أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (1)















المزيد.....

عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (1)


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 09:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



تشهد بعض الاوساط السياسية الفلسطينية جدلا في الكواليس والجلسات الخاصة حول مسالتين رئيسيتين كلاهما يدخلان في صلب اطار بناء الدولة الفلسطينية ووحدة الوطن (هناك فرق كبير بين وحدة الوطن والوحدة الوطنية) الذي يجري عل قدم وساق، الى جانب انجاز مشروع الاستقلال الوطني من خلال المفاوضات السياسية مع الكيان الصهيوني، والتي قطعت وفق مصادر عربية وفلسطينية رفيعة المستوى شوطا متقدما جدا، قد اتحدث عنه في مقال مستقل في الايام المقبلة.
والمسالتان الرئيسيتان المشار لهما اعلاه هما اولا : مركزية التمثيل القانوني والرسمي للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات (السلطة ام المنظمة)، وثانيا : دور فتح في هذا الكيان المركزي ، ودور الفصائل الوطنية الاخرى.
وجوهر المسالتان ان الرئيس ابو مازن وحكومة سلام فياض والبرجوازية الوطنية الفلسطينية الكبيرة يحاولون بناء دولة قانون عصرية حديثة عبر عنها ابو مازن بقولة "نريد دولة وطنية فلسطينية حديثة ديمقراطية ليبرالية"، يواجههم اخرون بعضهم لا يريد دولة من الاساس (حماس واصحاب تيار الدولة الديمقراطية العلمانية)، وبعضهم يريد دولة على مقاسه (تيار صغير داخل فتح ومنظمات وفصائل وطنية ومنها فصائل اليسار)، والبعض الاخر يريد دولة لا قانون فيها لتكون مرتعا لذوي النفوذ وضعاف النفوس ليمارسوا فسادهم وافسادهم (منتشرون في كل مكان).
ومن المعروف ان احد الشروط الرئيسية للمجتمع الدولي لانجاز الاستقلال الوطني هو اقامة الدولة بكل مقوماتها وهيئاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والامنية.
لذا انهمكت حركة فتح برئاسة الرئيس ياسر عرفات منذ اتفاقية اوسلو بوضع مداميك الدولة وفق المفاهيم المعاصرة وتشكلت كافة الهيئات الرسمية وتوجت بانتخابات رئيس الدولة والمجلس التشريعي وتنظيم الشؤون الامنية والعسكرية والمالية والاجتماعية.
وجرى كل ذلك من خلال سلطة تحالف وطني قادته حركة فتح امتدادا لدورها التاريخي في قيادة النضال الوطني الفلسطيني وقام هذا التحالف على اساس المحاصصة أي توزيع الحقائب الوزارية والمناصب القيادية بين الفصائل مع احتفاظ فتح بالاغلبية وبالمراكز المؤثرة.
وقد ساد هذا النظام امراض كثيرة مما سمح لظهور مشاكل لا حصر لها من الفساد والمحسوبية والرشوة، وحاول الرئيس عرفات وعل خلفية انتقادات داخلية وخارجية اصلاح الامور من خلال وزارة السيد محمود عباس، لكن عباس اصطدم بالقيادات العليا بفتح ومن بينهم اعضاء في اللجنة المركزية وفي المجلس الثوري فقدم استقالته، وجاءت حكومة قريع منسجمة الى حد ما مع مصالح القيادات الفتحاوية العليا ، لكنه اصطدم بعقبة كاداء اسمها حماس التي بذلت اقصى ما تستطيع من جهد لعرقلة بناء الدولة واجهاض مشروع السلام الفلسطيني الاسرائيلي من خلال العمليات الانتحارية، وادى ذلك الى اندلاع الانتفاضة الثانية مما جمد عمليا كل الجهود التي كانت منصبة على بناء مؤسسات الدولة وظلت مجمدة رغم محاولات الرئيس عرفات .
وبعد وفاة الرئيس عرفات وانتخاب الرئيس ابو مازن اضطر ابو مازن في البداية الى مجاراة موازين القوى سواء في البيت الفتحاوي او في البيت الفلسطيني بشكل عام. ومضى قدما في ترسيخ قواعد الديمقراطية والاحتكام لها في افراز قيادة تتولى استكمال بناء الدولة.
لكن الديمقراطية غير الناضجة والصراعات داخل فتح والوجود القوي لحماس في الشارع الفلسطيني افشل برنامج الرئيس ابو مازن حين فازت حماس باغلبية مقاعد المجلس التشريعي، وخسرت فتح مرتين مرة بعدم حصولها منفردة على الاغلبية ، ومرة بفشل كافة تنظيمات اليسار الحليف التاريخي لفتح، مما جعل حماس تسيطر باغلبية كبيرة على مقاعد التشريعي.
ووفق الدستور كلف الرئيس عباس اسماعيل هنية (حماس) بتشكيل الوزارة فرفضت فتح المشاركة فيها ، لانها ترفض ان تكون الاقلية في وزارة تقودها حماس، وكان ذلك اول مسمار في نعش حكومة حماس لكن الضربة القاتلة لحكومة حماس جائت من خلال رفض المجتمع الدولي والعربي بصفة عامة التعامل معها الا اذا التزمت بالعقود والعهود والاتفاقيات الموقعة من قبل السلطة الفلسطينية وقبلها منظمة التحرير وفي مقدمتها الاعتراف بالعدو الصهيوني، وبالبرنامج السياسي للسلطة والمتمثل باقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود الرابع من حزيران 67.
وانفرط عقد الحكومة الحماسية بانقلابها على الشرعية وسيطرتها على قطاع غزة، واقال الرئيس بموجب صلاحياته الدستورية حكومة هنية، وكلف السيد سلام فياض بتشكيل حكومة لتسيير الاعمال وكان ابرز تطور سياسي تشهده الساحة الفلسطينية منذ عام 92 ان حكومة فياض قامت على اساس الكفاءة والتكنوقراط وليس على اساس نظام المحاصصة القديم او على اساس نتائج انتخابات التشريعي.
وبدات حكومة فياض مدعومة بالشرعية الدولية والتاييد الاقليمي، ومؤازرة الرئيس عباس ودعم البرجوازية الكبيرة الفلسطينية في الوطن والشتات في العمل باقصى طاقة لاستكمال بناء الدولة، وبدا فياض في تقليص نفوذ بعض المتنفذين في فتح ، ومواجهة محاولات حماس للسطو على السلطة ، واستحدث الكثير من القوانين واصدر القرارات التي من شانها اقامة مؤسسات عصرية.
وعملت الحكومة على اعادة تنظيم قوات الامن بالتعاون مع عدد من الحكومات العربية وخصوصا الاردن، وبدعم امريكي واوروبي كبير، كما عملت على تنظيم الشؤون المالية وسد العديد من الثغرات التي كان يتسرب منها الفاسدين والمفسدين.
وحققت حكومة فياض العديد من الانجازات الهامة على الصعيد الامني والمالي والاداري والسياسي كذلك.
لكنها واجهت عدة عقبات في طريقها منها ما يتعلق بعدم تحقيق نجاحات كبرى على صعيد المفاوضات مع العدو، ومنها الانقسام في الساحة الفلسطينية ومنها معارضة بعض القوى في داخل فتح التي طالبت بتوسيع الحكومة او تعديلها او تشكيل جديدة يكون لها فيها حضور مميز.
لكن الرئيس عباس لم يخضع للضغوط وواصلت حكومة فياض اعمالها ، ونجحت بمواجهة كل ما اعترض سبيلها، الى ان وجدت نفسها امام القضية المركزية الحاسمة والرئيسية في عملية بناء الدولة وهي مسالة تمثيل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
فالقانون يقول ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي المرجعية العليا للسلطة الوطنية، وان المجلس الوطني هو برلمان الشعب الفلسطيني كله في الوطن والمنافي، وان رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هو الرئيس الاعلى للدولة الفلسطينية.
ومنذ وقت مبكر وفي حياة الرئيس عرفات جرت صدامات وخلافات قوية بين مؤسسات السلطة وبين مؤسسات منظمة التحرير ومن اشهرها الخلافات بين ابو عمار والسيد فاروق قدومي رئيس ادارة العلاقات الخارجية بمنظمة التحرير والتي كانت تعتبر بمثابة وزارة خارجية وابو اللطف رئيسها هو وزير خارجية فلسطين.
كما ظهرت صدامات في مجالات اخرى مثل المجال المالي والهيئات الدبلوماسية والهيئات والاتحادات والنقابات خارج الوطن.
وباختصار برزت منذ البدء ازمة ازدواج السلطة بين منظمة التحرير وبين السلطة الوطنية، وجوهر الازمة يقوم على من هي السلطة الاعلى التي تمثل جميع الشعب.
وكان لا بد لحكومة فياض ان تحسم الامر ولكن بالتدريج انطلاقا من قناعة مفادها انه لا يمكن اقامة دولة تقودها مؤسستين.
وللحديث بقية
ابراهيم علاء الدين
[email protected]



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عطوان ولا كيله يلغون دولتنا
- الامهات العازبات في المغرب .. اباحية وسفور ام فقر وجهل..؟؟
- اساتذة الجامعة يبتزون الطالبات
- اليسار الاممي تضامن مع غزة وليس مع حماس
- خطوة اردنية لوقف النصب والاحتيال
- فضيحة سياسية ثقافية مذلة للعرب في بكين
- هل هناك فرصة لنجاح الحوار في القاهرة ..؟؟
- هل ينزوي الكذابون في رمضان
- يا أهل غزة معبر رفح لن تفتحه حماس
- امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (1)
- امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (2)
- استباقا لطردها من دمشق حماس تتجه لعمان
- الحوار الفلسطيني مضيعة للوقت
- الى محترفي تنظيم الجنازات ... الثورة الفلسطينية لم تمت
- هل تجوز الشماته بالميت يا قوى الظلام؟؟؟
- شيخ الحارة في اليمن امرأة
- العاهل الاردني يعلن هزيمة -الهلال الشيعي-
- ايها الفلسطينيون متى ينتهي يوم عاشورائكم؟؟؟
- الديمقراطية وصراع القبائل في موريتانيا
- المهندسة جميلة بلوش في دولة امير المؤمنين


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - عجائز منظمة التحرير وحكومة فياض (1)