أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - (2-6) مشكلة المغيّبات ...؟















المزيد.....

(2-6) مشكلة المغيّبات ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولماذا لم ينههم محمد على الدخول عن الزوجات نهاراً وحالتهن في الليل أو النهار واحدة : عدم الاستحداد والامتشاط ... وما الفرق بين أن ينتظر الزوج حليلته بعض الوقت حتى تتزين له سواء بالنهار وبالليل ؟
إن محمداً الحصيف كان يعرف أن الليل هو الوقت المفضّل لتلاقي الأخدان خاصة في ذلك الزمان إذ لم تكن إنارة الشوارع قد عُرفت بعد وأدوات الإضاءة كانت آنذاك ضعيفة واهنة كليلة تمكّن من الدخول والخروج في أمان وخاصة وأن الناس قد أوت إلى مساكنها وانقطعت الأرجل السابلة ...
لهذا نهى محمداً أتباعه عن الدخول على الزوجات المغيّبات في ظلمة الليل حتى لا يفاجأوا بما لا يسرهم بل يفزعهم ويفجعهم ويدفعهم إلى الإحجام عن الخروج .
***
واستمرت مشكلة المغيّبات بعد وفاة محمد فقد قرأنا في خلافة عمر مما يدل على ذلك :
-( روى أبو حفص عن زيد بن اسلم قال : بينما عمر بن الخطاب يحرس بالمدينة فمرّ بامرأة تقول :
تطاول الليل واسودّ جانبه ......... وطال عليّ ألا خليل ألاعبـــه
والله لو لا خشية الله وحده .. لحرّك من هذا السرير جوانبه
( وفي رواية لزُلزل ) فسأل عمر عنها فقيل له : هذه فلانة زوجها غائب في سبيل الله فأرسل إليها امرأة تكون معها وبعث إلى زوجها فأقفل ، بعدها كتب إلى أمراء الأجناد : لا تحبسوا رجلاً عن امرأته أكثر من أربعة أشهر)(123)
إرسال بن الخطاب امرأة إلى المتشوقة لزلزلة السرير مفصود منه مراقبتها حتى يؤوب زوجها خشية أن تدفعها النزعة العارمة إلى خدن أو خليل يزلزل بها سريرها بعد أن طالت غيبة زوجها ولو كان عمر يثق فيها لما فعل ذلك وإرساله الرقيبة يرجع إلى معرفته بأحوال ( المجتمع اليثربي ) ...
أما سبب توقيت مدة غيبة الزوج بأربعة شهور فمرده أنه سأل النسوة عن المدة التي تصبر فيها المرأة عن المجامعة فأجبنه : أربعة أشهر – ولكن ذلك القرار لم يحسم تلك المشكلة ذات الجسور العميقة لأن الأشهر الأربعة هي الحد الأقصى لا الحد الأدنى ، خاصة وأن نسوة ذلك المجتمع تعودن على المباطنة اليومية ومن ثم استمرت المشكلة دون حل :
-( عن الحسن قال : أرسل عمر بن الخطاب – ر – إلى مرأة مُغيّبة كان يُدخل عليها فأنكر ذلك فأرسل إليها فقيل لها : أجيبي عُمر فقالت : يا ويلها مالها ولعمر ...إلخ ) ( 124)
وعبارة ( يُدخل عليها ) واضحة تفسر نفسها وفزع المغيبة المدخول عليها من طلب عمر لها ودعاؤها على نفسها بالويل والثبور وعظائم الأمور دليل على أنها كانت مُريبة أو إذا شئت الدقة أنها مُغيبة نموذجية أي يتوافق سلوكها مع موجبات وأنساق وأعراف ( مجتمع يثرب ) الذي كانت نزعة التلاقي والتماس مع الآخر فيه غالبة .
***
تلك جولة – على طولها النسبي – نراها قصيرة في ( مجتمع يثرب ) إبان العهدين المحمدي والخليفي من زاوية واحدة هي علاقة الرجل بالمرأة ( والمرأة بالرجل ) .
والعهد المحمدي هو عهد التدشين والتأسيس والتبليغ والتكوين ... أما العهد الخليفي فهو حقبة التشييد والانسياح والتوسع والإعلام .. والعهدان في نظرنا على درجة قصوى من الأهمية وخاصة أولهما .
ومع ذلك لم يأخذا حقهما من الدراسة الموضوعية المنهجية العلمية ، من كافة النواحي : العقائدية أو الدينية والاجتماعية والاقتصادية بل والعسكرية ......إلخ .
وإن كان هناك ركام هائلٌ من الكتابات الخطابية الإنشائية عنها .
وكتب التراث بمختلف أنواعها تنضوي على مخزون ضخم ضخامة لا يتصورها القاريء العادي من المعلومات عن الفترة المحمدية خاصة ثم عن العصر الخليفي . وكثيراً ما لفتنا النظر إلى أن الكتابة عن هاتين الحقبتين من القصور البيّن بل من السذاجة المفرطة بمكان لأن الاعتماد فيها على كتب التاريخ وحدها – مع تقديرنا البالغ لها ولأصحابها – والإعراض عن دواوين السنة بمختلف أسمائها ورتبها وكتب أسباب النزول وتفسير القرآن والناسخ والمنسوخ والقراءات والعدد في القرآن ومناسبات ورود الحديث والجرح والتعديل والمتروكين والمدلّسين وكل علوم الحديث ومؤلفات الفقه منذ نشأته في يثرب وقبل ظهور المذاهب ثم بعد ظهورها والمذاهب المندرسة والمندثرة والباقية والمستمرة وعلم أصول الفقه وكتب الطبقات في شتى المجالات وعلم الكلام .....إلخ .
وعن كتب الأدب والأمالي والنوادر .. ( هذه نذكرها كمصدر ثانٍ ) .
إنها جميعها أرّخت لهذين العهدين تأريخاً دقيقاً ولكن بطريقتها الخاصة التي هي من البديهي ألا تجيء مطابقة لطريقة المؤرخين وتبتعد عن السرد التاريخي ....
ولكن بها كنوز- وليس في هذه اللفظة أدنى مبالغة – من الأحداث والأخبار والنوازل والرسائل المساجلات والمحاورات .... التي تضيء بشكل باهر ومبهر جميع النواحي في المجتمعين المحمدي والخليفي وخاصة الأول منهما وذلك للعناية البالغة التي أولاها مصنفو وواضعو وجامعو ومؤلفو... تلك الكتب لخصية محمد حتى إننا نؤكد أنّهم لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة عن ذلك العهد ولها علاقة بمحمد إلا دونوها ولما كان هو محور ذلك العهد فمعنى ذلك أنهم سطّروا كل شيء عنه ، ثم بدرجة أقل عن الحقبة التالية له أي الحقيقة الخليفية .
وفي مذهبنا أنهم أدوا أمانتهم ولا يطلب منهم أكثر من ذلك ، ولا ينال من عملهم الجبّار ذاك ما لحقه من تبرير وتلفيق وتزويق حاولوا أن يبرروا به أو يجمّلوا به بعض الوقائع من أشخاص يكنون لهم في نفوسهم قداسة أو تقديراً فهذه مسألة يعذرون فيها .
( من كتاب مجتمع يثرب بين الرجل والمرأة في العهدين المحمدي والخليفي – الكاتب خليل عبد الكريم – سينا للنشر القاهره .)
يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع
123 - الشرح الكبير شمس الدين عبد ارحمن المقدسي على هامش المغنى المجلد الثامن ص 194و 195 مصدر سابق .
124 - أخرجه عبد الرزاقفي مصنفه والبيهقي في السنن . نقلاً عن كتاب حياة الصحابة للكاند هلّوي المجلد الثاني ص 53 الطبعة الثانية 1329هـ 1979م
الناشر : دار الوعي حلب .



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزّستان تحرّرت .. ألله أكبر .. هلهلوا يا عربان ..؟
- سلعة الديمقراطية الرائجة ...؟
- (6-1) مشكلة المغيّبات ...؟
- (5-2) الجنس في مجتمع يثرب ...؟
- النقل بلا عقل فوضى اجتهادية ظالمة ...؟
- (5-1) الجنس في مجتمع يثرب ...؟
- (5-4) مجتمع الذكور والإناث ..؟
- أردوغان ... أخاك مكره لابطل ، والترابي قدوة ..؟
- (4-4) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- الإعلان العامي لحقوق الإنسان مابين العلمانية والدين ..؟
- مجتمع الذكور والإناث...؟ 4-3
- (2-4) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- (4-1) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- (3-2) المرأة في مجتمع يثرب ...؟
- المُفتَرِسون والمُفتَرَسون ولله في خلقه شؤون ...؟!
- 1-( 3) المرأة في مجتمع يثرب ..؟
- (2) مجتمع الصحابة ..؟
- يشترط لإباحة الخلوة الشرعية في دوائر الدولة إرضاع الموظفة زم ...
- (1) مجتمع يثرب قبل الإسلام ..؟
- العدالة العلمانية ....؟


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - (2-6) مشكلة المغيّبات ...؟