أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - احسان














المزيد.....

احسان


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 05:01
المحور: الادب والفن
    


– قصة للاطفال ـ

في مساء خريفي هادئ , عاد ابو مراد من صيد السمك في البحر الكبير , فربط قاربه الصغير العتيق والمدهون باللونين الاحمر والازرق.


ربطه سريعًا بعمود حديدي على الشاطئ وحمل غلته السمكية القليلة وعاد ادراجه الى البيت .
والبيت لا يبعد كثيرا عن الشاطئ , انه يقع في طرف الحارة القريبة المليئة بالصيادين . وفي الطريق صادف ابو مراد الطفل اليتيم " احسان " والذي صادفه قبل اسبوع تمامًا وعرض عليه الفتى ان يعمل معه في صيد السمك , فرفض الصياد وقتها معتذرًا بان القارب صغير والصيد شحيح .
تشاءم ابو مراد عندما رأى " احسان " فمنذ أن رآه قبل اسبوع والغلة في نقصان , ولا تكفي لاستهلاك أهل بيته , بعد أن كانت وفيرة يبيعها في السوق .

تأفف ابو مراد وتذمر قائلا : " يا ساتر استر " وكيف لا يتأفف والفتى اليتيم بثيابه الرثة وعينيه الذابلتين تجعله متشائما بعكس الكثير من الصيادين الذين يحبونه ويعاملونه بالحسنى ويتصدقون عليه .

ولكن " احسان " يكره الشفقة ويمقت الرحمة ويرفض ان يتصدق الناس عليه , لذلك عرض خدماته على ابي مراد , هذا الصياد الوحيد الذي يمتلك قاربًا في تلك الحارة .

وصل الصياد البيت وكانت الظلمة قد بدأت تزحف على الحارة فاستقبلته زوجته وأبناؤه الصغار بالترحاب فهم ينتظرونه لتناول طعام العشاء .

وبعد العشاء واثناء احتساء الشاي الساخن اللذيذ , تذمر ابو مراد امام زوجته من شح السمك وقلة الغلة قائلا : لقد كانت الحالة بألف خير , كانت الدنيا والبحر يضحكان لنا الى ان جاء هذا النحس " احسان " وعرض خدماته , ومنذ ذلك اليوم والبحر يعادينا والسمك يجافينا , والأدهى والأمر أن القدر دفعه اليوم أيضا في طريقي , فلا تستغربي إن جاء الآتي أشد قساوة .

نام الصياد ولم ينم قلقه , ليصحو في منتصف الليل على هدير العاصفة وعلى وقع حبات المطر تضرب زجاج النوافذ بشدة , فانتفض ابو مراد وقام سريعا الى معطفه وشاله وحذائه يلبسها تساعده زوجته , فقد ترك القارب على الشاطئ غير محكم الربط ودون غطاء واق من المطر , وليس ببعيد أن تأخذه العاصفة الى العمق ويملأه المطر بمائه فيغرق وتغرق معه احلام العائلة بأكملها .

أف .... لقد صدق حدسي قال ابو مراد لزوجته فإن هذا النحس " احسان " سوّد حياتنا وعكر مزاجنا .... ألم أقل لك أنني اليوم صادفته وتوقعت شرًا .... لقد كان الطقس صافيا هادئا لا أثر للغيم والمطر .... يا الهي أرجوك أن تخفف الوطء عنا !!

حمل ابو مراد مصباحه اليدوي وانطلق نحو الشاطئ وسط العاصفة والمطر الشديد لعله يستطيع أن ينقذ قاربه الصغير من الغرق .
سار حتى وصل الشاطئ بعد عناء كبير من المطر الذي لا ينقطع , ووقف على الشاطئ والدهشة تملؤه , ان القارب مشدود جيدا الى الشاطئ ومغطى باحكام واتقان بالغطاء الواقي , هذا الغطاء الذي كان يقبع في زاوية القارب.
فرك ابو مراد عينيه وحك رأسه ليتأكد من انه لا يحلم .... من صنع معه هذا الخير وهذا الصنيع .... ورفع ابو مراد حاجبيه استغرابا ودهشة .... ودار هذا التساؤل في رأسه وهو عائد الى البيت الى ان وقع نور مصباحه اليدوي على شخص يقبع تحت الشجرة . فاقترب منه ببطء وأنار حوله , فاذا هو امام الفتى " احسان " الذي يرتجف من البرد , والمطر يقطر من شعره وثيابه وكل جزء فيه !!



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز صداحة الشرق
- الشعر في المزاد العلني
- انفلونزا الشرف
- الغزل بين الامس واليوم


المزيد.....




- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - احسان