أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - كذا انا














المزيد.....

كذا انا


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


كذا أنا منذ رأيت النور وانا امقت القيد ! كذا انا منذ تنسمت الهواء وانا اعشق الاريج يمشي الهوينا في دروب من أثير . كذا انا اغنّي على ليلاي في كل زمان ومكان ، بعيدا عن الضوضاء وصخب الحياة . فالقيد يا صاحِ يقتل حريتي ، ويطعن يقيني في الصميم ، ويرشّ آمالي بالإحباط والملالة . فلست اذكر مرة أنني أمسكت يراعي ورحت اكتب داخل الإطار كلمة واحدة . فالإطار حتى ولو كان محيطاً للشعر لا بحراً يحدّ من انطلاقتي وعُنفواني ، ويُقصّر مساحات أحلامي ، ويُدمي أفكاري ، ويطيح بي بعيدا الى ما يسميه الناس " بالعادي " أي الذي لاكته الألسن ، وهضمته الأفكار والعقول عشرات المرات فجاء بل صار " بايتا " . فالقصيدة موسقها جدّي الاعرابي قبل ان يكون للبحر شطآن ، والحكاية جاست في نفوس اطفال العرب والعجم فأبكت وأضحكت واستدرت التصفيق والإعجاب وآهات اللوعة دون أن يعرف الحاكي الذروة والحبكة والشخصية المدورة والمسطّحة .

وقل يا رعاك الله في الخاطرة ، هذه التي تأتيك من فرن الكاتب ساخنةً وطازجةً ، محمّرة أحياناً وأخرى ناصعة ، تهمس في رفق ، وتزو بع في لين ، وتشرئب في عنفوان ، فتصيب كبد الحقيقة حينا وحينا قلبها .
حقا .. انني امقت القيد حتى ولو كان ماسيا ! وامقت ان يقيّدني غيري بعنوان او مضمون او حتى إطار وشكل ، وامقت ان اقيّدَ نفسي ، وأتوق ابدًا الى الانطلاق ، والى الغوص في عمق الأعماق ، مانحا قلمي حرية الرقص على صفحات الورق ، يستمد إلهامه من الشعب والوجدان والطبيعة ونُسيمات الله ! أمزق الكثير الكثير من الأشرعة قبل ان يستقر قلمي في ميناء ، وأكسّر الكثير من المجاديف قبل ان ترسو سفينتي في ثغر الأدب .
وقد اهتدي وقد لا اهتدي ، وقد يطول مشواري وقد يقصر ، وقد أضيع في متاهات المتاهات فأجد نفسي عازفاً عن كل شيء ، فأطلق لقلمي سراحه وأدعه ينام نومة هانئة في حضن الاوراق .
وكثيرا ما كنت احاول ان الحق بهذا القلم فلا استطيع ، فيروح يقفز فوق الصخور والحجارة والتاريخ والاحساس يلوّن ويخربش ، الى ان يتعب او يتعثر ، فأمسك أنفاسي وأروح أدلّله مربتاً على كتفه قائلا : عافاكَ ... عافاكَ .
انا لا ادعو الى العبثية ، ولا أنادي بكسر كل الحواجز ، والقفز فوق الزحّافات ، بل أدعو الى عدم تقييد الشاعر او الكاتب بقيود نحن خلقناها ، ونحن اعطيناها روحا وحياة ، فالادب الحقيقي سواء كان شعرًا ام نثرًا ، موزوناً او منثورًا ، هو الذي يحرّك لواعج النفس البشرية ، ويهز المشاعر والأحاسيس ، فترى البسمة على وجه القارئ وحينا الامتعاض ، وحيناً تسيل دمعة حرّى تعقبها آهة لاهبة !!
ان القصة الحقيقية ، والرواية الحقيقية ، هي التي تأخذني بعيدا عن نفسي ، وتجعلني اذوب في بحر من إحساس ، واغرق في صميم واقع الخيال ، فأعيش الحدث والشخصيات ، واتنبّأ واصفّق واطرب لهذا البطل ولتلك التي تبيع الورد على قارعة الطريق !.
هل حدث أخي القارئ وبكيت مرة وأنت تقرأ قصيدة او قصة او رواية ؟! إنني أنصحك ان لم تجرب بعد هذا الشعور ، وتريد يوما ان تغسل عينيك من الأدران ، أنصحك ان تمتشق رواية " كوخ العم توم " وهنا تجد الدوار والدموع والإحساس الجارف ... هذا نموذج من نماذج عدة .
اكتب اخي الشاعر ما شئت ، وخربش أنّى اردت ولوّنه بعد ذلك بلون الانسانية ، وعطرّه فالكلمة الحلوة ، المشيقة ، الحسناء تسلخ على ابداعك رونقا ، وتضفي على نتاجك نضوجًا .
اكتب اخي الشاعر / الكاتب من حسّك ، وبدمك واستعن بهموم وآلام شعبك وانسانيتك وسترى بعد ذلك ان ما تكتبه يمشي ، ويضحك ويعيش ، ودع اصحاب " الانتيكا " والقيود والحواجز ، دعهم يأكلون الحجارة ويلتهمون الاعشاب الجافة ، بينما أنت مُحلّق فوق كل الحواجز وكل المُعوّقات .
هكذا انا اكتب ، واعطي لقلمي حرية التعبير وحرية الحركة !!
هل انا على حق ؟!!
رحم الله شاعرنا أبا ماضي ... لست ادري ولكنني ادري شيئا واحدا ، إنني أتلذذ بهذا العطاء وأموت عشقاً فيه وبه !.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقى الله تلك الايام
- غفران وعاصي
- نريدها نمنمات جليلي
- الزجل حضارة
- بين صلاة جبران واسلوب غاندي
- ما اجمل المحبة
- شمس وطني
- براءة-قصة للاطفال
- رسالة الى الشاعر الكبير سعيد عقل
- احسان
- فيروز صداحة الشرق
- الشعر في المزاد العلني
- انفلونزا الشرف
- الغزل بين الامس واليوم


المزيد.....




- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - كذا انا