أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد علي - عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!















المزيد.....

عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2524 - 2009 / 1 / 12 - 06:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يمر يوم الا و نسمع ما تقوم به ايران من خرقٍ للقوانين الدولية من قصف و اعتداء، و تمد يدها الطويل في كل بقعة من هذه المنطقة المتحملة للصعوبات و افرازات القضايا الشائكة ، وتتحرك وفق ما تفرضها مصالحها و تعقد تحالفات و تصرف ما يمكنها و ما تملك من الاموال و الدعم المباشر على حليفاتها على حساب شعبها الذي يعاني الامرين من الفقر و العوز و ما يتحمله من اثار التضخم المودي بحياة العديد من ابناء الشعب الايراني المكبوت ، و الشعب بكل فئاته بعيد عن ابسط وسائل التطور و العيش بالرفاه و السعادة التي ينشدها و يتمناها اي مجتمع في العالم.
ان كانت تركيا الحليفة الرئيسية لامريكا بعد اسرائيل و الصديقة القريبة جدا من قلب الغرب و اسرائيل نفسها ، و يمكن عدم ادانة افعالها المخزية الى ما تتمتع بها من تلك الامتيازات و ما تفرضه المصالح المشتركة و المعادلات السياسية المتشابكة المعقدة للقوى الكبرى و حليفاتها في المنطقة ، فليس لايران ما هو لتركيا في المحصلة النهائية من نتائج العلاقات و ما تفرضه المصالح .
اذن السؤال الذي يتبادر الى الذهن ، لماذا تستمر ايران على اقتراف تلك الجرائم بحق المدنيين و بحجج غير مقبولة عرفا و قانونا ، فان كان المعارضون لها نشطين في تلك المناطق ، فيحق لها مواجهتهم و محاربتهم ضمن حدودها الشرعية ، و ان ما تقدم عليه يوميا من قصف مستمر و بشكل عشوائي للقرى و الارياف المحاذية لحدودها و في احيان اخرى في العمق من اقليم كوردستان ، هو خرق للقانون الدولي و يستوجب الوقوف عنده بشكل جدي .
ان كانت ظروف اقليم كوردستان العراق كما هو عليه من عدم توفير الغطاء اللازم لسيادته و الاشكاليات الكبيرة بينه و بين السلطة المركزية العراقية تتيح اوسع الفرص لايران لاستغلالها ، و مسالة السيادة و الاستقرار اصبحت من النقاط و الثغرات السلبية التي يمكن للجوار العراقي استغلالها في اي وقت يشاؤون ، و عدم تصفية الحسابات السياسية القانونية بين المركز و الاقليم هي اوسع طريق تستغلها كل من ايران وتركيا دون اي اعتبار لوضع العراق وامنه و استقراره و سيادته و حرية شعوبه في العيش الكريم.
الشيء المستعجب لما هو عليه هذه المنطقة هو ربط اصغر القضايا الداخلية بمتطلبات الاهداف الاستراتيجية العالمية للقوى التي لها مصالحها في المنطقة ، وان لم يكن العراق و ما فيه من الحكم المهزوز و علاقاته الاقليمية ونوع الحكم و طبيعته و تركيبة مجتمعه و ضرورات روابطه مع دول الجوار الصعبة و ما تفرضه القوى الكبرى من جهة اخرى ، فيُدخل كل ذلك في حسابات التعامل مع اي فعل يقدم عليه اي بلد خارجيا مع جيرانه ، و عليه ان الظروف الانية التي عليه العراق تسمح لدول الجوار بالسعي لفرض واقع مناسب لما يفكرون به و لطبيعة حكمهم و ضمان مستقبلهم ، و على الرغم من ان القصف الايراني المستمر لاراضي العراق مدان قانونا و مسكوت عنه سياسيا لما تفرضه مصالح و خطط امريكا و القوى الغربية في المنطقة ، و هذا ما اطبق على افواه القادة الكورد قبل العراقيين و اجبرهم على عدم رفع اي صوت و لو بانين غير مسموع امام جرائم دول الجوار .
هذا ما يفضح مواقف امريكا المتناقضة و ازدواجية تعاملها مع الاحداث العالمية ، و هي تصادق الارهاب ان كان في خدمة مصالحها الخاصة و تعادي الديموقراطية و المباديء التي تتشدق بها ان كانت في غير مصلحتها و لا تجاري من ليس لها اية مصلحة في نظرتها و كما تفكر و ما تنويها من تثبيت بعض القيم و المباديء الثقافية و السياسية العامة التي تركز عليها و تجاهر في سبيل تخصيب الارضية اللازمة و المناسبة لها .
اذن واقع المنطقة يفرض مواقف و اراء من العجب لو حللناه علميا وفق ما تقتضيه المعادلات الحسابية ، لكون السياسة تفرض في بعض الاحيان على اصحاب المباديء و القيم المعينة ان تقف في مواجهة اهدافها و توجهاتها بنفسها و ان كانت التكتيكات تفرض نفسها مقابل الاستراتيجية المخططة لها .
و بهذا يمكننا ان نتفهم ما تُقدِم عليه امريكا من التعامل مع اضدادها في كثير من الاوقات و تتخذ من المواقف التي لا يمكن فهمها الا بمعرفة وضعها و ظروفها الخاصة و ما تنويه في تلك المرحلة كما هو الحال في تعاملها مع ايران في الظروف الحالية المفروضة على المنطقة .
و لكن الغريب في الامر هو مدى تواطؤ القادة العراقيين المعنيين و خضوعهم و خنوعهم لما تفرضه ظروف و تداعيات الوضع الامريكي العالمي و كيفية تعاملها مع القضايا العالمية و عدم الاهتمام بالخصوصية العراقية في التعامل مع القضايا ذات الصلة سوى كنات بسبب قلة الخبرة في ادارة السلطة او ما يتطلبه العراق الجديد .
و الاغرب ان القادة الكورد المحليين في الاقليم يتعاملون مع هذه القضية التي تضر بالشعب بشكل مبهم وهوما يُصدر من مخافتهم و تحسسهم و اصرارهم على عدم الخروج من اطاعة امريكا على الرغم من ان التعامل مع القضية مثل هذه التي تُقدم عليها ايران ربما تفرض مواقف جريئة و نابعة من صميم مصالح الشعب الكوردستاني ، الا ان الديون المترتبة على القادة نتيجة فضل القوى الكبرى عليهم من جراء موقفهم و تعاملهم معها بخنوع جعلتهم لا يدرسون ما هو الدقيق في اتخاذ المواقف و الاراء تجاه المشاكل و القضايا.
اذن يمكن ان نستنتج ان عدم ادانة ما تقدم عليه ايران من قصف شعب اقليم كوردستان بكل حرية هو ما مفروض موضوعيا نتيجة الظروف الداخلية و خارجيا حسبما عليه ظروف امريكا نفسها و وضعها في المرحلة الراهنة.
و من جانب اخر ، عندما ندقق الوضع في اقليم كوردستان لم نلاحظ ما يبان في الافق في ترتيب البيت الداخلي فيه ، و هذا ما يخيب الامال فيما يمكن ان تتخذ من المواقف ضد الاعتدائات المتكررة على اقليم كوردستان ، بحيث الحزبين المتسلطين ملمان بما هو في مصلحتهم الحزبية الضيقة فقط ، و هناك من الاحزاب الصغيرة التابعة لم يصنفو نفسهم في السلطة كانت ام معارضة و لهم علاقات منفصلة مع الجوار ، ولذلك لم يبدر منهم من المواقف الواضحة و الصريحة ازاء قصف ايران المستمر لقرى اقليم كوردستان ، و هذا ما يجعل اي مواطن ان لا يثق بالاحزاب الكوردستانية كافة ناهيك عن الحزبين المتنفذين في الاقليم.
و هذا ما يفسر لنا ان الوضع العالمي و الاقليمي و العراقي و ما موجود في اقليم كوردستان يسمح لايران بان تفعل ما تشاء حيثما و اينما تريد من دون اي صوت يُصدر من اي كان لردعها او على الاقل ليطلب منها التوضيح لفعلتها التي تذهب ضحيتها المواطنين الابرياء و يهجٌرون و تدمٌر منازلهم و تُقتل مواشيهم ومصادر معيشتهم و يُشردون في البرد الشتاء القارص .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب منا الافكار و الحوار
- حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية ج ...
- العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة ...
- العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
- ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
- كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
- القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
- المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و ...
- عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
- العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
- كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
- هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا ...
- تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال ...
- الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
- تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد ...
- ماذا تضم لنا السنة الجديدة سياسيا في العراق و المنطقة
- في ليلة حالكة من ثمانينات القرن الماضي
- مواقف المثقفين و مسار تقدم الشعب العراقي في الوقت الراهن
- مهنية الصحافة و معتقدات الصحفي
- هل بامكان روسيا الجديدة قيادة التيار اليساري العالمي؟


المزيد.....




- مادورو: بوتين أحد أعظم قادة العالم
- مستوطنون يهاجمون قوافل المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة (فيديو ...
- الخارجية الروسية تكشف حقيقة احتجاز عسكري أمريكي في فلاديفوست ...
- Times: عدم فعالية نظام مكافحة الدرونات يزيد خطر الهجمات الإر ...
- الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل ضابطي احتياط في هجوم جوي نفذه حزب ...
- الجيش الألماني يؤكد على ضرورة جمع بيانات جميع الأشخاص المناس ...
- واجهة دماغية حاسوبية غير جراحية تساعد على التحكم في الأشياء ...
- -إذا اضطررت للعراك عليك أن تضرب أولا-.. كيف غير بوتين وجه رو ...
- إعلام: الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح بعد موافقة مجلس وزر ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /07.05.2024/ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد علي - عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!