أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الغزل بين الامس واليوم














المزيد.....

الغزل بين الامس واليوم


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 06:11
المحور: الادب والفن
    



كان المشهد التلفزيوني مشهدا غراميا بريئا وغزلا ساميا,وخفرا يعلو الخدّين,من خلال قصيدة القاها شابّ في العشرين من عمره في مسلسل تاريخيّ,القاها على مسامع فتاة ريفية,عقدت زنارا نيليا"وقمطت"منديلا مطرّزا, وجلست تحت شجرة تين في حديقة وارفة الظلال, شجية الالحان .

فتنهّد ابو جميل –وهو شيخ في السبعين من عمره- قائلا: "سقى الله تلك الايام ,ايام الغزل الرقيق والنظرات الحيّية المختلسة,والشعور الجيّاش الممتليء بالمحبة ,...انظرواوتحسّروا كم كان الغزل يأخذ بمجامع القلوب,وكم كانت الحياة تتضوّع شذا وتنضح عفوية ...كانت عذراء بتولا !!!"
كان المحفل يغصّ بالحاضرين شيبا وشبّانا وصبايا, فاعترض احد الشباب المثقف قائلا:
اتقول غزلا يا جدي,وهل كان حقّا في زمانكم غزل, ..اني اشكّ في هذا الا ّاذا كنتم تطلقون على الحرمان غزلا وعلى البكاء على الاطلال تغريدا ونسيبا.
فأن كان حرمانكم غزلا فماذا تسمّي حياتنا اليوم والتي تعجّ بالمرح والقبل والهمسات والواوا بح ؟! وماذا تسمّي الحرية الحمراء التي ندقّ بابها يوميا ونتمتّع بها دون رقيب."
انها "قلّة حيّا" قالها الجد ابو جميل وسط رنّة ضحكات الصبايا, الم تسمع فيروز تشدو في احدى روائعها "تحت الرماني ...حبّي حاكاني" ..ثمّ اسأل القمر وهو يخبرك كم من قصة للحبّ بريئة حاكها الشباب والصبايا على دروب العين,بل سل ان شئت اشجار البلوط والخرّوب اوالصّبّار و كم من غمزة بريئة رسمها عشّاقنا تحتها عند استراحتهم من عناء الحصاد؟؟
فقهقه شاب اخر يجلس في الركن البعيد وقال "ما تقوله يا جدّي هو قشور الغزل , امّا اللّب والنكهة واللون والواقع فتعيش في واقعنا,في سيارة حمراء مكشوفة الظهر , وفي حفل راقص متوّهج , وفي اغنية عصماء نتلوها على وقع موسيقا الراب, امّا انتم .....
فقاطعه الجدّ ابو جميل قائلا بحدّة :كفى هذرا ,لقد كان غزلنا يدبّ ويحيا مع وقع حبّات المطر , وفي العشايا والاسحار,ومع النسيمات البليلة تنعش الروح والوجدان وحيث الذوق الرفيع الراقي يعزف موسيقاه فوق كلّ تلّة وعند اقدام كلّ مرج . انكم تسمّون الوقاحة حبّا والحرية الجارفة غزلا ,وللحقّ يا ابني اقول انّ الغزل فرّ منذ زمن بعيد امّا الذوق الرفيع فقد قضى نحبه منذ ان توّج "الشورت "ملكا على الملبوسات.
اسمع يا ابني هذه الحكاية –والحكي للجميع- حكاية يحكيها سلام الراسي عن الذوق الرفيع , رغم انّ الشهوات كانت وما زالت ومنذ ايام ادم وحواء تطلّ برأسها من بين الجحور.
"يحكى ان رجلا ارمل جفاه الكرى في احدى الليالي , وراح يتقلّب في فراشه حتى ساعة متأخرة من الليل,ثم فطن الى احدى جاراته التي ترمّلت في وقت عير بعيد.
قال:لعلّ ما يؤرّقني يؤرّقها وما يعنيني يعنيها قم اذن يا رجل "وتفقّد "خاطرها واعرض خدماتك عليها لعلّك تنفعها وتكسب حسنتها في الاخرة.
ونهض الرجل وتحسّس شاربيه وتلمّس مواقع رجولته لكي يتثبّت من توقّد حميته ,وخرج ومضى ونقر باب المرأة نقرا رتيبا ,فصاحت المرأة من الداخل :من يدقّ الباب ؟
قال :انا ابو شاهين....افتحي
قالت : وماذا تريد في مثل هذا الوقت؟
قال : شفت المرحوم في منامي وقال بلّغ مرتي سلامي
قالت :وصل سلام المرحوم ,ولكن ريحة كلامك ثوم!
فخجل الرجل ورجع مكسوف الخاطر .
وتنحنح ابو جميل ومسّد لحيته وقال : اترى كم كنّا ذوّاقين ؟!....اين انتم من هذا الذوق؟
وقبل ان ينفضّ المحفل قالت صبيّة جميلة بضحكتها الوضيئة: لقد صدقتم جميعكم , فلكل زمان رجاله غزله وحياته, فغزلكم يا جدّي كان نبيذا معتّقا , وغزل اليوم متجدّد يواكب الساعة والحضارة ....انه غزل جميل في كلتا الحالتين



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الغزل بين الامس واليوم