أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - صداقة - قصّة للأطفال














المزيد.....

صداقة - قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 07:31
المحور: الادب والفن
    



في صباح أحد أيام الربيع الزّاهية ،غادرت اللبؤة عرينها ، وخرجت لتفتّشَ عن طعام لها ولشبلها الصغير ، الذي ظلَّ في العرين يتناول فطوره.
وكانت اللبؤة الأم قد أوصت ابنها ألا يغلق باب العرين ، فليس من عادة الأسود الخوف ،بل انهم خُلقوا للشجاعة والدّفاع عن الحقِّ والحرية والعدالة .
وعندما انتهى الشّبل من طعامه ، أخذ يقفز ويلعب في أرجاء العرين ، الى أن شعرَ بالتعب والملل، فخرج يراقب امور المملكة تارة ، وتارة اخرى يعود الى طفولته فيتدحرج ظَهرًا وبطنًا على العشب الأخضر .
..وفجأة شاهد غزالاً صغيرًا يركض ويلهث خائفًا ، يطارده ذئب كبير ، فرقَّ قلبه لهذا المخلوق الضعيف الناعم ، والذي يدانيه في العُمر ، فهبَّ سريعًا لنجدته ، واعترض سبيل الذئب ، وأجبره على الفرار .
التفت الغزال الصغير المذعور الى الخلف ، فرأى فعل الشّبل الشجاع ، فقرّر أن يعود ويشكره على صنيعه معه.
استقبل الشبل الغزال الصغير استقبالا ًَ حارًا ، ودعاه الى زيارته في العرين ، فلبّى الغزال الدعوة ، على ان لا يطيل الزيارة ، فأمّه تنتظره.
قضى الصديقانِ أوقاتًا في اللعب والحديث ، الى أن تعبا فركنا الى النوم.
لم تُوفّق اللبؤة في ذلك اليوم في الصّيد ، خاصةً وأنّ قدمها اليُمنى تؤلمها وتعيقها من اللحاق بالغزلان والثيران البريّة السريعة العدو، فعادت أدراجها تجُرُّ أذيال الخيبة ، وهي جائعة تُفكّر بشبلها الجائع ايضًا ، والذي ينتظر عودتها بالطعام .
وما ان وصلت اللبؤة الى العرين ، حتى أصيبت بالدهشة ، حين وجدت بابه مُقفلاً ، وكم كانت دهشتها كبيرة , حين فتحت الباب ورأت شبلها نائمًا يعانق غزالاً صغيرًا .
اعجبت اللبؤة بهذا المنظر الطفوليّ الجميل ، ولكن إحساسها بالجوع ، دعاها إلى نسيان هذا المشهد البريء ، والتفكير بما هو أبعد.
فماذا يُضيرها، ان هي ضربت هذا الغزال الصغير ضربة واحدة ، وجعلته لُقمةً سائغة لشبلها الجائع ؟...هي تستطيع أن تصبر ، أمّا شبلها –وهي تعرفه-فلا يصمد أمام الجوع ، إنها ما زالت تذكر، كيف ملأ الغابة زئيرًا وتذمُرًا في الأسبوع الماضي بعد أن خلا العرين من اللّحوم .
لم تنتهِ اللبؤة من هذه الأفكار ، حتى رأت الشبل يتململ في فِراشه ، ثم ما لبث ان فتح عينيه ....فعانقته امّه وحدثته بالفكرة التي تراودها ، فانتفض الشّبل مزمجرًا وقال : " لا ...لن يكون هذا يا اماه، لن يكون هذا، ولن نعتديَ على ضيفنا ، فهذا ليس من شيّم الملوك والنبلاء".
ابتسمت اللبؤة قائلة :عافاكَ يا صغيري ، حقًا انك أسد ابن أسد !!.
كان الغزال نائمًا ، فلمّا استيقظ ورأى اللبؤة ، خاف خوفًا شديدًا ، ولكنّ اللبؤة هدّأت من روعه ، وأخذت تقصّ على مسامعه ومسمع ابنها قصة جميلة ، ولما انتهت تجرّأ الغزال الصغير وطلب السّماح له بالعودة الى البيت ، فلا شكَّ أنّ امّه تنتظره بشوق كبير .
سارت اللبؤة والشبل والغزال الصغير متوجّهين نحو بيت الغزال ، وفي الطريق كان يربض الذئب المكّار ينتظر عودة الغزال الصغير ، فما أن رآه الشبل حتّى زمجر وطارده وسط ضحك اللبؤة والغزال الصغير.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُرس ابن الأرملة
- عيد المرأة العالميّ -فُرصةٌ لحساب النَّفْس
- غدًا يذوبُ الثّلج
- ....وسيسيرُ الربُّ على السَّحاب
- عُشُّ السُّنونو
- رسالة الى مُنتحِر
- كذا أنا (2)
- الذي لا ينام
- هل انقسمَ المسيح ؟
- وطني
- بلادي تتزيّن بالمصريين
- كَيْفَ ؟
- مَريَم ...نوَّرتِ مصر
- ألأقباط هذا الشّعبُ الحيّ
- الحُبُّ أقوى
- أعطنيها
- بائِعةُ الورد
- عامٌ جديدٌ وأملٌ جديدٌ
- المجد لله في العُلى
- بابا نويل ومحمود الصغير


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - صداقة - قصّة للأطفال