أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - ....وسيسيرُ الربُّ على السَّحاب














المزيد.....

....وسيسيرُ الربُّ على السَّحاب


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 01:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سار الكثيرون مع الربّ.
بل سار الربّ معهم وأمامهم وحولهم .
سار مع احنوخ وابراهيم ودانيال و....
وسار الربُّ مع موسى , ورنَّم موسى وسبّحَ, ووقف هذا الشّابّ أمام فرعون العظيم مُتحدّيًا
بقوّة ذراع الاهه, وقاد الشعب القديم من العبودية , قاده وهو يرنو الى هناك , إلى الجبال , إلى الأرض التي تدِرّ ُلبنًا وعسلاً, إلى أرض الموعد, قاده وهو يتوق إلى لقاء الله في أرضه ...ولكنه وفي خِضمِّ العُبور , أبى الاّ أن يسقط ويتعثّر , وكيف لا يكون هذا , وهو طين وتراب؟! فضربَ الصّخرة , صخرة الماء الحيّ, أكثر من مرّة , مُخالفًا أوامر الربّ .
وجاءت المحبّة الإلهية الضافية , لتقول : سترى ارض الموعد من بعيد , وستبقى عبدي الذي أحبُّ , الذي يكتب توراتي وناموسي .
وسار داوود مع الربّ....
وسبَّحَ, وغنّى , ورنّم َوملأ الدُّنيا تسبيحًا, ورقص أمام تابوت العهد .....ولكنه تعثّر أيضاً وسقطَ , أليس هو الآخر طين وتراب , أليس أنّه من ذرّية آدم الساقطة؟ فها هي بتشيبَع تسرق عفته وطهارته , بل هو الذي فعل ذالك , وها هو ينقاد خلف الشهوة الخاطئة فيقعُ , ولكنه يقوم ويملأ الدنّ دموعًا , وأجواء الشّرق أشعارَ توبةٍ .
ما أروع أن نسير مع الربّ , وما أجمل أن يسير معنا , يتقدّمنا تارة , وأخرى يجول من حولنا .
يُحكى أنّ أحد المؤمنين سار مع الربّ , فاكتنفته الطمأنينة , والتفت الى الوراء فرأى ثار أربع أقدام على الطريق,فتأكّد أن الربّ يسير معه فاستكان كما الطفل في حِضن امّه , ودارت الأيام وهبّت العواصف وولولت الرّيح, فارتعدت فرائصه , وكاد يذوب خوفًا , فالتفت إلى الوراء فلم يرَ إلا آثارَ قدمين اثنتين , فصرخ : "الهي , الهي لماذا تركتني في وقت الضّيق , فانّي لا أراك , أرى على الأرض آثارا لقدمين فقط!!
فابتسم عريس الأجيال , وربّتَ على كتفه قائلاً : " أنتَ على منكبيَّ يا بُنيّ , وتلك الآثار هي لقدميّ أنا .
وسار الربُّ –ابن الإنسان- نحونا , سار نحو بطرس والتلاميذ , سارَ على المياه الهائجة , سارّ ثابتًا , واثقًا , مُبتسمًا , هادئًا .
" وفي الهزيع الرابع من الليل , مضى اليهم يسوع ماشيًا على البحر , فلمّا أبصره التلاميذ ماشيًا على البحر اضطربوا قائلين , انّه خيال , ومن الخوف صرخوا , وللوقت كلّمهم يسوع قائلا : "أنا هو لا تخافوا" .
وسار بطرس على الماء الى الربّ وبأمر منه , سار مُثبّتًا أنظاره إليه وعليه , سار هادئًا واثقًا , ولكنه وفي وسط الطريق , التفت إلى الوراء , وكأنه غير مُصدّق , التفت والريبة تحتلّه , والشّكّ يأكل أعصابه , فكاد يغرق , بل غرق وهو البحّار الأول وقيدوم التلاميذ , فصرخ : "يا ربّ نَجني ".
وأقالَ الربّ عثرته , وأمسكَ بيمينه وبيميننا وما زال , ولكنّ هذا البحّار المغوار , عاد وغرق مرّةً أخرى في لُجّة الإنكار , إنكار سيّده في ليلة ليلاء ماطرة قارسة البرد....ورحمه الربّ وسار نحوه .

سار الربُّ ويسير واثقًا , ونسير نحن معوجين , شاكّين , ساقطين .

...وعُلِّقَ الماشي على الماء والمهدئ للعاصفة , عُلّق ما بين الأرض والسماء لأجلنا . وما زال يصرخ : " لا تخافوا هاأنذا ...تشجعوا لن أترككم يتامى ".

واليوم ننتظر هذا المُعلّق على الصليب والمُقام بمجدٍ , ننتظره وعيوننا ترنو إلى فوق , لنراه هذه المرّة ماشيًا على السّحاب !!!!!



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُشُّ السُّنونو
- رسالة الى مُنتحِر
- كذا أنا (2)
- الذي لا ينام
- هل انقسمَ المسيح ؟
- وطني
- بلادي تتزيّن بالمصريين
- كَيْفَ ؟
- مَريَم ...نوَّرتِ مصر
- ألأقباط هذا الشّعبُ الحيّ
- الحُبُّ أقوى
- أعطنيها
- بائِعةُ الورد
- عامٌ جديدٌ وأملٌ جديدٌ
- المجد لله في العُلى
- بابا نويل ومحمود الصغير
- ما بين بيت لحم واورشليم
- الوقت من ذَهَب
- الراعي الصالح
- قصص قصيرة جداً


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - ....وسيسيرُ الربُّ على السَّحاب