أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - رشيد قويدر والسلفية اليسارية (1من2)















المزيد.....


رشيد قويدر والسلفية اليسارية (1من2)


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باسم حرية التعبير اكتب ثانية إلا إذا كان عند الأستاذ العزيز رشيد قويدر غير حرية التعبير تسمح لنا بكتابة وجهات نظرنا بالشأن العام ، ولذا اعتبر إن بدء رده علينا بهذه العبارة لم يكن موفقا ، وفيها إدانة لحرية التعبير ذاتها على الرغم من استدراكه في جملة لاحقة بقوله " وهي بالتأكيد لا يرقي إليها الشك ولا تقبل الجدل" وهذه العبارة جاءت في مقدمة مقال للأستاذ رشيد قويدر نشره في العديد من المواقع ردا على مقال لنا بعنوان "عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض" .
ومن باب التوضيح لا أكثر ورغبة بتوسيع النقاش في هذا الأمر الهام وهو "تحديد السلطة المركزية التي تمثل الشعب الفلسطيني" على ضوء المتغيرات التي تشهدها قضيتنا ويشهدها العالم، ولن أتوقف عند العبارات التي ليس لها داع في الحوارات الفكرية الجادة, لان استخدامها لا يرفع من شان قائلها أو تقلل من شان من قيلت بشأنه، وافترض إن الحوار بين الكبار (شأنا وقدرا) الالتزام بأدب الحوار ويقارعوا الحجة بالحجة ويفندوا وجهات نظر غيرهم أو الاتفاق معها بالمنطق والأدلة والوقائع.
وفي البداية لنتفق على إن أحدا ليس من حقه إن يطلب من الآخر إن يطرح هذه الأسئلة أو تلك ، فالأسئلة تنبع من قناعات الكاتب وتفرض ضرورتها بقدر خدمتها للفكرة التي يسعى الكاتب لإثباتها أو نفيها، ولذلك ليس من حق الأستاذ رشيد إن يفرض على إن اطرح هذا السؤال أو ذاك، كما إن النصائح فيقدمها المصلحون للضالين، ولما كان الأمر ليس كذلك فلا حضرتك صالحا ولا أنا ضالا فلذلك لا يحق لك إن تنصحني "بتوخي الدقة وتسمية الأمور بأسمائها" لأنها وفي السياق التي وردت فيه تحمل في طياتها شخصنه لا مبرر لها.
ولتكن هذه الفقرة مدخلنا إلى الحوار الجدي في جوهر الموضوع موضع الحوار وهو الموقف من منظمة التحرير، وانتهز الفرصة لأعبر عن وجهة نظري مرة أخرى بشكل واضح "فانا مع مبدأ السلطة الوطنية الفلسطينية، وأنادي بالالتفاف حولها ودعمها وتقويتها وتعزيز انجازاتها باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني المناط فيها تحرير بلادنا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واقف ضد من يحاول تحجيمها أو تقزيمها أو إلغائها". وبالتالي فانا ملتزم تماما بما دعوتني إليه "توخي الدقة وتسمية الأمور بأسمائها".
وأيضا ينتفي مبرر قولك إنني قدمت إشارات بينية وأخرى تلميحية مستترة للتأثير على القارئ جذرها استهدف الصرح الشامل لمنظمة التحرير، واتسائل أين هي الإشارات التلميحية فموقفي واضح تماما وصريح في كل زوايا الأجزاء الخمسة من المقال المعنون "عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض" وهو "إن زمن منظمة التحرير انتهى إلى غير رجعة وان كل المحاولات لإحياء ميت ستبوء بالفشل، ليس لأني ضد منظمة التحرير كمؤسسة لأسباب عاطفية أو عدائية، أو إنني انطلق من منطلقات أحزاب الإسلام السياسي التي تعادي منظمة التحرير ، بل لأنني أرى إن التطورات التاريخية والمتغيرات على الصعيد المحلي الفلسطيني والإقليمي والدولي تجاوزت المنظمة، وان هناك بنيان وكيان سياسي أكثر رقيا بمفهوم العلوم السياسية وهو الدولة، وارى وادعوا وأتوقع إن يتحقق قريبا بان يتم الإعلان عن وفاة المنظمة وإحلال السلطة الوطنية لتكون ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده".
فهل في ذلك تورية أستاذ رشيد ؟؟؟. أم وضوحا يعتبره البعض شائنا يستهدف واحدة من المؤسسات المقدسة.
أما قولك بأنني استهدف التأثير على القارئ فهذا أمر منطقي وطبيعي وهو هدف كل كاتب بغض النظر عما يكتب.
ولا ادري من أين جئت بعبارة "فسوف أبدا بما يبدو له مسائل من الدرجة الثانية" فالمسألتان "قضية التمثيل المركزي للشعب الفلسطيني (السلطة آم المنظمة) وحصة الأطراف في المؤسسات العليا لكليهما هي القضية المركزية بل والوحيدة التي ناقشتها الأجزاء الخمسة من المقال، وقد أبديت وجهة نظري بشأنهما، ولذلك فان قولك إنهما مسائل من الدرجة الثاني بالنسبة لي قول ينقصه الكثير من الصواب والدقة.
وأعيد التأكيد يا أستاذي العزيز إن "جوهر المسألتان هو أن الرئيس أبو مازن وحكومة سلام فياض والبرجوازية الوطنية الفلسطينية، يحاولون بناء دولة قانون عصرية حديثة" "والبعض الآخر يريد بناء دولة على مقاسه".
وهذه قناعاتي القائمة على التحليل والمعلومات المتعلقة بوقائع الأمور، واستنادا إلى بعض الخطوات التي اتخذتها السلطة وعرضتها في المقال موضع النقاش، وليست أحلاما أو رغبة أو ضربا بالمندل.
أما ما قصدته بالبعض وهذا أيضا واضح بالمقال ودون مواربة فهو "تيار صغير في داخل فتح بالإضافة إلى منظمات وفصائل فلسطينية منها فصائل اليسار، وهذا البعض نعم أؤكد مرة ثانية انه يريد دولة على مقاسه، وللتوضيح أكثر فان المقصود باليسار هو الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وحزب الشعب.
والخلافات المتعلقة بصورة ومقومات الائتلاف الوطني المنشود سواء كان تحت راية السلطة أو تحت راية المنظمة، بين مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية، وموقف اليسار خصوصا معلن وصريح وعلى رؤوس الإشهاد، انه يريد موقعا مؤثرا في قمة الهرم السياسي الفلسطيني من خلال التفاوض والحوار بعد أن عجز الوصول إليه عن طريق صناديق الاقتراع أو عن طريق دوره في الميادين الكفاحية كافة، وظلت تنظيمات سياسية صغيرة الحجم والفعل والتأثير.
أما تفسيرك لجملة "البعض الآخر يريد دولة لا قانون فيها، لتكون مرتعاً لذوي النفوذ وضعاف النفوس ليمارسوا فسادهم وإفسادهم" إنني أشير بان المعضلة فتحاوية، فقولك هذا وإذا أخذت الأمر بحسن نية ففيه مجافاة للحقيقة أو على أحسن تقديرعدم فهم كامل لوجهة نظري الواضحة والمحددة.
فيبدو انك فهمت من تلك الجملة إنني اقصد حركة فتح وان الفاسدين هم أبناء فتح أو الفتحاويين، علما بأنني قلت بعبارة واضحة إن الفاسدين والمفسدين الذين يريدون دولة لا قانون فيها موجودون في كل مكان يعني في جميع التنظيمات والمستقلين وأوساط الشعب إلى أخره. وانأ اقصد بالفساد هو الفساد السياسي والمالي والإداري والأخلاقي. وهؤلاء موجودون في فتح والديمقراطية والشعبية وحماس وفي المنظمات الأهلية والاتحادات وبين التجار والصناع والفنانين وفي اجهزة الاعلام وفي صفوف الاعلاميين والصحفيين وكل فئات المجتمع. وهنا أجد ضرورة للقول لحضرتك انه كان الأجدر بك أن تدقق جيدا بما تقرا قبل أن تكتب مع احترامي الشديد.
أما بشان اتفاقية أوسلو التي تعتبرها "بيت الداء" وهي التي جاءت بالسلطة الوطنية الفلسطينية فهنى تتجلى السلفية اليسارية والمقصود بالسلفية هو عدم رؤية المتغيرات والتمسك بالقديم والتراث وهي تتعارض بشدة مع الفكر اليساري وجوهره وأعيد إلى الأذهان إن كل برنامج يطرح في الساحة الفلسطينية تظهر بمواجهته جماعات معارضة، تتهم أصحاب المشروع بكل التهم من الخيانة والعمالة والتخلي عن الثوابت وبيع الوطن إلى أخره، وأذكرك ببرنامج المرحلة أو برنامج النقاط العشر بتسمية أخرى، الذي صاغته وقاتلت من اجله الجبهة الديمقراطية والذي تبناه المجلس الوطني في دورته الثانية عشره عام 1974وادى ذلك إلى انشقاق الساحة الفلسطينية وظهور ما سمي آنذاك بجبهة الرفض الفلسطينية.
علما بان البرنامج تمسك بكل الثوابت ومنها تأكيد موقف منظمة التحرير السابق من قرار 242، ورفض التعامل مع هذا القرار وأكد أن منظمة التحرير تناضل بكافة الوسائل وعلى رأسها الكفاح المسلح لتحرير الأرض الفلسطينية وإقامة سلطة الشعب الوطنية المستقلة المقاتلة على جزء من الأرض الفلسطينية التي يتم تحريرها،وأكد أيضا إن منظمة التحرير تناضل ضد أي مشروع كيان فلسطيني ثمنه الاعتراف والصلح والحدود الآمنة والتنازل عن الحق الوطني وحرمان شعبنا من حقوقه في العودة وحقه في تقرير مصيره فوق ترابه الوطني ونص أيضا على أن أية خطوة تحريرية تتم هي لمتابعة تحقيق إستراتيجية منظمة التحرير في إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المنصوص عليها في قرارات المجالس الوطنية السابقة.
ومع ذلك أخي العزيز وصمت الجبهة الديمقراطية بالخيانة آنذاك ورمي الزعيم الفلسطيني أبو عمار وقادة فتح والمنظمة بأبشع التهم، وقاطعت فصائل جبهة الرفض اجتماعات المجلس الوطني إلى أخره.
فالخلاف بالرأي في الساحة الفلسطينية له جذوره التاريخية وامتدا ته الفكرية، والشخصية الفلسطينية عموما مسكونة بالتوجسات، والمخاوف من كل جديد.
كما إن الرأي السياسي السائد هو إن اتفاقية أوسلو كانت نتيجة منطقية لبرنامج المرحلة وعلى سبيل المثال يقول فاروق قدومي وهو معارض شديد لاتفاقية أوسلو في مقابلة مع مجلة الحقائق بتاريخ 8/7/2005 أن النهج الذي سرنا عليه وهو معروف ، أولاً هناك هدف من أهدافنا أقريناه، هذا الهدف هو تحرير الضفة والقطاع وبناء السلطة الوطنية الفلسطينية فيهما، وهذا بناء على قرار المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 ونحن كما تعلم لسنا مع أوسلو ولكن قرار المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 هو الذي جاء إطار أوسلو في سياقه...
ثم أخي العزيز تعال لنقف عند إعلان استقلال الدولة الفلسطينية والذي وافقت عليه جميع الفصائل بلا استثناء والذي أعلن في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في دورة الجزائر عام 1988 وجاء فيها : إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
إن دولة فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية، وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل، في ظل دستور يؤمن سيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون.
إن دولة فلسطين دولة عربية هي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، من تراثها وحضارتها، ومن طموحها الحاضر إلى تحقيق أهدافها في التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة. وهي إذ تؤكد التزامها بميثاق جامعة الدول العربية، وإصرارها على تعزيز العمل العربي المشترك، تناشد أبناء أمتها مساعدتها على اكتمال ولادتها العملية، بحشد الطاقات وتكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وتعلن دولة فلسطين التزامها بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتزامها كذلك بمبادئ عدم الانحياز وسياسته.
وإذ تعلن دولة فلسطين أنها دولة محبة للسلام ملتزمة بمبادئ التعايش السلمي، فإنها ستعمل مع جميع الدول والشعوب من أجل تحقيق سلام دائم قائم على العدل واحترام الحقوق، تتفتح في ظله طاقات البشر على البناء، ويجري فيه التنافس على إبداع الحياة وعدم الخوف من الغد، فالغد لا يحمل غير الأمان لمن عدلوا أو ثابوا إلى العدل.
وفي سياق نضالها من أجل إحلال السلام على أرض المحبة والسلام، تهيب دولة فلسطين بالأمم المتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة تجاه الشعب العربي الفلسطيني ووطنه، وتهيب بشعوب العالم ودولة المحبة للسلام والحرية أن تعينها على تحقيق أهدافها، ووضع حد لمأساة شعبها، بتوفير الأمن له، وبالعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
كما تعلم المنظمة في هذا المجال، أنها تؤمن بتسوية المشاكل الدولية والإقليمية بالطرق السلمية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وأنها ترفض التهديد بالقوة أو العنف أو الإرهاب، أو باستعمالها ضد سلامة أراضيها واستقلالها السياسي، أو سلامة أراضي أي دولة أخرى، وذلك دون المساس بحقها الطبيعي في الدفاع عن أراضيها واستقلالها.
فهل في هذه الوثيقة يا أستاذ رشيد تتناقض في أي بند من بنودها عما جاء في البيان الوزاري لحكومة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور سلام فياض والذي عرضنا ابرز ملامحه في المقال موضع النقاش؟؟.
وهل خرجت اتفاقية أوسلو وخارطة الطريق وما يجري من مفاوضات مع العدو عن تلك الأسس التي تضمنتها وثيقة الاستقلال؟.
هل تنازل أحدا أيا كان وفي أي مرحلة كانت عن حق تقرير المصير والهوية المستقلة للشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته المستقلة على الأراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشريف؟.
أما القول بان اتفاقية أوسلو (وهذا ليس من باب الدفاع عن الاتفاقية أو أنها ترضي طموحي الوطني ولكن مجرد قراءة موضوعية) هل كانت الأحوال قبل أوسلو أفضل مما هي عليه اليوم سواء في الداخل الفلسطيني أو في الشتات؟
فهل كنا قبل أوسلو في يافا وحيفا والآن أصبحنا مشردين بالمنافي ومحاصرين بالوطن؟ هل كانت القدس ونابلس وغزة ورام الله وباقي المدن الفلسطينية محررة قبل واسلوا والآن أصبحت تحت الاحتلال؟
هل كانت القيادة الفلسطينية قبل أوسلو في القدس وجنين وأصبحت اليوم مشتتة في تونس وباقي عواصم العرب؟.
هل كان القائد الرمز أبو عمار قبل أوسلو يجد الاحترام الذي يليق بقائد الشعب الفلسطيني في دمشق أم أعطي إنذارا بالطرد من دمشق خلال 24 ساعة، وطرد منها بشكل مهين؟.
هل كان في الضفة الغربية قبل أوسلو آلاف المقاتلين المدججين بالسلاح والحرب الشعبية ما شاء الله كانت تحرر القرية تلو القرية والمدينة تلو المدينة وجاءت اتفاقيات أوسلو لتوقف حرب التحرير الشعبية؟
هل كان زعماء العالم يقبلوا مقابلة مسؤول فلسطيني حتى في اجتماع عام قبل أوسلو؟ أم كانوا ياتو إلى المقاطعة برام الله لمقابلة القيادة الفلسطينية؟.
هل كان لدى الفلسطيني قبل أوسلو جواز سفر؟ هل كان قبل أوسلو العالم كله يؤكد على حق شعبنا بإقامة دولته المستقلة؟
وعلى الصعيد الاقتصادي هل كانت الأوضاع الاقتصادية في الضفة والقطاع قبل أوسلو أفضل مما أصبحت عليه بعد أوسلو ولغاية اندلاع الانتفاضة الثانية؟ أرجوك أن تطلع على التقارير الاقتصادية المحايدة لترى الزيادة في عدد المصانع والتوسع في النشاط الاقتصادي، وزيادة الإنفاق الحكومي مما احدث انتعاشا اقتصاديا قضت عليه الانتفاضة الثانية.
أما سياسيا فان الانجازات التي حققها شعبنا لحشد التأييد لحقوقنا الوطنية فهي أكثر من تعد أو تحصى، واذكر في هذا السياق أن الرئيس أبو عمار زار الهند ثم إيران بعد الثورة فاستقبل كرئيس دولة، ومن إيران توجه لدولة الإمارات العربية المتحدة فاستقبله الشيخ زايد رحمه الله كرئيس دولة فاعتبرت تلك الزيارات اختراقا دبلوماسيا وانجازا ما بعده انجاز، أما اليوم فيستقبل الرئيس أبو مازن في كل دول العرب والعالم بلا استثناء كرئيس دولة فلسطين، وفي كل المنابر والمؤسسات الدولية والإقليمية هناك تمثيل لدولة فلسطين. فكيف إذن يقال بان الأحوال قبل أوسلو كانت أفضل مما عليه اليوم وما هو مقياس الأفضلية.
فالضفة الغربة قبل أوسلو كانت محتلة، وبعد أوسلو خفت قبضة الاحتلال، ولم يكن لدينا مؤسسات سلطة في الضفة وغزة اليوم عندنا سلطة ومجلس تشريعي وقضاء وقوات امن ووزارات سيادية وخدمية واستقلالية نسبية.
هناك قاعدة أخي العزيز تقول "إذا أردنا إن نعرف حجم ما أنجزنا فعلينا المقارنة بما كنا عليه وما نحن عليه اليوم، وليس المقارنة بما نحن عليه اليوم وبين طموحاتنا" لماذا؟؟ لان طموحاتنا لا نهاية لها ولا تقف عند تحرير الضفة والقطاع وإقامة الدولة المستقلة إن طموحاتنا ابعد كثيرا من شواطئ يافا وحيفا ، وابعد كثيرا من إقامة دولة كباقي الدول المجاورة والأبعد قليلا، إن طموحاتنا أن تكون جامعاتنا من أفضل جامعات العالم، ولدينا عشرات من مراكز الأبحاث ومئات المعاهد، واقتصاد مزدهر وديمقراطية حقيقية توفر للمواطن الفلسطيني فرص الإبداع والتفوق، وان يكون لدينا آلاف المصانع وأراضينا كلها مزروعة، وننتج أفضل الأفلام والمسلسلات ونخرج أفضل المسرحيات، وتكون المرأة الفلسطينية حرة مثلها مثل الرجل مساوية له تماما في الحقوق والواجبات.
هذه بعض من طموحاتنا ، لكن ونظرا لأننا نجابه عدوا متغطرسا، يتمنى لو يلقي بشعبنا كله في بحر غزة لتأكله الأسماك، فان مهمتنا شاقة ونضالنا طويل ويجب أن نخرج من حالة الشعور الدائم بالمرارة والهزيمة وننتقل إلى المبادرة الفعالة والايجابية عمليا وعلى الأرض.
أما حديث حضرتك عن أن السلطة في رام الله تراهن على العامل الخارجي وحده فهذا إلى حد ما غير دقيق، فإنها تعمل في نفس الوقت على مختلف الجبهات تحاول تطوير الوضع الداخلي بانجاز الكثير من الخطوات لترسيخ أسس الدولة وسيادة القانون وتوفير الأمن للمواطنين وتطوير التعليم والرياضة والثقافة والاعتناء بالفقراء ومواجهة البطالة وكل هذا في ظل هجمات متلاحقة من الأعداء ونصف الأعداء والأصدقاء ونصف الأصدقاء. كما تعمل على المستوى الخارجي بحشد التأييد لقضيتنا وحقوقنا الوطنية في كل المحافل وعلى كل الأصعدة، طبعا كل عبارة من العبارات السابقة يكتب عنها مقالات، ولكني أوجزها لدواعي النشر فقط.
لذلك أستاذي العزيز لا أشاطرك الرأي بان الوضع الداخلي (دادائيا وسرياليا معقدا مركبا)
أما قولك عن "المأساة المبكية المضحكة التي "تلبستني" وهي أن في قولي مغايرة لتجارب الشعوب وقوانين حركة التحرر الوطني في العالم ، قانون الائتلاف الوطني الشامل، أي الجبهة الوطنية العريضة، وليس الاحتكار والمحاصصة، ففيه الكثير من عدم الدقة وبعض التجني.
فانا لا أدعو إلى عدم إقامة ائتلاف وطني شامل ولا ارفض قيام جبهة وطنية عريضة، بالعكس أنا أدعو إلى أوسع التفاف ممكن حول السلطة الوطنية لتكون هي الإطار الذي يقود الائتلاف الوطني الشامل، وتقود الجبهة الوطنية العريضة ، وتنطلق وجهة نظري من قناعة راسخة بان السلطة الوطنية هي كيان سياسي معاصر أكثر تطورا من كل ما سبقه .
وأود الإشارة هنا إلى أن الكثير من التجارب السابقة للشعوب تؤكد أن السلطة الكيان السياسي للأمة هو الإطار الذي من خلاله تأتلف القوى الوطنية وتقيم جبهتها العريضة وأورد بعض الأمثلة: فالرئيس شارل ديغول شكل بعد احتلال فرنسا في الحرب العالمية الثانية حكومة بالمنفى "حكومة فرنسا الحرة" وكانت هي بمثابة الائتلاف الوطني والجبهة الوطنية، وكذلك الأمر في الجزائر شكلت أول حكومة مؤقتة عام 1953 ثم أعيد تشكيلها بالقاهرة عام 1958 وترأسها فرحات عباس، وتم إعادة تشكيلها برئاسة عباس مرة أخرى عام 1960، وأعيد تشكيلها للمرة الثالثة عام 1961برئاسة يوسف بن خده. كما أن الشعب الروسي التف حول حكومته في مقاومة الاحتلال النازي ، والشعب المصري التف حول عبد النصر رئيس الدولة لطرد الاحتلال من مدن القناة في عام 56.
أما في فيتنام فكانت الدولة (السلطة) في الجزء الشمالي هي عمليا من يقود الثورة في الجنوب.
فأين هي التجارب التاريخية للشعوب التي تدعوني إلى الاقتداء بها وتخلصك من المأساة المبكية المضحكة يا أستاذ رشيد.
فتجارب الشعوب كلها خلال التاريخ المعاصر بذلت جهودا كبرى لتأسيس كيانها السياسي (الدولة – السلطة – وبتعبير ثالث الحكومة) لتنظيم نضالاتها وتأطير الشعب في جبهة عريضة لمقاتلة المحتل. ولم يحدث في التاريخ أن قام شعبا بتدمير سلطته (كيانه السياسي) من اجل إقامة ائتلاف وطني وجبهة عريضة.
فعلى سبيل المثال لنتصور أن إسرائيل احتلت سوريا (لا سمح الله) فهل يسقط السوريون دولتهم (سلطتهم) ويشكلوا منظمة تحرير، أم عليهم أن يلتفوا حول سلطتهم الشرعية لتخليص بلادهم من الاحتلال.
ولماذا نذهب بعيدا فهناك تجربة ماثلة أمامنا هي تجربة العراق احتلتها القوات الأمريكية فكانت الخطوة الأولى على طريق التحرير تشكيل حكومة بديلة للحكومة الديكتاتورية السابقة (صحيح يتهمها البعض بالعمالة والطائفية واتهامات أخرى كثيرة لكنها في النهاية هي الكيان السياسي الذي يمثل كل العراقيين).
والغريب أن كل شعوب الأرض تحرص على سلطتها الشرعية ومؤسساتها الشرعية (الدولة – الحكومة) إلا الشعب الفلسطيني يريد تدمير دولته وفي أحسن الأحوال يريد أن تكون إدارة صغيرة ملحقة بمنظمة تقيم بالمنفى.
وللحديث بقية في الجزء الثاني
ابراهيم علاء الدين
[email protected]



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور قطر المشبوه
- هل حال القاهرة افضل من غزة او بغداد..؟؟
- سوريا وقطر تحبطان محاولة لاستعادة الوحدة الفلسطينية
- كفى حديثا عن فساد السلطة الفلسطينية
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (5) والاخيرة
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (4)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (3)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (2)
- عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (1)
- لا عطوان ولا كيله يلغون دولتنا
- الامهات العازبات في المغرب .. اباحية وسفور ام فقر وجهل..؟؟
- اساتذة الجامعة يبتزون الطالبات
- اليسار الاممي تضامن مع غزة وليس مع حماس
- خطوة اردنية لوقف النصب والاحتيال
- فضيحة سياسية ثقافية مذلة للعرب في بكين
- هل هناك فرصة لنجاح الحوار في القاهرة ..؟؟
- هل ينزوي الكذابون في رمضان
- يا أهل غزة معبر رفح لن تفتحه حماس
- امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (1)
- امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (2)


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - رشيد قويدر والسلفية اليسارية (1من2)