسب السياسي غير الشرعي و الصراع الملتوي للاحزاب و التكتلات و ما ينتج عنه اللعب على الذقون ، و هذا ما اعاد عقارب الساعة للعراق الى الوراء ، و في مقدمة هذا اللعب اعادة المستوى المتمدن الذي تمتع به المجتمع العراقي و اتسامه بالخصلات المتمدنة و تمتعه بالنقلة النوعية في درجات تقدم المجتمع ، التقدم النوعي و العددي في موجودات العلم و المعرفة و الثقافة و الاهتمام بالتراث والتاريخ، و العودة بالحياة الى الاهتمام بالصفات العشائرية البالية و اهمال النخبة المثقفة لانها لا تفيد في الكسب العددي اي ازدياد الكمية العشوائية من التنظيمات على حساب النوعية ، على الرغم من كون هذه الشريحة هي العامل الحاسم و الرقم الصعب في تقدم اي مجتمع و هذا ما يؤكد تجاوز كل العرف و الطرق التقدمية للوصول الى الثقافة التقدمية من اجل الحفنة من الاصوات . و في الجانب الاخر، ان شريحة الشباب احتارت بين هذه الاعمال و الصفات و المفاهيم و اجبرتها الضرورات الاتكاء على الميول العشائرية مجبرة والعودة الى كنفها و تشبثها بالصفات العشائرية و تعلقها بالحسب و النسب ، و كل تلك التردد و القلق في العمل اليومي و الاتصال المباشر بالعشيرة نتيجة ما فرضت من المحظورات على افكار و عقائد الشباب و اجبارهم في العمل بالضد من عقائدهم و ما تتطلبه منهم الحياة التقدمية العصرية. منذ السقوط و العشائر اعادت ما كانت تجاوزها العراق في العهود السابقة، و ونظمت صفوفها و عادت التعصب القبلي العشائري حسب الانتماءات الطائفية و الحزبية ، و اتكأت كل عشيرة على حزب اوتيار سياسي ما لتأمين الديوانية التي تعتبرفي هذه الايام بيت للحكمة و المال لتنظيم امور العشيرة الاجتماعية السياسية الاقتصادية ، و ها هي العجلة الاجتماعية تعيد نفسها الى الوراء و كما كانت اثناء العشرينات من القرن الماضي و التنظيمات الحزبية تعتمد كليا على صلة القرابة و العشائرية ، و لم يبق فكر و عقيدة و ايديولوجية معينة ، و كل ما هو موجود هو التنظيم الطائفي العشائري العرقي و المناطقي ، و الاهم في كل ذلك الحصول على لقمة العيش، اي استغل الفقر و العوز الاقتصادي من اجل الانتماءات . و حقا بدات تلوح في الافق اضواء و اشارات لعودة الاقطاع السياسي و العبيد المنتمي الى العشيرة و الحزب، و كم من شيوخ العشائر تسمنوا و انتفخوا لاستغلالهم الوضع السياسي الراهن ، و كم من مثقف شاب تمنعه عزة نفسه من التنازل و لم ينظر حتى الى ابواب الدواوين العشائرية التي اصبحت مركزا لتوزيع المرحمة و الفتات المتبقي من افواه شيوخ و سادة السياسة . و كم من ارملة شابة اجبرتها الاحتياج و الوضع الاقتصادي المنهار الى الانحراف ، و كم من شاب شهم مقدام اجبرته حياته على امتهان الحرف الملتوية و كم منهم اصبحوا من الحثالى و ليسوا بذلك، و كم منهم دخلوا سلك العسكرية و هم بعيدو الفكر و العقل عنه و يكرهون طقطقة السلاح ، و كم من شابة اجبرتها وضعها الى اتباع طرق غير لائقة و انحرفت من دون ارادتها ، و كم شابة تزوجت بشكل علني او سري من سماسرة السياسة و المال من دون ارادتها ، انها حقا حياة مابعد البدائية و لم نر يوما شعبا خطى خطوة نحو الامام الا وكان شبابه حرة طليقة متمتعة بكل ما يدفعها الى الابداع و الابتكار ، و اليوم الصوت و الاقتراع هو الحاكم والعشيرة هي الصوت الضامن للحزب و التيار السياسي . و لم يكن احد يتوقع ان بتغيير النظام الدكتاتوري يعلو نجم شيخ العشيرة ليحل محل السلطات في الواقع الاجتماعي السياسي الذي عبر مراحل لا بأس بها من التطور مقارنة بمجتمعات المنطقة و في المقابل نرى افول نجم الشباب و الجيل التقدمي الجديد ، الا ان الصراع السياسي المتخلف و تدخل الجهات المتعددة و المصالح الداخلية و الخارجية و من ضمنها التحالف الامريكي لاعادة توازن القوى بين الافرقاء من الاحزاب و الالعراق و المذاهب هو علة جميع العلل من الامراض الاجتماعية و السياسية.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حان الوقت لاعادة النظر في صفة التكبر لدى امريكا
-
الشفافية و طرد مفتشي مكافحة الفساد في حكومة المالكي
-
تحزٌم بعض المثقفين بحزام العفة المذهبية!!
-
هل الازمة المالية العالمية قوضت العولمة ام حاصرتها ؟
-
هل شخصت روسيا ما فكك الاتحاد السوفيتي لمعالجته او ازالته ؟
-
مهما طال الزمن سيتجه العالم نحوضمان العدالة الاجتماعية
-
هل تقرأ القوى السياسية العراقية استراتيجية امريكا و نظرتها ل
...
-
اليس حجب وسائل الاعلام التقدمية دليل على خوف و تخلف السلطات؟
-
ما هي اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة
...
-
ما اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة؟ (
...
-
اي عراق تريده امريكا و اية سياسة امريكية يريدها العراق
-
جوهر الفلسفة اليسارية الحقيقية لا يتوافق مع الحرب و الارهاب
-
احساس بالمسؤولية تضمن نسبة جيدة من السعادة المشتركة للشعب
-
هل مستقبل و نوع الدولة العراقية معلوم لدينا ؟!
-
الايحاء بمجيء شبح الموت للسلطة العراقية عند استفحال كل ازمة
-
ماذا تجني الدولة الليبية من زيارة القذافي لمنطقة قوقاز
-
ادعاء وجود لامركزية دكتاتورية تبرير لتجسيد و ترسيخ المركزية
...
-
هل اوباما غورباتشوف امريكا القادم ام ...........؟
-
الواقع الاجتماعي المتخلف سبب لتفشي مايسمى بجرائم الشرف
-
الصمت الخانق للمثقفين المرتبطين بالقوى المحافظة في العراق اي
...
المزيد.....
-
نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي
...
-
أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين
...
-
التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ
...
-
العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما
...
-
قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
-
زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر
...
-
حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
-
أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه
...
-
حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
-
الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|