أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - رشيد قويدر والسلفية اليسارية (2 من 2)















المزيد.....


رشيد قويدر والسلفية اليسارية (2 من 2)


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما عن نظام المحاصصة وهذا بيت القصيد ، فهل المحاصصة مرفوضة لدى الأستاذ رشيد من حيث المبدأ أم أنها مرفوضة عندما تكون بين فتح وحماس ومقبولة عندما تكون بين فتح وحماس وديمقراطية وشعبية وغيرها من المنظمات؟.
يبدو أن السيد رشيد وهو كما يبدو قريب جدا من الجبهة الديمقراطية أو عضوا فيها لا اعرف هو ضد المحاصصة إذا كانت بين فتح وحماس، وهو يناضل كما تناضل الجبهة الديمقراطية للحصول على حصة (من محاصصة) في السلطة، ودفاعه عن المنظمة إذا كان يستند إلى وجهة نظر الجبهة الديمقراطية واليسار عموما (وهذا على الأغلب) هو دفاعا عن المحاصصة لان التشكيلات القيادية لمنظمة التحرير تاريخيا قامت على المحاصصة.
فعلى سبيل المثال ضمت عضوية المجلس الوطني في دورة عام 1977- فتح 36 عضوا الصاعقة 15 عضوا الديمقراطية 12 عضوا الشعبية 12 عضوا التحرير العربية (أصبح اسمها التحرير الفلسطينية ) 9 أعضاء، القيادة العامة 8 أعضاء والباقي للاتحادات.
فعلى أي أساس تم تحديد هذه العضوية، هل على أساس موازين القوى الحقيقية أم على أسس سياسية أعطت للصاعقة 15 مقعدا إكراما لسوريا، وكذلك جبهة التحرير العربية إكراما للعراق. ماذا تسمى ذلك يا أستاذ رشيد أليس محاصصة؟ وكانت نسبب التحاصص تزيد بالتوازي مع زيادة عدد أعضاء المجلس الوطني. ولكن السلفية اليسارية تابى ان تغادر مواقعها.
وقد طبق نظام المحاصصة في كل الهيئات الأخرى للمنظمة في اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، وكذلك في الاتحادات والنقابات المهنية.
ويتساءل الأستاذ رشيد قائلا "ثم لماذا الآن لا تشكل حكومة مستقلة ذات مصداقية من وزراء أكفاء تقوم بإنجاز مطلب الإصلاح في المنظمة والسلطة، الإصلاح الديمقراطي الشامل وبالتمثيل النسبي الكامل".
وأنا أتساءل ذات السؤال وهل لاحظ الأستاذ رشيد إنني اعترض على أن تكون كل الحكومات ذات مصداقية من وزراء أكفاء؟ لكن السؤال هل حكومة الدكتور سلام فياض ليست ذات مصداقية؟ أنا أرى أنها ذات مصداقية عالية وأنها تتعرض بغير وجه حق لاتهامات باطلة ولم اسمع أو أقرا ما يمس شفافيتها ودأبها وجهودها لوضع أسس حقيقية متينة لسلطة وطنية نزيهة قائمة على مبدأ الديمقراطية وسيادة القانون إلا إذا كان لدى الأستاذ رشيد غير ذلك فيا حبذا لو اطلعنا عليه ليزيل الغشاوة عن عيوننا.
أما مطالبتها بانجاز مطلب إصلاح المنظمة ففي ذلك تناقض يا أستاذ رشيد فأنت تقول إن السلطة هي إطار تابع للمنظمة، وبالتالي هي سلطة تابعة لسلطة المنظمة، وفي هذه الحالة ليست هي التي تصلح المنظمة بل المنظمة الصالحة هي التي تصلح السلطة إذا انحرفت.
أما القيام بالإصلاح الديمقراطي الشامل وبالتمثيل النسبي الكامل فهنا "مربط الفرس" كما يقال وأتساءل لماذا فصائل اليسار كلها تقريبا تدعو إلى انتخابات على أساس القائمة النسبية؟
أتعرف لماذا أستاذ رشيد ... لسبب بسيط وواضح وهو أن نظام القائمة النسبية وعلى ضوء الحقائق والوقائع على الأرض تقول إن نظام القائمة النسبية هو الوجه الأخر للمحاصصة تسعى من خلاله فصائل اليسار عموما للحصول على بعض المقاعد في المجلس التشريعي وبالتالي في السلطة لأنها سوف تضطر للائتلاف مع غيرها من التنظيمات على أسس محاصصة لتشكيل القائمة الموحدة، لان أيا منها لا يمتلك القدرة العددية على تقديم قائمة من أعضائها تشتمل على كامل عدد المجلس التشريعي كما. (قانون القائمة النسبية الكاملة تفرض تقديم قائمة فيها أسماء مرشحين بعدد أعضاء المجلس التشريعي).
ونظام القائمة النسبية قائم على تقديم قوائم على أساس إن الوطن كله دائرة واحدة وان على الناخب أن ينتخب القائمة كاملة وفي حال اعتماد نظام القائمة النسبية الكامل فان المتوقع أن تقوم فصائل اليسار (لأنها صغيرة ومحدودة العدد) أن تقدم على أي من الخطوات التالية :
1 – أن تنزل فتح وحماس وديمقراطية وشعبية بقوائم مستقلة. (وهذا التصور مستبعد).
2 – أن تتحالف بعض الفصائل مع بعضها لتشكل قائمة مستقلة ، مثلا تتآلف فصائل اليسار في قائمة واحدة وفتح وحدها أو معها بعض الفصائل الصغيرة في قائمة، وحماس في قائمة وحدها أو متحالفة مع قوى أخرى، وقائمة رابعة من فصائل أخرى إن وجدت
3 – أن تتحالف فصائل اليسار مع فتح مقابل حماس وحلفائها.
4 – إن يتم تحقيق تفاهم وتستعيد الساحة الفلسطينية وحدتها فتنزل قائمة واحدة تضم جميع الفصائل
وفي كل الحالات التي يتم فيها تحالف بين قوتين أو أكثر يكون هناك اتفاق على مبدأ المحاصصة القائمة على تحديد عدد المرشحين مكن كل تنظيم .
وأنا استبعد أن تلجا فصائل اليسار للخيار الأول لان فرصها ستكون محدودة جدا فهي أما تلجا للخيار الثاني أو الخيار الثالث لان الخيار الرابع فرصه محدودة جدا جدا في ظل الافتراق البرنامجي السياسي والفكري على ضوء حالة الانقسام التي يشهدها الوطن، وعلى ضوء هذه التوقعات إلا يكون نظام المحاصصة هو الأساس حتى في نظام الانتخابات على أساس القائمة النسبية الكاملة يا أستاذ رشيد، وبالتالي يصبح الاعتراض على نظام المحاصصة نابع من عدم اشتراك فصائل اليسار بهذا النظام وان فتح وحماس هما اللذان اقتسما السلطة، وان كل جهود ونضالات واعتراضات اليسار هي فقط بدافع حصولها على حصة في السلطة؟
وبالتالي يصبح الحديث عن تجديد المنظمة، أو تثو يرها كما ساد من شعارات رفعتها فصائل اليسار في السبعينات والثمانينات يهدف إلى تحسين فرص مشاركة فصائل اليسار في مواقع السلطة سواء كانت "سلطة وسل" كما يسميها اليسار أو سلطة منظمة التحرير.
أما الأسئلة التي تفضلت بطرحها أستاذ رشيد وافترضت انه كان الأجدر أن اهتم بها بدلا من الاهتمام ب " بالسفسطة وغيرها من الصفات التي أطلقتها" وان استهل موضوعي بأسئلة مثل أين تتجه البوصلة الفلسطينية ؟ من المسؤول عن الحال ؟ "بماذا يشعر المواطن الفلسطيني حين يرى حماس تعرض أمام الإعلام الأسلحة التي غنمتها من فتح في قطاع غزة ؟ ماذا يمكن أن يكون شعور المواطن العربي حين يشاهد جنوداً إسرائيليين يضمنون سلامة مقاتلين فلسطينيين فرّوا من نيران إخوانهم، ثم يتولون نقلهم إلى مكان آمن ؟ أية مهانة وذل وضياع دماء شهداء وعقود كفاح؛ وصولاً إلى تهميش وإهمال منظمة التحرير، وهي ذاتها التي أوصلت الرئيس محمود عباس إلى رئاسة السلطة".
فأقول لحضرتك إنني اكتب يوميا حول هذه المسائل وغيرها وموقفي واضح بشان كل ما ذكرت في أسئلتك.
وفي سؤال آخر يقول الأستاذ العزيز "أي ثقل لهذه السلطة تحت الاحتلال"؟ فهل سؤالك أخي تقصد من وراءه أن السلطة برمتها تحت الاحتلال ليس لها ضرورة؟ أم أن وجودها ضروري لكن دورها مفقود لان الاحتلال موجود؟ أم ترى كما يجاهر البعض ويطالب بحل السلطة وإلغائها والعودة إلى منظمة التحرير لتكون هي السلطة السياسية لإدارة شؤون الفلسطينيين في الداخل والخارج؟ أم ترى ضرورة إصلاح السلطة حتى تستطيع أن يكون لها دور تحت الاحتلال وتتمكن من طرده؟ والسؤال الأخير أظن انك لا ترى أحدا قادرا على الإصلاح إلا إذا شاركت به فصائل اليسار أليس كذلك؟
للعلم أستاذ رشيد انه على مدار تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية منذ تأسيس منظمة التحرير وحتى اللحظة وفصائل اليسار تطرح نفس الموضوع وهو إصلاح اطر ومؤسسات منظمة التحرير وهذا الإصلاح لم يكن يعني في أي لحظة من اللحظات سوى مسالة واحدة هي زيادة نسبة مشاركة فصائل اليسار في مؤسسات المنظمة على اعتبار أن هذه المشاركة وبجهود مناضلي فصائل اليسار ستحقق الإصلاح.
وهنا يتبادر للذهن سؤال أخي الكريم على سبيل المثال عمر الجبهة الديمقراطية الآن نحو 40 عاما فهل تستطيع أن تقول لي أن حالة الجبهة الديمقراطية أفضل من فتح وإذا كان الجواب بنعم (وهذا متوقع) فهل يمكنك تبيان الأسس التي تستند عليها إجابتك؟
لان الظاهر عن بعد لأوضاع الجبهة الديمقراطية لأمثالي وهم كثر جدا أن الجبهة التي عمرها 40 عاما أوضاعها التنظيمية أسوأ بكثير مما كانت عليه عام 80 مثلا أو 77 أو 95 أو حتى 2000 أو أي عام تشاؤه قبل الآن، فأمور الجبهة وهذا ينطبق على كل منظمات اليسار تتراجع بدلا من أن تتقدم وتزداد ضعفا سنة بعد أخرى، ومساهمتها في العمل الميداني تتراجع تبعا لتراجع قوتها التنظيمية ويتراجع عدد مناضليها، والسؤال الحاسم والمباشر لماذا وبعد 40 عاما ما زالت الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية تناضلان لانتزاع مقعد من فتح والآن من حماس في المؤسسات السياسية العليا الفلسطينية؟ لماذا لم تتمكن الديمقراطية أو الشعبية من تصدر حركة النضال الفلسطيني؟ لماذا تجاوزتها منظمات احدث منها نشأة واقل منها عمرا وتجربة وخبرة مثل حماس والجهاد الإسلامي مثلا ؟ لماذا لم يبادر اليسار مجتمعا ليقوم بإعمال يعجز عنها "الفاسدين والمفسدين" ما الذي يمنعها من مهاجمة الحواجز والمعابر وتدمر الجدار الذي يقطع أوصال الوطن؟ ما الذي يمنع هذه الفصائل بدلا من بيانات المناشدة والاحتجاج والإدانة أن تتقدم قواتها العسكرية لتعيد توحيد جغرافية الوطن؟ لماذا ليس لديها القدرة على كشف الفساد الإداري والمالي والسياسي في السلطة الذي تتحدث عنه همسا وغمزا علنا وسرا؟ وألف سؤال أخي العزيز ينخر في دماغ شعبنا ويأتي من يقول إن إشراك اليسار في السلطة سيأتيننا بحيفا على جناح الطير، ويرفع الحواجز ويدمر الجدار وينهي الاحتلال.
اذن أخي العزيز فالمشكلة ليست بالانتخاب على أساس القائمة النسبية أو على أساس الفردي هي الأساس لإصلاح السلطة ، الأساس من وجهة نظري هو عدم اتخاذ اليسار مبادرة حقيقية بالاتفاق مع فتح على تشكيل حكومة ائتلافية تحضر لانتخابات متزامنة تشريعية ورئاسية لوقف المشروع ألتدميري ألتقسيمي للوطن. والأساس من وجهة نظري هو التمسك بالسلطة والالتفاف حولها وتصليب مواقفها في مواجهة أطماع العدو.
أما قولك أستاذ رشيد " فالمنظمة رسمياً ومعنوياً، فلسطينياً وعربياً وإقليميا ودولياً وفي الأمم المتحدة وكل مؤسساتها، هي ممثلة الشعب الفلسطيني (داخل الوطن المحتل وفي أقطار اللجوء والشتات حيث 64% من شعبنا".
فهذا كلام على الورق أما عمليا وواقعيا فان السلطة هي التي تمثل كل الفلسطينيين أينما وجدوا ولم يتبق سوى إعلان ذلك رسميا وقانونيا وكلما أسرع الشعب الفلسطيني بذلك كلما عزز حقوقه الوطنية وسرع بتحقيق أهدافه.
وفي حقيقة الأمر لا وجود للمنظمة إلا في عدد محدود من المكاتب التابعة للجنة التنفيذية أو المجلس الوطني أو المركزي التي تمولها وتصرف عليها السلطة.
ثم من هم أل 64 في المائة من الفلسطينيين خارج الوطن الذين تمثلهم المنظمة وكيف تمثلهم ؟
فالسفارات الفلسطينية أينما وجدت هي تابعة للسلطة الفلسطينية ووزارة الخارجية التابعة للسلطة هي التي تعين السفراء، وصفة السفير الرسمية هي سفير دولة فلسطين، والفلسطيني الموجود بالأردن من يحمل الجنسية الأردنية كيف تمثله منظمة التحرير، وما هي الخدمة التي تقدمها له المنظمة ؟ وهل هو يحتاج أي خدمة منها؟ وكذا الأمر بالنسبة لمن يقيموا بالمهجر ويحملوا جنسيات أجنبية.
لكن المقصود بالتمثيل هو: التمثيل السياسي يعني توقيع الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق. إذا.. ما هي المشكلة وما هو الفرق لو أن السلطة الوطنية هي التي توقع هذه العقود والعهود والمواثيق؟ طالما أنها على الأقل سلطة جاءت عن طريق صناديق الاقتراع.
أم أن السيد رشيد يرى بان سلطة منظمة التحرير ستأتي هي الأخرى عن طريق الانتخاب التي سيشارك فيها أل 64 بالمائة هم مجموع الفلسطينيين الموجودين بالخارج.
كيف سيجري الانتخاب وعلى أي أساس ومن هو الفلسطيني الذي يحق له الاقتراع أو الترشح للانتخابات؟ وهل المليوني مواطن أردني من أصل فلسطيني بالأردن هم فلسطينيون أم أردنيون؟
ولو افترضنا جدلا أن جميع الفصائل اتفقت على إحياء منظمة التحرير فما هو مفهوم الإحياء هذا ؟ هل بتشكيل مجلس وطني ولجنة تنفيذية ومجلس مركزي، وهذه المؤسسات توجه تعليماتها للسلطة الوطنية وتقدم لها ميزانية رصف شارع أو مد أنبوب ماء لأحد الأحياء أو الإشراف على الشرطة باعتبارها تابعة لإدارة شؤون الوطن المحتل حسب؟ وما هو دور رئيس السلطة هل هو موظف عند رئيس دائرة شؤون الوطن المحتل في منظمة التحرير؟ .
وما هي الضمانات أن ينجح رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة بانتخابات الرئاسة، ولو افترضنا أن التنظيمات اتفقت ضمنا على ذلك ألا يلغي هذا الاتفاق جوهر الانتخابات المباشرة ويصبح انتخابا يقوم به المجلس الوطني وليس الشعب؟
وعشرات الأسئلة تفرض نفسها وتتطلب إجابات واضحة ممن يدعون لما تدعو إليه أستاذ رشيد.
أستاذي الفاضل أنا لا أريد شيئا مسبقا أنا أؤمن بان القوة هي التي تصنع الوقائع والحقائق وليس الشكوى أو الاستجداء والقوة تعني القوة التنظيمية والفكرية والعددية والعلمية والمالية والإدارية وحجم الالتفاف الجماهيري والقدرة على الفعل" فمن يمتلك القوة بهذا المعنى ستكون له القيادة ويحظى بأكبر حصة من مراكزها ومقاعدها القيادية، وبناء على ذلك فانا أسألك لماذا لم تتمكن أي من تنظيمات اليسار من امتلاك القوة كي تتبوأ المراكز القيادية سواء في السلطة أو المنظمة أو حتى في اتحاد المرأة؟
ولو امتلك أي تنظيم يساري القوة لكان من المؤكد أن تكون فتح خارج السلطة، فانشطوا يا أخي واعملوا وأصبحوا قوة نفاذة فعالة وعندها ستكون السلطة لكم، لكن أن يتقوقع اليسار ويزداد ضعفا، ولا يملك غير الشكوى وبيانات الشجب والإدانة وتسريب الشائعات حول الفساد فهذا لن يمنحه موقعا في قيادة شعبنا وسيظل ملحقا إما بفتح أو بغيرها.

أما التساؤل حول مؤتمر فتح فهو شان فتحاوي داخلي الحديث فيه يطول وكل ما يمكن قوله إن الجهود قائمة على قدم وساق لعقده قريبا.
وأؤكد ردا على سؤالك بخصوص الدكتور اسعد عبد الرحمن وأبو الأديب وكل عجائز المنظمة بأنني منحاز تماما إلى حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية بغض النظر عمن هو على رأسها فانا منحاز إلى المؤسسة إلى الدولة إلى ما ترمز له من استقلالية القرار الفلسطيني والهوية المستقلة للشعب الفلسطيني وأخيرا باعتبارها التعبير الحقيقي عن مشروع ترسيخ القومية الفلسطينية المستقلة.
وأظن انك تتجنى علي كثيرا عندما تقول أن موقفي هذا هو "كرت للتقرب من رئيس الحكومة فياض" فانا أتفهم موقفك وانه نابع من عدم معرفتك الشخصية بي ولا أين أقيم ولا ماذا اشتغل، وما إذا كنت زرت الوطن المحتل في حياتي أو لا، وهل اعرف الدكتور فياض شخصيا أو لا، وعندما تغيب عنك كل هذه المعلومات فمن المنطقي أن تشكك بدوافع موقفي وتعتبره موقفا شخصيا قائم على الرغبة بتحقيق منافع شخصية، ولكني أقول لك بكل ثقة انك مخطئ تماما، وفي تشكيكك بدوافعي فيه ابتعاد كبير عن النزاهة، ويمكنني أن أعرفك على من إنا بشكل مباشر إذا رغبت.
ولا أتغزل بفياض فانا لم اكتب عنه كما كتب حضرتك عن الرفيق المناضل نايف حواتمه فإذا كان تأييد موقف سياسي ورؤية سياسية هو غزلا فانا اشهد بقدرتك على الغزل، فتفوقك واضح إلا لمن لا يتابع كتاباتك وانأ لست منهم فانا حريص على قراءة كتاباتك.
واستطيع مثلك يا أستاذ رشيد أن أرد بقسوة وادعي انك تصطف وراء نايف حواتمة وتدافع عن الجبهة الديمقراطية له علاقة ببعض المنافع إذا لم يكن بمنافع كثيرة، واستطيع أن أقول لك أن اصطفافك السياسي خلف الخط السياسي للجبهة الديمقراطية أو أي تنظيم أخر هو اصطفاف شخصي على حساب الوطني الجامع وهي بالضبط الصفة التي توجزها كلمة الانتهازية، لأولئك الذين يريدون تدمير أهم انجاز وطني حققه الشعب الفلسطيني لأنهم لم ضعفاء ولم يتمكنوا من الوصل إلى مقاعد السلطة الفلسطينية.
وعندما تشخصن الأمور إلى هذه الدرجة يا أستاذ رشيد فانك تعبر عن ضعف وعجز عن مناقشة آراء الغير فتذهب إلى الاتهامات الشخصية وهو أسلوب إقصائي ديكتاتوري تكفيري لا يختلف عن منطق الأحزاب الاسلاموية.
وصدقني إنني أجيد تماما كتابة أطروحات الهجاء أكثر مما تجيدها، وكنت استخدمها عندما كنت صغيرا في العمر والخبرة والتجربة.
وإذا كنت أنا متكتما على بعضي فهذا دليل على عزة النفس والعزوف عن الشهرة والسعي وراء المناصب والصفات والتسميات، فيا ليت الكثيرين يتسموا بهذه الصفة لكانت أحوال شعبنا أفضل مما هي عليه بكثير.

وأتساءل هل السفسطائية هو من يقول مباشرة وبوضوح انه يقف إلى جانب السلطة الفلسطينية والدولة المستقلة والقومية والهوية المستقلة أم من يستخدم عبارات"لقد أمسك علاء الدين بالفروج الشهي وأقام عليه الشعائر، في ترهات يتعذر تبريرها تصل إلى اقتراف الخطيئة، هي سفسطات باسم القضية ومن أجلها، تستبدل الاستعارة المجازية بالأوهام الفارغة، من أجل أن يبقى "اللاهوت" حياً من "أجل القضية ومن أجل الشعب"
من هو السفسطائي ؟؟ اترك ذلك للقراء.
أما الموضوعية التي تدعوني لها يا أستاذ رشيد فانا لا ادعوك لمثلها، لماذا ؟؟ لان هذا اللفظ لا يعني أن من يتلفظ به هو الموضوعي، ولان كل صاحب وجهة نظر يعتبر وجهة نظره موضوعية، ولان كل فريق سياسي يعتبر فكره هو الموضوعية، وإذا كنت تعتبر أن إحياء منظمة التحرير هو الموقف الموضوعي فانا أرى أن موقفك هذا بعيد جدا عن الموضوعية وهو موقف طوباوي حالم وهو بعيد تماما عن جوهر الفكر اليساري القائم على التغيير بل هو اقرب إلى الموقف اليميني ويشابه الموقف السلفي للتيارات السلفية اللاهوتية.
أما بالنسبة للمنافع المادية والمعنوية التي يحصل عليها عضو المجلس الوطني فيبدو أن الأستاذ رشيد لا يعلم انه يتفرع عن المجلس لجانا رئيسية وعنها تتفرع لجانا فرعية وكانت الفصائل والأعضاء يتقاتلون وتنتشر الرشوة والمحسوبية للحصول على عضوية هذه اللجان ذات الميزانيات الضخمة.
لا ألومك فيبدو انك من لون واحد لا تتلقى المعرفة إلا من مصدر واحد تماما كالسلفيين الذين يرفضوا الاطلاع على ما يفكر به الآخرين ويعتبروا الاطلاع حرام يؤدي من يقوم به إلى دخول جهنم، وبالتالي يحرمون من الحوريات والغلمان.
وكما قدمت لي النصيحة فاسمح لي أن أقدم لك أيضا نصيحة وهي إن التطرف أي كان شكله هو عمل غير حضاري ولا يخدم قضيتنا وشعبنا ولا يساعد على تحقيق أهدافنا، فلتنظر إلى المتغيرات بعين أكثر حيادية ولا أقول بحيادية تامة لان ذلك غير ممكن وستجد كم اخطات بحق نفسك أولا وبحقي ثانيا وبحق الواقع الذي تدعي إنني قفزت عنه وترى الأمور بوضوح، وربما كنت بحاجة ماسة إلى من يقول لك انتبه وتنبه إلى أين تتجه البوصلة الفلسطينية، ودقق جيدا بما يجري لتعرف من هو الذي يخدع ذاته. ويجب مغادرة مواقع السلفية اليسارية.
انتهى
ابراهيم علاء الدين
[email protected]





#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رشيد قويدر والسلفية اليسارية (1من2)
- دور قطر المشبوه
- هل حال القاهرة افضل من غزة او بغداد..؟؟
- سوريا وقطر تحبطان محاولة لاستعادة الوحدة الفلسطينية
- كفى حديثا عن فساد السلطة الفلسطينية
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (5) والاخيرة
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (4)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (3)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (2)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (1)
- لا عطوان ولا كيله يلغون دولتنا
- الامهات العازبات في المغرب .. اباحية وسفور ام فقر وجهل..؟؟
- اساتذة الجامعة يبتزون الطالبات
- اليسار الاممي تضامن مع غزة وليس مع حماس
- خطوة اردنية لوقف النصب والاحتيال
- فضيحة سياسية ثقافية مذلة للعرب في بكين
- هل هناك فرصة لنجاح الحوار في القاهرة ..؟؟
- هل ينزوي الكذابون في رمضان
- يا أهل غزة معبر رفح لن تفتحه حماس
- امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (1)


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - رشيد قويدر والسلفية اليسارية (2 من 2)