أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابراهيم علاء الدين - بين مرجانه وهيلانه ضاعت لحانا















المزيد.....

بين مرجانه وهيلانه ضاعت لحانا


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 09:45
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بذكاء شديد وبعبارات مختصرة واضحة سهلة حادة لا تقبل الجدل .. رد الشيخ سالم عبد العزيز الصباح محافظ البنك المركزي الكويتي على مجموعة من المستثمرين الكويتيين في البورصة بالقول .. "لا احد خسران .. لا تضحكوا علينا" ..!!.
معقول يا سعادة المحافظ الارقام تتحدث عن خسارة سوق الكويت للاوراق المالية نحو 15 مليار دولار. والشكوى على كل لسان نوابا وكتابا وخبراء حتى حارس روضة الاطفال يرفع صوته عاليا مطالبا بتدخل الحكومة لانقاذ حملة الاسهم من الكارثة التي حلت بهم ، وانت تقول .. لا أحد خسران.؟؟
وعلى مسمع الحشد الكبير الذي اكتظت به ديوانيته التي يفتح ابوابها مساء كل ثلاثاء للاصدقاء والخلان ولكل ضيفى شاء، قال احد رجال الاعمال الكبار وكان يجلس مقابل الشيخ "هل يعني هذا يا طويل العمر انكم لن تتدخلوا لوقف النزيف؟
تناولت ورقة صغيرة من جيبي لافوز بخبر سيكون حديث رجال الاعمال بعد غد، فأي كلمة منسوبة للمحافظ ستجد لها صدى واسعا جدا في السوق، لكن الشيخ نظر نحوي وقال "ها .. هني ما كو صحافة" اعتذرت برفع يدي، ووجه الشيخ سؤالا لاحد الحضور قائلا "يا ابو محمد بذمتك انت خسران في السوق؟".
قال ابو محمد " والله يا طويل العمر لاقول لكم هالسالفة "القصة" . قال الشيخ "تفضل خلونا نسمع يا جماعة".
قال ابو محمد " تذكرون ان في الكويت القديمة، لم يكن يوجد اطباء ، كان الملا (الشيخ) يقوم باعمال الطبيب، وفي مرة تعرضت احدى خادمات ابو جاسم واسمها هيلانه جميلة بيضاء ممشوقه للسعة عقرب، فاستدع يالملا على الفور، وسرعان ما القى الملا الخادمة على الارض وكشف عن فخذها وأخذ يضغط عليه ويمص السم منه، ويبصقه جانبا، مكررا ذلك الى شعرت الخادمة بالتحسن.
وبعد عدة ايام تعرضت خادمة ابو محمد من سكان نفس الحي واسمها مرجانة سويداء افريقية لما تعرضت له هيلانه . فاستدعي الملا على الفور فما ان وصل حتى القى بمرجانة على الارض واخذ يضرب فخذها بالعصا، فاستغرب ابو محمد ما يقوم به الملا، وطلب منه ان يهتم بخادمته كما اهتم بخامة صديقه ابو جاسم، فخجل الملا . وانحنى يمص السم من فخذ مرجانه ويبصقه جانبا الى ان انتهى. ولدى عودته الى منزله صادف احد جيرانه في الطريق فسأله عما كان يفعل عند ابو محمد . فقال " والله بين هيلانه ومرجانا ضاعت لحانا".
ضحك الحضور، لكن الشيخ كان ينظر يمينا وشمالا ويكتفي بالابتسام وهو يقول "يعني قصة معبرة .. صحيح هذا ما يجري في السوق" مضيفا "فعلا اللي اخذتوه من هيلانه تردون جزء منه الحين لمرجانه".
فما يجري في اسواق الخليج خصوصا والعربية عموما هي عمليات تصحيح عنيفة وليست خسائر، والعنف مستمد من تلك العمليات الاكثر عنفا في المضاربات والمراهنات في اسواق يقودها القطيع كما يقول بعض الخبراء.
فالارقام المعلنة وتركيز وسائل الاعلام العربية تقول ان خسائر اسوا قالمال الخليجية منذ الاول من سبتمبرالماضي وحتى الان زادت عن 280 مليار دولار.
والحقيقة ان هذه الخسائر هي جزء بسيط من الارباح الضخمة التي حققتها اسواق الخليج في السنوات الاخيرة، لكن الجشع الخارج عن حدود المنطق لا يقبل أي خسائر حتى لو لم تكن من رؤوس الاموال الاساسية. لذا لا تجد وسط الضجيج الذي يصم الاذان الان لا احد يتحدث ان البورصات الخليجية حققت ارباحا زادت عن 800 مليار دولار منذ الغزو الامريكي للعراق.
ولو اخذنا سوق الكويت للاوراق المالية كنموذج (تقريبي) على الاسواق الخليجية ، نجد ان مستوى مؤشر البورصة الكويتية كان في شهر ابريل من عام 2003 يبلغ (3493 نقطة) وفي ابريل 2004 (5130 نقطة) وفي ابريل 2005 (تجاوز حاجز 8000 نقطة) وفي ابريل 2006 قفز الى (10543 نقطة) وفي اكتوبر 2007 بلغ المؤشر (13000 نقطة) وواصل الارتفاع الى لامس مستوى 15 الف نقطة في مطلع عام 2008 ، قبل ان ياخذ اتجاها معاكسا ويبدأ بالتراجع الى ان اغلق يوم امس 8 اكتوبر عند مستوى 11500 نقطة تقريبا).
وقد حققت القيمة السوقية للاسهم الكويتية ارتفاعا بلغ حوالي40 في المائة فقط خلال ربع واحد (أي 3 اشهر) لتبلغ (3ر60 مليار دينار كويتي)أي حوالي (200 مليار دولار امريكي.) في شهر اكتوبر من عام 2007، علما بان عدد الشركات المسجلة في البورصة 191 شركة ، لا تتجاوز رؤوس اموالها المدفوعة عند التاسيس عن 20 مليار دولار امريكي، (مع الاخذ بعين الاعتبار تلك الشركات التي لم يتجاوز راسمالها المدفوع 10 ملايين دولار وتلك التي تجاوز راسمالها المدفوع 100 مليون دولار).
طبعا هذه الصعود الهائل في قيمة هذه الشركات استغرق نحو 30 عاما وبالتالي لو افترضنا ان الارتفاع المنطقي والعقلاني في قيم الشركات يرتفع بنسبة 5 بالمائة سنويا فان قيمة الارتفاع السنوي يجب الا تزيد عن 100 مليون دولار سنويا (علما بان عدد الشركات التي كانت مسجلة في البورصة الكويتية في مطلع ثمانينات القرن الماضي كانت 30 شركة فقط)، ولكن لنبالغ بقدر ما نشاء فان الارتفاع في القيمة السوقية يجب ان يرتفع بمقدار 3 مليارات دولار خلال الثلاثين سنة، لتصبح قيمتها 23 مليار دولار.
فانظروا الى الفرق بين الرقمين ( ما بين 23 مليارا و 200 مليار دولار) انه فارق هائل جدا، فعندما ترتفع القيمة السوقية لشركات البورصة بنسبة 40 بالمائة خلال 3 اشهر، اذا هذه ليست سوق ، وما يجري فيها ليس عملا تجاريا، ومن يعمل فيها ليسوا تجارا.
هذه اسواق يقودها القطيع كما يقول بعض الخبراء، والمقصود بالقطيع هم غالبية النشطاء في اسواق المال من صغار ومتوسطي المستثمرين، الذين يتحركوا دون خطة او دراسة او معلومات خلف السهم الذي يتجه صعودا، مما سهل على محترفي السوق من مدراء الاستثمار ان يقودوا القطيع بالاتجاه الذي يريدونه، ويتمكنوا من الخروج من السوق في أي وقت يشاؤوا، دون ان تصيبهم الخسائر، واذا اصابتهم ومهما كان حجمها فانها خسائر ورقية (خسائر اسميه) ويمتلكوا القدرة على الصبر والاحتمال لانهم ليسوا مقترضين، مثل صغار او متوسطي المستثمرين، الذين يتداولوا بمبالغ صغيرة ، يكونوا معها مضطرين للتسييل (أي للبيع) لسداد قروضهم وديونهم.
ولذلك فان الازمة المالية في اسواق المال العربية تختلف تماما من حيث الجوهر والاسس والقيم والنتائج عن تلك التي تتعرض لها اسواق المال العالمية.
فاسواقنا المالية ما زالت اسواق قطعان .. تفتقر الى العديد جدا من الاسس الاقتصادية، وهي تنزف منذ بداية العام، ولا ترتبط بالازمة العالمية، واعتبار بعض المحللين ان خروج المستثمرين الاجانب من الاسواق العربية يشكل سببا في ازمتها ، ليس صحيحا ابدا، لان غالبية المستثمرين الاجانب في السوق المصرية مثلا هم سعوديون ، وكذلك معظم المستثمرين الاجانب في البورصات العربية ممن يطلق عليهم مستثمرين اجانب هم اما سعوديين او خليجيين.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستاذ صبحي حديدي .. ووهم انهيار العصر الراسمالي ..
- انظروا ماذا يناقش كتاب العدو وماذا يناقش الفلسطينيون
- الدكتور صلاح عودة الله يساري يكتب باليمين
- بنت الخطيئة أغوت الاستاذ رشيد
- لا يوجد حياد ولا موضوعية يا استاذ عاطف الكيلاني ...
- الكويتي يعيش في دولة رفاه دون شيوعية او اشتراكية
- الفتاوي السخيفة ليست جديدة .. واسألوا السيدة فريدة
- جمهورية العقلاء العرب
- كل من يخالفنا الرأي عميل وخائن؟؟؟
- رشيد قويدر والسلفية اليسارية (2 من 2)
- رشيد قويدر والسلفية اليسارية (1من2)
- دور قطر المشبوه
- هل حال القاهرة افضل من غزة او بغداد..؟؟
- سوريا وقطر تحبطان محاولة لاستعادة الوحدة الفلسطينية
- كفى حديثا عن فساد السلطة الفلسطينية
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (5) والاخيرة
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (4)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (3)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (2)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (1)


المزيد.....




- الأول في الشرق الأوسط.. صندوق النقد الدولي يفتتح مكتبا إقليم ...
- بلينكن يدعو الصين إلى -منافسة اقتصادية صحية-
- أردوغان: نهدف لرفع التبادل التجاري مع ألمانيا إلى 60 مليار د ...
- تكلفة باهظة والدفع بالعملة الصعبة.. كيف يبدو أول موسم للحج م ...
- رغم تضاعف أرباحها.. ما أسباب التراجع الكبير لأسهم -ميتا-؟
- ارتفاع أرباح مصرف أبوظبي الإسلامي 32% في الربع الأول
- اقتصاد الإمارات ينمو 3.3% في أول 9 أشهر من 2023
- -أبيكورب- تبدأ بيع سندات خضراء لأجل 5 أعوام
- أسهم أوروبا تتراجع وسط تباين أرباح الشركات
- الإمارات وتشيلي تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابراهيم علاء الدين - بين مرجانه وهيلانه ضاعت لحانا