|
وضوح عناصر تعبئة المواطنين مفتاح لاختيار الاصلح في الانتخابات
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:36
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
الانتخابات السابقة جرت دون معرفة مشاريع المرشحين و سيرتهم و اهتماماتهم بشكل دقيق ، و جرت الى حد كبير بشكل عشوائي في زمن تحرر الشعب حديثا من ربق الدكتاتورية البغيضة ، و التصويت اعتمد على العاطفة و المحسوبية و العلاقات العشائرية و القبلية و الدينية و المذهبية و العرقيةو كان حقا فوق العادة، و من دون خبرة انتخابية تذكر للمواطنين و المرشحين ايضا ، و تمخض عنها ما هو الموجود الان في السلطات العراقية . بدر من المنظومات التاسيسية اخطاء و هفوات لا يمكن تلاشيها او تجاوزها حتى بنسبة معينة و ليس كليا الا عن طريق التغيير الذي ينشده المواطنين بعد الانتخابات المقبلة شبه المفتوحة و الاعتبار مما سبق و امتلاك الشعب للقدر الملحوظ من الثقافة الانتخابية و قدرته على الاختيار الاصلح ، على الرغم من ذلك ان الفترة التنافسية المعقدة و الدعايات الانتخابية جاءت مخيبة للامال عندما نرى انها تشوبها خروقات تشير الى ان المستوى الثقافي الانتخابي المطلوب لم تصل الى درجة كافية بحيث يمكن ان نطمئن بها على مستقبل الشعب ، و هذا ما يؤكد لنا ان النتائج لا تكون وفق ما يتمناها الشعب بشكل مطلق . ان ما تتطلبه الظروف المفروضة و مستقبل الشعب العراقي هو الاستناد على المباديء الاساسية للديموقراطية الحقيقية ، الا ان ما تبان من ملامح الظاهر للعيان في الافق تكون افضل الى حد ما مما سبق من الانتخابات و لكنها ليست بمستوى طموح الشعب و ما يملكه من النخبة الخيرة المثقفة. ان عملنا بكل جد ، لابد ان نحصل على نسبة معينة من الاهداف و النتائج المتوخاة في هذه الدورة الانتخابية بحيث لا يمكن ان نتاكد بان تكون بمستوى الطموح و انما تكون اكثر وضوحا و تقدما و مقبولية من الدورات السابقة ، و لذلك على النخبة المثقفة و المتنورين من كافة الفئات و الشرائح التقدمية العملالذي يفرضه اخلاصهم و مبادئهم الحقيقية الحية ، و الواجب الضروري هو ايضاح اهمية الانتخابات و تحديد العناصر العلمانية الديموقراطية الحديثة من خلال اليسارية المعتدلة و توضيح اهم البرامج و الاهداف المنشودة من اجل ضمان الحرية و التطور و التنمية و تحقيق النسبة المرضية من العدالة الاجتماعية في سبيل التقدم في تدرج السلم للثقافةو الاقتصاد و السياسة العامة في العراق الجديد . ان العلمانية و الديموقراطية و الحداثة يمكن جمعها في بودقة اليسارية و هي محتوى و مستويات متعددة مرشدة للمجتمع و يمكن اتباعها من قبل الشعب و لكنها تتطلب مستلزمات يجب العمل على توفيرها من قبل النخبة ، و هي حالة شمولية للمراحل الاجتماعية و يجب ان يوضح للمواطن كمضمون و ممارسة في الواقع ، ومميزاتها واجبة التوضيح و التفسير و التفريق عن الافكار و العقائد الاخرى ، و تدخل اليسارية كحامل رئيسي لتلك القيم و هي في مقدمة الافكار لتحقيق امنيات الشعب بكافة فئاته و طبقاته و شرائحه ، و هي تتضمن ما يمكن ان يستجاب به عن متطلبات المراحل المقبلة من تاريخ العراق و ما يمكن ان يمر به . اهم العناصر التي يجب ان يتوضح لجميع افراد الشعب هو حقوقه الفردية الشخصية و الحقوق العامة و مدى تمسكه بها و اتباع الوسائل الضرورية للحصول عليها من اجل التقدم و التطور و التنمية و ما يمكن ان تظهرها من الايجابيات على معيشته و سد الطريق امام استغلاله من قبل الافكار المثالية او ما تستند على الماوراء الطبيعة و المتمسكين بالروحانيات و الغاء الاخر و تسقيطه في الحياة ، و هي الافكار العقائدية الخيالية التي تودي بمستقبل الامم و ترغمها على التراوح او العودة الى العصور الغابرة . العنصر الاساسي الاهم هو الالتزام بالحوار و تعليم ابناء الشعب على ذلك من اجل ترسيخه في افكارهم و عقائدهم و هو مفتاح تجسيد السلام و الاستناد على القانون من اجل العدالة ، و هذا ما يمكن ان يدفع الوطن نحو الامام في وقت يمكن المحافظة على كرامة المواطن و عزته و ما يدفعه الى التحرر الكلي و عدم الاستسلام للامر الواقع المتضرر حاليا نتيجة ترسبات مراحل التاريخ . و الاهداف الهامة للاحرار العلمانيين اليساريين هوالاعتدال و بعد النظر و التهيوء و السير بخطوات واثقة من خلال برامج واقعية و يجب ان يؤخذ الوضع الثقافي الاجتماعي الاقتصادي الراهن بنظر الاعتبار ، و من الواجب و المفروض موضوعيا عدم القفز على الواقع عندما نريد تنفيذ الخطط في الظروف المعلومة لهذا الواقع . اذن الاهداف و الخطط و التكتيكات السياسية اللازمة و ما تفرضه التحالفات في بعض الاحيان و من اهم الواجبات المفروضة تنفيذها من قبل العلمانيين التقدميين هي توضيح هذه العناصر للجميع ، و حتما ستكون هذه الاعمال المفتاح الملائم لاختيار الاصلح و الانتقال الى المرحلة المقبلة التي تحتاج ايضا الى جهود الجميع .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف و متى تترسخ الثقافات التي يحتاجها العراق الجديد
-
عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!
-
المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب منا الافكار و الحوار
-
حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية ج
...
-
العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
...
-
العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
-
ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
-
كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
-
القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
-
المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و
...
-
عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
-
العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
-
كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
-
هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا
...
-
تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال
...
-
الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
-
تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد
...
-
ماذا تضم لنا السنة الجديدة سياسيا في العراق و المنطقة
-
في ليلة حالكة من ثمانينات القرن الماضي
-
مواقف المثقفين و مسار تقدم الشعب العراقي في الوقت الراهن
المزيد.....
-
طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ
...
-
تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال
...
-
رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
-
زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
-
جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ
...
-
غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف
...
-
طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا
...
-
وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
-
هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
-
في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على
...
المزيد.....
|