أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - عُرس ابن الأرملة














المزيد.....

عُرس ابن الأرملة


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2210 - 2008 / 3 / 4 - 07:11
المحور: الادب والفن
    


آذار يفرش بساطه الأخضر ،وأزهاره الجليلية الفوّاحة على كلّ ِقرية وبلدة في الجليل والناصرة والمنطقة.
نعم ،لقد وصل الربيع حتّى الى تلك البلدة الصغيرة التي تُدعى نايين،والتي كانت الى سنتين ونصف خلت ، نسيًا منسيًا ، الى أن مرَّ ذاك المُعلِّم الجليليّ، وأشار الى الموكب الحزين ، أنْ يقف ، وكيف لا يشير ، وهو المُحِبُّ الرائع ،العالِم بمكنونات القلوب والحياة , والداري بخبايا النفوس المُتألمة والفرحة ؟!!
فالأرملة النايينيّة ، الباكية اللاطمة ، تفتح أمامه سِفرَ حياته الآتي ، فيرى العذراء عند الصليب ، تبكيه بهدوءٍ وحرقةٍ ودموعٍ لا تعرف الانقطاع.
ونظرَ في عينيها ، والمحبة تتدفّق من عينيه وجبينه ومُحيّاه ، وكأنه يقول : لا تخافي ، أنا هو .... أنا القيامة والحياة .."
وبُهِتَ حاملو النعش ، ماذا يريد هذا الشّاب الوسيم ؟ ومَنْ هؤلاء الذين يتبعونة حُفاة في دروبٍ وَعْريّة ؟!
خبّريني يا امّاه ،-ووضع الشّاب النايينيّ الوحيد لامّه، رأسه على كتف أمّه الأرملة –وقال : "كم أتمنّى أن ألقاه من جديد ، وأن أعانقه ، واقبّل التّراب تحت أقدامه ، لا اخفيكِ يا أمّي ، بأنني كثيرًا ما أعود الى تلك الربوع باحثًا عنه ،لعلّه يمرّ من هناك ،ولعلّني أحظى ثانية بنظرة من نظراته المُحيية .
وداعبت الأرملة شعر وحيدها بحنان ، والدُّموع تنهمر على وجنتيها ، ماذا ستكون حالتها لو لم يمرّ ذاك ألجليلي الحنون في تلك اللحظة ، وتساءلت في نفسها : أتراه كان قاصدًا المكان قصدًا ، أم ان الحظَّ والصُّدفة أسعفاها ؟ ..وابتسمت من جديدة، وعادت الى وحيدها تُقبّله بشوق ، وتهمس في اذنيه ، ها قد اقترب آذار على نهايته ، ونيْسان على الأبواب ، وما أدراكَ ما نيسان ، فالصَّبيّة إياها التي عشقها قلبك وقلبي ، تُجهِّز فستان العرس .....ماذا دهاك في هذا المساء ، وأنت الذي كان يعُدّ الدقائق والثواني لنيسان وللفرح ، ولعروس تملأُ حياتك حبورًًا وغبطة .
لا شيء يا امّاه ، ما زلْتُ انتظر بشوق الى ذاك اليوم ، ولكنني اسألكِ ، ألا يجمُل بنا أن ندعو يسوع الى فرحنا ؟
ليكن ما تريد يا بنيّ أنّه يستأهل ، بل يُشرّفنا حضوره ، ولكنني سمعت أنّه في مثل هذه الأيام يكون في اورشليم ، فالفصح على الأبواب .

ومرَّ اسبوعان ، ووقف الشّابّ النايينيّ مع الجماهير في الجلجثة ، وفي عُبِّه دعوة العُرس ، وقف يبكي ويُكفكف الدّمع ، فها المُعلّم مُعلَّق على الصليب ، والمريميات الباكيات يذكّرنه بامّه في نايين .
كم تمنّى وقتها أن يكون بمقدوره أن يشير على المصلوب الأوسط قائلا : أقول لكَ انزلْ ...ولكن هيهاتِ..

وعاد إلى امّه ، عاد الشاب ابن نايين إلى امّه ومحبوبته ، بعد يوم الأحد من ذالك الاسبوع بأيام ، عاد فرحًا ، فقد عطّرت الأخبار الآتية من القبر الفارغ حواسه وأحاسيسه ومشاعره.
عاد يُسبّحُ الله....وقد طاب له أنْ يفرح.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد المرأة العالميّ -فُرصةٌ لحساب النَّفْس
- غدًا يذوبُ الثّلج
- ....وسيسيرُ الربُّ على السَّحاب
- عُشُّ السُّنونو
- رسالة الى مُنتحِر
- كذا أنا (2)
- الذي لا ينام
- هل انقسمَ المسيح ؟
- وطني
- بلادي تتزيّن بالمصريين
- كَيْفَ ؟
- مَريَم ...نوَّرتِ مصر
- ألأقباط هذا الشّعبُ الحيّ
- الحُبُّ أقوى
- أعطنيها
- بائِعةُ الورد
- عامٌ جديدٌ وأملٌ جديدٌ
- المجد لله في العُلى
- بابا نويل ومحمود الصغير
- ما بين بيت لحم واورشليم


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - عُرس ابن الأرملة