أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - (4-1) مجتمع الذكور والإناث ...؟















المزيد.....

(4-1) مجتمع الذكور والإناث ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت نزعة معافسة النساء لدى رجال ( المجتمع اليثربي) من القوة بحيث دفعتهم إلى تحطيم الحواجز التي أقامتها (النصوص المقدسة) صراحةً وبلا مواربةً مثل : مَنْ يظاهر من امرأته ثم يعتليها قبل التكفير وآخر يركب زوجته وهي حائض أو مستحاضة وثالث يطؤها في نهار رمضان ورابع ينكح امرأة أبيه أو يعاشرها دون عقدة نكاح وبتعبير الخبر فيدخل عليها ، والمملوك الذي يشرع في مفاخذة جارية سيده بادئاً- كالعادة- بتقبيلها، وقد يحدث العكس : المرأة تسعى إلى أجير زوجها ليشبعها ويروي لها ظمأها لعجز زوجها عن ذلك ...إلخ .
كل هؤلاء ذكوراً وأناثاً يعلمون علم اليقين أن الفعل الذي قارفوه حرّمته عليهم الشريعة التي بلّغها محمد ولكنّ نزعة التلاقي بالآخر تغلبهم وتقهرهم وتملك عليهم نفوسهم وعقولهم ووجدانهم وتعطل ملكة التفكير السديد عليهم فلا يرون في ( النصوص المقدسة) إلا قيوداً تحول دون انطلاقهم :- أوس بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري ظاهّرَ من امرأته فوطئها قبل أن يكفـَّر )(37) .
وهذا رجل آخر يرتكب ذات المخالفة : - أخبرنا أبو سلمة ومحمّد بن عبد الرحمن أنّ سلمة بن حجر البياضي جعل امرأته كظهر أمه حتى يمضي رمضان ، فلما مضى نصف رمضان وقع عليها فأتى رسول الله – ص – فقال إعتق رقبة ) (38)
فهذا الصحابي سلمة – أراد أن يتفرغ للعبادة في رمضان ولما كان يشك في قوة إرادته فقد ظاهر من إمرأته طوال ذاك الشهر لكيلا يقربها حتى انصرام الشهر ولكنه لم يصبر أكثر من أسبوعين وفي ليلة النصف بدل أن يحييها بالصلاة والدعاء والذكر والتهجد ...إلخ وثب على إمرأته فوطئها غير عابيء لا بالبمين ؛ يمين الظهار الذي قطعه على نفسه ولا بالنص الذي يمنع ملامسة النساء إبّان مدة الظهار ، لأنّ نزعة التواصل مع الجنس الآخر غلابة قهارة تكتسح في طريقها العقود والمواثيق والأيمان بل والنصوص نفسها .
وهذا آخر لايرعى الصيام حرمة ويسيطر عليه الدافع ويهيمن على نفسه وحواسه ويشلُّ عقله فيسارع إلى امرأته فيعتليها في نهار رمضان غير عابيء بحرمة الشهر وقدسيته ولا بالنصوص الناهية : - ( عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال : بينما نحن جلوس عند النبي- ص – إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكت ، قال : مالك ؟ قال : وقعت على إمرأتي وأنا صائم ) (39)
ولا يقال دفعاً لذلك أن الرجل كان صائماً صيام تطوع لا صيام رمضان والرد عليه أنّه لو كان كذلك لما أسرع إلى محمد لظنه أنه هلك لأنه لو كان صيام تطوع لكان في مقدوره الإعادة كما أن بقية الحديث تقطع بوقوع الامتطاء في نهار رمضان .
وهناك العديد من الأحاديث والأخبار التي تقطع بوقوع ملامسة الزوجات في نهار رمضان وهذا الخبر سقناه على سبيل المثال لا الحصر منعاً من الإملال والإطالة .
***
-( كان لزنباع الجذامي عبد يقال له ( سندر) وجده يقبّل جارية له فخصاه وجدعه فأتى سندر رسول الله – ص – فأرسل إلى زنباع وقال : من مثَّل به وأُحْرِقَ بالنار فهو حر ، وهو مولى لله عز وجل ورسوله وأعتق سندر فقال له سندر : يا رسول الله أوصِ – بي فقال: أوصي بك كل مسلم ، فلما توفي رسول الله- ً – أتى سندر إلى أبي بكر فقال : احفظ في وصية رسول الله – ص – فعاله أبو بكر حتى توفي ثم أتى بعده إلى عمر فقال عمر : إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك ، وإلا فانظر أيّ المواضع أحب إليك فأكتب لك فاختار سندر مصر ، فكتب له إلى عمرو بن العاص أن يحفظ فيه وصية رسول الله – ص – فلما قدم إلى عمرو بن العاص أقطعه أرضاً واسعة ودارا فكان سندر يعيش فيها ، فلما مات ، قبضت في مال
الله )(40-41) .
نزعة التماس بالجنس الآخر شملت الأحرار والعبيد ونرى أن محمداً قابل العبد الذي همّ بالزنا بجارية سيده بالرفق واللين ، خاصة وأن سيده عاقبه عقاباً صارماً . وفي المجتمع اليثربي كان النسوان والرجال على قدم المساواة في السعي إلى الالتقاء بالآخر وفي الصورة السابقة كان الذُكران هم أصحاب المبادرة ولكن الخبر الذي نسوقه بعد قليل يثبت أن النساء لم يكن أقل إقداماً على ذلك ولم يُحل الحياء الأنثوي المعروف دون اتخاذ الخطوة الأولى لشدة النزعة : - ( عن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل قالوا: جاء رجل إلى رسول الله –ص- فقال : أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله فقال خصمه وكان أفقه منه صدق وإذن لي يا رسول الله أن أتكلم فقال له رسول الله – ص – قل ، فقال : إن إبني هذا كان عسيفاً (= أجيراً) على أهل هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم وإني سألت رجالاً من أهل العلم فأخبروني أن على إبني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم ، فقال رسول الله – ص – والذي نفسي بيده لأقضين بينكم بكتاب الله المائة شاة والخادم رد عليك ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام ويا أنيس اغدُ على امرأة هذا فسلها فإن اعترفت فا رجمها فاعترفت فرجمها ) ( 42،43)
ولا يقال إن المرأة كانت مكرهة أي أن العسيف( الأجير) قد أكرهها لأنها لو كانت كذلك لما أمر محمد برجمها لأن الإكراه يرفع الحد ولقالت لأنيس ذلك عندما طلب منه محمد أن يذهب إليها ليسألها فإن اعترفت رجمها ، إذن الفعل تمّ برضاها ولما كان شريكها عسيفاُ ( أجيراً) لديها = لدى زوجها فلا شك أنها هي التي أغرته على ذلك سواء بالقول أو بالحركات أو باللين ..إلخ لأنّ الأجير لا يجرؤ على الاقتراب منها بدون ذلك ؛ الخلاصة أن الخطوة الأولى كانت من قِبَلها ، تحت تأثير النزعة المشبوبة لدى أفراد ذلك المجتمع من الجنسين ، وفي بعض الأحيان كان ذلك الدافع من القوة بحيث يجبر صاحبه ليس على تحطيم (النصوص المقدسة ) فحسب بل على تجاوز الحد الأدنى من الالتزام الخلقي الذي ينبع من الفطرة السوية :
-( عن البراء بن عازب قال : مرّ بي عمي الحارث بن عمر ومعه راية فقلت أين تريد ؟ فقال : بعثني رسول الله –ص- إلى رجل نكح امرأة أبيه فأمر أن أضرب عنقه وأخذ ماله ) (44،45) وتلك الواقعة تكررت وذكرت المصادر تكرارها ما يقطع بأنها كانت شائعة مألوفة .
-( عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : بعثني رسول الله-ص- إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه وأصفّي دمه وفي رواية أخرى وأصفّي ماله ) (46)
وكان الزواج من أرملة الأب معروفاً وليس منكراً في (المجتمع اليثربي) وهو ما يسمى في علم الاجتماع بـ( وراثة النساء) ثم جاء الإسلام فحرمه وسمّاه (فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً) (47) . ولا شك أن الذين مارسوه سواء في ها تين النازلتين أو في غيرهما لا يجهلون ذلك ولكن يبدو أن تلك العادة كانت متمكنة وذات جذور ضاربة في الأعماق خاصة وأنه يحقق الري وإطفاء الشهوة بلا مقابل للرجل : والمرأة تجد لدى الإبن من الفتوة والشباب والقوة ما يعوضها عن ضعف أبيه وهرمه ، خاصة وأن الرجال في ذلك المجتمع كانوا يحرصون على أن تكون الزوجة الثانية والثالثة ... صغيرة السن ليمتع نفسه بها غير عابيء بالفارق في العمر الذي يصل في أحيان كثيرة إلى ثلاثين أو أربعين عاماً فلما يموت تسعد بالالتقاء مع ابنه الذي قد يكون نديداً لها أو أصغر منها ليعطيها ما كانت محرومة منه أيام أبيه .
( من كتاب مجتمع يثرب بين الرجل والمرأة في العهدين المحمدي والخليفي – الكاتب خليل عبد الكريم – سينا للنشر القاهره .)
يتبـــــــــــــــــــــــــــــع
37- أورده ابن عبد البر في الاستيعاب المجلد الأول ص 118 سابق .
38- أسد الغابة في معرفة الصحابة لـ عز الدين بن الأثير الجزري ص 430 من المجلد الثاني
د . ت . ن . مطبعة دار الشعب بـ القاهرة .
39- الشرح الكبير لابن قدامة المقدسي، على هامش المغنى المجلد الثالث ص330 الطبعة
الأولى دار الغد العربي بالقاهرة .
40-الاستيعاب ابن عبد البر المجلد الثاتي ص 664 مصدر سابق.
41- أسد الغابة ابن الأثير الجزري المجلد الثاني ص664 مصدر سابق.
42- سنن الدارمي المجلد الثاني ص177مصدر سابق .
43- مسند الربيع الجزء الثاني ص47 مصدر سابق .
44- الاستيعاب بن عبد البر المجلد الأول ص 295 مصدر سابق .
45- المغنى ابن قدامة المجلد السابع ص 539مصدر سابق .
46 – مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة للشهاب أحمد أبي بكر البوصيري تحقيق موسى
محمد وعزت علي عطية الطبعة الأولى 1983م دار الكتب الاسلامية مصر .
47- الآية الثانية والعشرون من سورة النساء .



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (3-2) المرأة في مجتمع يثرب ...؟
- المُفتَرِسون والمُفتَرَسون ولله في خلقه شؤون ...؟!
- 1-( 3) المرأة في مجتمع يثرب ..؟
- (2) مجتمع الصحابة ..؟
- يشترط لإباحة الخلوة الشرعية في دوائر الدولة إرضاع الموظفة زم ...
- (1) مجتمع يثرب قبل الإسلام ..؟
- العدالة العلمانية ....؟
- مجتمع يثرب .. العلاقة بين الرجل والمرأة ...؟
- مسلسل مهاجمة وتهديد القباط في مصر .. من هو المحرّض المقدّس.. ...
- حجب الرأس ..حجب العقل .. حجب المعرفة .. قرصنة عصرية ؟
- ديمقراطية علمانية ولا بديل ... ؟
- ديمقراطية أردوغان المكشوفة .... ؟
- هل هؤلاء الذين يقتلون المسلمين الأبرياء هم إسلام ومثواهم الج ...
- هل من المعقول أن تُضرب المرأة في هذا العصر ولو بزهرة ..!؟
- هل هناك أحد يسمي ابنه معاوية في الوطن العربي كله وشمال إفريق ...
- نضال العمّال مستمر رغم تبدل الأُطر السياسية ..؟
- العلمانية وفصل الدين عن الدولة في الإسلام ، خوارجية . والقاه ...
- (أحلام انتخابية ....(3
- ( أحلام إنتخابية ....؟ (2
- أحلام إنتخابية ....؟


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - (4-1) مجتمع الذكور والإناث ...؟