أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - بابا نويل ومحمود الصغير














المزيد.....

بابا نويل ومحمود الصغير


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


قصة للاطفال
الليلة باردة, والمطر ينزل من السماء بغزارة مصحوباً بالرعد والبرق .
في مثل هذه الليلة وقبل أكثر من ألفين من السّنين وُلِد الطفل يسوع في مغارة بيت لحم, وحَمَلَ إليه المجوس الهدايا.
والأطفال في حارتنا ينتظرون الشيخ الجليل "بابا نويل" بلحيته البيضاء ولباسه الأحمر , حاملاً على ظهره كيس الهدايا , ينتظرونه بلهفة وشوق, فكل الأطفال يُطلّون من النوافذ حتّى محمود الصغير ابن السادسة.
في السنة الماضية بكى محمود الصغير وتمرّغ على الأرض , ورفض أن يفهم أنه مسلم وجيرانه مسيحيون. أنه يريد هدية من بابا نويل , وكفى .
رأى أطفال الحارة هذا المشهد الحزين فتألموا جداً, ولكن ما العمل والشيخ الجليل كان قد ترك الحارة؟!
لم يتوقّف محمود عن البكاء الاّ بعد أن وعدته أمّه بأن بابا نويل سيزوره في السنة القادمة....نام محمود في تلك الليلة مُتنهّداً, ونامت امّه حزينة.
وها هي السنة القادمة على الأبواب , فبابا نويل يقرع أجراس العيد مُرنّماً "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السّلام وفي الناس المسرّة ".
ماذا افعل يا الهي , قالت الأرملة الشّابة أم ّ محمود, فأبنها مطمئن بأنّ بابا نويل في طريقه اليه , لذالك اخذ يُطلّ من نافذة بيتهم الصغير وينتظر كما ينتظر جاراه حنّا وفادي وكلّ أطفال الحارة .
انّها أرملة فقيرة وبالكاد تستطيع أن تؤمّن لها ولصغيرها الطعام واللباس والأجر المدرسيّ.
كم تمنّت أن تفي بالوعد , ولكن الأمر كان فوق طاقتها.
انزوت امّ محمود في غرفتها واخذت تبكي بُكاءً مُرّاً, انّها تريد أن ترى ابنها سعيداّ مثل كلّ الاطفال , وتريد أن ترسم البسمة على ثغره.
وكلما اقترب رنين الأجراس خفق قلب خفقاناّ شديداّ.
المطر يزداد هطولاّ, ترافقه دقّات الأجراس الفضّية الآتية من خلف الباب , فيهبّ محمود صارخاّ : "امّاه...امّاه ...ها قد جاء بابا نويل ...ها قد جاء بابا نويل"...ويقوم يركض نحو الباب .
وتمسح الامّ دموعها وهي تفتح الباب , وهي تكاد لا تُصدّق , حقّاً انّه بابا نويل بشحمه ولحمه وكيس هداياه, ومن خلفه جيرانهم حنّا وفادي وأبواهما .
قدّم بابا نويل هدية العيد لمحمود وكانت عبارة عن درّاجة حمراء طالما تمنّاها .
رقص الأطفال مع بابا نويل وصفّق الكبار ووُزِّعَت الحلوى .
دعا أبو حنا وزوجته امّ محمود وصغيرها لقضاء ليلة العيد عندهم , فوافقت شريطة أن تحتفل معهم وفي بيتها بعيد الأضحى القريب.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين بيت لحم واورشليم
- الوقت من ذَهَب
- الراعي الصالح
- قصص قصيرة جداً
- لا تبعدي
- ما احوجنا لامثاله
- مُخيّم وسنونو
- الو.....عاصي الرّحباني
- وديع الصّافي....نحبُّك
- وتأبى ان تُهاجر
- ما بين الغزل والتحرّش
- أباء
- المصلحة العامّة – يخدمونها أم يسرقونها ؟!
- سيل جارف في ادب الاطفال
- مبدعونا اولى بالتسمية
- كذا انا
- سقى الله تلك الايام
- غفران وعاصي
- نريدها نمنمات جليلي
- الزجل حضارة


المزيد.....




- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - بابا نويل ومحمود الصغير