أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - زهير دعيم - الاعتراف














المزيد.....

الاعتراف


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 10:50
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


ربيع طالبُ مجتهد وخلوق ، يحبّ العلم منذ نعومة أظفاره ، فقد فتحَ عينيه على الكتب والأوراق تسرح في كلّ زاوية من بيتهم الأنيق الفخم ، ولا عَجَب ، فأبوه يعمل طبيبًا وامّه معلّمة ، لذا فقد فاز بالمرتبة الأولى في التحصيل والأخلاق ، فأحبّه المعلّمون والطلاب على حدٍّ سواء.
كان ربيع يجلس في الصف السادس الى جانب جميل ، وكان جميل طالبًا حَسَن الأخلاق ، متوسط الاجتهاد والتحصيل .وكثيرًا ما اتهم جميل من قبل الطلاب بأنه "ينقل" عن ربيع ، فكان يتضايق ويحلف انه لا يفعلها ، وكان ربيع يسانده في ذالك.
وفي احد الأيام عيّن معلم التاريخ موعدًا للامتحان ، وكانت المادة كبيرة وصعبة .
صمّم جميل أن يدرس هذه المرّة بجدّية ليبرهن للجميع بأنّه قادر على الفوز بأعلى العلامات ، في حين قضى ربيع الساعات الطوال قُبيلَ الامتحان أمام شاشة التلفاز يتابع مباريات كرّة القدم .
وعندما جاء موعد الامتحان ، "انقضّ" جميل على أسئلته مجيبًا عليها بدقّةٍ متناهية ، بينما راح ربيع يلوك المادة جاهدا ان يستعيد منها او يتذكّر ما كان قد فاه به المعلم ولكن دون كبير جدوى.
وبعد يومين أعاد المعلم أوراق الامتحان مُصلَّحة ، وعندما وصل الدوْر لامتحان جميل ، ظهر الغضب على وجه المعلم وقال : "لقد نقلت يا جميل معظم اجابتك عن ورقة ربيع ، فالإجابات متطابقة لدرجة كبيرة ، لذا قررت أن اخصم عشرين علامة من علامتكَ ، وأرجو الاّ تُكرّر هذا الأمر مرّة اخرى.
انفجرَ الطلاب بالضحك ، وأخذوا يتغامزون عليه الا ربيع فقد نظر الى زميله المكسور القلب ، نظر اليه طويلا ، ثمّ ما لبث ان وقف رافعًا يده ، طالبًا حقّ الكلام .
"أنا يا استاذ ...أنا هو الذي نقل " ...وساد صمت طويل على كلّ الطلاب ، صمت عجيب !!!
وتابع ربيع كلامه : " قد تستغربون ولكن هذه هي الحقيقة ، فصديقي جميل حضَّر المادة أفضل تحضير ، بينما قضيت أنا ساعات طويلة أمام التلفاز ، فأرجو المعذرة ، أولا من زميلي جميل الذي طُعن في الصميم ولم يتكلّم ، ومنكم استاذي وزملائي ، واني أعد نفسي وأعدكم جميعًا أن لا اكرّر هذه الفعلة الشنيعة ...وأرجو ، انْ أذِنَ لنا المعلم أن نُصفِّق لصديقي جميل .
أومأ المعلم برأسه بالإيجاب ، فضجَّ الصفّ بالتصفيق الحارّ ، في حين سحّت دمعتان على وجنتي جميل .
وبعد أن هدأت عاصفة التصفيق ، دنا المعلم من جميل ، وربَّتَ على كتفه مُعتذرًا وقال : " اسمعوا يا أحبائي ، فقد تعلمّتُ وإياكم درسًا في التربية لن ننساه ، تعلمنا ان لا نحكم على أحدٍ قبل التمحيص والتأكّد ...أليس كذالك ؟!



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتم حبيبي ؟
- راكعة
- راكعةٌ
- الأصدقاء الثلاثة -قصة للأطفال
- سائلي طيفي
- الله المحبّة ...أيْنَ أجدهُ ؟
- عُرسٌ في الارض وخمرةٌ من السّماء
- بُستان الجثسيماني والزيتونة العتيقة
- دم أخيك يصرخ اليَّ
- حان الوقت لتغيير السُّلّم !
- الحقل الأغلى
- جارة القَمَر مرّة اخرى
- لغةُ الحياة ،لا لغة التكلُّلف
- القلبُ الجديد
- كم من الرجال مثلك يا اسواني؟!
- فصحُ السّماء
- عيد الأمّ
- نهرٌ وصليب
- صداقة - قصّة للأطفال
- عُرس ابن الأرملة


المزيد.....




- منظمة حقوقية: مقتل 657 شخصا في ايران جراء الضربات الاسرائيلي ...
- منظمة حقوقية تكشف أحدث حصيلة لضحايا إيران من ضربات إسرائيل
- تقرير: عودة اللاجئين السوريين تصطدم بتحديات -بنيوية عميقة-
- بن بيه يستعرض أهمية إعلان مراكش حول حقوق الأقليات الدينية
- السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: لم يفت الأوان بعد أمام ...
- وزيرة دنماركية تهاجم -ميتا-: تطلق الدعاية بدل حماية الأطفال ...
- الأمن السوري يقبض على قيادي عسكري سابق متهم بجرائم حرب
- اعتقال -عميل للموساد- في إيران.. فضحه -واتساب-
- الأمين العام للأمم المتحدة: اتساع رقعة الصراع الإيراني الإسر ...
- رئيس البرلمان العربي: الصمت الدولي المخزي تجاه جرائم الاحتل ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - زهير دعيم - الاعتراف