أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - غفران وعاصي














المزيد.....

غفران وعاصي


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


غفران الطفلة اليتيمة , طالبة جميلة ومؤدّبة, تتعلّم في الصف الثالثّ وتجلس الى جانب عاصي.
في حصّة الرسم , رسمت غفران منظراً طبيعياً ساحراً, في حين رسم زميلها عاصي سيّارة جميلة.
فتح عاصي علبة الوانه ,والتي تحتوي على شتّى الالوان كالاحمر والاخضر والأصفر والبنفسجي , وبدأ يلوّن رسمتهّ.
طلبت غفران من عاصي أن يعيرها بعض ألوانه ولكنه رفض , فحزنت كثيرا وصمّمت أن تطلب من امّها عند عودتها الى البيت ان تشتريَ لها علبة الوان , رغم الظروف الصعبة .
بعدما انتهى عاصي من تلوين رسمته, استأذن معلمته في الخروج لغسل يديه من الالوان , فأذنت له, ولمّا عاد وجد أن غفران تستعمل الوانه, فغضب غضبًا شديدًا , ووجّه لهل صفعة قوية,في الوقت الذي كانت فيه المعلّمة مشغولةً في التفرّج على رسومات الطلاب.
بكت غفران بكاءً حاراً هادئاً , وسحّت الدموع على خدّيها . ولم يجرؤ احد ٌمن الطلاب من اخبار المعلمة بذالك , فعاصي طالب عنيف ويهابه جميع الطلاّب .
واثناء تجوال المعلمة بين الطلاب , لاحظت ان غفران تبكي بهدوء , والدموع تسيل على وجنتيها.
فسألتها بحنان :
- ماذا بك يا صغيرتي الجميلة , لماذا تبكين ؟
- لا شيء...لا شيء اجابت غفران .
- وفي أثناء الفرصة شعر عاصي ان معظم الطلاب يبتعدون عنه وينظرون اليه نظرة لوم وعتاب .
- جلس عاصي على المعقد البعيد وحيداً واخذ يلوم نفسه ويقول : كم انتِ مؤدّبة يا غفران وكم انا عنيف !!! لماذا فعلتُ هذا ؟!!...لماذا فعلتُ هذا ؟ ...لا بدّ من تصليح الخطأ.
- عند انتهاء الدوام المدرسيّ , غادر جميع الطلاب مقاعدهم عائدين الى بيوتهم , الاّ عاصي فقد وقف عند الباب ينتظر المعلمة , فلمّا رأته اقتربت منه وداعبت شعره قائلةً :ماذا تريد يا عاصي ....لماذا لم تعد الى البيت بعد ؟.
- فنظر عاصي الى معلمته نظرة انكسار وقال :سامحيني يا معلمتي , فقد قمت اليوم بفعلة سيئة , فقد ضربت واعتديت على زميلتي غفران اثناء حصّة الرسم لأنها استعملت الواني .
- اذن غفران لم تكن مريضة قالت المعلمة .
- لا لم تكن مريضة ...انا السبب , نعم انا السبب وانا مستعدٌّ ان اذهب اليوم لزيارتها واخذ معي لها علبة الوان جميلة , بل واعتذر لها امام كلّ الطلاب .
- ربتت المعلمة على كتف عاصي وقالت : الاعتراف بالخطأ فضيلة يا صغيري , علينا جميعاً ان نتخلّى عن العنف بكلّ أنواعه , وعلينا ان نتحلّى بالتسامح والمحبّة , ثمّ ما رأيك يا عاصي ان أرافقك اليوم الساعة الرابعة عصرًا الى بيت غفران , لأني اريد ان اهديَ لها
- دفتراً خاصّاً بالرسم .
- فكاد يطير عاصي من الفرح , واخذ يشكر معلمته بحرارة , وهو يركض عائدا الى بيته والحقيبة تقفز على ظهره وهو يقول :
- " اليوم ..اليوم في الساعة الرابعة ...اليوم في الساعة الرابعة"



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريدها نمنمات جليلي
- الزجل حضارة
- بين صلاة جبران واسلوب غاندي
- ما اجمل المحبة
- شمس وطني
- براءة-قصة للاطفال
- رسالة الى الشاعر الكبير سعيد عقل
- احسان
- فيروز صداحة الشرق
- الشعر في المزاد العلني
- انفلونزا الشرف
- الغزل بين الامس واليوم


المزيد.....




- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - غفران وعاصي