أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الراعي الصالح














المزيد.....

الراعي الصالح


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


عاد الراعي مع قطيعه مساء ً من المرعى مسرعاً ، فالجوّ بارد والسماء ملبّدة بالغيوم ، وقد تسقط الأمطار في كلّ لحظة.
فتح الراعي باب الحظيرة وبدأ يعد القطيع واحدا ً واحدا ً ، ولما انتهى ظهر التعجّب على وجهه فقد نقص القطيع واحدا ً.
لَعَلَّه قد أخطأ قال في نفسه؟! دخل الراعي الى الحظيرة وبدأ يعدّ القطيع من جديد، وإذا به يسمع بكاءً، فالتفت فإذا بالعنزة السوداء تنوح وتبكي وهي تفتّش عن صغيرها وتسأل :
هل رأيتم صغيري عنّوز ؟
هل رأيتم صغيري عنّوز ؟
والكلّ يومئ بحزن ويقول : لا...لا... لم نره.
فتفيضُ الدّموع الساخنة من عينيها. ويقترب الراعي الشاب من عنزته الحزينة، ويمسح شعرها الأسود بيديه ويقبّلها بين عينيْها ويقول : " اطمئني، اطمئني ... سأخرج رغم الليل والمطر والبرد وأبحث عنه. صلّي حتى يساعدني الله في مهمتي هذه.
ويخرج الراعي من الحظيرة بعد أن يلبس عباءته الرمادية ويتلفّع بشاله الصوفيَ الأسود.
وتمضي ساعة والساعتان، والعنزة الأم تنتظر وتبكي.
وتنفتح أبواب السماء فتهطل الأمطار الغزيرة مصحوبةً بالبرق الشديد اللامع .
الكل ينام إلاّ المطر والعنزة السوداء، فخيالها يأخذها بعيدا ً، يأخذها الى الذئب الشرس الساكن في الضواحي القريبة، فتذوب خوفا ً ورعبا ً.
وفَرَغ صبر العنزة السوداء ، فأخذت تصرخ وتبكي وتنطح الباب بقرنيْها وتقول : استفيقوا... استفيقوا ...لا مكانَ لنا في هذه الحظيرة ، فالرّاعي لا يهتم بنا ، إنه ينام الآن مطمئنا ً في بيته!!
واستيقظ القطيع واحدا ً واحدا ً ، وملأ الصياح والثغاء زوايا الحظيرة.
لقد خاننا الراعي صاح التيس الشيخ، لقد خاننا ففقدنا الأمان ، هيّا بنا نكسر باب الحظيرة ، ونمضي بعيدا ً عن هذا السجن... هيّا . فصرخ الجميع هيّا ..هيّا.
وفجأة لمع البرق لمعانا ً شديدا ً ، فأبصر القطيعُ على باب الحظيرة الراعي الشاب، يحمل على منكبيْه الجدي عنّوز ملفوفاً بالعباءة الرمادية في حين راح المطر يقطرُ من شعْرِ الرّاعي وثيابهِ .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً
- لا تبعدي
- ما احوجنا لامثاله
- مُخيّم وسنونو
- الو.....عاصي الرّحباني
- وديع الصّافي....نحبُّك
- وتأبى ان تُهاجر
- ما بين الغزل والتحرّش
- أباء
- المصلحة العامّة – يخدمونها أم يسرقونها ؟!
- سيل جارف في ادب الاطفال
- مبدعونا اولى بالتسمية
- كذا انا
- سقى الله تلك الايام
- غفران وعاصي
- نريدها نمنمات جليلي
- الزجل حضارة
- بين صلاة جبران واسلوب غاندي
- ما اجمل المحبة
- شمس وطني


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الراعي الصالح