المُفتَرِسون والمُفتَرَسون ولله في خلقه شؤون ...؟!

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

خلق الله فصيلة السباع من أسود ونمور وذئاب لتفترس حيوانات أليفة بريئة من أرانب وأغنام وغزلان ، أي أن الخالق خصص هذه الفئة القوية من الحيوانات بافتراس فئات أخرى ضعيفة .. ولا أحد يستطيع أن ينكر هذه الواقعة ( حتمية افتراس السباع لغيرها من الحيوانات ) في هذه الواقعة الصارخة أين هو موقع العدالة ... من أن يخلق الله حيوانات شرسة مهمتها قتل الحيوانات الأخرى والتغذي بها بل اعتبار الغذاء الوحيد لها من لحوم تلك التي افْتـُرِسَت ! مع أن المُفترِس والمُفتـَرَس يعيشان في بيئة واحدة وهم جوار وربك أوصى بسابع جار ..؟
السؤال ما ذنب المُفتَرِسون إذا حكمنا عليهم أنهم مجرمون وسفاكي دماء ، إذا كان الله هو الذي خلقهم على الافتراس وحياتهم معلّقة عليه ... وهل إرادة الله في مثل هذه الحالة ضد الحق والعدالة .. أم أن لعبة الخليقة توجب وجود المُفتـَرٍس والمُفتَرَس وانها عدالة الخالق .. أو عدالة الأقوياء وان الموت هو نهاية أي مخلوق مُفـْتـَرساً أو طبيعياً وبالحقيقة لاموت طبيعي فهناك جراثيم وفيروسات قادرة على الفتك والافتراس بالإنسان والحيوان على طريقتها ..
هل من دين سماوي أو وضعي يعطي حق الافتراس للمفترِس الذي يستمد حقه ووجوده ونزعته الافتراسية إلى الخالق ، كل الأديان تنكر أن يكون لأي قوي من إنسان أو حيوان حق افتراس غيره ..
ولكن هل ما يجري في العالم هذه الأيام وامتداداً لتاريخ افتراسي طويل من تفسير منطقي ، وهل يمكن لضعيف أن يسود ويقهر ، وهل كان انتشار الإسلام إلا بالقوة ، وهل المسلم الذي يُسلِم وحدّ السيف على رقبته هو مؤمن ولا إكراه في الدين صار في خبر كان ..؟ وهذا الظواهري الداشر في متاهات افغانستان وجحورها يبشر بإمبراطورية سورية الكبرى الإسلامية ، وناقلاً صورته وصوته عبر فضائيات من اختراعات الغرب الكافر ويتعالج بأدويتهم ويستنير بكهرباء الملحد أديسون , ويقوّي الرأس الذابل ويرفعه بشموخ بواسطة الحبة الزرقاء صنع الكفرة .. والبندقية التي تجاوره صنع ...؟ !
هل الخلافة الإسلامية على امتداد قرون قد قامت على الديمقراطية أم على منطق قوة الأقوى ( المفترس ) والشعب المُفتـَرَس لا حول له ولا قوّة ، وطبقية القوة تبدأ بأحقية أهل البيت بالخلافة والحكم ثم تأتي الطبقة الثانية لها حصة أكبر من غنيمة القوة
( الافتراس) وهم العرب ، وأما لبقية الشعوب غير العربية ( الموالي) والمُفترَسةِ لهم الفتات ونصيبهم في الجنّة مع أنهم هم الذين أغنوا تراث الثقافة الإسلامية بعلمائهم ومبدعيهم وبالأخص العنصر الفارسي منهم ..
والآن أمريكا والغرب الكافر أقوياء وعلى كافة المستويات المادية والاقتصادية والتكنلوجيا الحربية والسلمية أي أنهم بمركز القوة وإذا طبقنا مبدأ الافتراس الإلهي ومن منطلق القوة المرافقة للحق فإن المتغطرسين من أمريكان وغيرهم هم المفترسون وبقية الشعوب الضعيفة مفترَسةٌ وبكل جدارة وبموافقة من القدرة الإلهية التي قلبت الأوضاع وجعلت من المُفترٍسين سابقاً مُفترَسون حالياً
ولما كانت إرادة الله هي التي تُنفّذ والمفترسون هم السباع وماذا تفعل الخراف والحملان والأرانب والغزلان في غابة الأقوى سوى الدعاء ليجيرهم من حملة افتراسية تنقلهم إلى مصافي الشهداء ولهم الجنة وهي بالنتيجةالأفضل للمثفترَسين الضعفاء الأبرياء..؟!

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل