أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - قوميتنا فلسطينية رغم انف حزب التحرير واسرائيل















المزيد.....

قوميتنا فلسطينية رغم انف حزب التحرير واسرائيل


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 03:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


بتعال وغرور يكتب بعض المبتدئين في حزب التحرير، رغم الالقاب والمسميات الفخيمة التي يمنحونها لانفسهم من مستوى امير وما دون، وعندما تخاطبهم وتقول لهم انهم الد اعداء طموحات الشعب الفلسطيني يهربون من المواجهة، ويتسترون بايات من القران الكريم يفسرونها كما يحلو لهم عن الخلافة والوقف الاسلامي والوحدة الاسلامية. وهم اشد اصرارا من العدو الصهيوني نفسه على نفي الهوية الفلسطينية والقومية الفلسطينية والوطنية الفلسطينة.
والحقيقة انني ما ان اكاد انسى تماما وجود شيء اسمه حزب التحرير حتى يفاجئني مكتبهم الاعلامي بارسال موادا اعلامية لتذكرني بان هناك عدوا لشعبنا ما زال يكابر ويسعى ويبذل جهده للقضاء على اماني شعبنا الوطنية وان هناك من يعمل في اوساط شعبنا لتمزيقه وتدمير معنوياته وتشويه صورة كل ما هو قيم وثمين واصيل سواء تعلق ذلك بالمرتكزات الفكرية والسياسية لشعبنا، او تعلق بمؤسساتنا الوطنية ومنظمات وفصائل المقاومة الوطنية، معلنا عداؤه لكل رموز شعبنا وقادته وحاملي مشعل راية الكفاح الوطني بيساره ويمينه ووسطه ومستقليه وكل الخيرين المناضلين لاساعين الى تخليص بلادنا من براثن الاحتلال واقامة دولتنا الوطنية الوطنية القومية الديمقراطية.
ففي مقال وصلني اليوم تحت عنوان "ردا على مقال حفنة تراب للكاتب زياد خداش" بقلم عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين، يحاول الكاتب البرهنة على نفي مفهوم الوطن والوطنية والقومية، ونفي الصفة الوطنية عن شعبنا، وتسخيف الكفاح الوطني الفلسطيني لتثبيت هويته الوطنية والقومية.
وقد ذكرني هذا الكاتب المسكين بقصة حدثت معي قبل سنوات في بروكلين بنيويورك حين كنت اتحدث مع صديق فلسطيني (لا داعي لذكر اسمه) حول ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من مذابح في غزة فاذ به يقول "يا رجل بلا غزة بلا فلسطين احنا شعب تافه لا نستحق شيئا انظر الى ما يقوم به المجاهدين بافغانستان".
فسالته وهل افغانستان تهمك اكثر من فلسطين؟
فقال : طبعا تهمني اكثر من فلسطين اليست بلدا اسلاميا؟
قلت : لو ان شخصين خارج المحل (كنت في محله المتخصص في بيع الادوات الكهربائية الواقع في الجادة الخامسة ببيروكلين) تشاجرا وكان احدهم مسيحي من رام الله والاخر مسلم من باكستان فالي أي جانب تقف؟
قال : طبعا الى جانب المسلم الباكستاني.
قلت : هل تنكر ان نجاح محلك وازدها اعمالك هو نتيجة لكثرة عدد الزبائن الفلسطينيين والاردنيين والسوريين يعني العرب ومنهم المسلم والمسيحي؟
قال : لا انكر
قلت : لماذا غالبية زبائنك عرب بغض النظر عن ديانتهم ولا يوجد عندك أي زبون مسلم باكستاني او ايراني او هندي او من أي جنسية غير عربية، وان الباكستاني يذهب لمحل الباكستاني والهندي للهندي والايراني للايراني واليوناني لليوناني والطلياني للطلياني واليهودي الروسي لليهودي الروسي واليهودي الامريكي لليهودي الامريكي ، والاسبانيولي لا يذهب الا لمحلات الاسبانيول؟
صمت صديقي ولم يقل شيئا ، فواصلت الحديث وقلت له ما رايك لو انني ابلغتت الجالية العربية في بروكلين انك تزدري العرب وفي مقدمتهم ابناء شعبك الفلسطيني، وانك تفضل عليهم الباكستاني المسلم او الايراني او الهندي؟
قال : شو انتا بدك تخرب بيتي؟
قلت : يا صديقي انت من تخرب بيتك وبيت شعبك وامتك ، وذلك لسبب بسيط وهي انك لا تعرف ان القومية اسبق على الدين بل اسبق على كل الديانات.
وهذا بالضبط ما اود البدء في نقاشه مع مدعي الهرطقة في حزب التحرير وغيرهم من تيارات الاسلام السياسي، بالتاكيد على ان القومية والوطنية والوطن اسبق من الدين الاسلامي بالاف السنين، بل ان الدين الاسلامي جاء ليثبت حقيقة القومية العربية بل رفع من شانها حين اعتبرها أمة ووصفها رب العزة والجلالة بقوله " وكنتم خير أمة اخرجت للناس".
فالقومية الفارسية والسورية والمصرية والعربية والصينية والعراقية والتركية واليونانية والرومانية موجودة قبل نزول الرسالة السماوية على سيدنا محمد (ص) بالاف السنين، فكيف ياتي مدعي شبه امي ليقول " فالوطنية مصطلح دخيل ورابطة مصطنعة"؟
ويضيف هذا المدعي قائلا "فالوطنية ليست بحاجة إلى تشويه، فهي فكرة دخيلة زُينت للناس، فالأصل فيها أنها بحاجة إلى تزيين ليقبلها المسلمون وليس العكس، والوطنية ومثلها القومية هي التي كانت وراء النزاع الدموي بين المسلم وأخيه في حرب إيران والعراق وحرب العراق والكويت وحرب مصر وسوريا (لم تورد كتب التاريخ ان حربا قامت بين مصر وسوريا) ، وهي التي كانت مبررا لقتال الفصائل الوطنية الفلسطينية تحت ذريعة الوطنية ومصلحة الوطن.
وبودي ان اسال بماذ يفسر الكاتب العظيم الصراع الدموي بين علي ومعاوية (فالاثنان مسلمون) وبماذا يفسر اغتيال امير المؤمنين عمر بن الخطاب، وبعده عثمان بن عفان، وبعده علي بن اب يطالب، وبعده قتل ذرية علي باكملها على ايدي مسلمين، ثم الصراع بين الامويين ومنافسيهم والتي ادت الى ضرب الكعبة بالمنجنيق بايدي مسلمين، ثم الصراع الدامي بين الامويين والعباسيين وادت الى مذابح دموية ونبش قبور كل الخلفاء الاموين والاسرة الاموية بكاملها وكلهم مسلمين
وماذا يقول الكاتب عن جرائم ابو العباس السفاح اول خليفة عباسي.
وهل يريد الكاتب ان نسرد له المزيد من التاريخ الاسلامي المليء بالدم والقتل والصراع على السلطة وكرسي الحكم ، وان نعرض له الاساليب الجهنمية التي استخدمت للتخلص من الخصوم السياسيين والمنافسين حتى لو كانوا اخوة او ابناء عمومة وحتى لو كان الطرفين والد وولده؟
ويقول الكاتب "ولو أنهم ارتبطوا برابطة العقيدة لما قتلوا بعضهم البعض وسفكوا الدماء "
فهل يريد الكاتب القول ان الخلييفة علي بن ابي طالب وجماعته والخليفة معاوية وجماعته والامويين والعباسيين لم يكونوا مرتبطين برابط العقيدة؟ ولماذا قتلوا بعضهم البعض وسفكوا الدماء؟.

فكفى هرطقة وسفسطة كلامية ، واظن انه حان الوقت ليعرف الكاتب ان بعض من يطلع على كتاباته منهم من تخرجوا من الجامعات منذ زمن طويل، الا اذا كان الكاتب يكتب موضوع انشاء لطلاب الصف الرابع ابتدائي.
و اوجه نصيحة للكاتب بانه اذا لم يتمكن هو او غيره من اتباع حزب التحرير الارتقاء بمستوى الكتابة بان يطبعوا ويوزعوا مقالاتهم على ابواب المساجد للناس البسطاء شبه الاميين الذين يؤثر فيهم الخطاب العاطفي الديني، اما ان تدعي انك تكتشف العجلة من جديد بقولك ان الرسالة الاسلامية كانت خاتمة الرسالات ، وانها نزلت للناس اجمعين، فاظن ان من هم في رياض الاطفال يعرفون ذلك.
اما ان تحاول ان تفتي وتستفتي وتتقمص دور الفقيه في تفسير الرابطة الدينية وتدعي انها تلغي الروابط القومية والقبلية فهذا مردود عليك.. ومن الوقائع والاحداث والقرآان والسنة النبوية.
فالله جل وعلى يقول في كتابه العزيز "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" وهذا يؤكد ان الله سبحانه وتعالى خلق البشر عوبا وقبائل قبل نزول الدعوة الاسلامية بالاف الاف السنين، وهذا يتنافي مع قولك بان الاستعمار هو الذي خلق الشعوب والقبائل (بمعنى اخر الوطنية والقومية) بل الله هو الذي اوجدها كما نص عليه قوله.
اما الحيث الذي اوردته للدلالة على تحريم الرابطة القبلية والعائلية والاسرية والجنسية او المكان " فعن جَابِر بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا فِي غَزَاةٍ قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً فِي جَيْشٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَا لَلْأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ. رواه البخاري.
وكذلك الحديث الاخر "وقد روي عن أبي ذَرٍّ أنه قال : "إِنِّي كُنْتُ سَابَبْتُ رَجُلًا وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَشَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ"، سنن أبي داود
فليس في الحديث أي اشارة الى دعوة الرسول الى الغاء تلك الروابط وانما يحث الرسول على الغاء العصبية القبلية والتعصب القبلي، والعائلي والطائفي الى اخره بهدف تحقيق الوحدة الوطنية بين جميع من دخل الاسلام، وذلك يشبه الى حد كبير دعوات الوحدة الوطنية التي تدعو لها فصائل المقاومة الفلسطينية، او أي قيادة لاي مجتمع وفي كل زمان ومكان، ان الرسول يدعو الى وحدة الموقف وتغليب الصراع مع الخصوم على الصراعات الداخلية، وجميع من كان يخاطبهم الرسول انذاك كانوا عربا من الجزيرة العربية سواء كانو ا من مكة او المدينة، ولم يكن بينهم انذا مصريا او عراقيا او سوريا او فارسيا (وان وجد فافراد قله مثل أي اقلية في المجتمعات الحديثة تحرص الدول على عدم التمييز فيما بين مواطنيها.
ومع ذلك لم يتم الغاء العصبية القبلية او العائلية، وان كانت قد خفتت حدة الصراعفيما بين العصبيات انذاك الا انها سرعان ما تفجرت بعد وفاة الرسول مباشرة.
وحتى في عهد الرسول ظل التمييز قائما وموجودا في مجتمع طبقي فيه السيد وفيه العبد وفيه الحرة وفيه الجارية، هذا من بني هاشم وذاك من بني قبيلة اخرى، وهذا ابن عم الرسول وتلك زوجته وتلك ابنته ، وذاك اسلم قبل الاخر، وهذا من اسياد قريش واسياد المهاجرين وذاك من اسياد الانصار، التاريخ والرواة لم يركوا صغيرة او كبيرة الا سجلوها بكتب السيرة وكتب التاريخ. فكفى حديثا بالعموميات للضحك على الناس البسطاء واستغلال المشاعر الدينية الطبيعية عندهم.
ثم حديث الكاتب عن ان الرسول (ص) بقي في المدينة ولم يذهب الى مكة، وهكذا فعل من بعده الخلفاء، وكان هذا دليل على وحدة العالم الاسلامي وانه لا فرق بين مكة والمدينة.
بينما الوقائع تير الى ان بقاء الرسول في المدينة كان لارضاء الانصار الذين نصروا الدعوة الاسلامية وانه لولاهم لما قامت للاسلام قائمة فتكريما لهم بقي الرسول في المدينة وهناك المئات من الروايات التي تحدثت عن المخاوف التي انتابت اهل المدينة من انتقال الرسول الى مكة.
ثم ان قواعد الدولة ومؤسساتها كانت في المدينة ومن المنطقي ان يبقى الرسول حيث اقيمت القواعد وارسيت اساسات الدولة، وهي بالاصل مدينة عربية اهلها عربا من الجنس العربي. وبالتالي الموجه الرئيسي هو العور الوطني والا لو كانت الامور غير ذلك فلماذا لم ينقل عمر بن الخطاب مثلا مركز الخلافة الى القاهرة او الى دمشق وكلاهما فتحتا في عهده؟
ولماذا تمكن معاوية بن ابي سفيان من نقل عاصمة الخلافة الى دمشق، ولماذا نقلها علي بن ابي طالب الى الكوفة ؟ والاجابة واضحة ان معاوية الذي اقام فترة طويلة قبل انتزاعه الخلافة قسرا من علي بن ابي طالب تمكن خلال فترة اقامته من نسج خيوط علاقات قوية باهل دمشق وشكلوا له درعا وسندا وقوة استند اليهم في مواجهة علي الذي وطد علاقاته بالعراقيين مما سمح له بان يكون قاعدة شعبية تناصره وتؤازره ف يمواجهة معاوية.
ثم على ماذا يقوم مبدأ الوراثة في الحكم ؟ اليس على العصبية القبلية، هل جاء بالقران ان الحكم يجب ان يكون لبني هاشم او لبني امية ؟ فلماذا تسلطت القبيلتان على جموع المسلمين مئات السنين طيلة الحكم الاموي ثم العباسي ؟
ولماذا اصرت القبيلتان علىان يكون الحاكم عربيا قرشيا الاب والام نقي الدم والانتماء والجنس؟ ولماذا كان هؤلاء يعتبروا الفرس وغيرهم من الشعوب موالي (أي موالون) أي درجة ثانية في السلم الاجتماعي، وكان يحرم على من امه فارسية او رومية تولي الحكم، خشية ان يسيطر اخواله من العجم على مراكز السلطة؟
ثم الم يكن التمييز بين العربي القرشي وحقه الاوحد بالسلطة هو الاساس المادي السياسي والفكري لثورة القومية الفارسية ونجاحها في شق صفوف ابناء قريش منذ اغتيال عمر بن الخطاب ومن بعده عثمان ومن بعده علي وابناءه ؟ وايغال صدور ابناء الجزيرة بعضهم على بعض، وتحريضهم ودعمهم للعباسيين للثورة على الامويين؟

اما قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} نعم انهم اخوة في الدين ولكن ذلك لم يلغي ان ظل الشامي شاميا والمغربي مغربيا، وفي الديانة المسيحية ايضا المسيحيون اخوة ، وفي الديانة اليهودية ايضا اليهود اخوة، بما يعني ان تسود بينهم المحبة والمودة والتعاضد والتكاتف ولا تتطلب هذه الامور الغاء الاصل والقومية والوطن والوطنية.
ويذهب الكاتب بعيدا في مجافة الحقيقة والواقع والتاريخ والجغرافيا فيقول " إلى أن جاء الاستعمار وأشعل فكرة الوطنية عند المسلمين ليرسخ تقسيمهم وفرقتهم فينال منهم، فهذا فلسطيني ولا علاقة له بالتركي وهذا بنغالي ولا علاقة لها بالأردني، وبذلك طبق الغرب فكرة "فرق تسد" المشهورة فساد وطغى، أما قبل الاستعمار فلم تكن فكرة الوطنية معروفة عند المسلمين أصلاَ، خاصة وأن أحاسيس الوطنية لا تتولد إلا عند حدوث الغزو وغياب الفكر المستنير".
اما القول بان الصليبين عندما غزوا الشرق فانهم لم يغزوه لانهم عراقيين او مصريين وانه لم يخطر ببالهم هذا التقسيم، ففي ذلك ازدراء للتاريخ وللوقائع وللحقيقة.
فالغزاة الاوربيين الذين شنوا الحروب على الشرق والمعروفة باسم الحروب الصليبية شنوا الحرب لسبب رئيسي هو سبب اقتصادي هدفهم السيطرة على الشرق اقتصاديا والذي كان يعتبر منبع الثروات في تلك العصور، وفي اراضيه تمر طرق التجارة الدولية، ولم يكن هدفهم انهاء والغاء الدين الدين الاسلامي، ولكنهم تستروا بالدين كما يفعل حزب التحرير والتيارات الاسلامية السياسية الان، وكان العامل الرئيسي المباشر في استخدام البعد الديني لهذه الحملات هو قرار السلطان الحاكم بامر الله بتدمير كنيسة القيامة بالقدس عام 1009، ووجد قادة اوروبا بهذا القرار دافعا لحشد الجيوش وجاء منسجما مع هدف داخلي اوروبي تمثل بوقف الصراعات الداخلية بين الامراء الاوربيين، ودفعهم للتوحد في صراع خارجي، ايضا على قاعدة "الاخوة المسيحية" وكانهم يقولون " وانما المسيحيين اخوة" ولذلك اذا ماتتبعنا الحروب الصليبية نجد ان الحملات العسكرية على مصر بلغت حوالي 16 حملة مابين رئيسية وثانوية، قاومها المصريين بضراوة لوحدهم دون ان يؤازرهم مسلموا القوقاز او المغرب العربي او مسلمي الشام، فيما الحملات على بلاد الشام كانت حملتان رئيسيتان، وكانت مقاومتها تقع على عاتق كل مدينة على حدة (كان لكل مدينة امير).
وهذا يؤكد ان الحروب الصليبة كانت وجهتها الرئيسية بلاد العرب وليس بلاد الاسلام، لذلك لم تكن هناك حروب صليبية ضد بلاد فارس او بلاد ما وراء النهر، ولا الى المغرب العربي باستثناء حملة توجهت لتونس بعد فشلها في مصر، ولم تكن هناك حروب صليبية ضد العراق او ضد الجزيرة العربية موطن الدين الاسلامي والتي يقع فيها اهم مركز روحي للمسلمين الكعبة المشرفة وقبر الرسول (ص).
وقبل ذلك كانت حملات التتار والمغول لنفس الاهداف وشنوا الحروب على دولة قائمة بالشرق عاصمتها بغداد، ولم يتوجهوا الى مكة والمدينة لتدمير اسس الدين الاسلامي.
فالحروب كلها ذات طابع سياسي واهدافها اقتصادية ، وان تسترت بالدين. ودفاع الشعوب كان عن بلادها واوطانها وحربتها ومصادر رزقها وان استخدمت الدين ايضا لحشد قوى الجماهير وشحن العاطفة الشعبية للتصدي للعدو.
واجد واجبا وضرورة ان اتوجه للسيد زياد خداش التحية واتفاقي التام مع موقفك من اصحاب الفكر الظلامي الذين تقول عقيدتهم "ان عقيدتنا تنظر إلى بلادنا فلسطين نظرةً أشمل من فكرة الوطن، فلسطين بالنسبة لي ليست سوى بلاد مسلـمة لا تقل أهميةً وجمالاً عن بلاد الـمسلـمين الأخرى كأفغانستان والصومال مثلاً".

واتفق معك يا سيد خداش بان "الإسلام طبعاً بريء تماماً من أوهام كهذه"، واعتبر مثلك ان افكار هذه الجماعة تمثل ابشع ما في الفكر الظلامي ، وان اطروحاتهم غريبة عن مشاعر ورؤى الناس وحنينهم المفهوم والطبيعي إلى بلادهم، وأتسائل مثلك ماالذي يربطنا باندونيسيا لنحن إليها.
وايضا اتفق معك بان هؤلاء "يريدون أن يشوهوا معنى الوطنية ويأخذوه إلى مسارب دموية معتمة ومتاهات حالمة غيبية مدمرة".
واؤكد كما يؤكد ملايين الفلسطينيين في الوطن والشتات تمسكنا بوطننا وبقوميتنا وهويتنا الفلسطينية مسلمين ومسيحيين، وان شعبنا سيواصل النضال لكنس الاحتلال وتطهير بلادنا من الاصوات الممجوجة المعادية لتطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال واقامة دولتنا الديمقراطية.
وليذهب حزب التحرير واعضاؤه ومن يناصره الى اندونيسيا لتحريرها ويريحونا منهم ومن اطروحاتهم فهي معادية لامال شعبنا وتطلعاته واهدافه القومية.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاة الاقتصاد الإسلامي.. يبيعون الوهم ويخفون الحقائق .!
- غالبية السعوديات يرتبطن بعلاقات غير شرعية
- الى الامام وتوكل على الله ايها الرئيس ابو مازن
- الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية
- بين مرجانه وهيلانه ضاعت لحانا
- الاستاذ صبحي حديدي .. ووهم انهيار العصر الراسمالي ..
- انظروا ماذا يناقش كتاب العدو وماذا يناقش الفلسطينيون
- الدكتور صلاح عودة الله يساري يكتب باليمين
- بنت الخطيئة أغوت الاستاذ رشيد
- لا يوجد حياد ولا موضوعية يا استاذ عاطف الكيلاني ...
- الكويتي يعيش في دولة رفاه دون شيوعية او اشتراكية
- الفتاوي السخيفة ليست جديدة .. واسألوا السيدة فريدة
- جمهورية العقلاء العرب
- كل من يخالفنا الرأي عميل وخائن؟؟؟
- رشيد قويدر والسلفية اليسارية (2 من 2)
- رشيد قويدر والسلفية اليسارية (1من2)
- دور قطر المشبوه
- هل حال القاهرة افضل من غزة او بغداد..؟؟
- سوريا وقطر تحبطان محاولة لاستعادة الوحدة الفلسطينية
- كفى حديثا عن فساد السلطة الفلسطينية


المزيد.....




- شاهد عيان: نيران الغارة الإسرائيلية على غزة -التهمت الناس قب ...
- قاآني ومن قبله.. سر الاختراقات الاستخباراتية -المزمنة- في إي ...
- عقوبات أوروبية على إيران على خلفية تزويد روسيا بصواريخ بالست ...
- برلين تطالب إسرائيل بتوضيح ملابسات قصف قوات يونيفيل بلبنان
- غارة إسرائيلية جديدة تدمر منزلاً في شمال لبنان
- الإعلام العبري يسلط الضوء على القوات الجوية المصرية
- الأولى منذ 23 عاما.. الرئيس الجزائري يستقبل رئيسة الهند في ز ...
- إسرائيل تعلن موعد نشر منظومة -ثاد- الأمريكية
- وزير الدفاع الروسي: التعاون العسكري بين روسيا والصين عامل ها ...
- بكين لن تتسامح أبدا مع محاولات تايوان عزل المضيق


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - قوميتنا فلسطينية رغم انف حزب التحرير واسرائيل